|
Re: كتائب الظل، وميزانية الظل، مكانا وين؟ (Re: عمر التاج)
|
نبذة عن جيش ((الظل )) الذي اعترف بوجوده علي عثمان محمد طه
تابعنا اللقاء الذي أجرته قناة 24 مع علي عثمان محمد طه ، في نظري كان اللقاء مهماً ، حيث انه كشف وزن علي عثمان طه داخل حكومة حزب المؤتمر الوطني ، لكن القنبلة الموقوتة التي فجرها الأستاذ طه هي قصة جيش الظل التي كان ينكرها النظام لعدة سنوات ، او ما يعرف بالجيش الموازي ، كان هناك همس وغمز عن حقيقة وجود هذا الجيش السري ، وطبيعة تشكيله ، وأين يتم تدريب كوادره وطريقة اختيار العناصر ، لكن الأهم من كل ذلك ما هي مهام هذا الجيش ؟؟ حتى البي بي الإنجليزية اهتمت بهذه المقابلة ووصفت هذا الجيش ب shadowed Malesia ، لكن الأستاذ طه أجاب عن مهام هذا الجيش الخفي أو جيش الظل من دون أن يدرك ذلك ، وهو رجل حذر في تصريحاته ولكن ضغوط المرحلة الحالية جعلته يعترف ، صحيح انه بعث برسالة تهديد مبطن ولكنه كشف عن سر لا يفترض ان يبوح به ، لم يكن الهدف من هذا الجيش حماية الوطن وحدوده والبلاد وامنها ، أو الهدف منه حماية الوطن من الطامعين من دول الجوار ، لأن الأهداف القومية النبيلة لا يُمكن خدمتها في الخفاء ، فكان هذا الهدف من هذا الجيش هو حماية الحركة الإسلامية ، وهذا الكيان يشمل رؤوس الدولة والمتحزبين وطبقة رجال الأعمال المؤيدة للنظام. وهو جيش غامض يتدخل فقط لحماية النظام ولا علاقة له بتأمين حدود الوطن . وأسترسل طه في الحديث ، حيث قال أن هذا الجيش مستعد لتقديم التضحيات في سبيل تامين الدولة ، حتى يُمكنه ان يدير دولاب الدولة بالكامل ، ولم يشير الأستاذ/علي عثمان إلى موارد هذا الجيش الذي (نعرفه ) كما قال ، فهل يصرفون عليه من الميزانية التي يناقشونها في المجلس الوطني ، أم ان هذا الجيش يتم تمويله من مصادر لا يُمكن الإفصاح عنها ، هذا السؤال يقودنا أيضاً لميزانية (( الظل )) التي يديرها الدكتور عوض أحمد الجاز ، وهي عبارة عن محفظة استثمارية تصل لمبلغ 500 مليار دولار امريكي ، وهي تتنوع بين عقارات وأرصدة بنكية وأسهم في شركات أجنبية ، وقد تم إكتناز هذا المبلغ من عوائد البترول ، وهو عبارة عن تأمين مالي وخطة معاشية في حالة سقوط النظام ، وقد أختصر علي عثمان دولة ((الظلال )) في المليشيا ، لكن هناك ظل في كل مرفق حكومي في السودان. واللجوء لدولة الظل يأتي عندما تنعدم الثقة في الأجهزة الرسمية ، في المانيا النازية أنشا أدولف هتلر ما يعرف بعملية ((فالكلاري )) ، وهي عملية كان الهدف منها إستعادة النظام لو تعرضت القيادة للقتل من قبل قوات الحلفاء ، ولكن هذا الجيش تم إستغلاله للإنقلاب على هتلر بعد تدبير عملية إغتيال فاشلة ، في السودان بدأ تأسيس هذا الجيش قبل إنقلاب البشير في يونيو 1989 ، وتم تدريب هذه الكوادر في ايران بقيادة الدكتور نافع علي نافع وقطبي المهدي ، وقد شارك هذا الجيش في الرصد والإعتقالات وحماية مراكز الاتصالات في ليلة الإنقلاب ، وقد كان له دور بارز في إعداد قوائم المفصولين وتصفية الخصوم. هذا الجيش موجود في الخدمة المدنية مثل شركة الكهرباء والاتصالات والبنوك ، بل حتى بعضهم يعمل في ديوان الزكاة والصندوق القومي للتأمين الإجتماعي ، هو ليس خفياً لدرجة ان نقول انهم اتوا من السماء ، هم بيننا ، يسيرون بين الناس كبشر موادعين ويقتلونهم عندما تحين الفرصة . أين جيش الظل من أحداث اليوم؟؟ الأحداث المتسارعة هي التي اقتضت ظهور هذا الجيش ولكنه لم يكن بالكفاءة المتوقعة ، ولم يتوقع هذا الجيش المجهول أن تترصده كاميرات الناشطين وتفضح امرهم ، شارك هذا الجيش بوضوح في بداية الإنتفاضة ، بدأ أفراده يظهرون بزي مدني وهم يحملون السلاح ، وكانوا يطلقون النار بدون تنظيم ويقتلون كل هدف متحرك وبدون فرز ، من عيوب هذا ا الجيش أنه تم تدريبه على مواجهة الإحتجاجات في الخرطوم فقط ، ولم يتوقع المؤسسون تزامن المدن في الانتفاضة مما يعيق حركته ، كما أن وجود أجهزة الامن الرسمية مثل الجيش والشرطة واللتين قللتا من فاعلية تحركه على الأرض ، فلا أحد يريد تحمل مسؤولية قتل الضحايا ، وهناك فرضية ماثلة للعيان مثل أن يسقط النظام وتكون هناك محاسبة . لذلك لجا جيش الظل لاخفاء هوية افراده ودسهم بين حشود المتظاهرين وعدم الاحتكاك مع الأجهزة الرسمية ، وهو يقوم بالقتل عندما تكون هناك سلمية في التظاهرات ، وعندما تحدث فوضى أو عملية تخريب لا يتدخل هذا الجيش الخفي ، لأن ذلك يخدم الرسالة الإعلامية للنظام وتصوير الامر بانهم يتعاملون مع متفلتين امنياً ، وهذا الجيش الموازي يلجا لتدمير الممتلكات الخاصة والعامة حتى ينسب التهمة للمتظاهرين ويثير غضب الرأي العام فلا يتحمس الناس للتظاهر . وخاتمة المطاف ..هل هذا الجيش قادر على تركيع الشعب ..بالتأكيد لا ، فلو فشلت الأجهزة الرسمية في التعامل مع الاحتجاجات فإن جيش المليشيا لن يصمد أيضاً لو ارتفع صوت الشارع ، وسوف يكون كل منتسب لحزب المؤتمر الوطني في دائرة الشبهات ، والمجتمع السوداني الحانق على الإنقاذ ، وهو يرى دماء الشهداء في الطرقات هو الذي يصفي هذا الجيش من منابعه في الأحياء . منقول..
|
|
|
|
|
|
|
|
|