|
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) (Re: عبدالعظيم عثمان)
|
التحية للثورة السودانية ولشهدائها ومصابيها ومحابيسها ولكل جيل البطولات من ثوارها والثائرات فيها بعديل الهتاف السلمي على غضبه، والسائرين في مسرات الثورة بزين الزغاريد والفأل الأطيب بالحياة والأقوى من القتل ذاته.. ولو إنها تأخرت، فالآن قد هلت بنصرها البشائر.. من كل حدب ومن كل صوب وكل فج وفجة، ودعاشات النصر، نكاد نتنسمها، هبّت إلينا من القبل الأربعة.. مضمخة بعطر الحرية.. فلا السجن باق على حاله من بعد ديسمبر، ولا السجان أمسى بقادر.. الآن، مهما تأخرت شمس الخلاص، فما بقي لصبح هذه البلاد، إلا أن ينجلي.. وحتما، فمنصورة وستنتصر هذه الثورة.. ولو استبأطها الناس أو هم استعجلوها لأمانيهم وليس لحين نضجها.. نصرها معلن مسبقا.. معلن في غضبة هذا الجيل العارم بالرغبة في الحرية، وفي كل هذه الزغاريد الواثقة.. معلن في تلك الجسارات اليومية الفريدة والمشهودة، وفي المبادرات المفارقة للمعتاد.. وفي هذا الحس بالوحدة وبالتفاؤل الكبير بالوطن.. كل الوطن.. نصرها معلن وواضح، رغما عن قناصة الموت وعن مسيل الدماء، وعن أراجيف المرجفين من سدنة الإنقاذ.. وغصبا عن الأحزان وعن الترويع وعن التخذيل والتخويف ومحاولات التفريق، ورغم أنف السجان والسجن وبيوت الأشباح والآلام والأزلام والأقليم المتوجس والإعلام المتآمر؟
قبل يومين تلاتة قرأت لياسر الشريف عبارة هي من أصدق وأبلغ الوصف للحالة الثورية الراهنة: كتب ياسر: (الثورة دي نارها مسكت تب)!! أو ربما قريبا من هذا.. لا أذكر النص بالضبط.. ولكنه صحيح وصادق.. وهذا التعبير الشعبي فيه وصف عجيب، شاهق المعنى ولهيبو يشابي.. وعليه: فالرهان لم يعد وليس على مكان بعينه، بل على كل هذا البلد.. وليس على فرد بعينه أو حزب واحد أو جبهة أو تحالف بعينه، بل على كل هذا الشعب السوداني.. بالأمس عطبرة ودنقلا والفاشر وبورتسودان وكريمة والقضارف والخرطوم والنهود والأبيض ومدني وغيرهن.. واليوم أم درمان والخرطوم وبحري وغيرهن.. وغدا نيالا وكسلا وسنار والمجلد والضعين وغيرهن.. كلهم سيأتون. وعلى البغاة ستدور الدوائر.. مدينة مدينة وولاية ولاية إلى حين هبة واحدة موحدة على قلب وطن موحد واحد.. حبل الثورة على الجرار، والمنسأة التي كانت وظلت تتآكل، فباقيها وباغيها، ستأكلهما هذه النار.. على مدار ثلاثة عقود المسغبة الوطنية، فإن الثورة السودانية على هذه الأحوال (الإنقاذية) الكارثية، قد كانت ودوما في حكم الحتمية التاريخية، ولكنها ظلت رهن الكمون والاختمار في صدر هذا الشعب المظلوم، كما انحبست رهينة للمتاجرات الدينية والسياسية والمغامرات العسكرية وللتخويف والشكوك والتأجيل والتعطيل الخ الخ.. أما الآن: فهي نار الشعب.. يقينا.. وقد مسكت.. مسكت تب..
اليوم: كتب علي عسكوري في مقال له في سودانايل: {إن قوى التاريخ لم تُهزَم قط... بل الحقيقة هي؛ أن قوى التاريخ وتقلباتها لم تُسقِط فقط دويلات متهافتة كالإنقاذ، بل هزمت إمبراطوريات.. امبراطوريات كان لها صولجان وأباطرة وملوك حكموا غالب الأرض من أقصاها الى أقصاها، لكنهم الآن ذكرى غابرة، أغلبهم فى المزبلة المعروفة!} وكثير مما في هذا المقال لعسكوري، عن المقاومة وكيف أصبحت ثقافة للشعب، وعن الرفض الذي تجده الإنقاذ من جيل تدعي أنها ربته، فقد تردد صداه في المخاطبة بخصوص موكب أمدرمان، وكذا عن المشاركة الباسلة للنساء بالذات، التي بثها المؤتمر السوداني بصوت وصورة رئيس الحزب السابق (ابراهيم الشيخ) ونشرها ياسر الشريف في المنبر قبل قليل. ====
بمخزونها وخبرتها الوطنية والسياسية وحجمها في الوجدان وبالسكان، فإن وعد أم درمان هو بالفعل وعد كبير جدا، وأثرها في اضرام الرفض العام الشامل وفي تزخيم المد الثوري وتشوينه، قد يكون هو الأكبر.. فهل يكون أثرا حاسما؟ ولكن الأهم، إن لم يكن اليوم، ففي غد إذن.. لن نحبط ولن نشك.. سنؤمن بالثورة وبالشعب السوداني في أمدرمان وفي كل مكان.. أو فلنذكر: أن الرهان إنما هو رهان على كل هذا الشعب الوصلت معاهو الحد: في كل المدائن وفي كل القرى وفي كل الأرياف، فكل أطياف أهل هذا البلد ظلت حبلى بالوجع ولا مخاض، وبقيت تجهض في آمالها وتنزف من روحها ومن نفوسها منذ ثلاثين حول وحول.. ====
منذ يوم عطبرة، فهذه الثورة قد انتصرت.. حتما مقضيا.. أظنها تتباطأ وتحبس زغرودتها الكبرى لريثما نستعد ونجهز ونعد لما بعدها.. ولذا فمعذرة يا عبد العظيم، فنسبة لضعف أو عدم امكانية تداخلي المنتظم بهذه الأيام، فهذه فرصة من هنا، وحسب متابعتي المتقطعة للمنبر، أن أحيي الإخوة الأساتذة عبد الصمد وصلاح ع. فقيري وأمين صديق ومحمد النور كبر ومولانا م. ع. طه الملك وعادل أمين وكمال عباس والأستاذ الكبير عبدالعزيز الصاوي وربما آخرين لم أعلمهم، وهم من الذين لاحظت انشغالهم بالتفكير والتفاكر والكدح الذهني بخصوص هذا الذي بعدها.. يعرفون إنها ثورة منتصرة.. ويفكرون فيما بعدها.. لعهد سوداني جديد.. عهد من حرية وسلام وعدالة، وديمقراطية مستدامة..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | عبدالعظيم عثمان | 01-08-19, 08:36 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | عبدالعظيم عثمان | 01-08-19, 08:40 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | مامون أحمد إبراهيم | 01-08-19, 09:06 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | عبدالعظيم عثمان | 01-08-19, 09:23 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | عمر دهب | 01-08-19, 09:24 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | Yasir Elsharif | 01-08-19, 10:34 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | munswor almophtah | 01-08-19, 10:55 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | munswor almophtah | 01-09-19, 00:16 AM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | احمد حمودى | 01-09-19, 01:35 AM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | معتز عبدالله | 01-09-19, 01:52 AM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | عبدالعظيم عثمان | 01-09-19, 05:52 AM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | هاشم الحسن | 01-09-19, 10:13 AM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | محمد البشرى الخضر | 01-09-19, 01:25 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | عبدالعظيم عثمان | 01-09-19, 02:02 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | عبدالعظيم عثمان | 01-09-19, 02:02 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | كمال عباس | 01-09-19, 02:54 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | Hassan Farah | 01-09-19, 04:38 PM |
Re: بكرة أمدرمان في الموعد (ثورة حتى النصر) | Hassan Farah | 01-09-19, 04:44 PM |
|
|
|