هل يستوعب الإخوان الدرس ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 07:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2018, 11:56 AM

علاء خيراوى
<aعلاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: علاء خيراوى)

    ومقال مترجم آخر

    تخطى حاجز الاخوان المسلمين
    ىنشر في الراكوبة يوم 17 - 09 - 2013

    المهمة القادمة لإنقاذ ثورة يناير و الديمقراطية
    بقلم: شموس كوك و رضا فيوزات
    ترجمة: علاء خيراوى
    1
    عندما بدأ الجيش المصري التحرك ضد "جماعة الإخوان المسلمين" ظنّ العديد من المراقبين أن تحركا مماثلا سوف ينال من الثوريين انفسهم الذين طالبوا في مظاهراتهم الضخمة بطرد الرئيس مرسى من حكم مصر.

    وهنالك دلائل عدة اشارت الى ان الامر قد بدأ بالفعل فى الإشارة الى القمع الحكومي ضد إضرابات العمال في شركة السويس للفولاذ وشركة سيف للبترول ، حيث اُتُهِم العمال المضربين بالخضوع للجماعة

    و لقد تطور الامر بشكل نوعى عندما شهدت القاهرة تفجيرين ارهابيين استهدفا كبار المسؤولين الحكوميين، فضلا عن زيادة أعمال العنف في منطقة سيناء، الامر الذى ادى الى استحضار سيناريو سوريا للمشهد المصرى كمصير حتمى اذا ما فشل الثوريون فى اخذ زمام المناورة من جديد من الجيش و الاخوان المسلمين و العمل على انقاذ مصر من براثن الصراع الذى بدأت بوادره ظاهرة للعيان
    و الذى لا شك فيه ان قوة جماعة الإخوان المسلمين قد اضعفت إلى حد كبير جدا، على الأقل في الوقت الراهن،فلقد اثبتت المظاهرات الأخيرة ان مقدرة الجماعة على الحشد الجماهيرى قد تضاءلت بعد ان قامت السلطات بفض الاعتصامات و ذلك لعدم وجود الدعم الكافى لها في الشارع المصرى
    .
    و لقد أظهر استطلاع أخير للرأي أن 67 في المئة من المصريين ابدوا رضاءهم التام على الطريقة التي تمت بها فض إعتصامات رابعة و النهضة. و مع وجود الكثير من قيادات الإخوان في السجن و ازدياد الرفض لهم من قبل الكثير من جموع الشعب المصرى صارت الرغبة من الكثيرين واضحة فى ان تختفى الجماعة الى الابد من المشهد المصرى و من و ذاكرة الاحداث

    و يستمر التحرك ضد جماعة الإخوان المسلمين ليأخذ مؤخرا شكلا قضائيا يهدف الى إلغاء الوضع القانوني للجماعة كمنظمة غير حكومية وذلك في أعقاب هجوم بالقنابل على مركز للشرطة في وسطالقاهرة يوم الاثنين، 2 أيلول/سبتمبر

    و للمتابع للاحداث يستطيع فقط ان يتفهم استمرار الفوضى في مصر عندما يضع الامر في سياق أوسع فى قراءة الأحداث الأخيرة، وعندها نستطيع ان نسلط الضوء على ما ينبغي فعله فى المستقبل.

    فإستعمال القوالب السياسية فقط فى إلى إدانة العنف لن يفسر الا القليل جداً منه، لا سيما عندما ترى لماذا لم تتوافق مشاعر معظم المصريين مع مشاعر المجتمع الدولي حول ما حدث و يحدث مصر، فالعملية الثورية في مصر لا شك انها تبدو متناقضة بصورة مميزة و لذلك فهى تتطلب إجراء تحليل خاص لفك طلاسمها السياسية

    ففي عام 2011، أدت موجه الاحتجاجات الثورية الأولى لنهاية نظام الدكتاتور مبارك بإعلان تنحيته عن الحكم بواسطة نائبه تحت ضغط المؤسسة العسكرية و جموع المحتجين وليس الاطاحة الكاملة للنظام. و كانت الظروف الاجتماعية التي أدت إلى سقوط مبارك تتمثل فى شعور عام باليأس حول ظروف الحياة اليومية من غالبية الشعب المصري، معظمهم من فئة العمال و والفقراء و كذلك الطبقات الوسطى التى دمرت اقتصاديا .

    لم يخرج الشعب المصري إلى الشوارع على ارضية واضحة و إتفاق مسبق فى كيفية التخلص من البؤس المدقع. لم يكن هنالك اتفاقيات الحد الادنى للمسير بعد الخلاص من حكم امتد الى اكثر من ثلاثين عاما. فما كان لهم سوى التعبير عن شعورهم بالإحباط و التنديد بأوضاعهم بشكل عام. فلقد تبلور لهم ذلك النظام المعقد الظالم فقط في شخص مبارك حيث طالب الناس في الشوارع برحيله ، و رأت الجموع الغاضبة فى الرحيل الخلاص الناجع لمشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية

    وفي تلك المرحلة المبكرة و الغير ناضجة من عمر الثورة المصرية استطاع اى شخص او اى جهة صغيرة او كبيرة كانت خارج السلطة ان تكون جزء منها و ذلك بأن تسجل فقط فى دفتر يوميات الثورة انها كانت ضد النظام القديم و انها قد ناضلت و بذلت الجهد للقضاء على حكم مبارك . " و جماعة الإخوان المسلمين تمثل افضل نموذج لهذه المجموعات فبإستخدمها لقدراتها التنظيمية الهائلة حيث مثل كل مسجد في كل قرية في مصر لوحده منظمة فرعية جاهزة للعمل بإسم تنظيم الاخوان المسلمين لتلحق متأخرة بركب المنادين بنهاية عصر مبارك

    وكان الشباب من جماعة الإخوان المسلمين هم الذين اجبروا قياداتهم للانضمام إلى الثورة، فإنضموا مضطرين ، الا انهم سرعان ما عملوا على الحد من مواصلة تعميق المطالب السياسة للثورة، فنجحوا فى تجميد شعارات الثورة فى مرحلها الاولية التى فشلت تماما فى سبر اغوار النظام العميق لمبارك. ففشل شعار "الإسلام هو الحل" فى مرحلة تنزيله لارض الواقع بعد توليهم الحكم فى إيجاد اجابات لكثير من مطالب الثورة

    و بعد سقوط مبارك، هرع الإخوان المسلمين لتبنى ذات النظام الذي كان يدعم مبارك بكل تفاصيل سياساته و ارتباطاته بالأجهزة الأمنية لحكومة الولايات المتحدة و جميع علاقاته بأجندة النيوليبرالية للمؤسسات المالية اﻹمبريالية الغربية تحت رعاية صندوق النقد الدولى . باختصار إختارت جماعة الإخوان المسلمين ان تتلبس كل خطايا النظام القديم، بينما لبست قناع خارجى سميك، فقط يدعو لتطبيق مبادئ إسلامية للظهور بمظهر يقنع اعضاء الجماعة الملتزمين فقط مع تجاهل لباقى قطاعات المجتمع المصري و لا عزاء للثورة

    و من خلال نظام انتخابي مهزلة قرر الاخوان المسلمون ان يتحالفوا مع النظام العسكري فى الفترة الإنتقالية الاولى، على الرغم من التناقضات الظاهرة في ذلك التحالف الا انهم اشاروا الى انه كان ضروريا في ذلك الوقت لضمان الحفاظ على السيطرة المشتركة على الثوار مع العمل على إرغام الجميع على تقديم التنازلات الضرورية لفرض واقع معين على الحياة فى مصر بعد الثورة ، و كانت النتيجة ان استمر ذات السخط الاجتماعي والاقتصادي الأوسع نطاقا الذى ادى الى الثورة ضد نظام مبارك فى المقام الاول ، و ليس هذا فحسب بل ازدادت مطالب الجماهير إهمالا و هجوما حتى على شرعيتها

    فالديمقراطية الحقيقية بكل المقاييس المعروفة لا تتمثل فى وجود انتخابات أو شكلاً من أشكال الحكم البرلماني فقط . فإذا ما رفضت أي حكومة ان تراعى مصالح الجماهير فإنها اذا تكون حكومة غير ديمقراطية

    إذ ان الديمقراطية الحقيقية يجب تضمن حق التنظيم للطبقة العاملة للحصول على تنازلات من أرباب العمل والنخبة بشكل عام، فضلا عن يكون لها دور حقيقي من خلال المنظمات التمثيلية المستقلة في اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على حياتهم. استناداً إلى هذه المؤشرات، يمكن أن نرى أن الاتجاه السياسي الذي اتخذه تحالف الإخوان المسلمين مع المؤسسة العسكرية كان مناهضا للديمقراطية، حتى و لو إدعت جماعة الاخوان المسلمين خلاف ذلك

    لقد شهدت الفترة التى اعقبت سقوط نظام مبارك ظهور تكوين جديد للنقابات العمالية المستقلة، ومن الطبيعي تماما، ان تذدهر مثل هذا التنظيمات فى تلك الفترة كتطور طبيعى للاشياء التى وجدت من المناخ الثورى الحر واقعا ملائما لممارسة حقوقهم الديمقراطية المكتسبة و تأكيد سلطتهم من خلال عملية التفاوض للحصول على ظروف عمل و معيشة افضل. وبدأ عدد هذه النقابات الجديدة فى الازدياد الكبير كنتيجة طبيعية و متوقعة للفضاء السياسي الذى افرزته الثورة

    و لقد شهدت الإضرابات العمالية تصاعدا لسنوات سبقت سقوط نظام مبارك، فعلى سبيل المثال و فى عام 2008 كان هنالك إضرابا عاما. و من احد تقارير مشروع بحوث و معلومات الشرق الأوسط نقرأ الاتى:
    وعلى الرغم من القدرة المحدودة للنقابات المهنية و العمالية المستقلة التي أنشئت حديثا و منذ عامين ونصف على المستوى الوطني ، فلقد صعّد العمال من حركاتهم الاحتجاجية التي بدأت في أواخر التسعينات. ففي العقد الذى سبق الإطاحة بمبارك شارك ما يزيد عن 2 مليون من العمال في 3,400 إضربا اوغيرها من الأعمال المطالبية الاخرى. وكان العدد الإجمالي للمشاركين فى هذه النشاطات فى عام 2011 حوالى 1,400 عاملا و وصلت إلى 1,969 في عام 2012. وطبقا للمركز المصري للحقوق الاجتماعية ففي الربع الأول من عام 2013 كانت هناك احتجاجات عمالية ذات مطالب اجتماعية واقتصادية بلغت 2,400 ، على الأقل نصفهم شهد مشاركة من المهنيين الأطباء والمهندسين والمعلمين

    و الحقيقة ان حكومة مرسى قد إتخذت موقفا واضحا جداً ضد مطالب الحركة العمالية الجديدة التي كانت تهدف الى تمكين الحوار الاجتماعي السياسي والاقتصادي وتحقيق مكاسب لبعض الحقوق الأساسية.

    و قد تطابقت فى واقع الامر التصريحات العلنية للاخوان المسلمين مع وسائل الإعلام النخبوية مع المؤسسة العسكرية عندما اجمعوا على توصيف الاحتجاجات العمالية بالانانية و الابتزاز فى محاولات لتجريدها من الشرعية و قفل الباب امام ظهور اى احتجاجات مطلبية اخرى
    و لقد ذهب المتحدثون الرسميون لجماعة الاخوان المسلمين فى فترة حكم مرسى الى ابعد من ذلك حيث وصفوا هذه الاحتجاجات بأنها اعمال "مضادة للثورة". اى ان التحالف الاخوانى العسكرى احتكر لنفسه تمثيل مطالب الثورة الحقيقية اما المطالب التى كانت غذاء و وقود الثورة نفسها فهى لا تعدو ان تكون الا افعال مضادة للثورة!
    ( و نواصل المقال فى الجزء 2)
    الرابط لاصل المقال كاملا
    http://www.counterpunch.org/2013/09/...-next-barrier/http://www.counterpunch.org/2013/09/...-next-barrier/

    2
    فى الجزء الاول وضحنا كيف ان حكومة مرسى طوال فترة حكمها كانت قد تبنّت موقفا معاديا واضحا ضد المطالب الاقتصادية و الإجتماعية التى نادت بها تنظيمات العمال. و بالطبع لم تكن كل قطاعات النخب تشاركها ذلك العداء ، على الاقل ليس علنا. فلقد اقرّ بعض اعضاء الائتلاف الحاكم بصعوبة ان لم يكن استحالة الوقوف امام امواج المد العمالى الهادر الذى تمثل فى الاحتجاجات المطالبية فى مناخ حر ديمقراطى ولِد من رحم ثورة يناير. ولذلك اختاروا الإلتفاف حول هذه المطالب بالعمل على إستمالة بعض قادة النقابات العمالية و إدماجها في الحكومة.

    و كان الخطأ الاستراتيجى الذى ارتكبه الإخوان المسلمون هو ذلك الانحياز الواضح إلى النظام القديم أثناء تطور العملية الثورية و فى الوقت الذي خرج الغضب الشعبى كعملاق من قمقمه للفضاء الحر بعد عقود طويلة من الكبت المنظم . وحين أعطى المصريين الإخوان المسلمين بعض الوقت للتصرف بحكمة فى شئون البلاد لم يعنى ذلك ان هذه الطاقة الثورية التى تفجرت كانت سهلة او من الممكن إضعافها او القضاء عليها.

    و بدلاً من معالجة أزمة البطالة في صفوف الشباب بالوسائل الثورية، تجاهل الاخوان المسلمون ارتفاع معدل البطالة االكلية من 9 في المائة في عام 2011 الى 13 في المائة، مع بلوغ نسبة البطالة بين الشباب حاجز ال25 في المائة. و لقد ظنّ الإخوان المسلمون أنهم يمكن لهم قيادة دفة سفينة الثورة الاكبر فى تاريخ مصر دون ان يقوموا بأى إجراءات "ثورية" لمعالجة القضايا الهيكلية التي كانت هى نفسها الوقود للمحرك للمركب الذى حملت الثورة الى شاطئ الخلاص من نظام مبارك. و الثابت انهم ذهبوا الى اخر الإتجاه العكسى ضد الثورة بالعمل على إبقاء و الحفاظ على ذات الظروف التى ثار الشعب ضدها.

    و منطق الاشياء يقول أن ثورة على مقياس مصر و شعبها سوف لن تظل خانعة في مواجهة هذا الإهمال المنظم و المستفذ. و في الواقع و طوال فترة حكم مرسى كان هناك نشاط غطى جميع الطبقات الاجتماعية للمصريين الذين تعلمت من تجربة ثورة يناير 2011 كيف يُسمِعوا اصواتهم من اجل التغيير ، فواصلت نقابات العمال الإضرابات، و اخذت مجموعات طلابية وغيرها تتشكل فى منظمات و هيئات رفعت شعارات ضد التغييب و من اجل التغيير، و كانت النتيجة التجاهل الكامل للاستجابة لمطالب الكرامة التى نادى بها الجميع. و ادت كل هذه الانشطة المستمرة فى نهاية المطاف لأن تُبعث الحركة الثورية من جديد كمعارضة مباشرة لاجهزة الدولة التى كانت فى هذه المرة تحت قيادة الاخوان المسلمين.

    و حينما غطى الهيكل الجديد للدولة سربالُ الدين، ليُستعمل كغطاء لمآسي الاقتصاد والسياسة القديمة التى ما زالت راسخة في مكانها، كان من الطبيعي أن المعارضة الأكثر حراكا و اعلى صوتا ستوجه ضد هذه الصفة المضافة (الدِين) للمشهد السياسى فترآى للناس ان الخطاب الدينى اصبح مرادفا لتجديد الدكتاتورية التى ظنوا انها قد ذهبت الى غير رجعة. ومن ثم كان المطلب الرئيس لمظاهرات 30 تموز/يونيو و 3 حزيران/يوليو الضخمة هو الإطاحة بالإخوان المسلمين الذى جسّده الرئيس مرسى. فتجددت روح الثورة و استردت تركيزها و اعادت إشعال نارها و سارت نحو ازالة عقبتها الجديدة التى يتعين التغلب عليها في طريقها نحو الكرامة الاجتماعية والاقتصادية.
    والحقيقة أن الجيش قد قام بإستخدام الإخوان المسلمين ككبش فداء و و من ثم قام بلفظهم بتلك السرعة، الشئ الذى اصبح يشكل معضلة خطيرة. فالكفاح من أجل السلطة السياسية في مصر آخذ فى التشكل الأن بين ثلاثة اطراف، هى الجيش والإخوان المسلمون والثوار الحقيقيون الذين يسعون إلى تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية الأوسع نطاقا لجموع المصرين. ليظهر اصحاب الثورة المضادة في الصراع على السلطة، و هم يمتطون ظهور الجيش الإخوان المسلمين معا ضد الثوار الحقيقيين.

    والحقيقة الاخرى التى يمكننا الحديث عنها أن هؤلاء الاخوة الاعداء ، الهجين حلفاء الامس و الذين اشعلوا حربا شرسة و وحشية بينهم ، ولو كان بشكل مؤقت، لا يوجد فرق بينهم عندما يتعلق الامر بمواقفهم السياسية تجاه الثورة. بالطبع ترتبط وجهة نظرهم المعادية للثورة إرتباطا عضويا بمصالحهم الاقتصادية و التي تتآلف وجوديا بالنظام الاقتصادي الإجتماعى القائم، و الذى لا تجد منه الأغلبية الساحقة من المصريين سوى البؤس.

    فقام الجيش بالتخلى عن هذه الشراكة القصيرة الأجل مع الاخوان المسلمين لأنه فقط رأى أنها لم تتمكن من التخلص من مطالب الثورة التى كانت تنادى باعادة هيكلة الانظمة الإقتصادية و الاجتماعية للنخب الحاكمة وأنه على العكس تماما فلقد ازدادت الحركة الثورية عمقا الشئ الذى سوف يخلق واقعا و تهديدا خطيرا للمؤسسة العسكرية. و عندما رأى الجيش كذلك ان الإخوان قد اُضعفوا امام ازدياد مطالب الثورة من خلال الوجود الدائم للثوار فى الشوارع و الميادين قام الجيش حينها فقط بالتخلص من الإخوان ، و من ثم دفعهم دفعا مستفذا نحو العنف القائم على الفعل و رد الفعل عن طريق حرق الكنائس و مقتل 100 من الشرطة والعسكريين و ما إلى ذلك من اعمال العنف التى شهدتها مصر. الشئ الذى برر للجنرالات إطلاق العنان للقوة العسكرية الضخمة فى مواجهة الجماعة.

    فأصبح من سوء التقدير لاى طرف من الاطراف ان يأخذ جانب "الجماعة " في الصراع الدائر بين هؤلاء الإخوة الاعداء كما فعل الكثير من الليبراليين. فمن الطبيعة الإنسانية ان تتعاطف او تنحاز الى الجانب الضعيف ضد القوى فى اى معركة و من المقبول تماما ان تطالب كذلك بوقف الهجوم من جانب المؤسسة العسكرية، ولكن المطالبة بعودة مرسى للسلطة تتعدى ذلك الى وضع النفس في الجانب الخطأ من المعركة الدائرة.

    فقد تأثر الليبراليون الأمريكيون الى حد كبير بالوصف الذى صاغه "خوان كول" لجماعة الإخوان المسلمين، حينما شبههم بحركة "حزب الشاي الأمريكية"، و هى جماعة تتبنى افكار و برامج إجتماعية و سياسية تقع على يمين ما يعتقده الحزب الجمهوري فى خط بيان الافكار السياسية، وفي بعض الأحيان تتعارض تماما مع الجمهوريين. و فى رأئه ان الإخوان المسلمين كحزب الشاي يعتمد على الاقتصاد النيوليبرالى جنبا إلى جنب مع الأصولية الدينية.

    و إذا ما افترضنا جدلا صحة ما ذهب اليه "خوان كول" و اعتبرنا ما يقوله بعض الليبراليين ان الإخوان المسلمين جأوا الى السلطة من خلال الانتخابات وعلى الجميع حماية هذه العملية الديمقراطية. فإننا نستطيع ان نرد عليهم بالقول ان الديمقراطية أيضا تمارس من خلال حركة الشارع و عبر تلك المظاهرات الحاشدة التي أدت إلى الإطاحة بمرسى و التى تقدر على الاقل بأنها تساوى فى الحجم المظاهرات و الإحتجاجات التي أطاحت بنظام بمبارك، و التى لم يشكك احد بأنها كانت ثورة حقيقية.

    وعلاوة على ذلك فإن المظاهرات التي دعت اليها "جماعة الإخوان المسلمين" لم تجد إستجابة الا من اعضاء الجماعة الملتزمين. ما عدا تلك المظاهرات التى تُسيّر فى معاقل الجماعة فى مدينة نصر وأجزاء من الإسكندرية. و عليه يمكن ان نقول ان الإخوان المسلمين علموا تماما ان مطلبهم بإعادة مرسى للحكم امر لا يمكن تحقيقه بالميزان الحالى للقوة و لذلك عمدوا الى أثارة هذه الأزمة ليظلوا فى المشهد السياسى، او لربما قصدوا بذلك استخدام الامر كورقة ضغط و مساومة ضد الدولة و الجيش. ولكن يبدوا واضحا انهم قد اسأوا التقدير و استهانوا بجرأة الجيش فأصبحو يواجهون الأن مصير الفناء.
    لا شك ان الإخوان المسلمين أدركوا متأخراً لعبة السياسة فى زمن الثورات، بعد أن تجاهلوا و خاصموا الجماهير، و ذلك حينما رفض الشعب الدفاع عنهم عندما هاجمهم الجيش. بل انحازت الجموع بدلاً عن ذلك إلى جانب المؤسسة العسكرية فى معركتها ضدهم ، و الذى شكل فى هذه الظروف للكثيرين السبيل الوحيد لمنع الاخوان من الاحتفاظ بالسلطة
    .
    و المشكلة الكبيرة ان الكثير من الثوريين و فى غمرة لهفتهم المشروعة فى تخطى عقبة جماعة الإخوان المسلمين اعطوا الجيش و بكامل ارادتهم شيكا موقّعا على بياض . و قد يبدو للوهلة الاولى ان عملية التغلب على المشكلة الأكثر إلحاحا للثورة و التى تتمثل للكثيرين فى سيطرة الإخوان المسلمين و ذلك باستخدام عدو آخر للثورة و هو الجيش قد تبدو كعملية تطبيق سياسة الواقعية و لكن لا اظن ان الواقعية السياسية تنفع فى هذا المناخ المعقد للثورة المصرية . و فى الجانب الآخر ايضا فلقد فشل اليسار المصري والحركة العمالية الى هذا الوقت بعد شهور من نهاية حكم الإخوان فى طرح حلول موحدة ومستقلة في مواجهة "الانقلاب الشعبي" والأزمة التى أثارتها موجة الإضطرابات من جانب الجماعة.

    وهكذا سُمح للجيش بأخذ زمام المبادرة. و المعروف انه و وخلال أوقات الأزمات فإن الإرادة الجادة للفعل دائما ما تمثل العنصر الرئيس لتحقيق النصر. و للثوريين خوف مبرر جدا من جماعة الإخوان المسلمين حيث أنها كانت و ما زالت تمثل تهديدا كبيرا للثورة. ولكن العدو الآخر تاريخيا و هو الجيش قد اصبح اكثر قوة من ذى قبل واستعاد بسرعة مكانته باعتباره عائقا للمسار الديمقراطى حتى يثبت العكس.

    فالتغلب على العقبات يمثل سمة ثابتة لجميع الثورات على مدى التاريخ الإنسانى. فبعد التغلب على عقبة مبارك ثم عقبة مرسى، ستسعى الثورة حتما إلى تجاوز كل العقبات المقبلة في المسار نحو الديمقراطية. فملايين الناس الذين طالبوا بإزالة مرسى لم يختفوا و لن يذهبوا صمتا فى غياهب ليل طويل بعد ان ذاقوا طعم الحرية و الكرامة تحت انوار الصباح.
    فالملاحظ ان العديد من المحللين و حين ما يستعرضوا هذه العقبات المتتالية يقعون فى فخ اليأس الفكرى و بذلك يعلنون كل مرة "موت الثورة". فعندما انتخب مرسى اُعلن موت الثورة و عندما اندلعت الثورة بالملايين للإطاحة بمرسى اُعلن موتها مرة اخرى، و كذلك الأن و عند هذا المرحلة من سيطرة الجيش و حينما بدأت إجراءات العقابية ضد جماعة الإخوان المسلمين، فلقد اعلنت الوفاة الثالثة للثورة.

    ولكن حتما يظل الدعم الحالي الذى يتلقاه الجيش من جموع الثوريين حالة مؤقتة نظراً لأن المطالب التي لا تزال تغذي الثورة سرعان ما سترجع للواجهة. ولهذا السبب فإن المؤسسة العسكرية حريصة على طرح وجها جديداً لنظامها في شكل مجموعة قرارات لإجراء انتخابات سريعة و كذلك "حكومة الإنقاذ الوطني" التي كانت قد شكلت في 3 تموز/يوليو. فالمؤسسة العسكرية نفسها ما زالت غير قادرة على مواجهة المطالب الثورية التى تتزايد يوما بعد يوم.

    فبتخطى كل عقبة تزداد الثورة دقةً و و تزداد عمقاً، الشئ الذى سوف يعزز من روحها المعنوية ، إذ ان لا شيء يغذي الثورات مثل النجاحات. فالانقلاب الشعبي فى 3 تموز/يوليو لا يزال يمثل انتصارا كبيرا لثورة يناير 2011، بغض النظر عن إراقة الدماء التي صاحبته. ففي كل مرة ينزل الناس للشارع من اجل شئ ثم يحصلون عليه يمثل مكسب للثورة و قوة كبيرة مضافة لها تؤكد قوة الشعب المصرى.

    فالهدف النهائي للثورة لا شك انه حل القضايا السياسية و الاجتماعية والاقتصادية الأساسية. وهذه هي المشاكل التي تحول دون حصول غالبية المصريين على الحياة الكريمة التى يريدونها. بينما كانت دائما تمثل هذه المشاكل نفسها فوائد فى إثراء أقلية صغيرة جدا من المجتمع المصرى والأجانب على حساب الجموع الكادحة. وهذه من المفترض ان تكون القضايا التى يجب على الثوريين التوحد تحت رأياتها فى اقرب فرصة.
    و فى هذه المرحلة الحرجة من عمر تطور الاحداث يجب أن يتوحد الجميع حول حزمة من التدابير لإدارة الازمة ، مثل إلغاء خصخصة القطاع العام التى أدت إلى تسريح العمال، وانخفاض الأجور، وإغلاق المصانع؛ و كذلك العمل على التخلص النهائى من إملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي و يشمل كذلك الرفض الرسمى لسداد أي ديون حصل عليها مبارك و ذمرته. و كذلك العمل على تصدير للواجهة المطلب الاكبر اهمية فى هذا الوقت الا و هو برنامج خلق وظائف وطنية جديد مع تفعيل البرامج القديمة للقطاع العام. و يمكن جدا تمويل مثل هذه البرامج من خلال العمل على إعادة تأميم البنوك العامة التى تمت خصخصتها من قبل مثل "بنكالإسكندرية" الذى بيع إلى إيطاليا في عام 2006

    فبتنظيم الجماهير حول هذه القضايا الاجتماعية-الاقتصادية الملموسة يلغى تماما إثارة مسألة ان يكون الشخص مسلم ام من ديانة اخرى ، فمثل هذه القضايا التى تمس الطبقية الاجتماعية هى التى تمثل اصل النضال الحقيقى الذى سوف يمد الفعل الثورى باسباب البقاء و شرايين الحياة

    و القيام بمثل هذا الجهد الضرورى سوف يساعد أيضا على وضع نهاية حتمية لاحتمال قيام اى حرب أهلية مما سيفيد كل الاطراف من خلال إظهار القضايا السياسية و الاجتماعية الاساسية التي ترفض "جماعة الإخوان المسلمين" و الجيش التعامل الجاد معها. و بالمقابل فإن إشعال اى حرب طويلة بين الاخوان و الجيش لربما يعمق من حدوث سيناريو سوريا من حيث تلقى الدعم من جماعات جهادية من خارج مصر للوقوف مع الاخوان و كذلك يعزز من قوة الجيش الذى سيحتفظ بالولاء من العديد من المصريين الذين سوف يبحثون فى المقابل عن من يحميهم

    فالطريقة الوحيدة لمنع سيناريو الحرب الاهلية ايضا هى بتوجيه الطاقة الثورية نحو حل المشاكل الاجتماعية الفعلية للمصريين، التى يتشارك فيها هماً كل من الجندي والأخ المسلم العادى. فلقد كان من شعارات الثورة: "أنهم يأكلون الحمام والدجاج، و نحن نأكل الفول كل يوم""

    و لمنع احتمال حرب أهلية بين الإسلاموين والنظام العسكري، فعلى الثوريين أن يعيدوا من جديد الى حاضنتهم زمام المبادرة. فتستطيع كل من جماهير الناصريين و حركة تمرد و 6 أبريل والاشتراكيين والنقابات العمالية، وآخرون تستطيع ان تطرح مجموعة موحدة من المطالب لحل الأزمة الاقتصادية عن طريق إجراءات ثورية. و عندها فقط يستطيع الصوت الحقيقي للثورة ان يتوحد على أرضية مشتركة للجميع لسحب البساط من تحت العسكر و جماعة الإخوان المسلمين. فقط لأن البسطاء من اعضاء المجموعتين لن يجدوا مطالبهم الا من خلال تحالف الجميع ضد سيطرة هذه النخب المجربة

    فأن هذه المطالب القوية و الحقيقة لاغلبية الشعب المصرى سوف تفضح النظام الطبقى لمبارك ومرسى، و من ثم تقود الشعب في نهاية المطاف لإستهداف تركيبة النظام نفسه ، مما يسفر عن حركة ثورية أكثر وعيا سوف يفشل الجيش حتما فى احتوائها او القضاء عليها
    الرابط لاصل المقال كاملا
    http://www.counterpunch.org/2013/09/...-next-barrier/http://www.counterpunch.org/2013/09/...-next-barrier/





















                  

العنوان الكاتب Date
هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ اسماعيل عبد الله محمد10-22-18, 11:55 AM
  Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ MOHAMMED ELSHEIKH10-22-18, 12:07 PM
    Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ اسماعيل عبد الله محمد10-22-18, 02:31 PM
      Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ Asim Ali10-22-18, 05:01 PM
        Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ معاوية الزبير10-22-18, 05:13 PM
          Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ اسماعيل عبد الله محمد10-23-18, 12:04 PM
        Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ اسماعيل عبد الله محمد10-23-18, 12:02 PM
  Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ علاء خيراوى10-23-18, 08:01 AM
    Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ حسن ادم محمد العالم10-23-18, 08:55 AM
      Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ اسماعيل عبد الله محمد10-23-18, 12:13 PM
    Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ علاء خيراوى10-23-18, 11:45 AM
      Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ علاء خيراوى10-23-18, 11:56 AM
        Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ علاء خيراوى10-23-18, 11:59 AM
      Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ اسماعيل عبد الله محمد10-23-18, 11:57 AM
        Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ علاء خيراوى10-23-18, 12:07 PM
    Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ اسماعيل عبد الله محمد10-23-18, 12:32 PM
      Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ اسماعيل عبد الله محمد10-24-18, 09:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de