|
Re: نحن و الحبشة التاريخ المنسي: التنافس و الت (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
طالما نحن نتحدث عن توثيق نشأة المدن من حيث العمران و السكان و الاقتصاد.هذا من ناحية و من ناحية أخرى طالما نتحدث عن الشرق بمعناه المحلي و الخارجي فإن مدينة سواكن تمثل هذا الربط..أقصد بين المحلي و الخارجي..و تمثل كتابات جون لويس بوركهارت جانب مهم في هذا التوثيق خاصة لفترة ما قبل الغزو التركي و خلالا فترة انحطاط السلطنة السنارية التي شهدت فيها التجارة مع العالم الخارجي انتعاشا كبيرا من حيث التصدير و الاستيراد. سواكن: وصفها بيركهارت في كتابه الموسوم(رحلات بوركهارت في بلاد النوبة و السودان) و هو الكتاب الذي نشر بعد وفاته..إبان زيارته لها في 26 يونيو 1814. المدينة تنقسم إلى جزأين : منطقة الجزيرة التي تشمل الميناء و منطقة مراسي المراكب و سكن المسئولين الحكوميين و المرتبطين بالبتجارة البحرية. و الجزء الثاني هو منطقة(القيف). وصف بوركهارت سواكن بأنها جزيرة مبنية على نظام جدة فالبيوت من طابق او طابقين و المباني مشيدة من قوالب من عرق الؤلؤ و هي انيقة المظهر و على الجزء الجنوبي الشرقي آثار حصون قديمة . البيوت حوالي ستمائة بيت و بها ثلاثة مساجد. ثلثتا المدينة ادركه البلى بسبب تآكل قوالب اللؤلؤ
(القيف) و هو جزء منفصل عن الجزء الخاص بالميناء الذي يسكنه حاكم المدينة و الموظفون الحكوميون و العاملون بتجارة البحر . و القيف هو مكان سكن و إقامة عامة السكان الذين أغلبهم من الأعراب و البدو من السودانيين الذين ترتبط مصالحم بالسوق ..فهو مبني وفق اسلوب العمارة السوداني لا العربي و لها حيشان كبيرة و سائر البيوت من الحصر كبيوت البدو النوبيين. على مسيرة نصف ساعة توجد آبار السقيا التي تمد سواكن بمياه الشرب و عددها 12 بئر و توجد بالمدينة صهاريح لحفظ ماء المطر و لكنها متهدمة و لا يوجد من يهتم بترميمها سكان الجزيرة هم من يشتغلون بتجارة البحر و الشحن على المراكب و اشغال الحكومة اما الاهالي العرب و التجار السودانيين فيسكنون القيف حيث السوق.
إذا كانت هذه هي المدينة فمن هم السكان الذين يكونون لحمة و سداة المدينة..هل مثل كل الموانيء خليط من الأجناس و القبائل؟ سنرى في الجزء التالي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|