|
Re: برنامج الورّاق مع أ.غسان عثمان حول روايتي (Re: المعز عبدالمتعال)
|
المعز (تقاوم البكاء بالنحيب، تقايض الدموع بالمطر) ستة كلمات ولكنها تظل معك داخل نفسك وعقلك وتخرج في حالتين .. الحزن والفرح عارف يا المعز انت زول جميل شديد بل اكثر جمالا من الشديد ونحن محظوظين لان الاقتصاد لم ياخذك عن الادب فكانت الحروف مطواعة بل وممراحة توجهها بسلاسة وحرفنة وفن راقي لتشكل في وجدان القارىء لمعز لوحة جميلة ابعادها فلسفية خاصة عند تناولك لفكرة (الرحيل) او الموت والحياة ، من المدهش حقا اننا وقعنا في (بئر ادهاشك) ... واصبحنا (مدركين) وواعين لكثير من المعاني النادرة في اصداراتك وكتاباتك حتى لو كنت انت في قرية من قرى شمال السودان او في امريكا .. فانت يا لمعز شعاع يبدد ظلمة موحشة تتمدد وتستولى على مساحات من مشاعر الانسان. شوف انت كيف متمكن من ادواتك ومسكت النقيضين في خيط واحد وكانت الروعة بل الادهاش في اعلى درجاته ( لم ترعبني فكرة في حياتي يا أسماء بقدر ما أرعبتني فكرة الموت، ولم تدهشني فكرة بقدر ما أدهشتني غريزة الأمومة.. كيف تنازلت فاطمة عن حياتها من أجلك؟ كيف ينتصر الموت على الحياة ؟ وتنتصر الحياة على الموت في نفس اللحظة ؟ كيف يلتقي النقيضان ويتبدّل الموت إلى حياة، وتستبدل قسوة النهاية إلى هدير الوجود ؟ كان مولدك لحظة موتها، فكان التقاء شبح الموت بسحر الحياة. والتقاء الرعب بالدهشة، وكان طعم الانتصار بقدر ما أرعبني فقد أمّك بقدر ما أدهشني جمال وجودك يا أسماء.)
|
|
|
|
|
|
|
|
|