عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك حتى يواريك ثراه.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 06:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-01-2018, 12:52 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � (Re: Ali Alkanzi)


    تخرج في اليوم التالي لأداء الواجبات الإجتماعية التي لا تحتمل التأجيل بتعزية الحزانى ممن فقدوا أحبابهم بأسباب تتعدد. في الطريق تتوقف حركة السير ليمر رتل من العربات مظللة الزجاج تسبقها صافرات (السارينا) فيقال لك أنه موكب أحد المسؤولين، تظن أن فيه مهاتير أو ناصر أو تشرشل أو نكروما أو ديجول أو أنجيلا ميركل أو لي كوان يو وحبيبنا مانديلا، أو أي ممن صنعوا أوطانا تناطح السحاب، فتعرف أنه أحد مسؤولي (الهوت دوغ)،

    موكب كل سيارة فيه تزيد قيمتها على المليارين من الجنيهات المنتزعة من دماء الشعب قطرة قطرة والأطفال يفترشون الأرض لتلقي العلم في العراء، وبعضهم أسلم الروح لغياب أدنى مستلزمات الشفاء. تلتفت إلى مقالب النفايات والزمان فتجد طوابير المشردين تنبش فيها ليوفروا قوت يومهم. تعيد السؤال لرفيقك: هل أنت جاد في قولك أن ولاة الأمر في عرفات وهل هم مطمئنون أن الله سيتقبل منهم؟.

    في سرادق العزاء تسمع عن كل شئ، تنطلق ألسن الناس بلا كوابح، يتحدث بعض المعزين بصوت جهير عما دار بين بعض (شيوخ البذاءة) من معارك وما تبودل على الملأ من ساقط أقوال نقلتها وسائط التواصل الإجتماعي التي لولا طرائفها لمات الوالي كمدا كما سمعنا. قالوا إن الأمر لن يمر كسحابة صيف، لكن آخر يرى أن ليس في الأمر عجب، فما جرى هو الأصل وأن الجميع يتبادل فاحش القول سرا ولن يُحاسب القائل والقاتل لأسباب لا تخفى حتى على تلاميذ مرحلة الأساس، بأسهم بينهم شديد والقاسم المشترك هو العيش التكافلي كما في قصة التمساح والطائر الذي يتغذى على بقايا اللحم في أسنان التمساح فيشبع من تنظيف أسنان الأخير وهكذا تسير الأمور في ألمستان. إنه تحالف السلطة والمال، تصاهرتا فانصهر الشعب وتبخر أي أمل في أي زاوية من النفس بغدٍ جميل.

    في ناحية أخرى من السرادق تعلو الأصوات ولغط حول أسباب خسارة الفريق الفلاني وأن ذلك مرجعه إلى تولي الدخلاء مصير الرياضة فكل شئ في خذلانستان يشترى بالمال بما في ذلك رئاسة الأندية والألقاب الأكاديمية فأصبح السواد الأعظم من سكان البلد من حملة الدكتوراه ودرجة الأستاذية حتى تخال أنك في وادي السيليكون أو معهد ماسيوسيتش للتكنولوجيا قبل أن يعيدك إلى صوابك من يقف للتبول في مجرى مواز للطريق وغير بعيد عن جار قرر التخلص من بقايا الأضحية عند باب بيتك.. فتتجاوز عن إساءته عملا بوصية (الدين) ولإدراكك أنها الفردانية الشرسة التي انتظمت البلاد نسجا على نول عشيقة لويس، أنا ومن بعدي الطوفان. ينصحك مرافقك أن دعه، فلديك ما يكفيك من حروب وليس هناك ما يستدعي المزيد منها. يقول حمزاتوف: شيئان في الدنيا يستحقان المنازعات الكبيرة وطن حنون وامرأة رائعة الجمال، أما بقية المنازعات فهي من اختصاص الديكة.

    تغادر العزاء لمعاودة المرضى وأداء طقوس الوداع الأخير لمن زرتهم ودعوت لهم بالشفاء جهرا ورددت سرا: أنتم السابقون ونحن اللاحقون، تتجه لتهنئة من تزوجوا في غيابك ثم من صادفت احتفالهم معبرا لهم عن فرحك بإنجازهم، تبارك لهم شجاعتهم وجرأتهم مرددا بينك وبين نفسك سؤالا يتعارض مع تسونامي حالة الحب والغيبوبة التي تسبق عقد القران: ماذا أعددتم لقادم الأيام الكوالح المسهدات؟ وهل مهدتم الأرض لأبرياء في الطريق؟

    تغشى صالات (الأفراح) فقط لتؤدي التزامات إجتماعية، تلك المناسبات التي لم تعد لحظات لاحتفاء من القلوب المضرجة بالفرح كما عهدناها في الأيام الخضر بقدر ما هي سويعات من النفاق المكلف، تلتقي العروسين و(أولياء أمورهم) الذين أفنوا مدخرات العمر لتحترق في ساعتين من التنافس في المظاهر الخادعة والزار الدائري، تمر بين الطاولات لا تكاد تميز بين البنات فجميعهن بلمسة (ميدوزا) أصبحن بلون واحد وملامح مشتركة ولولا الفوضى في كل شئ لظننت أنك في حفل بشانغهاي، تلاشى لون بناتنا الأسمر الجميل دون سابق إنذار والوجوه اشتعلت قمحا ودقيقا وأشياء أخرى، تحرص على مصافحة أهل (الفرح) المؤقت فقط لتسجل في دفتر الحضور كمراوغة خفية للعتاب، هنا لا تسمع من كلمات المجاملة حرفا فالكل مشغول مع المغنية وهي تعوي:

    (انا جيتك يا خاينة وانتي صاحية ولا نايمة … لو انتي مرتو الاولى أنا ببقى ليهو التانية .. مغرزة …. جب جب جب..)

    … تحث الخطى مغادرا ذلك المفاعل النووي الهيستيري الخطير عائدا إلى حيث أتيت درءا لما يمكن أن يصيبك بسبب الضجيج المنضّب والمظاهر التي تتضاد مع عموم الحال مدفوعا بقلق على راحلتك في الخارج والتي يندر ألا تكون قد تعرضت لاختفاء بعض أجزائها، تصلها وصدى العواء يلاحقك (خالتو الشمشاره لافحة توبا لشمارا .. كان ما عجبتا الحالة تقعد تربي عيالا، وبرضو عروسنا حلوه حلا، الصفقة، الصفقة، الصف.. الص).

    تلقى دعوة من صديق قديم لكوب شاي في ذلك الفندق الأنيق الفاحش الغلاء فتلحظ بنظرة سريعة أن معظم الرواد من فئة لا تخطئ العين أنهم من مستحدثي النعمة، بفرض أن المال في يد البعض نعمة، يتبدى ذلك جليا في طريقة التزيي ومواضيع الحديث والقهقات العالية السمجة منزوعة الذوق مع أحذية (تحلل) عنها أهلها تحت الطاولات مؤقتا بغرض (التهوية) وعمائم وضعت على الأكتاف وثمة نفر بذلوا جهدا للتفرنج في مظهر يبعث على شعور يتراوح بين الرثاء والبكاء، كل المشهد يولد فيك إحساسا باليتم. من السماعات تخرج مقطوعات صولو الساكس المعروفة لكيني جي، خجلى تكاد تتوارى، تجول بناظريك حول المبنى والحضور فتحسب لوهلة أنك أمام لوحة سوريالية لدالي أو في مشهد من مسرح العبث، فلا تدري هل ما ترى كونشيرتو لعوضية مفكات أم أنه ديسباسيتو بالكوارع..
    تسأل محدثك كيف يديرون هذه الفوضى وكيف يتم التخطيط للغد في هذا البلد وما إذا كان هناك أدنى إحساس بأن الجميع في خطر عظيم وفي اتجاه واحد نحو الهاوية؟ يرد بابتسامة ساخرة وحزينة في آن، فالبلد جميعه غدا ضربا من مسرح اللامعقول، بلد لاشك أنه يدار ب ( ست الودع أرمي الودع لي كشكشي..)، ولأنك تحسب أن محدثك من العالمين ببواطن الأمور تسأله عن المآلات فيبادرك بالنصح أن تنسى هنا كل شئ تعرفه عن الخارج لأن وجعستان في كوكب آخر وأن عليك تغيير (السوفتوير بتاع بره) بمجرد دخولك أجواء البلد. الشئ الآخر أن عليك بالصبر حتى يعجز الصبر عن صبرك، ثم بعد نفاد صبرك تصبر مرة أخرى حتى تذهل كل مرضعة عما أرضعت فجل من ترى تشجيهم رائعة العميد (فارِق لاتلم …أنا أهوى الألم.. ).




















                  

العنوان الكاتب Date
عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك حتى يواريك ثراه. Ali Alkanzi08-26-18, 09:23 AM
  Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-26-18, 09:58 AM
    Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-26-18, 11:02 AM
  Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Fatima Alhaj08-26-18, 12:05 PM
    Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � عمار قسم الله08-26-18, 01:26 PM
    Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � ABUHUSSEIN08-26-18, 01:30 PM
      Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-26-18, 01:51 PM
        Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Hani Arabi Mohamed08-26-18, 03:42 PM
          Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-26-18, 04:28 PM
  Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-26-18, 03:39 PM
    Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-26-18, 05:10 PM
      Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � جلالدونا08-26-18, 06:55 PM
        Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-27-18, 12:21 PM
          Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-27-18, 01:31 PM
            Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi08-27-18, 07:14 PM
              Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi09-01-18, 12:52 PM
                Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi09-05-18, 08:48 PM
                  Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � علي عبدالوهاب عثمان09-06-18, 07:32 AM
                    Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi09-06-18, 08:42 AM
                      Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � علي عبدالوهاب عثمان09-06-18, 08:52 AM
                        Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi09-06-18, 10:44 AM
                          Re: عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك � Ali Alkanzi09-10-18, 04:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de