العبيد السودانيين فى مصر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 06:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-15-2018, 06:55 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العبيد السودانيين فى مصر

    06:55 PM August, 15 2018

    سودانيز اون لاين
    بكرى ابوبكر-Peoria AZ USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    رسوم عبد الله أحمد
    مجتمع
    |
    إعداد حسين البدري
    |
    ١٣ آب/أغسطس ٢٠١٨، ٤:٥٥ص

    "كنا معًا في ذات المدرسة، نلعب في الساحة نفسها ونُعاقب من المعلمين أنفسهم، وفي الليل يأتي مع والده إلى بيتنا منكسرًا يقدم لي المشروبات قائلاً: (تفضل يا سيدي)"


    كان عمري حوالي عشرة سنوات، أتذكر تلك الأيام جيدا أثناء عُرس أحد أعمامي، للمرة الأولى ألاحظ "دهب" (اسم مستعار) وهو يتحرك بخفة وسط الحضور، يخدم الجميع وعلى وجهه ابتسامة مرهقة تشي بالتعب الذي كابده طوال حياته، ومثل أي طفل يقتله الفضول في المناسبات الخاصة كان بداخلي شغف لمعرفة الجميع خاصة هذا العجوز الذي ينادي جدي: "يا سيدي أحمد" ثم بعد قليل سألني عن اسمي وصار يناديني به مسبوقًا بـ"يا سيدي"، بحثت وسط الجمع الكبير عن أصغر أعمامي (يكبرني بنحو 10 سنوات)، كان دليلي في هذه الأيام في الأسئلة الصعبة وكنت دائما أجد إجاباتها عنده بسهولة، أجاب سؤالي بلا اكتراث: "دا (دهب) من عبيد بني رماد".



    شاءت أقداري أن أترك "جهينة" في محافظة سوهاج الجنوبية وأنتقل مع عائلتي إلى مدينة أخرى، كان ذلك في منتصف تسعينيات القرن الماضي، لكن ظلت في ذاكرتي أطياف العبيد بـ"جلاليبهم الرثة" وعظام وجوههم البارزة، هم وأطفالهم يمرون بخفة وسط الجموع يخدمون الضيوف حاملين صواني المأكولات والمشروبات بمهارة. ظلت تلك الصور ماثلة في ذهني تدفعني للكتابة أحيانًا، وأحيان أخرى إلى تأمل وجود مثل هذا المشهد وقد أطل علينا القرن الواحد العشرين، وفي حديث قريب مع أحد الأصدقاء من جهينة سألته عن موضوع العبيد، حكى بعض المواقف ثم اختتم كلامه: "كنا معًا في ذات المدرسة، نلعب في الساحة نفسها ونُعاقب من المعلمين أنفسهم، وفي الليل يأتي مع والده إلى بيتنا منكسرًا يقدم لي المشروبات قائلاً: (تفضل يا سيدي)"

    أطلال العبودية
    ربما بدا للبعض الحديث عن وجود بقايا للعبودية في جنوب مصر ضرب من الخيال، يصعب على العقل تصديقه في ظل إلغاء العبودية منذ نحو 150 عامًا على يد الخديوي إسماعيل في القرن التاسع عشر، لكن الحقيقة أن للعبيد وجود - وإن كان ضئيلاً الآن في 2018 - في الصعيد، خاصة في محافظتي أسيوط وسوهاج، وأيضًا في محافظة الشرقية الواقعة شرقي القاهرة، وتعد تلك المحافظات الثلاث آخر معاقل العبودية في مصر، حيث تمتلك بعض العائلات الكبرى ما يطلق عليه محليًا وصف "العبيد"، هذا التوصيف يُعد مخالفًا للقانون، لكن في تلك البيئة شديدة المحافظة يعلو العرف المجتمعي في بعض الأحيان على التشريعات الحكومية.

    ينحدر العبيد في صعيد مصر من أصول حبشية وسودانية توارثتهم العائلات عبر عشرات السنين. وأبناء تلك المناطق الجغرافية يعرفون جيدًا تلك النظرة المستكينة من رجل أو صبي يسبق حديثه دائما بـ"يا سيدي" ثم ينظر إلى أسفل قدميه.



    الأهم من العرف أنه لا شيء يُدين تلك العائلات التي يعمل لديها عبيد، لأنهم يتمتعون بهامش من الحرية في التنقل والحركة ولا يعملون بالإجبار، بل هم اختاروا البقاء تحت أطلال العبودية فيما اختار آخرون من نسلهم الحرية لاحقًا، لذلك قد تتغافل الدولة عن وجودهم وتتعامل معهم بوصفهم محض خدم في مجتمعات ريفية تتطور بشكل بطيء، ولا تشكل مسألة تحررهم أزمة أيضًا حال أرادوا هم ذلك وتحدث دون مصادمات تذكر، لأن العائلات التي تستعبدهم في الغالب فقدت ثرائها العريض وسطوتها القديمة ولم يبق لها سوى أطلال شاهدة على عراقة آفلة، من شواهد تلك العراقة الآفلة وجود هؤلاء الذين نحن بصدد الحديث عنهم.

    تاريخيًا ينحدر العبيد في صعيد مصر من أصول حبشية وسودانية توارثتهم العائلات مع أبنائهم عبر عشرات السنين. وأبناء تلك المناطق الجغرافية يعرفون جيدًا تلك النظرة المستكينة من رجل أو صبي يسبق حديثه دائما بـ"يا سيدي" ثم ينظر إلى أسفل قدميه.

    عندما قررت الكتابة عن ملف العبيد في جهينة، تحدثت إلى العم محروس أبو عياد، جنوبي على مشارف السبعين من العمر، يمتاز بذاكرة حديدية ويحفظ العديد من أبيات الشعر العربي القديم الذي يُلقيه أحيانًا في مجالس الكبار، والأهم أنه عاصر الزمن الذي كان فيه انتشار العبيد شيئًا طبيعيًا، قال إن الأمر كان بسيطًا في القرن التاسع عشر، حال أراد المرء امتلاك شخص آخر يسمى في المخيلة الجمعية عبدًا، فما عليه سوى التضحية ببعض الأموال في سبيل تلك الوجاهة الاجتماعية التي يحوزها أولئك الرجال الجبارون الذين يجري خدمهم حول دوابهم أثناء تحركهم من مكان إلى آخر في مجتمع محلي متخم بالنعرات القبلية، وهذا ما فعله بالضبط شخص يدعى الحاج أبو اليزيد "اسم مستعار" عمدة عائلة ثرية في ذلك الوقت، تنحدر من تجمع قبلي أكبر يسمى "بني رماد"، بأن استقدم عبدين "مرسال ومرجان"، إلى مركز جهينة في سوهاج.



    ومن نسل هذين الشخصين تحديدًا "مرسال ومرجان" بدأ الوجود الفعلي لظاهرة العبيد في "جهينة"، ذلك المركز النائي "في حضن الجبل"، الذي يعرف عنه تاريخيًا بين أبناء جنوب مصر بتغليب النعرات العائلية والحفاظ على الأعراف والموروثات القبائلية مثلما يحافظ المرء على دينه أحيانًا.


    حامد، اسم مستعار لمدرس لغة عربية في إحدى مدارس جهينة الثانوية، أخبرني أكثر عن العمدة أبو اليزيد العبيد إلى جهينة، إذ كان معروف عنه الجبروت والتجبر، ومن الأحاديث المنتشرة عنه أنه إذا ترك عباءته في مجلس وسط الرجال وانصرف وجب على الحضور عدم مغادرة المكان حتى يعود ولو غاب عنهم ليلة كاملة، ومن يتجرأ على الانصراف يُجلد أمام منزل العمدة، وكان شخصًا قاسيًا إذ كان ينصرف للنوم ويترك عباءته مع جمع من الرجال ضيوفه في "المندرة" حتى الصباح.

    شخص بهذه الأوصاف المستبدة - حسب حامد- كان عليه أن يكتسب مهابة أكثر وسط أقرانه من "عُمّد" العائلات الأخرى، بأن يأتي بشيء غريب عن الثقافة المحلية المنتشرة آنذاك، ولما كان موضوع العبيد منعدمًا حتى تلك الفترة في مركز "جهينة"، فقد اعتبر "أبو اليزيد" شراء عبدين أمرًا مهمًا لترسيخ قيمته العائلية، فضلاً عن أن المال المطلوب متوفر وبكثرة، فلماذا لا؟

    عبيد العائلة
    تصرفات العمدة أبو اليزيد الهوجاء ومن تبعوه في قيادة عائلته، كما أوضح من تحدثنا معهم في جهينة، أهدرت الكثير من الثروات والموارد وانتهى الأمر إلى بيع كل ممتلكات العائلة ومنها العبيد، فاجتمعت باقي عائلات "ربع بني رماد" للتدارس في الأمر وانتهى الاجتماع بتوزيع العبيد على العائلات القادرة على سد احتياجاتهم "مأكل ومشرب وسكن وزواج" حتى لا تستولي العائلات المنافسة على "عبيدنا"، وكان بين العائلات في تلك الفترة خصومات ثأرية وخلافات بين العائلات تؤدي في بعض الأحيان إلى تحول المركز إلى ساحة حرب، لذلك كان الحفاظ على العبيد يشبه الحفاظ على الشرف العائلي.



    بعد هذا الاجتماع انتشر العبيد بين عائلات "بني رماد"، وصار لكل عائلة عبدًا يخصها وكانت مهمته مع أبنائه الخدمة في أفراح العائلة والمآتم، أحدهم يوزع المأكولات والمشروبات والثاني يصب الماء للرجال أثناء غسل أياديهم والثالث يقف حاملاً منشفة، وبعد انتهاء العرس أو العزاء يحمل العبيد "الدكك"، وهي مقاعد خشبية منتشرة في صعيد مصر تسع أكثر من فرد، إلى أصحابها في القرية كما جمعها قبل حضور المهنئين أو المعزين، أما نساؤهم فكان عليهن الخدمة ومساعدة ربات المنازل في الأعمال المنزلية اليومية وطبعًا في الأيام ذات الطابع الخاص مثل تجهيز طعام الولائم في الأفراح وفضلًا عن الندب والعديد في المآتم.

    سكن العبيد في تجمعات على أطراف مساكن العائلات التي استعبدتهم، وكان على العائلة أن تزوج أبناء عبيدها عندما يحين سن الزواج من امرأة من نفس توصيفهم الاجتماعي ولا يحق للعبد بأي حال من الأحوال مجرد التفكير في الارتباط بسيدة حرة.

    مهمة أخرى كان على العبيد أن يؤدوها إلى "أسيادهم" وتتمثل في السفر إلى الأبناء المغتربين للدراسة في محافظات أخرى أو العاصمة للإقامة معهم وخدمتهم ليتفرغوا لدراستهم، وكانت تلك من المهام المحببة إلى قلوب العبيد بسبب تعرفهم على ثقافات جديدة ومجتمعات لا يشاهدونها إلا عبر شاشات التيلفزيون، وبسبب أنهم حالما وُجدوا في مجتمعات أخرى شعروا بالحرية وتحرروا من فكرة كونهم عبيدًا. لذلك راود بعضهم فكرة السفر والهجرة إلى الدلتا.

    سكن العبيد في تجمعات على أطراف مساكن العائلات التي استعبدتهم، وكان على العائلة أن تزوج أبناء عبيدها عندما يحين سن الزواج من امرأة من نفس توصيفهم الاجتماعي أي "عبدة" مثلهم، من نفس المدينة أو من مدينة أخرى، ولا يحق للعبد بأي حال من الأحوال مجرد التفكير في الارتباط بسيدة حرة، كان هذا الأمر مستبعدًا تمامًا لأن ضريبته ستكون حتمًا الموت قتلًا على رؤوس الأشهاد.

    إعلان

    لم يكن للعبيد دخل ثابت، وتنوع ما يحصلون عليه بين أموال قليلة يمنحها لهم صاحب العرس أو المأتم الذين خدموا فيه، وكان أفضل أيامهم هو موسم الحصاد، حيث يمرون على العائلات التي تمتلكهم ويحصلون على مكافآت عينية من "القمح والذرة وغيرها" لزوم الخبز طوال العام، وفي حال مرض أحدهم كان على العائلة أن تتكفل بمصروفات علاجه هو أو امرأته أو أحد أبنائه.

    الإحسان إلى العبيد كان من الأمور المهمة التي يحرص عليها جميع رجال العائلة، لأنه حال احتاج العبد أموالًا ولم ينل ما يريد من "أسياده" كل تحت وقع الحاجة يلجأ إلى آخرين من عائلات أخرى منافسة، وتلك كانت من الأشياء المعيبة في حق العائلة التي يخدمها، لذلك كان العبد عندما يشتكي من أحد الرجال بأنه منع عنه شيئًا ما كان يواجه ذلك الشخص التعنيف من كل رجال العائلة حتى لا يعود إلى فعلته مع العبد مرة أخرى، لا لأن العبد يستحق ذلك بل حتى لا يهين العائلة أمام أقرانها أو منافسيها.

    ثأر العبيد: المال أو الفضيحة
    ويُروى أن أحد العبيد كان يوزع القهوة في مأتم للعائلة التي تمتلكه، وكان أحد الحضور من رجال العائلة معروفًا ببخله وجذوره العائلية العريقة في نفس الوقت، وكان من المعتاد أن يتجاهل العبد الرجال الذين يضنون عليه بالمال أو العطايا في وقت الحصاد، بأن لا يمنحهم فنجان قهوة، وكان المشهد حينها يبدو مخجلًا بشدة للسيد الذي "لا يملى عين العبد".

    وتقول الحكاية إنه لما اقترب العبد بصينية القهوة شعر الجميع بانزعاج الرجل السيد وارتباكه وكذلك شعر العبد بالطبع، لكن العبد كان حصيفَا إذ لم يتجاهله ولم يصب له القهوة أيضًا، اختار حلا وسطًا لا يريق ماء وجه السيد ولا يدفعه للتخلي عن ثأره في الوقت نفسه، فمنحه الكوب فارغًا، عندها أبشر وجه الرجل وظهرت على محيّاه علامات الرضا لأن الجميع لم يلحظوا كون الكوب ممتلئا أو فارغا، وكان معتادًا أن يرجع السيد الفنجان فارغًا وبداخله "شلن"، وكانت المفاجأة- رغم بخل الرجل - بأن رد الفنجان وبداخله جنيه كامل - كان الجنيه يحمل قيمة كبيرة في ذلك الوقت - فما كان من العبد إلا أن هتف سعيدًا وسط العزاء "الله أكبر".

    إعلان

    كانت العائلات الكبرى تتحصل على العبيد في القرن التاسع عشر بـ"الشراء من تجار النخاسة الذين كانوا يخطفونهم من ذويهم، أو يجلبونهم بالشراء من جنوب السودان ووسط أفريقيا؛ ليبيعونهم لسادة العائلات واسعة النفوذ والثراء

    يُلاحظ الباحث الراحل حسام تمام، في دراسة معنونة بـ"بقايا العبيد في مصر"، بأن العبيد على بؤس حالهم كانوا يميلون إلى إطلاق أسماء تحمل معاني الفرح والتفاؤل على أبنائهم، عكس سادتهم الذين كانوا يسمون أطفالهم بأسماء تحمل معاني القسوة والبطش، ويحيل "تمام" هذا الأمر إلى قصة تاريخية والقول المنسوب لأحد العرب في الجاهلية: "نسمي عبيدنا لنا ونسمي أبناءنا لأعدائنا".

    ويشير تمام إلى أن العائلات الكبرى كانت تتحصل على العبيد في القرن التاسع عشر بـ"الشراء من تجار النخاسة الذين كانوا يخطفونهم من ذويهم، أو يجلبونهم بالشراء من جنوب السودان ووسط أفريقيا ويبيعونهم لسادة العائلات واسعة النفوذ والثراء، كما جاء معظمهم عن طريق حملات محمد علي في جنوب السودان".

    ويُفرّق المستشرق البريطاني إدوارد لين في كتابه "المصريون المحدثون.. شمائلهم وعاداتهم"، بين الخدم العبيد والخدم من غير العبيد، بقوله: "كثيرا ما يرفع الخادم الكلفة مع سيده، فيضحك ويمزح معه، وفي بعض الأحوال يخضع كل الخضوع ويظهر له كل الاحترام، ويتقبل كل ما يوقعه عليه من العقوبة بهدوء الأطفال.. ويراعي السيد الخادم العبد أكثر من الخادم الحر، ويحيا العبد حياة توافق طبيعته الكسولة، ويمكنه إذا كان غير راض عن عمله أن يجبر سيده على بيعه".

    وفي شأن الجواري يقول إدوارد لين: "لبعض النساء جوار يشترين خاصة، أو يقدمن إليهن قبل الزواج، وأولئك الجواري لا يصبحن سريات للزوج إلا بأذن السيدة أحيانا، ولكن ذلك نادر جدًا، وكثيرا ما تأبى الزوجة لجاريتها أن تسفر في حضرة زوجها، وقد يتسري الزوج بالجارية دون إذن سيدتها، وقد تحمل منه فيصبح الطفل عبدًا".

    إعلان

    الهجرة إلى الحرية
    كيف يتحرر العبد؟ السؤال يبدو عبثيًا في ظل غياب التعليم، لذلك بقى الحال كما هو عليه في جهينة حتى زمن الناصرية ومجانية التعليم، بسبب الأمية وما يترتب عليها من جهل والاعتقاد بأنه لا عالم آخر خلف تلك الأسوار، لذلك فضّل الكثير من العبيد في جهينة الركون إلى خدمة "الأسياد" بطاعة وسكينة، لكن فيما بعد بسبب تعلم الأبناء بدأ العديد منهم في التطلع إلى الانعتاق والتحرر، فضلاً عن انهيار نفوذ العائلات التي تمتلكهم.

    وكان للسفر فضل كبير على بعض العبيد في مسألة التحرر، إذ كما أشرنا سابقَا، شاهد العبيد عالم آخر غير الذي ولدوا وعاشوا فيه، ما دفعهم إلى التفكير في الحرية والمساواة مع البشر، وحال فشلوا هم في التحرر، دفعوا أبنائهم إلى السفر ونيل الحرية.

    وقد سافر العديد من العبيد إلى الدلتا والإسكندرية واستقروا هناك وحاولوا تأسيس حياة أسرية بالزواج من بنات المدن التي هاجروا إليها، ونجح بعضهم في ذلك عبر إخفاء أصولهم الحقيقية عن أصهارهم، وفي حالات أخرى اكتشف الأصهار الحقيقة بعد الزواج، وانتهت كثير من تلك الزيجات بالطلاق، فما زال البعض في مصر ينظر إلى هذه الأمور نظرة مغرقة في الرجعية.

    أحوال بقايا العبيد
    ظل وضع العبيد قائمًا بصيغته التي أوضحتها سابقًا حتى حدثت الطفرة في التعليم، حينها بدأ ما يمكن تسميته التسرب الفعلي إلى عالم الحرية، وحدث هذا بنعومة وبطء شديدين وهو الأمر الذي كفل انتقال العبيد إلى الضفة الأخرى من المجتمع دون مشاكل تذكر أو مشاحنات مع الأسياد السابقين، والآن بقت جيوب صغيرة للعبودية، وحكي لي أحد أعمامي في مكالمة قريبة عن أن أحد العبيد مازال حتى الآن يؤدي مهامه السابقة دون أي تغيير، حتى أنه يذهب كل عام صيفًا إلى الإسكندرية ومرسى مطروح ليقتات من المهاجرين من أبناء العائلة التي تملكه تاريخيًا، فيما فضلت الأكثرية التنعم بحياة الحرية في محافظات أخرى أو في جهينة نفسها عبر العمل في المصالح الحكومية كسعاة أو في مهن بسيطة لا تتطلب مهارات تذكر غير الطاعة أو القوة البدينة أحيانًا.



    التقرير منقول من
    vice




















                  

العنوان الكاتب Date
العبيد السودانيين فى مصر بكرى ابوبكر08-15-18, 06:55 PM
  Re: العبيد السودانيين فى مصر صديق مهدى على08-15-18, 07:09 PM
    Re: العبيد السودانيين فى مصر جمال ود القوز08-15-18, 07:23 PM
      Re: العبيد السودانيين فى مصر محمد البشرى الخضر08-15-18, 07:27 PM
        Re: العبيد السودانيين فى مصر Abdullah Idrees08-15-18, 07:31 PM
      Re: العبيد السودانيين فى مصر جمال ود القوز08-15-18, 07:42 PM
        Re: العبيد السودانيين فى مصر Omer Abdalla Omer08-15-18, 07:52 PM
          Re: العبيد السودانيين فى مصر جمال ود القوز08-15-18, 08:16 PM
            Re: العبيد السودانيين فى مصر جمال ود القوز08-15-18, 08:22 PM
    Re: العبيد السودانيين فى مصر علاء سيداحمد08-15-18, 07:57 PM
      Re: العبيد السودانيين فى مصر علاء سيداحمد08-15-18, 08:03 PM
        Re: العبيد السودانيين فى مصر muntasir08-15-18, 08:14 PM
        Re: العبيد السودانيين فى مصر محمد البشرى الخضر08-15-18, 08:18 PM
          Re: العبيد السودانيين فى مصر جمال ود القوز08-15-18, 08:25 PM
            Re: العبيد السودانيين فى مصر Omer Abdalla Omer08-15-18, 08:47 PM
              Re: العبيد السودانيين فى مصر جمال ود القوز08-15-18, 08:57 PM
                Re: العبيد السودانيين فى مصر Omer Abdalla Omer08-15-18, 09:28 PM
                  Re: العبيد السودانيين فى مصر جلالدونا08-15-18, 09:50 PM
                    Re: العبيد السودانيين فى مصر Omer Abdalla Omer08-15-18, 09:54 PM
                  Re: العبيد السودانيين فى مصر جمال ود القوز08-15-18, 09:59 PM
                    Re: العبيد السودانيين فى مصر محمد فضل الله المكى08-16-18, 05:03 AM
                      Re: العبيد السودانيين فى مصر adil amin08-16-18, 08:51 AM
                  Re: العبيد السودانيين فى مصر عبدالعظيم مكى08-16-18, 04:07 PM
                    Re: العبيد السودانيين فى مصر nour tawir08-17-18, 01:00 AM
                      Re: العبيد السودانيين فى مصر عباس محمود08-17-18, 08:35 AM
                        Re: العبيد السودانيين فى مصر adil amin08-18-18, 04:50 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de