مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذن نصنع الخبز والحرية!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 08:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2018, 05:13 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذن نصنع الخبز والحرية!

    هل مشروع السودان 200 ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذن نصنع الخبز والحرية!

    ملاحظة إستباقية: مرفق أيضاً ختامة وكأمتداد له كلام عن متلازمة الشعور بنقص الإعتراف لدى المثقف السوداني كإحدى أهم تحديات عملنا وسنجيء بالمزيد من الإضاءات الممكنة حول السودان200 كما في المداخلة المقبلة معلومات للتواصل مع لجنة المبادرة لمن شاء (السودان200 مبادرة عملية "مش تنظير وبس" ومطروحة للمخلصين وأصحاب الهمة من كانوا ولا يهم توجهات الناس السياسية والآيديولوجية ولا جهاتهم وأعراقهم "المهم الإيمان بالهدف والعمل على إنجازه" وتشمل السودان وجنوب السودان)!.

    هذا تسجيل صوتي حول مشروع السودان 200 (محول إلى صيغة كتابية ومرسل إلى كل قائمة الأصدقاء والقروبات عندي بهدف تلاقى الرؤى والأعمال وللأهمية التي أعتقدها).. و في الحقيقه هو سيكون نظرة في المشروع و ضرورته بل ربما لا بديل واقعي لمشروعنا من حيث المعنى والمقاصد كي نصنع الخبز والحرية بشكل مستدام في بلاد السودان.. أحتاج صبركم كي نتحقق من هذا الزعم الذي أعرف سلفاً كم هو فادح!.

    هناك وجهة نظر عند بعض الناس (ربما) قد تفترض أن مشروعنا هذا فكري و اكاديمي أو كانه بحث علمي محدود الأفق ومعزول عن المحيط.. وربما مشروع رفاهية.. قد يكون هناك وجهة نظر محتملة كهذه.. لكن مبدئياً أنا أقول بأنها وجهة نظر قاصرة.. لماذا؟!.

    قبل أن نجيب على هذا السؤال نرجع لوجهة النظر نفسها نعمل فيها مزيد من الحفر تحت السطح.. أنا أظن أن وجهة النظر هذه تتكئ على الأشياء العملية والتي يمكن أن تعتبر أن هذا المشروع فكري مترف.. وجهة النظر هذه تتكئ على رؤية الحياة العامة التي يمكن وصفها بالبائسة في السودان.. في الحقيقة هي بائسة وفي جوع وقطاعات كبيرة من الشعب لا تجد كفايتها من الطعام أو العلاج.. داخل البلد مافي علاج وفي الخارج المسائل صعبة.. بالإضافة إلى الحرب والتأزمات والانشقاقات الاجتماعية والإقصاء المنظم والإقصاء المضاد والمستوى المرتفع للجريمة والمخدرات وغيره.. هذه كلها قضايا ملحة.. قضايا بلد لديها أزمة كبيرة جدا أزمة تشملنا كلنا وربما بلا إستثناء.

    تلك هي وجهة النظر المحتملة التي قد تفترض أن مشروعنا هذا مشروع مترف.. وفي الحقيقة ومن الخارج تبدو وجهة النظر هذه سليمة جدا وأن على كل الناس أن تعمل لحل الأزمة دي.. أزمة الجوع والأكل والمرض .. هي أزمة حقيقية و كبيرة جدا وملحة.
    لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: من أين أتت هذه الازمة؟ ليه نحن عندنا أزمة؟.. شعب مكون من 30 مليون شخص يعني قوة عاملة كبيرة ومعظمهم شباب.. شعب عنده مياه كفاية.. شعب عنده أراضي خصبة كفاية.. شعب لديه كفاءات، شعب عنده عدد كبير من المؤسسات الأكاديمية والبحثية وجامعة الخرطوم هي من أوائل الجامعات التي تأسست في الشرق وأفريقيا 1902 كمثال.

    شعب عنده الإمكانات والمقدرات دي كلها ليه عندو أزمة؟ ولماذا هو جائع وعيان حتى الآن؟ ليه في انشقاقات بيننا؟ وليه بنقاتل بعض كل الوقت؟.

    70 سنة بعد الاستقلال ولغاية الآن نحن لم نستطع أن نعمل عيش سلمي مشترك وما قادرين نقبل بعض.. بننفي بعض ونقتل بعض ونتآمر على بعض على جميع المستويات وليس في مجال السياسة فقط ولو هو الأفدح.

    لماذا حدث هذا كله؟ ليه نحن عندنا أزمة بهذا الحجم إلى درجة أقرب إلى الفناء .. أزمة كبيرة العالم كله ملاحظها وليس نحن فقط.. العالم كله عارف نحن عندنا أزمة و مسجلين في أكثر من مؤسسة دولية بأن بلدنا فيها أزمة سواء كانت هذه الأزمة بأدينا أو رماها العالم علينا يعني مؤامرة!.. هذا لا يهم لأن النتيجة واحدة.

    لماذا حصل هذا؟ ليه الشعوب الأخرى ما بتآمروا عليها زينا؟ أو على الأقل أنها استطاعت أن تعمل حاجاتها حتى مع وجود مؤامرة عليها كشعوب كثيرة في العالم الثالث.. ليه نحن لأ؟.
    ليه عندنا أزمة؟. أعتقد هناك سر بسيط أننا حتى الآن ما عندنا صيغة متفق عليها للعيش في إطار المجتمع والدولة.

    في هذه اللحظة تأتي أهمية مشروعنا لزعمنا الأساسي أن: عندنا أزمة لأنو لا نعرف نفسنا علميا.. لا نعرف نفسنا على جميع المستويات إلى الآن.. ولكي نؤسس عيش سلمي مشترك في إطار المجتمع وتصالح مع البيئة يفترض أن نكون عارفين ذاتنا على جميع المستويات وعارفين بشكل كافي البيئة الطبيعية المحيطة بنا.. وهذا لم يحدث لأنو ما عندنا تراكم تجربة موثقة.. حتى الدولة نفسها ما عندها سجلات كافية للمواطنين وحالات الولادة وحالات الوفيات وغيره وتلك ابسط الاشياء.. هذا مجرد مثال.

    وعلى المستوى السياسي سياستنا بدورها ليست قائمة على العلمي بل مؤسسة في الحقيقة على الغيبي والطرق الصوفية وعلى العقائد والمعتقدات في الشيوخ والسلف الصالح ونحن لسنا ضد الغيب ولا الشيوخ ولكن المجال هنا مجال علم.. الاقتصاد كالسياسة برضو ما مؤسس على العلمي.. الثقافة ما مؤسسة على العلمي.. لا شيء علمي.. إلى الآن نحن لا نعرف معايير شعرنا الشعبي وقد أجرينا بحثا في هذا الموضوع وثبت أنه لا يوجد صيغة في السودان تحدد معايير البنيات الداخلية وأوزان وتفاعيل الشعر الشعبي.. هذا أمر يرقى إلى الفضيحة من وجهة نظري الخاصة!.. كل الشعوب حولنا تعرف أوزان وتفاعيل ومعايير شعرها الشعبي.. أنا أريد أن أعطي أمثلة على جميع المستويات بأننا لا نعرف نفسنا وما عملنا دراسات في بيئتنا: الصحراء والغابة والنيل والجبال والكائنات الحية التي تعيش حولنا والكائنات الإسطورية ايضاً تعيش حولنا ولا نعي بها وعياً علمياً كافيا.

    إلى الآن الجامعات قاعده ساكت ونحن قاعدين ساكت ولا ندين أحد.. مفترض بس نشتغل بعدما كشفنا العلة ان كشفناها.. أنا شخصيا أدعي أنني كشفتها وانتم معي وفيكم ناس كثيرين كاشفنها قبلي أعرف ذلك ممكن انا بس حاولت التعبير مع من حاولوا.. لكن أنا وأنتم بادرنا بهذا العمل مشروع السودان 200 عشان نعي بنفسنا وبيئتنا عشان نؤسس استراتيجيات لمجتمع معافى ودوله لديها نظام سليم يحترم كل الناس وصغية صلدة للعيش السلمي المشترك.

    و دعوانا أن هذا لا يتم إلا بمشاريع مثل مشروع السودان 200.. بحيث تتحول المعرفة العلمية بالذات الي وعي شعبي.. لذلك نحن نقول دائما ان المشروعدا لكل الناس لان المعرفة إذا ما بقت شعبيه ما عندها معنى حقيقي.. وبالتالي فان شعارنا هو أن ننزل المعرفه المحجوبة فوق في أبراجها العاجية إلى الأرض أو قل نمسك زمام المبادرة وننزل إلى الناس نتعرف عليهم ونعرفهم بنا ونعمل المعرفة العلمية مع بعض. الجامعات والمنظمات والجمعيات والأندية والوزارات المختصة لا تعمل شيئاً ملموساً مع الأسف للظروف الإدارية و الظروف الأمنية و الظروف السياسية في بلدنا.

    أظن ما عندنا فرصة غير السودان200.. المعرفة يعملها الشعب نحن كلنا.. المعرفة شعبية.. كلنا نشتغل: نمشي نسجل الحبوبات، نمشي نفتش القصص الشفاهية التي تعج بها أدمغة الكبار، نجمع الحكايات والروايات الشعبية بلغات السودان كله.. نكتب ونصور ونسجل كل الشي الناس والحيوانات والطبيعة والإرث والتراث وكل شي.. سنخرج في الختام بركام ضخم قد يعادل مجرة في السماء.. وح نعمل القناة الفضائية ومتحف حضارات السودان وسننجز المحاور كلها النظرية والعملية أو ذلك الأمل وفق خطته جارية التنفيذ.
    وح نجيب خبراء بعرفوا أحسن مننا يديروا الشغل ويحققوه في النهاية.. لكن الشغل نعمله نحن كلنا طلاب الجامعات والخريجين والناس الكبار و البروفسورات والناس الصغار في السن والجدود و الحبوبات عندهم دور كبير.

    كلنا نعمل مع بعض وبجميع خلفياتنا في الممكنة.. والشغل يتعمل للسودان كله بما فيه دولة الجنوب والتي نحترم أهلها وسيادتها السياسية.. ولكن نحن نتحدث في بحر 200 سنة والجنوب جزء مننا على مستوى التحديات والجغرافيا وعندما انفصل لم يرحل.. لازم نتعامل مع بعض ونفهم بعض لمزيد من الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي.

    لا ننسى بأن عملنا هذا لا يعطل أي شيء وفي الحقيقة يضيف ولا ينتقص.. يعني الناس الشغالين في حل الأزمة الحالية دي وهم حوالي 250 حزب سياسي وحركة مسلحة وحزب حاكم يقال أن أعضائه 5 مليون -حسب زول فيه-.. كل الأحزاب دي تقريبا فيها 6 مليون شخص.. كل الأحزاب دي شغالة في حل الأزمة و لم نستطع جميعا حلها إلى الآن للأسباب المذكورة سابقا لأننا ما قدرنا نعمل مصلحة مشتركة لأن وعينا بذاتنا ناقص زي ما قلت قبل شوية ما ننسى.

    الحاجة المهمة أننا في مشروع السودان 200 أي زول يشتغل معانا هذا لا يمنعه من أداء واجباته الحزبية والسياسية وحركته المسلحة أو حكومته أو جهاز أمنه.. أي زول يشتغل معانا ويشتغل شغله هناك بس ما يجيبوا لينا هنا لأنو أصلا شغلنا ما قابل لذلك لأنو شغل غير سياسي غير أيديولوجي شعبي مدني سنعمله نحن ونكرر دائما أنه غير حزبي غير حكومي.

    فنحن نعمل مع الناس لحل الأزمة من مواقعنا المختلفة لكن نعمل شغلنا الاستراتيجي دا.. شغل ما بعيد يمكن أن ننجزه في 3 سنوات إذا اشتغلنا كلنا مع بعض.. وكما قلت في المرة السابقة إذا الشعب السوداني 30 مليون كلهم يؤدوا أعمالهم وأفضل وكلهم يشتغلوا لحل الازمة ونحن أيضا نحاول حلها مع بعض أو كما يحاول الناس الأن عبر كل السبل الممكنة.

    لكن نحن نحتاج 250 نفر كحد أدنى لعمل هذا المشروع.. وبقية الناس يعملوا حاجاتهم عادي.. شغلنا لا يعطل شيء وهو ليس رفاهية شغلنا شغل حقيقي استراتيجي لحل الأزمة السودانية بشكل استراتيجي وفيه أشياء أفضل من كدا.. عندنا محاور عملية تتضمن جمع إرث وتراث الحاضر وهذه من خلالها -بالإضافة إلى الفوائد الأخرى ومنها تأسيس دولتنا ومجتمعنا بشكل علمي عبر معرفة الذات ومعرفة بيئتنا- وبتكاتف الجهود عندما ننجز هذا المشروع في 3 سنوات فقط سنستطيع أن نعرف أنفسنا للعالم أكثر ونبيع قصصنا وأساطيرنا وحجاوينا مقابل ذلك ممكن تبيع بضاعتك المادية أفضل وتبيع أنت كسوداني نفسك للعالم كإنسان يتحدر من اساس راقي.

    أعني أن نوصل نفسنا للآخر أجمل وهذا مجرد مثال.. وسيعرفنا الآخرون بشكل أفضل من الأزمة.. فنحن في الوقت الحاضر كسودانيين و كبلد معروف للعالم بأن لدينا أزمة.. أطفال العالم يعلمون.. نحن نريد أن نخرج من هذه الهزيمة التاريخية ونبادر بمشروع كبير زي دا.. وهو واحد من المشاريع الطموحة جدا جدا أعتقد وفق الخطة المعمولة والأهداف المعلنة..
    في الختام.. مشروعنا دا كبير جدا ولكننا لا نطلب من الشعب أن يدفع لنا ضرائب ولا تبرعات.. الشغل دا بيعلموه المؤمنين به فقط من الناس ولو أنجزته أقلية سيكون من اجل مصلحة الجميع ذلك هو المبدأ والقلب.. هذا المشروع مصنوع من القلب.

    دا شغل سنعمله نحن لوحدنا سنتبرع له بالوقت والتعب والمال.. أنا أعمل وأنتم معي تعملون ولا ننتظر الآخر.. الآن أنا شغال والناس شغالين يعني لا ننتظر إلى أن نتم 250 شخص.. واحد يشتغل اثنين يشتغلو 400 أو 1000 كلنا نشتغل.. كلما كثر العدد سننجز المشروع أسرع.

    وهدف آخر بدوره مهم أن هذا المشروع سيدربنا لنعمل كلنا مع بعض يعني ممكن يعطينا مثال على أن السودانيين يمكن أن ينجزوا مع بعض من مختلف الأعراق والثقافات والألوان والأديان وكل شيء والطوائف والأحزاب والأيديولوجيات كلنا نقعد مع بعض وننجز حاجة مع بعض ربما لاول مرة في التاريخ الحديث.. دا ذاته هدف كبير جدا جدا وستكون تجربة مفيدة بالنسبة لنا جميعا بالإضافة لإنو نحن سنتعلم من بعض ونتبادل التجارب ونتبادل المنافع.

    أنا كنت أحاول أن أدافع عن المشروع وأوضح للناس المترددين أن هذا الشروع مفيد ما مضر لأي زول.. كل شيء موجود في هذه الخطة المعلنة يعني نحن ما عندنا أهداف أخرى.. هذه هي أهدافنا ولن يكون هناك أهداف غيرها.. حقيقة لن يحدث إلا تكون حاجة ما مقصودة ودي طبعا بتكون واضحة.. نحن لدينا مشروع وطني مدني شعبي سنعمله نحن وأنا واثق أنو سننجزه عبر الإرادة المتجددة!.

    ذلك وهنا أدناه كلام إضافي متمماً لما ورد أعلاه.. تحت هذا العنوان: متلازمة الشعور العام بنقص الإعتراف ربما تكون التحدي الأساسي للسودان200!

    السودان200 مبادرة ليس فيها اقصاء ولا احتكار.. عندما نصل الى مرحلة متقدمة زي التسجيل يفترض أن تتم عبر إجراءات ديمقراطية و في الضوء.. دي كلها حاجات جميله و مقدور عليها بالتفاهم و العمل المشترك و نحن كلنا محتاجين لبعض و نستطيع ان نعمل جميعا في هذا المشروع.. فهو ما فيه إقصاء ولا احتكار مشروع غير سياسي غير أيديولوجي مشروع مدني مشروع شعبي بنعمله كلنا مع بعض و قدر الامكان..

    العقبة الأساسية والخطيرة أنا سميتها نقص الاعتراف lack of recognition - وهي محتاجه شرح و محتاجة انكم تركزوا معاي-.. نحن في السودان عندنا هذه المشكلة وسأشرح كيف أنها تمس مشروعنا بالرغم أنه مشروع غير سياسي غير أيديولوجي.. لكن هناك مشكلة كبيرة داخل الانشقاقات المجتمعية في الدولة والمجتمع.. نحن لدينا مشكلة حقيقية وهي الإقصاء و الإقصاء المضاد وهذا سبب الأزمات الحاصلة.. نتيجة وسبب للأزمة الكبيرة الحاصلة في السودان.. أزمة الدولة و أزمة المجتمع و أزمة العيش السلمي المشترك.

    يعني نحن عندنا إقصاء لبعض على جميع المستويات و عندنا عدم اعتراف ببعض تقريبا على جميع المستويات.. الدولة لا تعترف بالشعب كونها دولة حزب واحد الما معاه بيعتبره عدوه ودا كل الشعب ما عدا أعضاء الحزب او التنظيم.
    وفي المقابل الواقع الماثل يقول أن معظم الشعب أو على الأقل غالبية منه غير معترفة بالنظام السياسي وفي عناصر كثيرة من المجتمع كما نرى و نشاهد في اليومي هي ناشطة فعلياً سياسياً وعسكرياً ضد النظام السياسي الموجود.

    وفي قطاعات واسعة من الجماهير صامتة - كما يقال القوة الصامتة بمعناها السياسي وهم مجموعة من الناس غير المحزبة - عندهم رأي سالب في الأحزاب كلها وإلا انضمو لها ونشطو فيها وعبرها.. اي هناك إقصاء للأحزاب من غالبية من الناس.. الأحزاب نفسها تقصي بعضها البعض.. القبائل تقصي بعضها البعض والمنظمات المدنية تقصي بعضها البعض.

    دي مجرد أمثلة لإيضاح الصورة الشاملة للإقصاء المعني.

    وعلى المستوى الفردي ممكن نشوف دا في ما يسموا بالمثقفين.. انظر إلى وسائل التواصل الإجتماعي وسترى عقدة النقص بالاعتراف اي متلازمة الشعور بنقص الاعتراف.. يعني كل الناس حساسة جدا و متوترة جدا وتبحث عن الاعتراف لنفسها و لشخصها ولذاتها بشكل يومي وبعضه مرضي.. ممكن واحد يقول ما مشكلة أن تسعى الناس والجماعات للاعتراف وهذا صحيح في المجتمعات الصحية والتي ليس فيها انشقاقات كبيرة.. هناك في تنافس حميد بين الناس بطريقة فيها قوانين ومثل وأعراف فيها احترام للاخر يعني ما فيها إقصاء ما فيها انك تعمل للاخر genocide معنوي أو مادي أعني تطهير معنوي أو مادي.

    في المجتمعات التي أنشأت حضارة ومتصالحة ومتسالمة مع ذاتها ما زيينا ما بيعملوا إقصاء لبعض بل يسعون إلى تكامل الأدوار.. فنحن لدينا إحساس عالي جدا بنقص الاعتراف.

    وفي ناس كثيرين جدا حاسين بأنهم علماء و أدباء وبعرفو وعندهم كتابات عظيمة حق ام باطل.. في أولاد وبنات حاسين بأنهم ناجحين وأنيقين حق ام باطل لكنهم لا يجدون الاعتراف المشبع.. وبالتالي بيكون همهم الأول هو قنص الاعتراف بهم بشكل هستيري.. يعني هم لا ينظرون بموضوعية.

    تلك من علل المجتمعات المتأخرة تكنلوجياً إذ يكون الإنقسام كبير والإنشاقات المجتمعية لا حدود لها بين الطوائف والأحزاب والعشائر والبيوتات والشلليات الكثيرة جداً والمتوترة التي تعيش بخيال القرون الوسطى في القرن الواحد وعشرين.

    إذا نظرت إلى المثقف السوداني المتعلم أكاديمياً كعينة فهو منفي عدة مرات بالذات المثقف اليساري واليساريين قد يكونوا غالبية في تصوري.. الناس ديل منفيين بواسطة الدولة وبعضهم منفي بواسطة المجتمع نفسه.. وهم نفسهم طبعا عندهم راي في الدولة أي نافين الدولة وبعضهم نافين المجتمع.. يعني الإقصاء الذي اعنيه هو إقصاء و إقصاء مضاد.. ما أحاول توضيحه أن أكبر عقبة تواجهنا هي ستكون نيل الاعتراف بمشروعنا!.

    كيف نقدر نجيب الاعتراف بالمشروع من ناس عندها نقص بالاعتراف.. دي حاجة صعبة جداً..
    أنا عايز أنبهكم لمسألة مهمة جدا وهي تؤثر علي العمل مباشرة وهي أن كثير من الناس غارقة في ذاتها وذاتها فوق الموضوعي ودي عندها أسباب موضوعية قلنا ببعضها أعلاه.
    وخلاصته أننا معظمنا لا نرى مصلحتنا المشتركة وتحدياتنا المشتركة بصورة جلية وبالتالي ما لاقين ذاتنا المشتركة بل ابعد من ذلك ضيق المساحات من ضيق الخيال يجعل البعض منا لا يرى كسبه إلا في خسارة الآخر .. ودي حتة خطيرة جداً حتى على المستوى الشخصي والفردي ناهيك عن المستويات الكلية!.

    يعني لو لاحظت في الوقت الحاضر وسائل التواصل الإجتماعي كلها تقوم على محاولة البحث عن الاعتراف بالذات الشخصية لو الواحد بالغ الحزبية.
    يعني لا نرى أشخاص كثيرين عندهم مبادرات بحث علمي أو بحوث اجتماعية أو أثرية أو تاريخية مثابرة وصبورة وبعيدة المدى.. قليل جداً.. إنما معظم المنشورات تدور حول أشياء شخصيه وذكريات و قصص و روايات الخ.. هذا شيء لا بأس به لكنه غير مراعي للظروف الموضوعية في مجتمعنا و اللحظه التاريخيه و الأزمة التي نعيشها بشكل جدي وعميق بل هذا شي مسطح.. ويحدث انتباه لحظي للأزمة الكبيرة التي نعيشها في المناسبات ولما تكون في مظاهرات أو مجاعة أو زول كبير من العالم زار السودان أو فتاة تم دفق موية النار في وشها إلى آخر الاحداث من ذات الشاكلة.

    يعني مافي نظرة استراتيجية.. كلنا نعرف انو في مشكلة في الوقت الحاضر وهي مشكلة الرغيف ومشكلة الحرية.. فأنت تتحدث إلى زول من المفترض جيعان وربما مريض عن مشروع إستراتيجي.. هل يجوز؟.

    نعم، يجوز!

    لماذا جاع هذا الإنسان في هذا الزمان؟ ليه مافي حرية؟ كيف نجيب الرغيف والحرية؟ دي الأسئلة المهمة.. نحن عندنا كل المقومات والموارد الطبيعية والمادية.. بلد غنية في الحقيقة لكن شعبها جائع.. بلد شعبها بحب الحرية ولكنه عايش القمع.. يجب أن نبحث عن جذور هذه المشاكل وأن نسعى مع بعض لحل الأزمة الآن بكل السبل الممكنة.. يعني نجيب لأهلنا رغيف ونحاول كمان نحافظ على كرامتهم وحرياتهم الشخصية والعامة.

    لكن دا كيف بحصل.. بالعلم، العلم بالذات وعملياً الوعي بالمصلحة المشتركة والتحديات المشتركة والمصير المشترك وشنو البجمعنا وشنو البفرقنا وكيف نتدارك ذلك.. ولأن دا لسا ما حصل.. بالتالي عندنا أزمة زي دي.. لأن نحن ما عندنا رؤية للعيش السلمي المشترك بعد.. عشان كده في انشقاق مجتمعي وعشان كده في حرب وفي جوع مافي رغيف.. يعني المسألة ما مسألة موارد لا بشرية ولا مادية كلنا نقر بأننا عندنا.
    لكن في الحقيقة عندنا نظام سياسي غير مرضي عنه وعندنا بالتالي مجاعة وحرب.. دا لأنو نحنا ما عندنا رؤية استراتيجية للعيش السلمي المشترك وهذه لا تاتي إلا عبر الوعي بها.. ونحن نسعى من خلال هذا المشروع لأن يكون لدينا وعي علمي وعملي بالذات وهو أن تفهم مصلحتك المشتركة داخل الجماعة وتحدياتك المشتركة وتعرف ما يجمعك بالناس وما يفرقك عنهم وعلى هذا الأساس أنت تعمل في إنسجام في إطار المجتمع والدولة.. هذا الإنسجام وهو روح العيش السلمي المشترك الذي نفتقده.. وهذه هي الدعوة الأساسية للمشروع وكما قلنا هو مشروع غير سياسي غير أيديولوجي ويستطيع أن يستوعب جميع الرؤى السياسية والأيديولوجية ولا يتصادم معها.

    وكمان لا ينتقص من الاعتراف باحدنا بل يؤكد ويعضد ذلك او هذا ما وجب ان نعمل له لننجح.. مشروعنا يضيف ولا ينتقص من مكانة أحدنا وفق خطته المرسومة أوهو ما نأمله عن عمد!.

    لمزيد من الرؤية راجع لطفاً الوثائق الاساسية لمشروع السودان200.

    * تسجيل صوتي لايف في الواتساب حول عقبات مشروع السودان200 تم تحويله في صيغة كتابية) 4-10.. شكراً للشابة الهميمة أمنية جابر.

    محمد جمال الدين

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-05-2018, 06:02 PM)





















                  

العنوان الكاتب Date
مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذن نصنع الخبز والحرية! محمد جمال الدين08-05-18, 05:13 PM
  Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-05-18, 05:23 PM
    Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ Biraima M Adam08-05-18, 05:49 PM
      Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-05-18, 06:36 PM
        Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-06-18, 00:56 AM
          Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-06-18, 11:45 AM
            Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-06-18, 12:03 PM
              Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-08-18, 03:59 PM
                Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-08-18, 06:18 PM
                  Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-13-18, 03:23 PM
                    Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-17-18, 00:36 AM
                      Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-19-18, 10:20 PM
                        Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-22-18, 02:56 PM
                          Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-23-18, 05:48 PM
                            Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-25-18, 00:58 AM
                              Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-29-18, 09:02 PM
                                Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين08-31-18, 07:38 PM
                                  Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين09-03-18, 03:01 AM
                                    Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين09-08-18, 07:39 PM
                                      Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين09-09-18, 11:12 PM
                                        Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين09-12-18, 01:58 AM
                                          Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين09-12-18, 08:00 AM
                                            Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين09-19-18, 00:20 AM
                                              Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين10-04-18, 03:38 PM
                                                Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين10-04-18, 11:30 PM
                                                  Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين10-10-18, 03:21 PM
                                                    Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين10-19-18, 12:36 PM
                                                      Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين10-21-18, 10:49 PM
                                                        Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين10-22-18, 01:26 PM
                                                          Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين10-30-18, 11:04 PM
                                                            Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-09-18, 01:42 AM
                                                              Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-11-18, 11:27 PM
                                                                Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-18-18, 10:06 PM
                                                                  Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-20-18, 00:40 AM
                                                                    Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-21-18, 09:19 PM
                                                                      Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-28-18, 01:23 AM
                                                                        Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-28-18, 08:54 PM
                                                                          Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-28-18, 10:35 PM
                                                                            Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-29-18, 00:27 AM
                                                                              Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين11-29-18, 09:29 PM
                                                                                Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين12-11-18, 02:36 AM
                                                                                  Re: مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذ محمد جمال الدين01-27-19, 03:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de