الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آدم ومحمد جلال هاشم والعفيف)!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2018, 01:29 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر (Re: محمد جمال الدين)

    أستاذنا هاشم تحية وتقدير مستحقين
    كتبت أنا في العبارات الأولى من مداخلتي مشيداً بفكرة دولة اللاهوية مؤكداً أنها وبرغم طابعها التجريدي إلا أنها غاية نبيلة، ولكن حاججت في أننا نحتاج قبل التفكير في دولة تقف على مسافة واحدة من جميع الهويات أن نرجع البصر كَرَّتيْن لنرى كيف سينقلب إلينا هذا البصر خاسئاً وحسير من واقع المظالم التاريخية التي تنسف أي فكرة عن دايرة مركزها على نفس المسافة من أي ننقطة على محيطها، فسيرى من يجيل البصر مليّاً أن بالمحيط مفارقات عجيبة ومظالم تراكمت على مرّ السنون على مجموعات بعينها من السودانيين حُرمت من حقوقها المشروعة في الحياة الكريمة والإستهام المعلن والعادل على الفرص المتوفرة بالبلاد. وهذا ما يرغّب عنه تايلور ويزيد في العبّار والعبارة منوهاً إلى ضرورة الإعتراف بمشاكل الهوية بادئٍ ذي بدء قبل طرح أي تصورات لدولة محايدة أو أحادية، أي العمل على الاعتراف ب وتسوية المظالم التاريخية في أي بلد، المظالم البيّنة على كل المستويات والمتجلية في الكيفية التي تدار بها المصالح وتؤسس عليها الهياكل الإقتصادية والسياسية، ثم المغانم المرجوة من وراء كل ذلك. ويقف تايلور مع الدعوة لإعادة تقييم الهويات (طبعاً عِوضاً عن شطبها) مشيراً إلى ميراث القسمة الطيزى للسلطة في كل الدول وهذا ما لم تسلم منه حتى أوروبا عند التأسيس للدولة الوطنية الحديثة ففيها، قد عملت مخطوطات تاريخ الوطنيين على التخفي من نظر التميزات المحلية التي قد تهدد مشروع خلق دولة اللاهوية الحديثة، ومقابل اللاهوية هنا هو الهوية الأحادية (العربية أو السودانوية عندنا) والألمانية أو البريطانية أو أو أو ألخ كما في ويلز، إسكتلندا، إيرلندا، الباسك، بفاريا والجنوب الإمريكي حتى لا تكتشف هذه المناطق أنه قد تمت التغطية على تمايزها أثناء تأسيس الدولة الوطنية المحايدة هويوياً. بل أن هنالك ما هو أفدح من ذلك نكتشف أنه حدث بعد ذلك حينما نكتشف أن هؤلاء الحداثيون الغربيون كانوا ملتزمين بالنظر إلى أنفسهم وبالتالي قيمهم كأنها نهاية التاريخ وذلك بدافع التغطية وبشكل نهائي على هذه المظالم. لكننا نشهد بعد أكثر من قرن في إسكتلندا والباسك وغيرها نزعة تحت وطنية تتثور وتدعو للإنفصال عن الدولة دولة الحداثة الوطنية. يا هاشم دولة اللاهوية في هذه المرحلة هي دولة التغطية على التمايزات المحلية وما أنتجته من مظالم ومواقع وضيعة لأعضاء تلك المجتمعات المستبعدة من أي حظ و المميزة سلبياً، مما يستدعي وقبل كل شئ إحداث تغييرات هيكلية في السلطة الراهنة ( قبل تأسيس دولة المسافة واحدة من جميع الهويات) يقول تايلور «أنَّ تقييم الهويات يتم بالإستناد إلى مكانة المنتَمين إليها في هيكلية السلطة، وأنَّ إعادة تقييم تلك الهويات يقتضي إحداث تغييرات في هيكلية السلطة عينها». أنا أتفق مع محمد جمال بأنه يجب مراعاة خصوصية واقعنا في التأسيس السياسي للمستقبل، لكن من سيؤسس هذا المستقبل وكيف؟ إذ لا مشاريع نظرية قادرة على أن تنمو في الهواء ثم تسقط على الأرض فتحولها إلى جنة عدن ودولة ونهاية مظالم. هل تعولون في تأسيس هذه الدولة على هذه الأحزاب السودانية التي شاخت وترهلت ثم بدأت في التضعضع يوماً بعد يوم، وهي مغيبة بفعل تلطيش وإختراقات أمن النظام وسيافيه من جهة، ومن الجهة الأخرى بفعل منازعاتها الثانوية التي عمتها طول الوقت عن الإنتباه لإنجاز الأولويات الوطنية الديمقراطية وغيرها من القضايا أساسية (دستور دايم وحماية الديمقراطية)، فأغرقوها بفعل فاعل في منازعات ثانوية تعميها عن فرص تحولها لأحزاب حقيقية وحديثة، لتبقى أحزاباً بلا أي رؤية حقيقة لا لحاضر ولا مستقبل، أحزاب بلا جاذبية للشباب وسط الإنقلابات العميقة في وسائل وتقنية التواصلات اولتي إستقطبت الشباب في منابر ليس لهذه الأحزاب حظ فيها ولا أي رؤية استراتيجية للتواجد الفاعل فيها، زد على ذلك تأثير المطاردات والإعتقالات والتشريد والسجون التي أشرت إليها والتي منعت أي فرص تطور حقيقي لهذه الأحزاب أو تنفيذ لأي برامج تفكر فيها. أمّا الأحزاب الطائفية الكاردينالية (ذات الزعامات العقائدية غير قابلة للجرح فيها) وهي زعامات تتذبذب بإستمرار في مواقفها ومواقعها وسط مشهد الموت البطيء لقواعدها التاريخية وقواعدها الجيوسياسية التي تؤتى من أطرافها أمام أعينها، ولا يبقى لها سوى إدعاء الصمود مرة والإنكسار مرة أخرى فقبول مشاركة منتسبيها بصفة حزبية أو فردية أو إنقسامية في برلمانات مشهدية ديكورية تزين فضاء الممارسة الديمقراطية المختالة والمختلة، أو التنعّم بمواقع حكومية تشريفية، ولكن لا هذي و لا تلك توفر أي فرص مادية لهذه الأحزاب لتطوير بناها التنظيمية أو حمايتها من الانقسامات المحتومة مما يشل أي فاعلية تنظيمية توفر فرص لمخاطبة الناس لا سيما الشباب وإستقطابهم فتتجدد بهم حياتها. أم هي دعوى لتجاوز كل هذه الأشكال السياسية الغامقة (الأيدلوجية الراديكالية) أو الباهتة (التقليدية) منها ثم محاولة تسعي لتأسيس أحزاب جديدة بمهام جديدة، وهذا أمر يحتاج لقرن من الزمان إن لم يكن قرون لا يستطيع أي حراك ضمنها التمرد على جبر التاريخ ومصادفات أو إملاءات المستقبل. ثم من هم الفاعلون الإجتماعيون الذين يتقدمون هذا الحراك وأية أهلية تأمن شروط فعاليتهم؟ لا سيما حين تلوح الفرص التاريخية في كل منعطف خصب تلوح فيه فرص جديدة لأشياء جديدة. من ناحية ثالثة يجب أن لا ننسى أن النخب المثقفة والمهمومة بأمر التغيير لا تزيد عن ال5% من تعداد السكان واكثر من 70% من السودانيين غارقين حتى إذنيهم في الاعتقادات وولاءاتهم الدينية والطائفية، ومن الصعب التواصل معهم بأمر الوعي الذي يغسلهم من الأوهام والأساطير التي يسكنون فيها، فما هي فرص العمل معهم وفيهم؟ ومن يدعم هذا العمل؟ كل هذه وغيرها أسئلة تحتاج لإجابات. أما عن سؤالك هل الدعوة لدولة اللاهوية هي دعوى لنهاية التاريخ؟ فإجابتي: بلى! هي عندي كذلك، إذ هي حسب ما كتبه محمد جمال عنها أنها الدولة التي تتجاوز كل ما سبقها من أطوار ولا طور أعلى تأمل في الوصول له ولا دياليكتيك تتحرك على مساراته، أي على مسارات التناقضات كي تنتج أطواراً وبنى إجتماعية أرقى. ما كتبته أنا و أمّن عليه بشكل أو آخر المقال الذي أوردته عن حسام الدين علي مجيد عن تايلور يركز على وجود مشكلات راهنة تنتج من تغول هوية على غيرها، ومن سيادة خطاب يكرس التمايز والتفاضل في المجتمع بتكريسه لمعايير إجتماعية تحكم هذا التفاضل ( الفصيح في العربي أفضل من البِكسّرو أوالرطاني، والمطهّر أفضل من الأغلف والألوان الفاتحة أفضل من الداكنة، فمن لا ينطق العربية بفصاحة يتم الإستهزاء به ، وتمتلئ جُعبات المنكتاتية بالتندر بأبكر وأدروب وأبُّو وكيف أنهم يتحدثون بطريقة مضحكة (مع إنهم بلغاتهم الأم يتحدثون بفصاحة إن كانت تلكم لغات تجد الإحترام عند غير أهلها) هل سمعت من قبل بلفظة (الروس) التي أطلقت على أفراد بعض سكان الهامش (الجغرافي أو الاجتماعي) وتلك النكتة البذيئة التي تربط مواطنة السوداني بنطقه العربي السليم لمفردة الحيصاحيصا عندما إنتشرت إشاعة أن النميري ينوي تهجير الفلاتة لنيجيريا. هذه هي القيم التي أتحدث عن إفراغها من كل أدواتها وأشعارها وحدودها المقدسة. أنظر لما يحدث الآن في منطقة القضارف من صراعات تتأسس على التمايز في الهوية وإفرازاته في أدوات التواصل الاجتماعي وكذلك الضرر الذي لحق بالهوسا هنالك) لا يمكن أن ننكر يا أخوة أنه تاريخ السودان شهد تعرض فئات بعينها وفقاً لمعايير التمايز المذكورة للتمييز العنصري بل حتى الإسترقاق وكانت ظاهرة السرارى موجودة بالسودان حتى وقت قريب. إذن لا أجد مناحة من أن أكرر أنه لا بد قبل التفكير في التأسيس لدولة اللاهويات من عدمها الإعتراف بهذه المظالم التاريخية وتأسيس الدولة التي تستعدلها كضرورة أولى. وحتى أكون أكثر صراحة فأنا فكرتي تقول بحذف مفهوم عروبة السودان والإعتراف بتنوعه العرقي وإعتبار اللغة العربية أداة ثقافية مثلها مثل بقية اللغات، وليست هوية، ثم إعادة تقسيم الثروة وإتاحة فرص تعليم وصحة وعمل لمن همشوا بقدر أكبر مما يتوفر للمركز حتى تستعاد العدالة الإجتماعية. أنا لا أتحدث عن سلخ أي جماعة عن هويتها ولكن أرى أن رؤية محمد جمال بأن عروبة السودان لا تخدش لا حياء ولا مصلحة أي فئة أخرى هي دعوى إشكالية وأن الهوية العربية في فضاء الثقافة السوداني بالشكل الراهن أدّى لخلق واقع إشكالي يستولد إشكالياته على نطاق الحقوق الثقافية في البلد، وبالتالي فإن رؤيتي لحل الإشكال (دون قمع أي ثقافة بما في ذلك الثقافة العربية) أن نتعامل مع العربية لغة وثقافة تعامل أداتي وليس هوياتي أو قيمي .فعندما تصبح هيمنة هوية معينة في أي دولة أمراً واقعاً، لا يوفر ذلك محلاًّ لإختيارات الأفراد أو أي جماعة ترغب أن تتحرر من إرتباطاتها بإختيارات هذه الهوية، لذا فوجهة نظري الخاصة في الأمر هو رفضي لأن تكون للعربية في السودان أي قيمة إلزامية للأفــــــــــــــــــــــــــــــــراد، ذلك إنطلاقاً من عالم نعيش فيه وأصبحت فيه الحرية هي أسمى القيم الإنسانية. لا يجب أن تكون هنالك محددات قيمية مفروضة على أي إنسان. أنا أتحدث عن الثقافة في صفتها الأداتية، و أهدف لأن أحرر الإختيارات الفردية من أي إرتباطات ثقافية مجتمعية سابقة عليها أو ملزمة لأي فرد (تعليم أولاده في مدارس إبتدائية تدرس بالعربية أو لغة الهوسا) مع توفير الخيارات المرتبطة بالأصول الثقافية للإنسان القاطن في المنطقة الجغرافية المعنية. لكن هذا الفهم الأداتي يتطلب أول ما يتطلب إفراغ الثقافة الرسمية من محتوياتها القيمية والأيدلوجية (بما في ذلك الأحزاب المنتفعة بها) أي كل ما تتوسل به لفرض هيمنتها على المجتمع. وقبل دولة اللاهوية أدعو دولة تهتم بإعادة النظر في كل قضايا المواطنة المختلة وأي قيم تتنافي وقيم المواطنة الحرة، ومن هنا تأتي دعوتي إلى تغيير يركز على ضرورة إفراغ الثقافة العربية من محتوياتها القيمية والأيدلوجية (بما في ذلك الأحزاب المنتفعة بها، مثل المؤتمر الوطني، حزب الأمة والإتحادي الديمقراطي والبعث) أي كل ما تتوسل به لفرض هيمنتها على المجتمع عبر إجراءات دستورية وقانونية يمكن مراقبتها وحراستها أوالتعديل فيها إذا ما إستدعت الحاجة لذلك. هذه هي المناورة الممكنة والتي تسعى من خلال تجميد قيم الثقافة العربية ثم قراءتها قراءة أداتية تؤدي إلى إتاحة الفرصة لظهور الثقافات المكبوتة في المجتمع، وهكذا يتمكن كل المواطنين من إختيار ما يليهم أو يناسبهم من ثقافات. وفقط في هذه الحالة من أراد أن يفارق ثقافته الأصلية، أو ينسلخ عنها (النوبية أو البجاوية ألخ..) والإنتماء للثقافة العربية المكتسبة فله قانونياً حق المغادرة. هذه الفكرة ترمي لإعادة الحق لجميع الثقافات في المجتمع لتتمكن من عرض ذاتها كخيار متساو مع الثقافة العربية السائدة وله الحق على التنافس على قلوب وعقول المواطنين دون أي إكراه أو إشتراط. هكذا ينجو أي مواطن ويتحرر من ورطة الثقافة الواحدة الجبرية وينجو من أي حالة للإكراه الثقافي أو إلزامية الثقافة العربية لكل المواطنين. وبالتالي لن يصبح إنتمائي لأي ثقافي جبري ولا إرادي وستنتفي المحاذير التي تمنع أي مواطن من نقد أو الإنسلاخ من أي ثقافة دون الخوف من التعرض للسجن أو الجلد بحجة إنتهاك محاذير الثقافة الرسمية وقوانين البلاد التي سنت وفق مصالحها ومصالح أحزابها. أتمنى أن يلتفت الجميع إلى أن التاريخ السياسي والإجتماعي العالمي يتقدم دوماً موفراً إستحقاقات يتم إنجازها بعد طول إنتظار لجماعات نالت ما نالت في الماضي من أشكال الظلم الاجتماعي. لقد أصبحت معه فكرة الحقوق الثقافية ضرورة لا مناحة منها. وإستمرار اللامبالاة إزاء المشاكل الهويتاية لم يعد محتملاً أو مقبولاً. نحن في حاجة لنظام يجرد هذه المظالم التاريخية جرداً أميناً ثم يقرر في شأن ما يراه مناسباً من تعويضات لمن وقعت عليهم هذه المظالم في شكل التمييزات الإيجابية في الدراسة والعمل وتوزيع مشاريع البنى التحتية حتى يتم الدمج الحقيقي لكل مواطن في الوطن وفي الخير العام. وأنا أرى أنه قد تحدث مثل هذه التشريعات تحديات سياسية وتواجه برفض بعض الفئات الإجتماعية لكن ذلك لن يصل لمرحلة تهديد الوحدة الوطنية كما يحدث الآن من مطالبات لم تجد غير السلاح ودعاوي التهديد بالإنفصال، وعلى العكس أرى أن خطوة الإعترافات والإعتذارات المشفوعة بسن تشريعات قانونية تحمي التعددية الثقافية والعرقية تنتج على المدى طويلاً مجتمعات معافية تقوم وحدتها على الحقوق لا على تعسف فئة على غيرها. فالفرد الخالي من الغبن والراض بما توفره الدولة من فضاء واسع لممارسة حريته في إختياراته الثقافية هو فرد يحيا حياة جيدة ويساهم إيجابياً في تنمية مجتمعه. فالإعتراف بالتعددية الثقافية في دولتنا أعتبرها لازمة من لوازم الإعتراف بالتعددية السياسية والاجتماعية ودولة اللاهويات، لأنها ستشكل حماية بالقانون لحقوق الأقليات والثقافات المضطهدة التي ترى في تمتعها بالتعبير عن إنتماءاتها شرط أساسي من شروط مواطنتها وإحترامها، بعد أن كنا ولزمن طال نمارس إحتقار هذه المواطنة وأشكال تعبيرها.. دعوتي لتحويل اللغة لمجرد أداة محايدة ثقافياً أكرم للديمقراطية والوحدة الوطنية إدراكاً لتعاملنا مع الحرية الفردية كشرط من شروط العقد الإجتماعي الذي بسببه يعترف الناس بشرعية حكومة ما واجبها توفير العدل والخير المشترك بين كافة مكونات الدولة الإجتماعية بوقف حرمان بعض الجماعات من نصيبها في كعكة الثروة والسلطة السياسية والكف عن الهواجس الزائفة عن خطر مثل هذه الإجراءات التي تهدف إلى تأسيس جديد للمجتمع تقوم فيه الحقوق على قاعدة المساواة والعدالة القانونية والإجتماعية لا إمتيازاتهم الثقافية أو العرقية أو الدينية. على العموم أنا إتحدث عن تصوري لفض النزاع حول مشكلة الهوية وحديثي عن إفراغ الثقافة العربية من محتوياتها القيمية والآيدلوجية ينتهي إلى لزومية توفير المناخ لهذه القوانين المأمولة والمعنية بتوفير الحرية لأفراد المجتمع للإرتباط بثقافاتهم الأصلية (النوبة، البجا، الزغاوة، الهوسا، الأنقسنا ألخ) والمقصود بتوفير المناخ هو حلهم من الإرتباط القسري والولاء القسري للثقافة العربية وقيمها وأقصد هنا بالقيم الثقافية العناصرالأساسية في كل ثقافة إبتداءً بخطابها الذي يحدد أساليب الحياة المقبولة ضمن هذه الثقافة من مباديء مادية وروحية فيها ويتم عبر أدوات منها المناهج التعليمية ووسائل الإعلام إشاعة المنظور المرتبط بهذه الثقافة على إنه هو القيم المقبولة في المجتمع، دون حتى الإشارة إلى أن هذه المقبولية محصورة في إطار هذه الثقافة دون غيرها، تحدد الثقافة عبر أدواتها وأبنيتها الطيب والكعب، المقبول والمحرم، التافه والمهم، الجيد والمكروه، الجميل والقبيح ألخ.. وفي غالب الأحيان يتم تعيين هذه القيم والوعي الإجتماعي الجمعي الناتج عنها بشكل يخدم فئات بعينها في المجتمع هم حراس هذه الثقافة ومن يرسمون فيها القيم بشروط ترسخ مصالحهم هم دون غيرهم فيما يعرف بإرادة القوة. ثم يجب أن تنسجم كل الحقوق والواجبات والميول للأفراد في المجتمع بما يمليه خطاب الثقافة المعينة (ما يعرفه سدنة الثقافة العربية بالإصول) وبالتالي يصبح جميع السودانيين سابحون في بحرٍ قيميٍّ موضوعي مفروض عليهم عوضاً على إتاحة الفرصة لهم لوضع تصورهم القيمي الخاص بهم أو إختيار ما يعبِّر حقيقة عن إصولهم. فالثقافة العربية للبجاوي مثلاً قيمة إلزامية خارجية فرضت عليه وليست خيار داخلي (ذاتي). التصور الذي سودته هو أن تتحول الثقافة أي ثقافة إلى أداة تواصل في إطارها العام بعد تحييد قيمها ونزعها من درجة الإلزام إلى درجة الخيار. ويتحول السودانيون لأفراد أحرار متساوون في الحقوق والواجبات. عندما تحدثت عن إفراغ الثقافة من قيمها ذلك لأن هذه المحتويات القيمية والسياسية هي ما يخول لها الهيمنة على جميع السكان، من رغب فيها، ومن رغب عنها. إفراغ الثقافة العربية من قيمها لا يمكن أن يتم إلا عبر إعادة قراءة الثقافة العربية فإزالة كل القوانين التي تكرس أفضلية لها على غيرها من الثقافات الموجودة وصياغة قوانين جديدة تسمح للأفراد إختيار ما يناسبهم من ثقافات تتاح لها فرص عادلة لتنمية خصائصها بحيث توفر لأفرادها كل الإحتياجات الضرورية للتطور. تجميد هذه القيم هي المرحلة الأولى التي تعقبها تحرر من يريد أن يتحرر من هيمنة قيمها وفك التجميد لمن يختار البقاء في كنفها. هكذا تتحول كل الثقافات لإمكانات متاحة للأفراد وتتنافس على إقناعهم بالإنتماء إليها. إفراغ الثقافة العربية من محتوياتها القيمية لا يعني وقف التعامل باللغة العربية ولكن تبقى اللغة كأداة للتواصل بين من يرغبون في التواصل بها. المهم أنه سيبقى للثقافة العربية عندها قيمة داخلية فقط لمن يختارون البقاء في عالمها دون أي إلزامي خارجي أو قيمة تسلطية.

    (عدل بواسطة Sinnary on 08-10-2018, 03:20 AM)





















                  

العنوان الكاتب Date
الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آدم ومحمد جلال هاشم والعفيف)! محمد جمال الدين07-24-18, 09:20 PM
  Re: الهوية والهامش والمركز (لمسة في عظم الأزم محمد جمال الدين07-24-18, 09:21 PM
    Re: الهوية والهامش والمركز (لمسة في عظم الأزم محمد جمال الدين07-25-18, 02:57 AM
  Re: الهوية والهامش والمركز! محمد حيدر المشرف07-27-18, 11:22 AM
    Re: الهوية والهامش والمركز! محمد جمال الدين07-27-18, 05:43 PM
      Re: الهوية والهامش والمركز! محمد جمال الدين07-27-18, 09:39 PM
        Re: الهوية والهامش والمركز! هاشم الحسن07-27-18, 10:21 PM
      Re: الهوية والهامش والمركز! محمد حيدر المشرف07-28-18, 12:21 PM
  Re: الهوية والهامش والمركز! محمد حيدر المشرف07-28-18, 12:41 PM
    Re: الهوية والهامش والمركز! محمد جمال الدين07-28-18, 08:41 PM
      Re: الهوية والهامش والمركز! محمد جمال الدين07-28-18, 09:02 PM
      Re: الهوية والهامش والمركز! محمد حيدر المشرف07-28-18, 09:14 PM
        Re: الهوية والهامش والمركز! محمد جمال الدين07-29-18, 00:49 AM
          Re: الهوية والهامش والمركز! محمد جمال الدين07-30-18, 06:54 PM
            Re: الهوية والهامش والمركز! محمد جمال الدين08-01-18, 02:30 AM
              Re: الهوية والهامش والمركز! محمد حيدر المشرف08-01-18, 06:23 AM
                Re: الهوية والهامش والمركز! عبدالحفيظ ابوسن08-01-18, 07:39 AM
                  Re: الهوية والهامش والمركز! محمد جمال الدين08-01-18, 06:38 PM
                    Re: الهوية والهامش والمركز! Sinnary08-01-18, 10:54 PM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Ahmed Mahmoud08-02-18, 02:03 AM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Sinnary08-03-18, 03:00 AM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-03-18, 05:22 AM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد حيدر المشرف08-03-18, 07:36 AM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد حيدر المشرف08-03-18, 07:58 AM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kabar08-04-18, 07:50 AM
      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-05-18, 11:51 AM
        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-05-18, 12:54 PM
          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-06-18, 01:10 PM
            Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-08-18, 05:38 PM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد حيدر المشرف08-08-18, 09:50 PM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-08-18, 11:47 PM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-09-18, 08:20 AM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-09-18, 11:17 AM
      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-09-18, 11:57 AM
        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-09-18, 12:24 PM
          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Sinnary08-09-18, 07:37 PM
            Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-09-18, 08:13 PM
              Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-09-18, 08:39 PM
                Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد أبوالعزائم أبوالريش08-09-18, 09:47 PM
                Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-09-18, 09:53 PM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر محمد حيدر المشرف08-09-18, 09:59 PM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر محمد جمال الدين08-09-18, 10:28 PM
      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر Sinnary08-10-18, 01:29 AM
        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر محمد جمال الدين08-10-18, 01:50 AM
          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر Sinnary08-10-18, 03:25 AM
            Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر Kabar08-10-18, 06:28 AM
              Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر Kabar08-10-18, 07:01 AM
                Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر Kabar08-10-18, 07:03 AM
                  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر Kabar08-10-18, 07:18 AM
                    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر محمد جمال الدين08-10-18, 07:37 AM
                      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر محمد جمال الدين08-10-18, 08:05 AM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد حيدر المشرف08-10-18, 08:16 AM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Deng08-10-18, 09:18 AM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-10-18, 09:20 AM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-10-18, 09:27 AM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد حيدر المشرف08-10-18, 11:44 AM
      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-10-18, 04:23 PM
        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-10-18, 06:36 PM
        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-10-18, 07:00 PM
          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-11-18, 00:26 AM
          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kabar08-11-18, 05:19 AM
            Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kabar08-11-18, 05:23 AM
              Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kostawi08-11-18, 05:47 AM
                Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kostawi08-11-18, 05:51 AM
                  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kostawi08-11-18, 05:55 AM
                    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kostawi08-11-18, 06:07 AM
                      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kostawi08-11-18, 06:27 AM
                Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-11-18, 07:23 AM
                  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kabar08-11-18, 08:47 AM
                    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-11-18, 09:10 AM
                    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-11-18, 10:12 AM
                      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Abdullah Idrees08-11-18, 02:12 PM
                        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Frankly08-11-18, 03:13 PM
                          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-11-18, 04:44 PM
                            Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-11-18, 04:59 PM
                              Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-11-18, 05:33 PM
                                Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-11-18, 07:05 PM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد حيدر المشرف08-11-18, 08:42 PM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kostawi08-12-18, 00:16 AM
      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Kostawi08-12-18, 00:19 AM
        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-12-18, 04:21 PM
          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-14-18, 04:48 PM
            Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-15-18, 09:01 PM
              Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-17-18, 00:15 AM
                Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-17-18, 04:47 AM
                  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-17-18, 05:30 AM
                    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-19-18, 10:19 PM
                      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ محمد جمال الدين08-25-18, 01:12 AM
  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-25-18, 11:26 PM
    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-26-18, 00:23 AM
      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Sinnary08-26-18, 02:24 AM
        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Sinnary08-26-18, 09:58 PM
          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Sinnary08-26-18, 10:00 PM
            Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-26-18, 11:45 PM
              Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-27-18, 00:01 AM
                Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Sinnary08-27-18, 00:40 AM
                  Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-27-18, 00:53 AM
                    Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ عبداللطيف حسن علي08-27-18, 01:06 AM
                      Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Sinnary08-27-18, 01:23 AM
                        Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ Sinnary08-27-18, 01:27 AM
                          Re: الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آ هاشم الحسن08-27-18, 02:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de