ول ابا العزيز هاشم الحسن..حبابك يا صديقي عليه الصلاة والسلام ، ولمحمد مدني كل صلوات الطيبين والطيبات ممن تعلموا منه ان ضوء الشمس الذي نرى لم يخترق بحر الظلمات بعد ، وانما دوما هناك شمس اخرى وستأتي ليس لكي تغير طعم فاكهة الشتاء وانما لتغير طعم الحياة كلها..!..قالها وصدقناه لأنه الصادق فينا والشاهد الأنقى الذي يكتب تفاصيل ذاكرتنا وكيف يجب ان تكون..!..ومطلقا لن نحاكمه بهفوة صغيرة (ليس له يد فيها)..!! وبعد.. الأسافير ، يا هاشم ، ما عادت كما العصافير تزقزق فينا بالمحبة والسلام والجمال والتواصل الأمير البهي، وانما صارت خنافر قبيحة تنوشنا باظافرها ومخالبها..خصوصا اسافير امسودان..! الأسافير على قول اهلك البقارة (سلت قلبنا) ، أي خلعتنا وتخلعنا كل يوم..! لم اشكك ، ولكني اثق في قراءتك ، فليكن هو تشكيك..! الحركة دي ياهاشم ، لأني ، بحسابات خاصة للغاية ، لا ارضى في محمد مدني /الشاعر المعني ، القيم النبيلة ، الإنسان النادر..ودعني امارس التطاول عليه: فحينما اخاف على محمد مدني اخاف على ذاتي يا صديقي..! عموما ، انا اكتفيت بتوضيحه ، مش محبة فيه ، وانما عشان البس لي قميص واتعطر واسوى حفلة للإحتفاء به ، وادعو كل الصبايا والصبيان..ليحتفوا بمحمد مدني ، وهم يحتفون بذواتهم..شفت الأنانية دي كيف؟ صاحبتي ، كتبت لي قبل عشرات السنين : كيف تكتب المرأة عن رجل يقف في دواخلها كنخلة ، وانا اقول: كيف نكتب عن رجل (خاطف لونين) يقف في قلب افريقيا وقلب العروبة كنخلة..؟ رجل علمته التجربة الصدق مع ذاته ومع اطفاله ومع تياره الفكري ومع شعره ومع قضيته، ولم يدري انه يهدى العالم مواقف عزيزة ونادرة؟.. انظر هذه الأبوة البهية يا هاشم ، الأبوة التي لم يتوفر لها حتى ان تهدي اطفالها لعبات وافلام وقصص الإستهلاك الإمبريالي القمئ..وانما تهدي اطفالها الصدق والسخرية من هذا العالم الردئ للغاية..!..حينما يقف الأب مع ابنه (يسار) ليحكي له المشهد بصدق وشفافية كاملة.. ثم يضيف السخرية والمفارقة ، ويقول له بتعجب (كم رائع هو هذا الحصار)..فهذه ليست لحظة شعر ، وانما لحظة تراجيديا الإنسان بكل تأريخه.. من لنا ، غيرنا ، يا يسار؟ من لنا غير ان نحتمي بالجدار؟ ظهرنا لصقه ، صدرنا نحو نار..! اهــ..!!! كم رائع هو هذا الحصار..!
ابوة تشهيك الأبوة يا هاشم..! ولكن كيف نحتفي بهذه اللحظات؟..كيف نحتفي بمحمد مدني الرجل الذاكرة/الشعر/القضية/المحنة/الجمال/ الصلاة النقية؟.. كيف نحتفي بمحمد مدني التجاوز لمعنى التراجيديا الإنسان الخاصة الى الإنسان القمر/الشمس وكل ما نعرف ، كبشر ، من ادوات ورموز الضياء؟.. هل نكتفي فقط بدور اننا اصحاب البطل؟..هل نكتفي فقط بالمطايبة اليومية ؟.. نهجك يا هاشم اعجبني كثيرا وانت تحاول استعدال الصورة ، وسوف اجاريه بطريقتي الخاصة..فمحمد مدني ليس فقط مجاملة طيبة عابرة..هذه كينونة يا صديقي بعيدة المدى في معانيها..! حينما تكون سارح ببقرك يا هاشم في الأقاصي البعيدة التي لم يراها محمد مدني في ذات نفسه ، وانت تحت الشمس الخريفية الناصعة ، وبين الخضرة والمياه والبقر في بوادي كردفان، ودونما تشعر ترمي باغاني القبيلة الى الأرض..وتترنم (احتاج دوزنة)..فهنا تكون قد تحللت وتنصلت عن المعاني الضيقة/المعاني القبيلة ، بحثا عن المعاني الإنسان الواسعة..! معاني الملعون فينا الذي يحتفى ، بسخرية تامة ، بانه المتهم بتحريض بدو الصحارى وتجميع جيش العوام..!! صليت على النبي الكريم يا هاشم ، ولكني اريد ان اثرثر اكثر واصلي اكثر على محمد مدني ..واهديه بعض ممن يقرأونه في الفيافي التي لم يراها قط..! واصل انت.. وليواصل اسامة الخواض.. ولو استطعت (انا) الخروج من الحنبكة (مثارها عبد العظيم عثمان) ساهدي محمد مدني ما يستحقه ، قراءة من اهل الفلوات والبوادي البعيدة ..ومدخلي ملامح الصوفية في شعر محمد مدني..! هكذا صليت على النبي يا هاشم..فهل سنمضي في الحفلة بمناسبة وجود محمد مدني بيننا؟.. ياريت..! ياريت..!!!
يا ترى لماذا نسجن محمد مدني فقط في التككتيات (احتاج دوزنة) ، وننسى الأفق التاني..؟؟؟؟؟!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة