|
Re: السكرية حكاية تروى (Re: درديري كباشي)
|
هوج الذكريات قبل عدة سنوات ذهبت مع الصغار لمحل لعب اطفال بعد إلحاح منهم . انبهرت اكثر منهم بالمحل ما كنت متخيل محل طول بعرض وتقريبا خمس أو ست فتحات يكون مخصص للعب الاطفال. كثيرا ما مريت قرب مثل هذه المحلات وكنت اقرا اللوحة فلان للعب الاطفال لكن افتكرتها نوع من الدعاية لمحلات ملابس أو اي شئ يخص الاطفال سوى اللعب .نحن جادين اكثر من اللازم في نظرتنا لشي اسمه لعب .حتى نستخدم الكلمة نفسها للاستهزاء .بعبارات من نوع انت تلعب علينا ولا شنو ؟أو لبنت مخطوبة فلان دا يلعب عليك ما زول عرس ولا شي. وانت فاضي من اللعب. ها هو اللعب له شركة خاصة لها عدة فروع وتبيع أدواته لمختلف الاعمار . انطلق الاطفال في المحل فرحين. البنات نحو العرائس والولد ناحية السيارات .انا انشغلت مع نفسي ولازالت تتملكني الدهشة من التطور الهائل في هذا المجال . لكن اكثر لعب لفتت نظري وقفت امامها طويلا هي لعب التركيب .عبارة عن ألواح خشبية محفورة في شكل قطع بمختلف الأشكال والأحجام مطلوب من الطفل يفكها من اللوحة فهي سهلة الكسر ثم يجمعها في شكل سيارة مرفق معها كتالوج صغير وصورة السيارة . يااااااااه ذكرتني طفولتنا وابداعاتنا الشخصية لا كتالوج ولا حد يعلمك ماذا تصنع بل كثيرا ما تتم هذه الإبداعات بمقاومة الكبار ومطاردتهم بحجة الوسخ. كنا نحضر علب الحليب الفارغة ونقطعها بحديدة الفندك وقطاعة من الحديد . ياما عوقنا ايادينا وطار الدم بارض الوادي. نحولها لحافلات و بكاسي وتقطع لها عجلات من ارضيات النعال السفنجة . ومن ثم تجرها بخيط أو نثبت لها سيخة من أعلى لها حلقة على شكل مقود السيارة اي الدركسون. وحتى يكون الكفر موزون كنا نسخن علبة الصلصة في النار ونضغطها على أرضية النعال فيخرج العجل دائري وجميل .بل كان بعضنا بارعا إذ يزخرف حافتها بالموس فيصبح أثرها مثل اثر السيارة في الارض. اكثر واحد كان بارعا في صناعة السيارات هو اخونا الدكتور بدر الدين عبد الرحمن له التحايا اينما كان . مرة من المرات احضر صينية الامونيوم وصنع نسخة طبق الأصل من سيارة اللاندروفر القديم والذي كان يصنع فعلا من الالمونيوم .وزوده بالفرشات واللمبات حتى الشبك الأمامي الذي يحمي اللديتر احضر قطعة نملية خشنها وأدت الدور والمنظر .ذاك اللاندروفر الذي صنعه بدر الدين أصبح حديث كل الاحياء والأطفال من سننا كانوا يأتون إلى حينا للفرجة فقط . كل هذه السرحة كانت امام لوحات الخشب هذه والتي هي عبارة عن سيارات للتركيب بمختلف الأشكال والأحجام قلت في نفسي يستحيل تكون في هذا المحل لعبة مثالية ومفيدة مثل هذا الكوم من الأخشاب وهي الأرخص اذ لا يفوت ثمن اللوح الواحد العشرة ريالات في حين ارخص سيارة جاهزة بحجارة بطارية ربما تصل الى خمسين ريالا . بكل ثقة ناديت الولد. يا محمد تعال شيل من دي .جا نظر قليلا وقال لا ما عايزها انا عايز عربية برموت. يا ولد رموت بتاع شنو عربية ماشة وجاية تستفيد شنو . دي لعبة جميلة ومفيدة تخليك تفكر وتصنع . هو اصر على رفضها وبدأ صوتنا يعلو .والمحل مكتظ بالزبائن أصبحوا يلتفتون ناحيتنا. منظرنا أشبه ببرنامج الصدمة. فعلا انا صدمت وخزلت. صراحة نفسي دخلت في اللعبة جد. أعادت لي حياة توغلت في طي النسيان .زبائن المحل تحس بنظرات الشماتة في أعينهم باعتبار أنه الولد مصر على اللعبة الغالية وانا هو من قرر يكلفته بلعبة رخيصة . لكن هذه هي الأغلى لو كنتم تعلمون ..كنا نصنعها من لا شئ والدم يقطر من ايادينا ولا تشعر بالالم .هذه اغلى ايتها الشعوب المستهلكة هذه هي من تضع الاطفال في المسار الصحيح وتزرع فيهم روح الابتكار والتصنيع . اخيرا استسلمت حياءا تركتها ورحت معه حيث يريد. اشترينا سيارة الريموت كما اشترى البنات عرايسهن ووقفت في صف المحاسبة وكلي حسرة وغيظ. لكن فجأة قلت والله ما اخليها 😂😂😂😂😂😂 تركت الأغراض والاولاد أمام المحاسب ورحت محلها أحضرت منها اثنتين بدل واحدة وضميتها للقائمة. لم يهمني استغراب ودهشة المراقبين الفضوليين. رحنا البيت وانا متشوق للتجربة واللعب اكثر منهم. أحضرت طربيزة كبيرة وفكيت واحدة من اللعبتين وبدات انظر الكتالوج واجمع في القطع. بعد قليل كل الصغار تركوا لعبهم والتفوا حولي بمن فيهم محمد نفسه وبدأوا يدلوا بارائهم ابوي دي تركب هنا لا يا ابوي دي محلها هنا .قلت لمحمد يلا امشي العب بالريموت مش قبيل قلت ما عايزها.😂😂😂 وفعلا جمعناها وأصبحت سيارة جميلة وقلت لهم هكذا كانت حياتنا الإنسان يستمتع بإنجازه الشخصي اكثر من اي شي اخر . حتى البنات زمان كن يصنعن العرائس بالقماش والقطن . اما هذه اللعب الجاهزة هي التي أنتجت جيلا خاملا يريد كل شي جاهز . تخيلوا انظروا لتلك الصورة المرفقة هي نتيجة لفن محفور على لوح خشب لا تتذوق جماله الا تعمل بيدك وعقلك .وهكذا كل الحياة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-09-18, 02:45 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | Ahmed Yassin | 07-09-18, 03:03 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-09-18, 03:06 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | Ahmed Yassin | 07-09-18, 03:11 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-09-18, 05:13 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-09-18, 05:30 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-11-18, 06:24 AM |
Re: السكرية حكاية تروى | Ahmed Yassin | 07-11-18, 08:48 AM |
Re: السكرية حكاية تروى | Ahmed Yassin | 07-11-18, 08:52 AM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-12-18, 05:58 AM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-14-18, 03:27 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-15-18, 05:54 AM |
Re: السكرية حكاية تروى | Ahmed Yassin | 07-15-18, 12:19 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-17-18, 06:16 AM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-17-18, 08:44 AM |
Re: السكرية حكاية تروى | محمد حمزة الحسين | 07-17-18, 10:09 AM |
Re: السكرية حكاية تروى | درديري كباشي | 07-17-18, 02:29 PM |
Re: السكرية حكاية تروى | Ahmed Yassin | 07-17-18, 10:15 AM |
|
|
|