(لمن لن يستطيع معي صبرا و نبلا......اقول...سانبؤك بتاويل ما استطعت.... و سنرفل في حلم الاحاجي و اقاصيص الفضيلة و الرجاء المستبد العاتي....و الواقعي....) (لمن لن يستطيع.............. اقول لا تقف ما ليس لك به علم.... سياتي زمان تنبؤك فيه - الصروح - بما لم تسطع عليه صبرا....) ( للدنيا...اقول... ما انا بباخع نفسي ان لم يؤمنوا - بحديثي - خرادل اسف...بل خردلة اسف.... ( لم يفرط في هذا القرآن من شئ)... اذن تعالوا و دعوا الاسئلة تصطك............... و لنتجه الي عنقها... و نات بالاجابة: تمرات لذيذات تغني عن المحنة و هجير الرحيل........................
...مهتدي بجة
****************************************
كبِرْنا؟ أجل. وقطعنا طريقًا من الورد والشوكِ، والفرص المستحيلة والفُرص الضائعة. ووحّدنا عَرقٌ في الليالي اغتسلْنا به، وبيتٌ أوينا إليه، وشرفته شاهدٌ ذات يوم سيحكي الكثير. فنُدرك كم مرَّ من عمرنا! فهل كان إلا التفاتة طرْفٍ وغمضةَ عين؟ وهل كان وهما مرور السّنين، وقد نقشت ما انقضي من عجائبنا وانعقاد البداية دون انتظارٍ لفكِّ الحصار؟ وها نحن عدنا صغارًا كما البدءُ، يُدهشنا نَزقٌ هائج، ويعربدُ فينا مجونٌ خليعٌ، وتحملنا نزوة جامحة. ولم يَهِنِ العزم فينا، وترتجّ أعماقنا خشية، ويضيق بنا أفق في حناياه نلتمسُ الطعم والرائحة! لا، وعينيْكِ، لماّ أزل مثلما كنتُ، ومازلتِ لي شرفَ العمر، رؤياه، حاضرهُ، ونهاياته، والطريق الذي لا أفارقهُ، أجيءُ إليه وأُسقط أثقاليَ الفادحة. حدِّقي فيِّ، إنني كم أُحدّقُ فيكِ، وهيا، نري ملء وجهيْنا أخاديد من زمنٍ قد تقضّي، حين داست سنابك الوقت عُمريْنا، فامسحي بعض ما نعاني، وقولي: مثْلُ هذا الهوي، ومثل هذي الليالي، هي فينا، ونحن فيها، عمرُنا المستمرُّ، لم تكن - مثلما قد يظنّ الذي ليس يدري بنا، ولا هو منّا - فرصةً سانحة! .
(فاروق شوشة من نص - هي لي -)
****************************
«ناي البراري ما الذي أغواك يا ناي البراري/ بي، فاشتعلت لتستبيح دمي وأدراجي وداري/ يا ناي أسندني لنطلع نجمتين على خيام البدو/ خذ قلبي لنطلع كوكبين بلا مدار/ أو أيقظ الأسلاف في روحي نشيداً/ ضُجَّ في إيقاع نمر وفي عرار».
الشاعر حبيب الزيودي
*******************************
ـ 1 ـ
تقولون: العدالةُ هي الفضيلةُ الأولى في المؤسّسة الاجتماعيّة. تقولون كذلك: الحقيقةُ هي الفضيلة الأولى في التفكير والنظر. لكن، ما صحّةُ هذا القول، عمليّاً، في المجتمعات التي تنتمون إليها؟ المؤسّسة الاجتماعيّة فيها، أو في معظمها، لا تعرف العدالة إلا بوصفها «حساباً»، و «معادلة» وذلك بسبب من تبعيّتها للسياسة، وخضوعها للنّظام. إنها عدالة الانحياز السياسيّ، وهذه ليست إلا «ظلماً» آخر. أمّا عن الحقيقة فهي أقلّ حضوراً، في هذه المجتمعات، من العدالة. ويدفع الأشخاص الذين يجهرون بها، أو بما يعتقدون أنه الحقيقة، ثمناً غالياً جدّاً قد يكون، أحياناً، حياتهم ذاتَها. ولكم أن تتصوّروا بؤس المستوى الثقافيّ والأخلاقيّ والسياسيّ، في مجتمعاتٍ لا عدالةَ فيها ولا حقيقة.
ـ 2 ـ
مجتمعاتٌ تيوقراطيّة - ديكتاتوريّة. السلطةُ فيها هي كلُّ شيء. وكلُّ شيء من أجل تمكينها، وحمايتها، والدفاع عنها. المعارضة فيها، أيّاً كانت، منبوذةٌ كلّيّاً، وتُعَدُّ خيانةً أو تآمراً. فأصحابُ هذه السلطة لا ينظرون إلى الإنسان إلاّ بوصفه «موظَّفاً»، و «أجيراً» و «آلة». وتبعاً لذلك، لا يحقّ له أن «يختلف»، أو يكون «مستقلاً» في فكره، ورأيه. كأنّما ليس له جسمٌ. كأنّما وُضِع، منذ ولادته، في سجنٍ متحرّك: يتّخذ جميع الأشكال - سريراً، مدرسةً، كتاباً، طريقاً بيتاً... إلخ. لهذا يعيش «وعيُ» الإنسان في «وادٍ غيرِ ذي زَرْعٍ»، ويعيش «جسمُه» في وادٍ، هو كذلك، «غير ذي زَرْع». ... ثمّ تتحدّثون عمّا تسمّونه «التسامح». كلاّ لا تقوم الإنسانيّة على التسامح، وإنّما تقوم على المساواة.
ـ 3 ـ
يعلّمك أصحابُ هذه السلطة أن تنفصل عن «وَعيك»: أن تكون صدى، أو ظلاًّ، أو إسفنجة. أن تكون أيّ شيء، إلا «حقيقتك». تعليمٌ هو نفسُه ذو سلطةٍ مستَمَدّةٍ من آبارٍ تاريخيّةٍ وفكريّة، عتيقةٍ وخفيّةٍ وراسخة. تسألني عن حالي أيها القارئ؟ لا أقدر أن أتقبّل هذه السلطة، ولا أن أصبرَ عليها. دون ذلك، سأكون خائناً لنفسي: عقلاً، وجسماً. طينتي، فوق ذلك، حارّة. وصبري سريع النّفاد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة