بوست غريب ، كل ما اقرا لي خاطرة زولة او زول واقول اقتبس ، اكتشف اني محتاج اقتبس كل مداخلات الجميع هنا..!! يا ربي هل هو حزن حقيقي ...أم اننا كسودانيين وسودانيات ما عندنا خصوصية وما بنعرف نرقص؟..
عارفة يا تماضر..
لمن كنت في جامعة الخرطوم السنة الأخيرة ، كنت ، كأي زول في العمر ده بحب التنظير في الحاجات ، اها مرة كنت بتنوس مع مجموعة زميلات وراي بكم دفعة ، وكنت بتكلم عن الرقص كوسيط روحي بيساعدك تمرق طاقات سلبية كتيرة مثل احاسيس كنا نظن انها حزن..احدى الزميلات سألتني كتير خلاص..عن حرمة الرقص مثلا ، وانو ممكن يكون عيب لو زولة او زول رقص قدام الناس بعنف..قلت ليها مش بالضرورة الرقص يكون في حفلات الأعراس او قدام الناس ..الزول ممكن يرقص براهو ، ان شاء اللـــه في غرفة مقفولة..
بعد اسبوع ، جاتني نفس الزميلة ، وشكلها متغير وفرحانة شوية..وقالت لي يا كبر ياخي انتا نبي ضايع ساكت..!!
قلت ليها نبي عديييل ؟؟؟ قالت لي..ايوه نبي.. قلت ليه؟ المناسبة شنو؟ قالت لي..متذكر كلامك عن الرقص ..؟..انا مشيت بيتنا في الصحافة ، والناس مشت صلاة الجمعة ، قمت صليت الضهر ، وقفلت باب اوضتي وشغلت اغنيات هجيج وقعدت ارقص براي..رقصت ورقصت لمن استحميت بالعرق ، وقمت اخدت لي حمام ورقدت نمت ، وصحيت باحاسيس مختلفة شديد..!..وح اعمل الحركة دي كل ويك اند..!
في ثقافتنا السودانية (المدينة فقط ، لأن الريف فيهو حرية كبيرة)..في عمر معين بيكون الضحك بصوت عالي عيب وبيعقبو استغفار ، وما بتقدر تضحك بصدق الإ قدام ناس في مستوى عمرك في جلسة خاصة ، البكاء بنفس الطريقة ، خصوصا لو كنت رجل ، أي بكية قدام الناس بتكون فيها ستين سؤال واستفهام..! اما الخصوصية ..يتخيل لي في السودان مافي خصوصية الإ في محلين فقط: تخش بيت الأدب تقضي حاجتك او الحمام عشان تستحم ، او مخدتك التي ترقد عليها لمن تجي تنوم وتنتشر مع احلامك وهواجسك..!
في سنة 2014 ظهرت غنية المغني الأمريكي فرييل ويليام (انا سعيد ، لو انت سعيد صفق)..اغنية كلماتها بسيطة ، وعلى عكس الموضة السائدة في اغاني الأفريكان امريكان ، خالية من المفردات الفاحشة وكده ، اها الشابة شروق (بتي الصغيرة)..اصرت انو اسمع الغنية دي بتمعن..وشفت الفيديو (مرفق هنا)..وبالرغم من الإيقاع الجميل وطريقة الأداء ، كنت بتفرج في الخلفيات ..الشوارع وطريقة رقص الناس (يعني اماكن ما بتتوقع انو الناس ترقص فيها) ، وملامح الناس ، وطريقة الرقص (طبعا هم راقصين وراقصات محترفات جابوهم لتسجيل الفيديو) وطريقة لبس الناس..كل زول لابس حاجة مختلفة..ناس حتى في الكنيسة بترقص..!
طيلة وجودي في كندا ، لمدة تقارب العشرين سنة ، اكتشفت انو اهلنا الأفارقة (الجايين من افريقيا تحديدا) ما قاعدين يتكلموا عن الحزن نهائي..وسألت زميلة من زامبيا (كتبت عنها بعض الخواطر قبل كم سنة) كانت معاي في جامعة ريجاينا ..انو ليه الأفارقة ما قاعدين يعبروا عن حزنهم؟..ضحكت وقالت لي: ياخي انتو السودانيين مزودنها شوية..نحن لمن نشعر بالضيق بنرقص..في البيت..في النادي (نايت كلوب) ..مع الأصحاب..بنحب الرقص كتير..والرقص بيسحب كل الطاقات السالبة..!
مرات قاعد اعمل الحركة دي..اشغل مردوم او نقارة (لأنو ده الرقص البعرفو)..في البيزمنت..واقعد انطط زي خمس واربعين دقيقة (طبعا مثل هذه الرقصات شاقة)..وبعد شوية عامل السن ظهر ، فبقيت اختار الريتم بتاع ناس مالي..لأنو بطئ وبيشبه مشية الإبل..ولغاية هسع لمن اشعر بالضيق ، استرق اللحظات وانطط براي زي الترتيب..! الخصوصية الباقية الآن ، خصوصا لأهلنا في امسودان ، كونك تقعد قدام الكمبيوتر او الأسمارت فون وتفضفض مع ناس سودانيز اونلاين دي براها بالدنيا..!
سلام لصاحبتك يا تماضر ، ولو جربتي حكاية الرقص دي ..بعد شوية ح تلقي جواك كمية من التسامح..يعني ح تضحكي وتقول ليها:ان شاء اللــه العيد ما يفط أي زول او زولة..!
ويتخيل لي ده ياهو المتهم الحقيقي يا صديقي عبد اللطيف: ما عندنا خصوصية وما بنعرف نرقص..!
ويا صديقنا محمد عبد الله الحسين: الغرابة في هذا العيد..(ح تستغرب لتسميتها غرابة) ، صديقة في الفيس بووك .. البروفايل بتاعها متميز شديد (حسب ما ارى)..وهي صورة احد ضباط حركة الخلاص (ابريل 23 ، رمضان 28)..قضيت اخر اربعة ايام من رمضان (سنة 2018) بتفرج في صور اولئك الضباط ، وقراءة شهادات البعض في تقييم وتأرخة تلك الحركة..وبدون ما اشعر كنت بشغل غنية الكاشف (العيون الفيهن نعاس)..مش تغزلا في عيون اولئك الضباط ، ولكن بحثا عن عيون افتقدتها في هذا العيد.. عيون نجمة الغفران وعيون بدوي السافنا الأخير..وكنت بالضبط زي موقف عبد الحفيظ اب سن..البحث عن ركن لممارسة البكاء الحر المعافى..وما اكثر الأركان عندي..حتى فكرت ان امنح عبد الحفيظ احد تلك الأركان لكي ينداح دمعا كما يشاء دون الإحساس بتأنيب ضمير..!
وليست حركة الخلاص وحدها ، الغرابة ، حتى حركة يوليو 1971..والسؤال الغريب..كيف تعيد اسرهم، اطفالهم ، اهلهم ، اصدقائهم وصديقاتهم؟؟..
فالحزن الأكبر لا يقال..!!
الرقص لا يقتل حزني ، وانما يمنحني طاقة لأنظر حولي..!
جربيها يا تماضر..اقفلي روحك في غرفة..ارقصي وارقصي..!!
الثرثرة دي حزن؟..ربما..ربما..
سلام يا هاشم الحسن ، فلا تقرأ كل حرف نكتبه هنا في هذى الثرثرة العابرة..السنين بتجري يا صاحب..والرهافة قدر لا نستطيع الإمساك به ، وانما يباغتنا في صمة خشمنا لا ايدنا ولا كراعنا..!
حتى اللحظة يا معاوية الزبير..تأبي الكتابة ، فكيف لنا ان نرثي روحنا..!! ان ترثي روحك..وحاة اللــه دي جديدة علينا يا ول ابا..جديدة وما قرونا ليها من قبل..وصدق من قال الدهر خير معلم..!!
ارقصي يا تماضر..حتى نستطيع ان نكتب عن الحزن والفرح والخصوصية..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة