09:45 PM May, 16 2018 سودانيز اون لاين عمر دفع الله- مكتبتى رابط مختصرhttps://www.0zz0.comhttps://www.0zz0.com عبدالواحد وراق خدش على الاسكريبربورد . من اعمال التشكيلى صلاح سليمان بخيت
رّن جرس الهاتف فرددت عليه دون ان ألقى نظرة على اسم المتصل . فجاء صوت الى اذنى . صوت اعرفه ولا اذكرة . صوت متثاقل كمن يمشى على عكازة . فسألته : صلاح ! ماذا بك ؟ قال لي وهذه المرة بدا لي صوته وكأنه يأتينى من بئر عميق وسط ارض بلقع : ( اليوم هو يوم تسعطاشر يوليو ، يصادف يوم اعتقالنا في بيوت الاشباح ) قلت له : هل كنت تعد ايامه على الاصابع ؟ قال لا . ولاحقته بالسؤال : فكيف عرفته اذن ؟ هنا بدأ صوته بطيئا وفيه رنة حزن اعمق من ذاك البئر : ( انني اشتم في مثل هذا اليوم من كل عام ، رائحة بيوت الاشباح رائحة الدم والعرق والرطوبة ورائحة الافواه المتعفة من عدم السواك ) ظللت مطرقا للحظات وشعرت بعناء شديد كأن الحزن سرى منه عبر الاثير الى نفسى. لا بد من عمل شئ وعقدت العزم ان اجرجره بشتى الوسائل كي يفضفض عن نفسه فربما استطيع ان احمل عنه القليل من اثقال تلك الليالى الكالحات . ( يعرف اللاشعور بأنه مقبرة قديمة ومنسية بشكل كامل لمجمل النشاط النفسي البشري بما فيها الذكريات والأفكار القديمة والرغبات المتحققة وغير المتحققة ) لقد عجب لأمر صلاح . كيف خرجت هذة الذكريات القديمة من مقبرة العام 1991 بروائحها وغمرت خياشيمه وكأنها حدثت البارحة ؟ ----------------
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة