في ضحى أحد الأيام من عام 1978م لامست أذني أنغام راقصة جميلة وأنا داخل لسوق أبا وتتبعت الصوت وأنا أتراقص في دواخلي إلى أن وقفت أمام محل ترزي شاب قابلني بابتسامة ترحيبية، وبادرني السلام وعرف أن الذي قادني إلى محله هو صوت الموسيقى الشجية.. فقال لي أجلس واستمع هذا بوب مارلي، بوب مارلي بذاته.. ياله من حظ.. فقد سبق اسمه موسيقاه ودخل ذاكرتي إلا انها المرة الأولى استمع له بهذا النقاء والصفو الموسيقي الجميل.. وتمت المعرفة بصاحب المحل عندما ظهر جاري ابراهيم وعرفت أنه صديق للترزي ود الامام، ومن يومها صرت أخصص بضع من الوقت لسماع بوب مارلي بمحل الترزي ود الامام والذي اشتهر ببوب.. وكنت أتابع سحر موسيقى الريقي وهو يردد مع بوب الأغاني مثلما نردد نحن مع وردي وعثمان حسين، ومرت سنوات ورحل بوب وعندما قابلت ود الامام عرفت بأنه قد رحل وغير مكانه لأنه لم يعد يحتمل سماعه لبوب مارلي في نفس المحل الذي سمع فيه نبأ موته.. اصبح حزينا لكنه عهد على نفسه أن لا يسمع غيره وكأنه عاهد الراحل بوب بنفسه على ذلك.. السودان يا توحي كان جميل ولبنيه تواصل جمالي امتد عبر قارات العالم، فهذا مع بوب ولي قريب يعشق غناء مريم ماكيبا وآخر مع جاكسون فايف.. وقريب آخر مولع بموسيقى جميس لاست.. كانوا جميلين وعرفنا عبرهم جماليات غيرنا..
مودتي
سلام بوعزيزي ورمضان كريم مجدداً. مشكور على الحكي الجميل عن زمن جميل.! والسودان كلن جميل لأنه كان فيه طبقة وسطى، وأي مجتمع تتواجد فيه هذه الطبقة، لابد وأن يحدث فيه شيء من الحراك والحيوية، خاصة في القوة الناعمة! والناس كانت ظروفها كويسة وعندها قدرة شرائية! حكى القاص تاج السر الملك عن واحد جاء لبتاع الاستريو وقال ليهو" عندك شريط مايكل جاكسون البتقلب فيهو بعّاتي؟".
زمن ناس بوب كان فيضاً من الابداع والامتاع: البي جيز، والبوني إم ،وأبا، وتينا شارس ودونا سمر، وفوق هذا وذاك، إستيفي وندر وديمس روسس..إلخ! سمراء نيوجيرسي، لورين هيل و So Much Things To Say
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة