انبهلت دراهم مليارية ...يا سلام

Quote: سونا في خدعة الصحفيين عادل الباز 1 نعم كانت أمس الأول في (خدعة الصحفيين) وليس خدمتهم. بدلا أن تكون الوكالة الحكومية هي الوكالة الرسمية الموثوقة الأخبار ككل الوكالات في الدول من أمثالنا فإن وكالة السودان للأنباء طارت أكثر من مرة بخبر لا أساس له من الصحة. وذلك يطرح تساؤلات كثيرة حول أداء الوكالة ومصداقيتها. والذي يحيرني أن صديقنا عوض جادين مدير الوكالة هو شخص دقيق ويقف على رأسه شغله 24 ساعة فكيف تمر الأخبار بين يديه من دون أن يكون هناك تدقيق؟. صحيح أن كل الميديا معرضة للوقوع في الأخطاء بما فيها الرسمية؛ ولكن أخطاء الوكالات الرسمية نادرة جدا إلا أن تخترق. ماذا دهى عوض جادين.؟. أرجو ألا تكون سونا مغلوبة على أمرها في نشر هذا الخبر. 2 مناسبة الحديث أعلاه الخبر الذي نشرته سونا للأنباء حول الوديعة الإماراتية والذي جاء فيه (أعلنت حكومة دولة الإمارات في بيان الثلاثاء بحسب ـ"وكالة السودان للأنباء" ـ "دعم احتياطيات العملات لبنك السودان، بإيداع 5 مليارات درهم إماراتي - ما يعادل 1.4 مليار دولار".). هذا الخبر الذي نشرته الوكالة اتضح خلال ساعات أنه ليس صحيحا وليس هناك منحة بهذا الحجم أو غيره، واتضح أن الوكالة قد نقلت الخبر من تقرير قديم لوكالة الأنباء الإماراتية (وام) أعادت الوكالة نشره لسبب ما وتلقفته سونا دون تدقيق. ولأن سونا لديها مصداقية لدى الصحفيين تسابقت الصحف الإلكترونية التي يهمها جدا زمن نشر الأخبار بسرعة، تسابقت في نشره، فذاع في الأسافير ومواقع السوشيال ميديا بسرعة البرق. الصحف الإلكترونية تعلم جيدا أن آفة النشر الإلكتروني هي فقدان المصداقية، ولذا فإنها تعمل على تدقيق الأخبار بأكثر من مصدر حتى أنها في بعض الأحيان تتأخر عن النشر بسبب التشكك في الأخبار. الصحفيون الإلكترونيون والذين يتزايدون الآن بشكل كبير، أصبحت لهم حساسية تجاه الأخبار الكاذبة والمفبركة ولذا فإنهم يدققون في أخبارهم بشكل صارم، خاصة وأن الأخبار على قفا من يشيل في السوشيال ميديا، ولكن أين هو الخبر الموثوق.؟. الصحافة الإلكترونية المهنية والملتزمة بقيم الصحافة تحاول أن تكون المصدر الموثوق وسط أطنان من الأخبار المجهولة المصادر. خبر سونا أصاب الصحافة الإلكترونية بأضرار بالغة ولا ضرر يفوق التشكيك في مصداقية صحيفة إلكترونية. 3 الغريب أن يحدث ذلك من وكالة حكومية في الوقت الذي تشكو فيه الحكومة لطوب الأرض من الأخبار الكاذبة والملفقة التي تذيعها جهات عديدة ضد رموزها وسياستها. الآن سيكون النظر لأخبار سونا مختلفا؛ فلا أحد بعد يوم أول أمس يمكن أن يأخذ من سونا خبرا على أنه مؤكد 100 % وسيصبح مثل أخبار المصادر الأخرى بحاجة إلى تدقيق، بل إن كل التصريحات الحكومية ستخضع للفحص الدقيق. أهنئ صديقي الصحفي الكبير د. خالد التجاني فهو الصحفي الوحيد الذي لم يشرب مقلب سونا