مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاريكاتير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2018, 04:48 AM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� (Re: جلالدونا)

    السلام عليكم،
    أولا هذا الحوار هو حوار عادي ومهم لتوضيح تصورات الناس وبه وجهات نظر مختلفة اعتقد ان الحوار سيجلي بعضها والكل يمكنه ان يحكي قصصه وطرائفه وذكرياته التي يمكن ان تفيد في توضيح وجهة نظره. انا لا اتحسس منه وعلى الأخ عمر محمد احمد دفع الله أن يأخذ راحته ويعبر عن نفسه بالكامل وبدون أي تحسس، الاعتذار المقدم مقبول بالإضافة الى انه يجب تثمينه وكذلك حتى الألقاب كأستاذ وغيرها ليست مهمة ويمكن التعامل بشكل عادي كما ارجو ان أوضح انني أيضا اعتذر مقدما في الحالات المشابه.
    ثانيا يجب ان أوضح انني في هذا الحوار امثل شخصي الضعيف فحسب بالرغم من انني أؤمن ايمانا لاريب فيه بفكر حزب البعث العربي الاشتراكي الذي سأدافع عنه هنا ومتى ما اقتضت الضرورة وأوضح بعض جوانبه التي ربما تكون خافية على البعض وبالتالي فحزب البعث العربي الاشتراكي ليس مسؤولا عن ما يقوله شخصي هنا أي كان ذلك كوني لست متحدثا رسميا باسمه وهذا ليس غريب فكثير من الناس يتبنون الفكر الماركسي اللينيني بينما لا تربطهم علاقات تنظيمية مع الحزب الشيوعي وهكذا كما اود ان أوضح انني اتبنى تجربة العراق بالكامل تلك التجربة التي اعتقد المحتل الأمريكي انه قضى عليها.
    ثالثا وللذين يتابعون او يشاركون فالانقطاع عن هذا الحوار ان تم سيكون انقطاع مؤقت ونتيجة لبعض الظروف التي ربما تكون خارجة عن الإرادة أي كانت لأنني لست متفرغا للعمل السياسي او الكتابة او رسومات الفوتو الشوب وانما انسان يكتب ويشارك عندما يتيح له الوقت او الظروف ذلك.
    أخيرا اود ان أوضح ان هذا الحوار في تصوري ليس فيه منتصر او مهزوم لأنه أبتدأ وفي رائي المتواضع غير متكافئ وذلك لأنه حسب النظرية التي تحدثت عنها سابقا في البوست الذي كان سببا في هذا الحوار والمتعلقة بجدل الفكر او قل الفكرة والشخص فإن احد الاطراف دائما يتحاور مع فكر الطرف الاخر للوصول الى شيء مشترك او أي نتيجة أي كانت ولكن أحيانا تكون لديه قناعات مسبقة بان فكرة الطرف المقابل نفسها عدمية ولا توجد جدوى من الحوار معها وعندما تكون لديك قناعة بعدميه الفكرة ففي رائي ان الاحتمالات المتبقة تكون محدودة جدا فإما ان لا تتحاور معها استنادا الى مقولة او مثل الذي يلعب مع الجريوات بيخربشوه وفي هذا الحالة ربما يعتقد بعض الناس ان فكرتك نفسها غير متماسكة وقطعا سيصيب نوع من الغرور الاعمى الطرف الاخر صاحب الفكرة العدمية وهو الامر الذي له جوانبه سلبية على كثير من الناس لا سيما الذين تخاطبهم الفكرة العدمية او الذين هم من حولها وفي الغالب انهم سيغمهون في غيهم اما الاحتمال الاخر والذي قررنا اللجوء اليه وهو ان نخلق من الفسيخ شربات ونستخدم الفكرة العدمية نفسها كسبورة (تختة) لتوصيل مفاهيم يمكن ان تفيد الناس. هذه الدروس سيكون المستهدف بها أصحاب الفكرة العدمية نفسها عسى ولعل ان تساعدهم لتلمس طريق افضل لما تعودا على سلكه لأنه حسب وجه نظري انه تقريبا جميع الذين شاركوا بمداخلات في هذا الحوار قبل هذه المداخلة لا يحتاجون لتلك الدروس وذلك بسبب التوازن في أفكارهم وطروحاتهم بالطبع لا يخلو الامر من استثناء تحدث عنه أحد الاخوة العقلاء الذين تداخلوا. هذه الدروس ستكون بعناوين مختلفة ولكنها لن تخرج باي حال عن موضوع الحوار والذي هو الهوية والعروبة والافريقية والعنصرية الذي قررنا التوقف عنه بسبب القرار المفاجئ المتداول لدولة جنوب السودان آملين ان يلتقط الناس انفاسهم ويراجعوا بعض تصوراتهم ولكن يبدوا ان الثقة الزائدة جعلتهم لا يلتفتون لأي نوع من المراجعة فالقناعات لديهم محسومة ولا تحتاج الى أي شيء سوى ان تملى على الناس لتقبلها وهو الامر الذي سيتضح من خلال شروحات السبورة فيما إذا ما كان فعلا ثقة زائدة او انه لا يعدو الغرور الزائف اوالتوهان في المجهول. نقول الدروس لا تخرج عن المفاهيم التي طرحناها للحوار وتوقفنا مؤقتا للمراجعة ولكننا اجبرنا على نقله لهذا المكان وهو أمر لا يخلو من الإيجابية وفي النهاية سيخلق لنا أصدقاء فكر جدد وسنستفيد منهم بلا شك وعلى جميع المستويات.
    سؤال السبورة الأساسي والذي يعتبر بمثابة مراجعة لجميع الدروس وهو موجه أساسا لصاحب رسومات الفوتو شوب وهو التالي:
    أذا كان هنالك شخص ما أي شخص من أبناء الوسط في السودان لاحظ نحن هنا لا نتحدث عن أبناء الشمال او الجنوب او الشرق او الغرب الذين يمكن ان يكون لبعضهم لغاتهم او لهجاتهم الخاصة والتي يتحدثون بها كما انها تحوي جانب من ثقافاتهم وتراثهم وانما نحن نتحدث عن ابن الوسط في السودان الذي ليس لديه أي لغة أخرى غير العربية بمعنى ان العربية لغته وهي التي تشرب من خلالها ثقافتها كما ان اسمه نفسه اسما عربيا بالإضافة الى ان دينه هو الإسلام، هذا هي بيئة هذا الشخص، لنسأل إذا كان هذا الشخص يكره كل تلك الأشياء التي ذكرناها من لغة وثقافة واسم ودين الخ والتي تمثل وجدان الوسط الذي نشأ فيه يا ترى ماذا يمكن ان يكون السبب في ذلك. سنترك هذا السؤال المفتوح الآن؟

    الدرس الأول (الانتقائية واجتزاء الحقيقة والاستهبال):
    حتى يكون الجميع في الصورة بما فيهم من سيتابعون لاحقا نقول ان سبب ما دار حولنا في هذا البوست هو بوست ابتدرناه لنناقش فيه أربعة مفاهيم وهي الهوية، العروبة، الافريقية، والعنصرية كان هدفه ضحد الأفكار الشيفونية لهذه المفاهيم والتي تقوم على العرق واللون والدم والسلالة باعتبارها مفاهيم كلفت العالم في السابق حرب عالمية قضى فيها مئات الملايين من البشر حتفهم كما ان أصحابها ومنظريها قد تركوها. وفي ذلك البوست لم يطرح شخصي الضعيف أي أفكار سوى إدارة البوست ووضع مقالين فقط لأنني اعتمدت في بدايته على مجموعة مقالات او دراسات تتناول موضوع الهوية الثقافية في السودان والافريقية كتبها أخوة افاضل كنت اريد ان يدور الحوار حولها ونقدها ولكن عند شعوري بأن لا أحد من الذين يتبنون الأفكار التي تضحدها يريد ان يحاور فيها وكرد على أحد الاخوة الكرام الذين تداخلوا وضعت مقالين كما اسلفت سأضعهما هنا لاحقا بالرغم من معرفتي ان اغلب الناس هنا اطلعوا عليهما ولكني اعتقد ان وتوفرهما هنا ضروري لاسيما للذين سيتابعون لاحقا، أقول المقال الأول بعنوان (المسكوت عنه الان في موضوع الهوية في السودان) ويتناول ثلاث نقاط أساسية في موضوع الهوية الافريقية وهي السؤال لماذا لم يقم أي من دعاة هذه الافريقية بالمفهوم العنصري الشيفوني المرتبط باللون والدم والعرق باي عمل لمساندة قبيلة النوير الافريقية المغلوبة على امرها في جنوب السودان ولماذا يقضون الطرف عن ما تتعرض له هذه القبيلة من ابادة؟ السؤال الثاني لماذا لم يقم أي من دعاة الافريقية العنصرية بالمفهوم العنصري الشيفوني نفسه بعمل أي جهد لمساعدة الافارقة الموجودين حاليا في إسرائيل ويتعرضون لأكبر حملة عنصرية في العصر الحديث حيث يوصفون في وسائل الاعلام الإسرائيلية المسموعة والمرئية بكلمات يتعفف الانسان عن ذكرها ولا يستخدمها في هذا العصر الا العنصريون المرضى، كما ينتظرهم احتمالين لا ثالث لهم وهما اما الترحيل الى حيث فروا منه او السجن ولماذا لم تنظم حملة للتضامن معهم او لم يكتب او يرسم عنهم ولماذا يتم تجاهلهم.
    الموضوع الثالث ربطت فيه الدعوة للإفريقية بالمفهوم العنصري الشيفوني بمخطط يسعى لتقسيم السودان لعدة دويلات متصارعة بدأت بفصل الجنوب وتتجه نحو جنوب النيل الأزرق ثم جنوب كردفان ودارفور والشرق وهو الامر الذي ربما نخاطب فيه ومن هنا الأخ ياسر عرمان ونطالب بغسل يده منه.
    هذا كان فحوى المقال الأول ان جازت التسمية حيث أعتبره من قرأه من هؤلاء مقالا متماسكا ويعكس الواقع ولا يمكن باي حال تناوله او الرد عليه. وبدل من الإقرار بهذا الواقع وشكري من قبل هؤلاء لتناولي القضيتين اللتان تتعلقان بالاخوة الافارقة في إسرائيل وقبيلة النوير الافريقية الموقرة وترك موضوع مخطط التفتيت لأنه ابتداء ينسف كل ما يقولون به بدل كل ذلك ذهبوا الى المقال الثاني ولا أقول ذهبوا لأنني اعتقد ان المقالين تركا اثرا إيجابيا في غالبيتهم وان لن يعترف به حاليا وانما أقول ذهب أحدهم لذلك المقال بعنوان (أنا عربي وبدون أي لكن) والذي لا بد ان أوضح انني اعتز بكل كلمة كتبته فيه ولا اعتقد انني سأستطيع ان اكتب بنفس مستواه مرة اخرى.
    فهذا المقال كان مقالا كتبه الشخص الذي لا ينفصل عن واقعه ليخاطب وجدان السودانيين جميعا ويفند لهم الادعاءات التي يصيغها بعض المضللين الذين لا يدرون ماذا يفعلون ولمصلحة من يفعلون ذلك كما يجيب على أسئلة الهوية التي تدور في اذهان أبناء الوطن كافة ولكي يتم تصالحهم مع الواقع الذي يعيشونه فهذه الأمور كلها ليس لدينا فيها أي يد ولا نختارها وانما ولدنا لنجد انفسنا عليها ولهذا تم فيه التعاطي مع الجانب القبلى مع الاعتذار مسبقا لتناوله رغم ان تناوله كان إيجابيا. ولكن الذي حدث هو أن أخدت من ذلك المقال الجزئية المتعلقة بالقبيلة في محاولة للاستهزاء من خلالها عن طريق تلك الرسومات التي أصبح الجميع الان يكتشفون خوائها ومع هذا تفاعل معها شخصين او ربما ثلاثة ولكنهم ما أن قرأوا المقال حتى تيقنوا ان هذا المقال يعبر عن الواقع تماما ومن ثم توقفوا تماما عن الحديث حوله وحول كاتبه. أن اجتزاء الحقيقة يكمن هنا ليس حسب في ترك المقال الأول والذهاب الى الثاني فقط وانما بعد الذهاب الى المقال الثاني لم يقم صاحب رسومات الفوتوشوب وهي بالمناسبة يستطيع أي طالب في المرحلة المتوسطة تعلم ولديه فكرة عن أي من برامج الفوتو شوب ان يرسم أفضل منها بحسب تصوري البسيط بوضع كل المقال حتى يستطيع الناس الحكم علية بشكل أكثر موضوعية وانما تم اجتزاء ما يمكن ان يمثل نسبة قليلة جدا منه في محاولة مكشوفة لتضليل الناس لا يقع فيها من يقترب من وصف فنان ناهيك عمن يعتقد بذلك. كما تمت بعد ذلك المحاولة للتزاكي على المتابع والقارئ الكريم وامعانا في الاستهبال وبعد ان قام شخصي بوضع المقال كاملا مع المقال الاخر وتوضيح مناسبته حيث قام صاحب الرسومات بوضع المقال كاملا بعد ذلك مرة أخرى في حينها وحسب تصوري كان قد اقتنع هو نفسه بعدم جدوى ما يقوم به. ولكن يبدو انه وبعد ان قرر شخصي إيقاف البوست المخصص لمناقشة تلك المفاهيم بسبب قرار دولة جنوب السودان الذي نسف ما تبقى من أسس لتلك الدعوة الافريقية العنصرية المعادية للعروبة في السودان فاعتقد من اعتقد متوهما ان سبب ذلك التوقف هو رسوماته. وهكذا وبعد أن فشلت الوقيعة بين كاتب المقال والمجموعة الموقرة من أعضاء المنبر من المجموعة السكانية التي يعتبر شخصي جزء من نسيجها الاجتماعي وذلك ليس لأي سبب سوى الوعي العالي لهؤلاء الذين لابد انهم قد اعتبروا المقال لا يذكر السودانيين جميعهم سوى بالفخر والاعتزاز. ولذلك السبب الذي هو توقف البوست وامعانا في تضخيم الذات تصور ان المقال ربما يكون مادة للسخرية متناسينا أن كل من يقرا هذا المقال سيجد إجابات عن أسئلة عميقة يبحث عنها بمن ضمنهم هو نفسه ولا يدري انه قدم الينا خدمة كبيرة عندما وسع دائرة القراءة للمقال، فانتقل للحديث عن تطوع صاحب المقال في الحرب العراقية الإيرانية وهو الامر الذي نعتز به أي اعتزاز لأنه يربط بين ما نؤمن به ونمارسه وسنتطرق له بالتفصيل وهي أيضا فرصة لاستعادة الذكريات الجميلة عن فترة مهمة من حياتنا مع اخرين وأيضا إعطاء البعض لا سيما من الأجيال الجديدة فكرة عن تلك الحرب التي استمرت ثمانية أعوام والأسباب التي دفعتنا للقيام بذلك كما حاول صاحب الفوتوشوب الذي بدا بعض العقلاء يطالبونه بالكف عن ما يقوم به وهي مطالبات ستتطور حسب رأينا ولكننا في سياق هذه الرسومات نود ان نوضح مثالا آخر على الاستهبال وهو الرسم المتعلق بسلفا كير والذي أراد ان يوحي انه كان استنادا على طلبنا منه في حين اننا رجونا منه الا يقوم بذلك وبالفعل هو لم يقم بذلك والدليل على ذلك انه اظهر رئيس جنوب السودان في كامل بدلته التي يظهر بها دائما ولم يجرؤ على وضع العقال على رأسه في الرسم وهو الامر الذي تعود على فعله في المواضيع المرتبطة بالعروبة. واما محاولة ربطة مشاركتنا بالموضوع الحوثي والذي هو جزء من صراع عالمي تشترك فيه كل الأطراف في منطقة الشرق الأوسط فسنتحدث عنه لاحقا اذا اقتضى الامر ولكن قبل ذلك ادعوه لقراءة مقالنا بعنوان المستقبل القريب للشرق الأوسط (القول الفصل) كما أن موقفنا منه موجود في مقال المسكوت عنه الان في موضوع الهوية في السودان.
    والان دعنا نختم هذا الدرس بأن نضع هنا مقال صديقنا العزيز احمد محمود والذي يحدد فيه المصحات النفسية مكانا للذين تعودوا على اجتزاء الحقيقة للتقليل من شأن المنتمين بالثقافة العربية وأصحاب الفوبيا غير المبررة منها.
    الى اللقاء،


    (اجتزاء الحقيقة للإقلال من شأن المنتمين للثقافة العربية في السودان)

    بقلم أحمد محمود أحمد

    *المكر الثقافي يدمر الذات قبل تدمير الآخر*
    *الانفصام وفوبيا الثقافة العربية في السودان يضر بالهوية*

    يعترف كاتب هذا المقال بأننا في السودان لم نستطع إدارة التنوع عبر المرحلة التي اعقبت الاستقلال، وذلك نتيجة للوعي الناقص أو المنعدم لدى القوى التي سيطرت على مقاليد الحكم، سواء كانت ديمقراطية أو عسكرية.. وهذا كنتيجة، قد أضر بقضية التنوع كما أضر بالقضية الوطنية والتي تعمقت أزمتها عبر حكم الإسلاميين.. هذا الواقع تمثل لدى البعض وكأنه استهداف مقصود لوجود المكونات الثقافية والاقلال من شأنها وبالتالي، فبدلاً من استهداف الأنظمة التي مارست ذلك الظلم التاريخي ليس تجاه تلك المكونات فحسب، بل تجاه المجتمع ككل، وجهت بعض هذه المكونات كل الغبن تجاه المنتميين للثقافة العربية وكأن الانتماء لهذه الثقافة أو تلك شيئاً نختاره.. بعض الذين يقفون ضد انتماء السودان للثقافة العربية يتداولون في صراعهم المفتوح مع الأنظمة الحاكمة مقولات في الخفاء أو في العلن تتعلق بضرورة عودة العرب إلى ديارهم الأصلية، أي مغادرة السودان، وهذا سنلحظه لدى البعض وسط بعض أعضاء الحركة الشعبية، حتى لا نقول الحركة الشعبية كتنظيم، وتحديداً عبر فترات صدامها التاريخي مع الأنظمة المتوالية على الحكم في السودان وقبل انفصال الجنوب، و تبع ذلك المنهج غيرهم، وتم وفي أحوال كثيرة وصف السودانيين الشماليين بأنهم مجرد (جلابة) بما تحمله هذه الكلمة من مفهوم احتقاري، بالإضافة لبعدها المتعلق بتهمة الاسترقاق، وهذا أحياناً لم يسلم منه حتى الذين حملوا السلاح في الدفاع عن حق هذه المكونات... هنالك اعتراف ضمني ومن خلال الخطاب العام لبعض هذه المكونات بأن هنالك عرباً في السودان وهم سبب المشكلة، كما يقول البعض وسط هذه المكونات ولكن يتلاشى هذا الاعتقاد عندما يقول سوداني أنه ينتمي للعرب أو بأنه عربي، هنا تظهر نعرة تهكمية تنكر على هذا الشخص القول بالانتماء الذي يعتقده، هذه الحالة سأطلق عليها (فوبيا الثقافة العربية) في السودان، وهي فوبيا تؤدي إلى حالة انفصام عند أصحابها تصل إلى حالة المرض النفسي، والذي مكانه المصحات النفسية وليس الصراع الفكري والسياسي، وفي هذا الإطار لا نخرج بعض المثقفين السودانيين في الشمال من هذه الاذواجية.. نلاحظ حالة هذا الانفصام عبر بعض الفيديوهات المجتزأة عن سياقها والتي تظهر شخصاً سودانياً يقول بأنه عربي، أو شخصاً عربياً يقول شيئاً سلبياً عن السودانيين أو ينكر عروبتهم ويصبح هذا الشخص، والذي من الممكن أن يكون مريضاً نفسياً كمعيار لنظرة الآخر، ووسط ملايين العرب تجاه السودانيين، وتصبح مثل هذه الحالات الفردية كإثبات لأهل الانفصام العقلي بأن السودانيين ليسوا عرباً وتصبح تلك الحالات الفردية كحكم عام لمجموعة كبيرة من الناس على أسس تنعدم فيها المعايير الإنسانية أولاً، ومن ثم المعايير العلمية. أدلل على هذا بمقطع من فيديو انتشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، والذي ظهرت فيه سيدة سودانية في قناة ال BBC مع سيدات من أقطار عربية أخرى، وظهرت السيدة التي تجلس بجوار السيدة السودانية منفعلة إذ قالت للسودانية بأن شكلها لا يشبه العرب وبالتالي فهي إفريقية، وبدا الأمر وكأنه انتصار لجناح الانفصام العقلي وتأكيد لنظرية المكر الثقافي، والتي تضر بالذات وليس الآخر، وفي أغلب الأحوال. ولكن حين مشاهدة الفيديو كاملاً فإن الحقيقة تبدو غير ذلك تماماً.. فالسيدة التي قالت للسيدة السودانية بأنها إفريقية هي إمراة متمردة على العروبة ولديها موقف تجاه العرب إذ تقول بأنها من الأمازيغ المصريين وتنكر على نفسها الانتماء للعروبة وعلى الآخرين، بل أنكرت على دولة المغرب الانتماء للعروبة!! وعلّلت ذلك بأن المغرب دولة إفريقية وليست عربية، كما قالت أيضاً لإمرأة ليبية كانت تجلس على شمالها بأنها لا تشبه العرب بل أن شكلها أمازيغي.. فالذي حدث أن أحدهم، وبشكل ينسجم مع نظرية المكر الثقافي، قام بترك كل ذلك واستقطع الجزء الذي قالت فيه هذه السيدة الأمازيغية للسيدة السودانية بأنها إفريقية حتى تبدو الصورة بأن هنالك إمراة عربية تنكر على السودانيين عروبتهم، وبالتالي تصدق الرؤية الكسيحة التي يمثلها البعض في هذا الإطار ويتم إحراج السودانيين أمام أنفسهم والتشكيك في انتمائهم.. هذا الانحدار في التفكير واستخدام هذه الاتجاهات المتخلفة لإحراج السودانيين والاقلال من شأنهم لا يخدم قضية الهوية بل يضر بها. فالذين يريدون من السودانيين التنكر للثقافة العربية فإنهم يضرون بقضيتهم أولاً، وذلك فإن الذي يتنكر لانتمائه الذاتي فإنه لا يجد حرجاً في التنكر الأقوى لانتماء الاخرين بل معاداتهم، و الذي لا يدافع عن انتمائه لا يدافع عن انتماء الآخرين.. وفي تقديري، وبشكل متواضع، فنحن نحتاج إلى احترام رؤية الآخر لنفسه، وفقط، أن نعارض تلك الرؤية عندما تحاول قمع أي رؤية أخرى لا تتفق معها.. فالعرب في السودان وعبر التاريخ لم يحملوا معاولهم لهدم ثقافة الآخر بل تداخلوا معهم وتكون هذا النسيج السوداني بخصوصيته المعهودة، والذين يطرحون فكرة الأنا والآخر، وبهذه الحدة، يجهلون ذلك التاريخ ويفضلون البيولوجيا على الحضارة وهو تفكير رجعي لا يخدم إلا قضايا التخلف، والتي يجب أن نقف ضدها جميعاً، كسودانيين، وبغض النظر عن انتماءاتنا، و هذا هو منطق الرؤية الحضارية مقابل الرؤية البيولوجية القاصرة، والتي تحاكم الآخرين استناداً للون بشرتهم، عندما يقولون بانتمائهم للعرب، وهؤلاء وقفوا بشراسة ضد هذه التصنيفات عندما طالتهم داخل السودان، وأقصد تصنيفات لون البشرة والجهة، فكيف إذن تقاتل ضد شيء وتستخدمه ضد الآخر؟! هذا هو عقل الانفصام إذ هو عقل مدمر للذات وللآخر، وهنا فأنا لا أعمم لكنني اتصدى لتيار، إن أصبح سائداً، فإنه سيحرق الأوطان عبر تفكير البيولوجيا، أي الانحدار نحو الشرط اللإنساني في النظر للإنسان.























                  

العنوان الكاتب Date
مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاريكاتير عمر دفع الله03-07-18, 09:53 PM
  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� osama elkhawad03-08-18, 06:21 AM
    Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-08-18, 02:07 PM
      Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-08-18, 02:31 PM
        Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� Elsanosi Badr03-08-18, 03:38 PM
          Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� osama elkhawad03-08-18, 04:35 PM
          Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� منتصر عبد الباسط03-08-18, 04:38 PM
            Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� أبوبكر عباس03-08-18, 05:53 PM
              Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عبد اللطيف بكري أحمد03-08-18, 06:17 PM
                Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عبدالعزيز الفاضلابى03-08-18, 06:44 PM
                  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-08-18, 09:31 PM
                    Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� osama elkhawad03-09-18, 02:59 AM
                      Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� Elsanosi Badr03-09-18, 07:10 AM
  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� حاتم إبراهيم03-09-18, 08:11 AM
    Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� جلالدونا03-09-18, 08:27 AM
      Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-09-18, 10:29 AM
        Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-09-18, 11:08 AM
          Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� Elsanosi Badr03-09-18, 03:46 PM
            Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� جلالدونا03-09-18, 04:06 PM
              Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-09-18, 04:21 PM
            Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� Elsanosi Badr03-09-18, 04:26 PM
              Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� جلالدونا03-09-18, 04:49 PM
                Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� معاوية المدير03-10-18, 01:39 AM
                  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� جلالدونا03-10-18, 01:50 AM
                    Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� بدوي محمد بدوي03-10-18, 04:48 AM
                      Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-10-18, 12:16 PM
  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� حاتم إبراهيم03-10-18, 01:33 PM
    Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-10-18, 10:07 PM
      Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عبدالعظيم عثمان03-10-18, 10:24 PM
        Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� Elsanosi Badr03-11-18, 06:12 AM
          Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� محمد المسلمي03-11-18, 06:48 AM
            Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� محمد المسلمي03-11-18, 06:50 AM
              Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-11-18, 09:12 AM
                Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� Omer Abdalla Omer03-11-18, 09:30 AM
                  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-11-18, 10:12 AM
                    Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� بدوي محمد بدوي03-11-18, 05:11 PM
                      Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� Elsanosi Badr03-11-18, 07:44 PM
                        Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-11-18, 11:11 PM
  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� حاتم إبراهيم03-12-18, 08:23 AM
    Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-12-18, 04:31 PM
      Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� بدوي محمد بدوي03-13-18, 06:20 PM
        Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� عمر دفع الله03-13-18, 10:41 PM
          Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� osama elkhawad03-14-18, 03:17 AM
            Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� بدوي محمد بدوي03-14-18, 06:44 PM
              Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� بدوي محمد بدوي03-15-18, 04:20 PM
                Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� بدوي محمد بدوي03-17-18, 12:28 PM
                  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� osama elkhawad03-17-18, 06:11 PM
  Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� حاتم إبراهيم03-18-18, 07:45 AM
    Re: مرحبا بجوبا - عاصمة الثقافة العربية - كاري� بدوي محمد بدوي03-18-18, 09:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de