|
Re: بلدي بالسليقة (Re: درديري كباشي)
|
في حديقة البلدية جوار الجامع الكبير بكسلا فتح مطعم مشاوي فخم والجلسة في الحديقة نفسها تفتح النفس. تجد ( السلات بتشديد اللام وتعني الطباخ المختص بالشية) واقف أمام الطاولة التي بها (تشط ) الحجر يرص كتل اللحم الضخمة على الحجار الملتهبة ثم بعد ان تستوي يقطعها في شكل مكعبات صغيرة يملأ بها صحن المونيوم قبل أن يقوم بتوزيعها على أطباق صغيرة مغطاة بطبقة من الجرجير والبصل الأبيض ومعها نصف ليمونة . ثم يحضر الجرسونات يوزعونها على الزبائن حسب الطلب .. وقف يوم ما مجنون جائع أمام هذا المشهد المدهش. أخيرا لم يستطع أن يقاوم صحن الالمونيوم الممتلئ بالسلات .. خطفه دون تردد وجرى به. على بال ما يفوق أصحاب المطعم من دهشتهم كان هو يجري ناحية الباب المقابل للبلدية. واثناء جريه كان ( يخمش ) من اللحم ( ويكمد ) في فمه . لكن الطريف لم يشارك أي من الزبائن في مطاردته بل ظلوا جلوسا يضحكون من هذا المنظر .. بالذات سائقي التكاسي أصحاب الموقف المجاور والذين غالبا وجباتهم لا تتجاوز باقي الطبائخ والعدس أما الشية الا ما ندر.. يبدو أن المجنون عبر عن رغبة مجنونة أرقت الجميع فألجمها العقل. ها هو صحن الألمونيوم الممتلئ بشواء الضان الصافي والذي كان حلم الجميع .. حتى من كانت له رغبة وقدرة على تناول السلات ليست له فرصة في تناول تلك الكمية الهائلة في مرة واحدة. ربما من قال إن المجانين في نعيم يقصد هذا المعنى (لا رغيف لا طبيخ لا سلطة. لحم بس) . (كيف يقدر يأكل وهو جاري؟ كيف يقدر يدخل اللحم في خشمه وهو حار. كيف يقدر يمضغ ويبلع في نفس الوقت؟) أسئلة ليست للإجابة انما لاستحلاب لذة ذاك اليوم بل دارت وتبخرت في سماء المطعم مخلوطة بدخان الشواء وشماتة التكاسة .
سأعود لمشاهد أخرى حضروا الرغيف 😋😋😋😋😋😂😂😂
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|