|
Re: ماذا حلّ بالجيل andquot;إكسandquot;؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
سبب غامض، تبدو الثقافة المصرية شبه وحيدة، عربياً، في استخدام التصنيف الجيليّ كأداة نقدية. والأرجح أن مَن تسنى له تطعيم صداقاته ودائرة معارفه برفاق مصريين، لا سيما في أوساط المثقفين والناشطين، سيهز رأسه موافقاً فيما يقرأ هذه السطور، وسيتذكر كيف أنه سمعهم وقرأهم مراراً وهم يخوضون جدليات الأجيال ومعاركها، في السياسة والثورة والأدب والموسيقى وغيرها. في مصر، يسمون الجيل "إكس"، جيلَ التسعينات. وإذا كانت سائر النقاشات العربية خالية من المصطلحات الجيليّة الواضحة، إلا أن مفاهيمها حاضرة مُضمرة في الكلام كله، خصوصاً عند مفصل "الربيع العربي" الذي شكّل ويشكّل مسارات المشرق وبعض المغرب العربي راهناً، بحروبها والحياة السياسية وأنماط الاستهلاك الثقافي والتجاري والتكنولوجي.
غربياً، لم يُحسم الجدل، حتى الآن، في شأن ما حققه الجيل "إكس": فهل يُعزى له الفضل في تكريس الكمّ الأكبر من المساواة الجندرية المهددة اليوم بانبعاث الخطاب المحافظ؟ وهل تخلط الحرب بين مواليد الطفرة والألفيين، أوراق التعددية الثقافية والتسامح التي كان قد رتّبها "الجيل إكس" وارتاح لإنجازه؟ بل هو الذي رتّبها فعلاً؟ الجيل الذي لم يُعرف له اسم قبل أن ينشر الكاتب الكَنَدي دوغلاس كوبلاند روايته الشهيرة "الجيل إكس: حكايات لثقافة متسارعة" العام 1991، كان قد عُرِّف بمناهضته للاستابلشمنت، فهل صار الآن الاستابلشمنت؟ وهل يؤهله موقعه المخضرم بين زمنين، أي زمن ما قبل العصر الرقمي وما بعده، لدور مميز ما؟ هل ينقذ "الجيل إكس" العالم من كبوَته الحالية؟ هو "الطفل الراشد"، الذي تمتّع بـ"ترف" التسعينات جنوناً وسفراً ومغامرات، وما زالت حفلات نهاية الأسبوع تُخرج المراهق الذي بداخله. وهو الذي تنعّم بازدهار المنح التعليمية وفرص العمل وتسهيلات الإسكان، وفي الوقت نفسه واظب على الاستيقاظ باكراً صباح يوم الإثنين ليتوجه إلى عمله، مهما كانت الظروف، وما زال المسؤول عن تعليم الأولاد ورعاية المسنين.
|
|
|
|
|
|