|
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أوروبا تفكر في العودة إلى بيوت الطين
الطين ينظم الحرارة ويقتصد في نفقات التدفئة ويصد الموجات الكهرومغناطيسية لندن: «الشرق الأوسط» أدركت أوروبا متأخرة كما يبدو ان أكواخ الطين في العالم الثالث ليست شهادة فقر حال فحسب، وانما وثيقة خبرة اكتسبها انسان الأكواخ على مدى آلاف السنين من تعامله مع العوامل الطبيعية والمناخية. فالطين المجبول بالقش والحلفاء معروف في البلدان الفقيرة والحارة بحفظه للإنسان من برد الشتاء وحرارة الصيف، كما انه معروف برخص ثمنه وبيئيته.
ويشير تقرير نشره مختبر البناء التجريبي في مدينة كاسل السويسرية الى ان بيت الطين استعاد أمجاده السابقة وما عاد «رمزا للفقر»، كما في السابق. وهكذا تشهد اوروبا العودة الى بيوت الطين بعد ان سادت منذ نهاية التسعينات موجة العودة الى بيوت القش والحلفاء. وتنبأ خبراء البناء في مختبر كاسل، وعلى رأسهم الباحث جيرنوت مينكه الملقب بـ«عرّاب الطين»، بمستقبل واعد للطين في قطاع البناء الأوروبي.
وذكر تقرير مينكه ان لبيت الطين منافع جمة لانسان اوروبا اليوم. فهو يحافظ على رطوبة الجو بنسبة 50% في الغرف الداخلية. ويستطيع الطين في ذات الوقت امتصاص الرطوبة بشكل يغني عن نافذة الحمام التي تفتح لتنفيس الحمام من بخار الدش. والميزة الثانية لبيت الطين هي الاحتفاظ بالحرارة الداخلية للبيت، وثبت من خلال التجارب ان درجة الحرارة في بيت يبنيه مينكه بالطرق الحديثة لن ترتفع فوق 25 درجة مهما كانت درجة الحرارة الخارجية. وعموما يختصر بيت الطين الكثير من تكاليف التدفئة في الشتاء ويقول مينكه ان من يسكن أحد بيوته الطينية لن يدفع اكثر من 300 فرنك سويسري سنويا لأغراض التدفئة.
عدا عن ذلك فمن الممكن استخدام الخشب في بناء بيوت الطين من دون الخشية من تهرئه بتأثير العفن والفطريات والسوسة وغيرها. اذ يسحب الطين الرطوبة بشكل سريع من الجو ويحافظ على الخشب داخله جافا ويمنع بالتالي تعرضه للتعفن والتنخر. ويبدأ اقتصاد الطاقة مع بيوت الطين منذ وضع اللبنات الأولى لأن تحضير الطين المستخدم في عملية البناء لا يستهلك سوى 1% من الطاقة التي يستهلكها صنع الطابوق الاسمنتي وكتل البناء الجاهز الكونكريتية.
ومن الناحية الصحية يتفوق الطين على مواد البناء الاخرى في العديد من النقاط، إذ لا تتطاير من الطين الى جو الغرف ذرات مواد صناعية ضارة بصحة الانسان، كما انه يتولى تحييد بعض المواد الضارة المنطلقة في الجو جراء نشاطات الانسان المختلفة مثل الكنس والكهرباء وغيرها. عدا عن ذلك فقد ثبت مختبريا ان الطين يصد الموجات الكهرومغناطيسية العالية التردد ويمتص بعضها. وأجرى معهد الترددات العالية والميكروويف والرادارات في ميونخ دراسة على طابوق مينكه الطين وتوصل الى ان جدارا من سمك 24 سم من الطين يقي من الموجات الكهرومغناطيسية العالية التردد أفضل من جدران أسمك منه بعدة مرات وبني من مكعبات الاسمنت المثقبة ومن الطابوق الكلسي. وتشير دراسة المعهد المذكور الى ان جدار الطين المخلوط بالحشائش يمكن ان يصد الموجات الكهرومغناطيسية بالكامل. ويقول مينكه ان بوسعه بناء بيت من الطين يصد الموجات الكهرومغناطيسية العالية التردد بنسبة 99.9%.
رحل جيرنوت مينكه في السبعينات الى امريكا الجنوبية وقضى فيها عدة سنوات بغرض التعرف على طرق بناء البيوت الطينية وفوائدها ونقاط ضعفها وقوتها. وبدأ الباحث حال عودته إلى سويسرا سلسلة من المشاريع التجريبية والمختبرات التي تخصصت ببناء بيوت الطين. وتوصل حاليا الى أحدث طرق بناء بيوت الطين بمساعدة 14 مختبرا كبيرا عمل على بنائها خلال 25 سنة من عمله. كما أسس «عراب الطين» مختبرات تجريبية على الطين في الهند ومصر والمكسيك والمانيا وغيرها. ويقول مينكه ان تاريخ بناء البيوت الطينية يعود الى اكثر من 9000 سنة. وتم اكتشاف بيوت طينية في جنوب العراق وتركمنستان عمرها ما بين 8000 ـ 6000 سنة قبل الميلاد.
يعتبر خبراء بناء بيوت الطين ان خطر «الصدوع الكبيرة» هو اكبر نقاط ضعف الطين، وظهرت هذه الحقيقة من دراسة أوضاع بيوت الطين في بلدان امريكا اللاتينية. وتنجم هذه الصدوع عادة أثناء جفاف الجدران التي تبنى من الطين الطري وخصوصا في مواضع «اللحيم» مع بقية أجزاء الجدار. ويلعب هنا فرق الوقت بين بناء أجزاء الجدار الواحد دورا كبيرا في اختلاف أوقات جفاف الجدار ومن ثم تصدعه. وتغلب مينكه على هذه المشكلة من خلال بناء الجدار بكتلة واحدة ومن خلال الحفاظ على الطين بدرجة رطوبة واحدة. ويقوم الباحث ببناء بيوته حسب نظام خاص تم تطويره في مختبراته ويطلق عليه اسم «البناء الأساسي بالدك». وهو عبارة عن استخدام هياكل بناء «مرنة» تعين البنائين على بناء الجدار ككتلة واحدة حتى السقف. والجديد ايضا في طريقة مينكه هو انه استخدم كتل الطين الكبيرة في البناء ولكن بعد قياس زاوية ميلها بواسطة الكومبيوتر ورصفها قرب بعض بشكل يؤهله لبناء الأقواس والقباب. ونجح مينكه حتى الآن في بناء حوالي 20 قبة كبيرة من الطين في البيوت والقاعات وغرف العلاج الطبيعي وغيرها.
وبقي على الباحث السويسري ان يتغلب على مشكلة أساسية اخرى للطين الا وهي عدم صموده أمام المياه والأمطار الغزيرة. ونجح مينكه في منح الطين صلادة كاملة أمام الأنواء حينما قام بطلائه بطبقة سميكة من مادة طبيعية اخرى منيعة على الماء وهي زيت الكتان.
ويحذر مينكه من استخدام جميع أنواع الطين في البناء، لأن الطين مادة غير متجانسة ويختلف تكوينه من مكان الى آخر. ومن الضروري تحليل مكونات هذه الطين ومقدار ما يحتويه من عناصر التراب والرمل والحصى الناعم وجزيئات المعادن وغيرها قبل استخدامه في البناء. وطبيعي فان على من يود ان يبني بيتا من الطين هذه الأيام ان ينتبه الى نسبة المواد السامة، مثل الأسمدة الكيمياوية ومبيدات الحشرات والمواد السامة، في التربة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة والتقليد | مجدى مصطفى رشيد | 02-06-18, 08:44 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | محمد عبد الله الحسين | 02-06-18, 08:59 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | أيمن محمود | 02-07-18, 09:37 AM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | Abdullah Idrees | 02-07-18, 02:01 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | منتصر عبد الباسط | 02-07-18, 02:43 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | محمد عبد الله الحسين | 02-07-18, 02:53 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | محمد عبد الله الحسين | 02-07-18, 02:56 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | Asim Ali | 02-07-18, 08:55 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | محمد عبد الله الحسين | 02-07-18, 09:26 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | Asim Ali | 02-07-18, 10:05 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | Asim Ali | 02-07-18, 10:40 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | Amira Hussien | 02-07-18, 09:50 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | منتصر عبد الباسط | 02-07-18, 11:55 PM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | Asim Ali | 02-08-18, 01:04 AM |
Re: محاضرة بعنوان عمارة الطين بين الحداثة وال | مجدى مصطفى رشيد | 02-08-18, 11:23 AM |
|
|
|