لن يسقط النظام لغياب اهم اضلاع مثلث التغيير ...

Quote: سلام عارف، كل يوم أقرأ في البوست اتشوف يمكن ألقى ليها ولي روحي حلل ما، خاصة وأنني أشك في صلاحية مثلث التغيير التقليدي بتاع Quote: مثلث التغيير = شعب + معارضة + جيش لكن الحمد لله لقيتكم أخرجتم منها الجيش، أو بالأحرى فقد أخرجته الإنقاذ التي أيضا قد أخرجت النقابات والطبقة الوسطى والمطرودين من البلد والمطاردين بالقهر، وكثير من فئات الشعب غيرهم، عن أي معادلة ثورية بل وحتى من معادلات الإصلاح والتراضي! الإنقاذ أيضا ليست كنوفمبر عبود ولا كمايو نميري والاقرار بذلك سيكون محمدة وعلما نافعا للكل. إن الحلم بتكرار اكتوبر وابريل لا يعدو منذ “التمكين” أن يكون معادلا موضوعيا لانتظار جودو أو لمهدي منتظر…. ولكن تلك قصة طويلة ونعرفها... المهم؛ وقد بقي إثنان من أضلاعك التقليدية للتغيير، علما بأنه لم يكن من قبل تغييرا جذريا لمصلحة الشعب ولا حتى لمصلحة ديمومته! إذن فما هي المعادلات المتاحة الآن؟ الحالة طالما كانت عبثية زي ما كلنا شايفين ، فما تفتكر الجاي دا عبث بالله؛ فرغم انو الحال بدأ يتصلح شوية إلا أن الواقع لا يزال كالتالي: شعب + معارضة منقسمة بين سلمي ومسلح والسلمي منقسم كما المسلح والكل واقفين للكل بالمرصاد أو قصاد بعض في خلا الإنقاذ..المعارضات لو بس انقسمن بحمل السلاح من عدمه فهم اتنين، لكن متقابلين بالقفا… إذن، شعب + معارضة سلمية منقسمة مستسلمة وبلا أي سلاح ولا مبادرة للوصول لغالب جمهورها، يبقى حيسوي شنو الشعب؟؟ أو ثم شعب - معارضة مسلحة منقسمة تؤدي دور الفزاعة عن مزرعة الانقاذ+ معارضة سلمية منقسمة وتنادي ياسقاط النظام بينما لا تكاد تقيم صلبها، مناداتها بقت أقرب للشغل الفي قصة محمود والنمر.. أو كمان شعب + معارضة ضعيفة + معايش "قاتلة" - لا طبقة وسطى - لا نقابات ـ (عدم ثقة في البديل + خوف من المجهول) - لا قيادات مرضية - والشعب خائف من بعضو - والانقاذ تخوّف فيهو زيادة - والمعارضة لم تصله،،، برضو حيسوي شنو؟؟ وهكذا معادلات عبثية وغيرها كثير وكلها ما موزونة لإحداث أو لمصلحة تغيير ثوري سريع أو حتى بطيئ إلا أن يفاجأ الناس بطاقة غير محسوبة يخسفون بها أرض الإنقاذ عاليها سافلها والكاينة التكون..هذا أيضا سيناريو محتمل جدا في ظل تفاقم الأوضاع إلى ما يهدد مجرد البقاء في الحياة…لا أريد حتى مناقشة احتمالات التدخل من الخارج الدولي!! المعارضة رغم إنها مسئولة عن الدولة والوطن ومطالبة بأن تهب لنجدته من احتمالات التفتت، إلا إنها الآن وبالواضح، أضعف من هذا التحدي، ولا بد من أن تجد طريقها إلى الشعب سريعا جدا، لأن الوقت يمر وكأنه سينفد من الجميع، وقريبا جدا..فعليها الوصول إلى الشعب سريعا لأن فيه وحده ستجد مصدر قوتها وليس في البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. طريق المسيرات والاحتجاجات بداية جيدة لاستعادة المعارضة وبالتالي السياسة، من غيبوبتها، ولكنه غير كاف لحسم الصراع في المدى القصير، فالانقاذ أيضا ورغم خسائرها المعنوية الكبيرة فلا تزال تواصل في حروبها لكسب الجماهير، في جعابها خطاب الدين والوطنية الزائفين وكذا التخويف والتفريق والفزاعات! ليس من حسم في المدى القصير جدا إلا بنوع من تلك المفاجئات الإعجازية مما فوق الاحتمالات، وغير ذلك فالحراك الجماهيري سيحتاج إلى تصعيد متسارع بخطاب موحد متماسك يستعيد ثقة الشعب في البدائل..الكل يعرف أن الشعب غاضب جدا وحانق على النظام وعلى سياساته وعلى رموزه وتنابلته ومن فساده ، ولكن الشعب غير منظم والطاقة الكامنة في روحه تهدر في غير محلها، ولا يثق بالمعارضة بما يكفي بل وبعضه خائف من بعضها..فما العمل؟؟ ما العمل؟ الإنقاذ سعت بنجاح كبير لتكون نظاما كالذي بنته في مصر ثورة يوليو ١٩٥٢ وأطول عمرا..تلك قدمت للمجتمع اصلاحات كان يحتاجها ثم سلبته الحريات والكرامة، وهذه قدمت لنا الخطاب الديني الزائف والمنافق ثم قتلت السياسة قبل أن تدّعي إنها الوطن والوطن هي..لا فرق فالخطة هي هي؛ يموت رئيس ليرثه رئيس، والنظام هو النظام، شمولية إجرامية حرامية، بلا تفويض وبلا سياسة إلا سياسات القهر!! لكن السودان ليس كمصر، القابلية للإنبعاث السياسي فيه أكبر ومسوغات المعارضة عندنا أوفر وطبائع شعبنا متى ما استعيدت قواه، أجرأ وأوثب..لكن فقط لو يتصل الخط المستقيم بين الجماهير والمعارضة..خط مستقيم لا يمر بالحروب ولا بالخوف ولا باليأس المجدب من البدائل السياسية ولا بالقنــوط من وحدة ممكنة للخطاب وفي الأهداف والوسائل، ولا بأي من معوقات التواصل بين الجماهير المعارضة والقيادات التي في المعارضة.. قناعتي هي أن استعادة السياسة ستكون الخطوة الأولى نحو أي تغيير منشود أن يكون آمنا للدولة، ومجديا وموثوقا به عند الجماهير.. وبعيدا عن الأماني والأحلام وعن اجترار الذكريات، ليس هناك من فرصة عملية الآن لاستعادة السياسة وبالتالي استعادة الجماهير، كما تلك التي ستوفرها معارك الانتخابات..لو أرادت المعارضة خيرا لبدأتها فورا..وليكن شعارهم؛ أي شيء مثل "إسقاط نظام الحرامية عبر الصناديق الاقتراعية" أو ما يلزم للتدليل على الأهداف الاستراتيجية.. الانتخابات معارك معارك معارك وليست للمحاصصة..إنها فرصة الحديث المباشر مع الناس وعن همومهم واهتمامتهم الحقيقية..وفقط عندما يرى شعبنا في خوضكم لها صدقا في المسعى وثباتا في المواجهة، فستأتي جموعه هادرة من كل فج عميق إلى سوح التغيير بمخزون من الغضب تراكم لثلاثين سنة من القهر..معركة الانتخابات هي أيضا لإسقاط النظام وقبله لاستعادة ثقة الشعب وجماهيره الحية في السياسة وفي الدولة وفي الوطن وفي الحياة وكله عبر خطاب يومي يطمئن مخاوفها. هي أيضا معركة ضرورة قصوى لاستعادة الفاعلية السياسة والحيوية في هياكل ولكوادر التنظيمات الحزبية نفسها. كما هي أيضا تكتيك في تصعيد المقاومة السلمية مجرب في دول قريبة وبعيدة، بما فيها من استغلال الفرص الغفيرة التي ستتاح لتسيير المسيرات تحت راية أي القضايا.. بالمنطق،، المعادلة هي؛ شعب + معارضة - نظام قاهر بالأمر الواقع = يجب لحلها ملء الفراغ السياسي بالعمل الايجابي وبمواصلة بث الأمل في فراغ الإحباط الخبيث..اجترحوا ما يملأ الفراغ فإدمان المقاطعة إنما يفاقمه…