|
Re: أين اختفت القرية؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أين البئر؟ فقد كانت في منتصف المسافة بين المنازل الطينية المتشابهة يلتقون حولها كأنها زمزم، لتسقى الإنسان و الحيوان.
كانت البئر قبل أن يسرق التلفاز اوقات الناس هي السقيا و هي اللقيا ...تتسابق الفتيات الغريرات باكرات (لنشل) الماء من البئر في رياضة صباحية يومية يتبادلن أثناءها التحايا و أخبار القرية و هي طازجة قبل أن يتلقفها النهار.
كانت البئر ملتقى النساء يقلبون فيها الأفكار و يضعن البرامج اليومية للزيارات الاجتماعية و لتقديم واجب العزاء أو التهاني..
و بعد أن ترتفع الشمس في كتف السماء و يكون الضحى قد عم الكون تكون البهائم المنزلية قد ارتوت و ازيار الفخار قد امتلأت و الاواني كبيرها و صغير قد أُتْرِعَت..
و عنئذٍ ينفضّ السامر من حول البئر بعد أن ابتلت جوانبها بالماء المنسال من الدلو وانسال أثناء انشغال الفتيات بالمزاح و التغامز و المداعبات الصافية.
أين ذهب كل ذلك و أين ذهب هؤلاء و أين ذهب الأهل و أين ذهب الاقارب؟
..كيف انسلوا واحدا بعد آخر في غفلة مني و في غفلة من الزمان..؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|