|
Re: بيوت من طين . (Re: shaheen shaheen)
|
سِفر التكوين يقول شهلوب المكناسي فى مُدونته على جلد البقر :- انه لما كانت السنة الثالثة للوصول لهذه البقعة , غطت قرص الشمس اسراب من الجراد , خرج سيدى قُرة العين مولاى " زيد الظافر " على حصانه الاشهب يحمل سيف الذهب المُطعم بالزمرد والياقوت , يلوحه ذات اليمين وذات الشمال , لكن اسراب الجراد كانت من الكثرة بحيث انها حملت الحصان بين اقدامها الى مستوى ارتفاع الاشجار , ولم تبقى برهة من الوقت حتى احالت البقعة الخضراء الى يباب . امرنا سيدى بالصلاة عند غروب الشمس , قال ليقف للصلاة السكران والمرأة الحائض , قال هذا عام مسبغة وضنك , عليكم بما يجود به هذا البحر ذو الماء العذب , اصنعوا الشباك وصلوا باحذيتكم من الان فصاعد , وليقف السكران كتفاً بكتف مع المرأة الحائض , هذه ازمنة تشرب فيها المرأة من حليب ثديها , ويحتفظ الرجل ببرازه من اجل وجبة المساء . اخبرتكم , يقول مولاى وقُرة العين " الظافر " , اننى لن اقدم لكم العسل والماء , لن اقدم لكم غير العودة مرة آخرى الى ارضنا الاولى , نُقاتل الكفرة , تكاثروا كى نعود الى هناك اكثر عدداً . وبينما هو يخطب فينا اقبلت سحابة بعيدة من الغبار , حملنا اسلحتنا , وتوجهنا الى مصدرها , كانوا جمعاً غفيراً من اصحاب البشرة البيضاء يركبون على بغال , احطنا بهم احاطة السوار بالمعصم , قال لهم سيدى مولاى قُرة العين - من انتم يا ابناء العم ؟ .. ماذا تفعلون هنا فى ارض السود والعام عام مسبغة ؟ . تقدم اكبرهم سناً بشعره الطويل المنسدل حتى منتصف ظهره , ركع امام حصان مولاى الاشهب , وقال - يا مولاى , نحن قوم سلم , لا معرفة لنا بالقتال والاسلحة , نسوح فى بلاد الله , لا نعرف الاستقرار . - ما اسمك ؟ . - خادمك نواح . - ما دينكم ؟ . - لا دين لنا .. لا ارض لنا . - ومن تلك يا نواح ؟ . كانت بعيدة هناك فى منتصف الجمع , صدرها عارى , وفخذاها عجيان فى استدارة , كانت آية فى الجمال والخفة , عرفنا من نظرات عيونها انها حائض للمرة الاولى قال " نواح " بثبات وهو ما زال راكعاً على الارض - هذه خادمتك , ابنتى السعيدة . تقدم منها سيدى مولاى قُرة العين باعوامه الثمانين , مسح بيده على نهدها العارى لفترة طويلة من الزمن حتى سقطت من بغلتها دائخة على الارض , عندها وقف قُرة العين بقدميه على ظهر الاشهب وقال للجمع الغفير - قبلت بها زوجةً ثالثة , وادخلتكم الاسلام يا اهل نواح , صلوا من اجل رفع البلاء , وليحمل بعضكم هذه الفتاة فاقدة الوعى الى خيمتى . من بعيد , فى الضفة الآخرى للبحر عذب المياه كان يلوح سرب جديد من الجراد , صرخ مولاى بكل قوة - ابعد عنا هذا البلاء يا الخضر . وشاهدنا فى التو واللحظة , الجراد وهو يسقط ميتاً فى البحر , فسجد كل من كان حاضراً , الا سيدى قُرة العين مولاى " زيد الظافر " , فانه يُصلى بروحه فى الارض المُقدسة .
|
|
|
|
|
|