|
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
نسمة’ شاردة ومسافرة , ذات صباحٍ باكرٍ ، ومشرقٍ ، وجديد ،،، حلّقت بنا ثم توارت من خلف شروق الشمس ! وفي ما وراء خيط الفجر الأبيض !! .. فثمة أسئله مُحيرة تكتنف الأجواء , وتزحم المخيلة : ما الذى خلف شمس الصباح !! ،، وما الذى خلف الضياء ؟؟! .. ما الذى خلف شمس الضحى ؟!! ،، وما وراء شمس تلك الظهيره !!! .. وما الذى فوق تلك الأشعة البنفسجيه ؟! وما فوق البنفسجيه ؟! وماالذى يختبىء هنالك خلف شفق المغيب ،، ومن خلف غسق الليل البهيم ؟!!! . --------------------------------------------------------------------------------------- وهكذا بدأت رحلة حبه العجيبة ، حين جاء من رحم الحياة متسائلاً ، وعابراً لروح أمه الفياضة ، وليخرج إلى حيز الوجود !! .. ثم صرخ صرخته الأولى ، تلك الداوية الفزِّعة ،، وكان باكياً من كل قلبه ، ومن أعماق ذلك الفؤاد الولهان ، المفطور بحنين ذاك الوجد الحنون العظيم ! مثقلاً بأشواق حبه الأزلي القديم ! .. مفتوناً ، منبهراً ، ومندهشاً من كل شىء ! ثم بدأ يبحلق بعينيه الصغيرتين الساهمتين ، الصافيتين ، العميقتين ، الهائمتين ، في بحر ذاك الوجود المُذهِل الغريب ! .. ومنذ ميلاده ذاك ، الجديد ، في فجر ذلك اليوم الفريد ، المنبثق من هاتيك الحياة الأزلية الفسيحة ، العميقة ، اللا مُدركة ! بدأت قصته العجيبة ! .... كانت محبوبته ، غيمة صافية وديعة بيضاء ، تسبح في كبد السماء ! .. وما تلك الصرخة ، إلا هتاف المفجوع المنبهر ، بأهازيج تلك الحياة السرمدية العامرة ، وأسرار ذلك الوجود الغريب ! .. يا إلهي ! هكذا صاح وجدانه متسائلاً ! تُرى ماذا يكون خلف ذاك الفضاء الواسع المترامي الممتد ؟! وما وراء ذلك الأفق ؟! .. وما تلك الهالة الهلامية ، المُبهجة ، البديعة ، الجميلة التي تسبح في البعيد ؟! هكذا تساءلت خواطره الساذجة الفطيرة ، وتساءل عقله الصغير الكبير ، وحار فؤاده الملتاع ، وتاهت دواخله الفسيحة المبهمة ! وحينما حل غيم ذاك المساء الجميل ، حلت تلك اللحظة العظيمة المدهشة ، فشهد بأم عينه لأول مرة ، فجر إنبثاقه من جديد ! وهو يرقب ميلاد تلك النجمة الباهرة ، الحالمة ! .. فخرَّ ساجداً ! ثم ارتحل عنها بناظريه المستغربين ، إلى نجمة أكبر وأنصع ، وأكثر بريقاً ! ثم خرّ ساجداً تارةً أخرى ، متمتماً : هذه أنضر ، هذه أبهج ! هذه أجمل ! .. ثم غادرها ، إلى هالةٍ أكبر ، بينما هو هائماً على وجهه ، وملتاعاً ، ومتشبساً بوجه القمر ، وبأنواره الساحرة ، المشرقة ، الصافية الباهرة ! .. و سرعان ما خرَّ ساجداً من جديد ، ومسبحاً بحمد ذاك الجمال البديع ، ومناجياً : هذا أبهر ! هذا أجمل ! هذا أروع ! هذا أكبر ! ،، هذا أكثر إبهاراً ! ثم انشده بالغيم ، والمطر ! وبالشجر والثمر ! .. وبالأزهار ، والأنهار ، والبحار ، وبتلك الحدائق المبهجة الغناء ! وبالمروج الخضراء ! وبعيون الأطفال ! وجمال الحسان ! .. وبطلعهن الفاتن المهيب ! .. وبتلك النفحات الغامرة ، الناعمة الرقيقة ، المُدهِشة ، من عيونهن العميقات المضيئات ، العجيبات ! حينما تُرسل سناها الثاقب النافذ ، المشع ، الرهيب ، العجيب ! ، عبر وهج أنوار الإبتسام ، الجاهر الساحر ! وومض ثغورهن الجذابة ، المجيدة ! ... ووجوه أولئك الرجال العظماء ، وملامحهم الصامدة الصارمة ، وطلعهم المُهيب ! و أفتتن بدبيب النمل ،، وبألوان الفراش ، وزقزقة العصافير ! وبشدو القماري ، والأطيار ! وبسيقان الأشجار ، وتيجان الأزهار ، وبالأوراق ، وقطرات الندى ،، وذرات التراب ! . ثم بدأت رحلته العجيبة ، في التأمل حول ماهية الوجود !!! .. وطافت بذهنه ملايين الأسئلة ! . فما هي تلك الأشياء ؟!! ، وما المياه ؟! وما الهواء ؟! وما الضياء ؟! وما الشفق ؟! وما المغيب ؟! وما الفجر وما الصبح ؟! وما المساء ؟! وما الضحى ، وما العصر ؟! وما الأصيل ؟! وما الصيف وما الشتاء ؟! .. وما المطر ، وما الدعاش ، وما الخريف ؟!! . وما أدراك ما الخريف ! .. كان مُدهشاً نزوله فجأة هكذا ، لأول مرة في حياته ! فسرعان ما لف الأماكن والأجواء بسحره الخريفي العجيب ! وأدخل الزمان والمكان في حضرة تلك اللحظة الكبرى ، المقتطفة من رحم تلكم العوالم الأخر ! .. حينما نزل هكذا ذات صباح خريفي ماطر ، فانحجب ضؤ الشمس ، متوارياً ، خجِلاً ، من خلف تلك السحب الشفيفة الرقيقة البيضاء ، الساحرة ! ،، ليغمس الأجواء في نسق تلك السويعات الباهرات ، اللائي يأخذن بالألباب ويطرن بها على أبسطة وريفة من ذاك الضياء المُشرق الوضي ! فيرحلن عبر تلك الآفاق الجديدة ، ذات النسق الجديد الفريد ! .. فكأنما هو الجنة بعينها !!! ... ويالها من بداية ! ياله من فصل جديد ، و وريف ! .. مابين هاتيك النسائم ، والحمائم السابحات ، وهي ترفرف ببروق تلك الأفئدة الملتاعة ، وبأجنحة العقول ! .... قصته في الحبِ ما أعجبها ! فهي قصة كل حيٍ غريب ، كان في طي العدم ! .. وقصة كل من كان ميتاً ، منعدماً ، ولم يك شيئاً ! ... ليجد نفسه قد تفتق يوماً ما ، عن شىءٍ مبهمٍ ، ثم بدأ فجأةً ، يفهم ، ويعقل ، ويتنفس ، ويسمع ، ويبصر ، ويتحسس الأشياء ، ثم يبكي ويضحك ،، ويصحو وينام ! ... ثم بدأ رحلة حبه الكبير ، وعشقه الأزلي ، وهو ينضح بالحنان ! وبالشوق ! .. وبالفرح والحزن ، والأسى ، والحنين ! .. وبالخوف والضياع ! وهكذا بدأت قصة حبه العميق السرمدي للأشياء والأحياء .. وللنبات ، والإخضرار البهيج ! .. ولنضار الورود والأزهار ، وزهوها ! وأغصان الأشجار وتيجان الأوراق ، ورونقها ! .. وأنغام الحمائم والعصافير ، وشدوها ! .. ولكل أشياء الله الخارقة المُبهِجة الجميلة ! ووجهه الكريم ، العلي ، القدير ! وجنابه العظيم ! فياله من حبٍ سرمدي خالص ، لا تشوبه شائبة ! .. فلاهو لذات .. ولاهو لمنفعة ! .. ولا هو لجاه ! .. ولكنه خالصاً لوجهه الحبيب المأمول .. ولجماله البديع اللامتناهي ! فتعال إلى عالم الحب الحقيقي ، للأحياء والأشياء .. للنبات والجماد .. للصخر والأفياء .. للناس والعباد .. للأماكن والبلاد ! .... فياله من كون ، غارق في الحب والجمال والضياء والصفاء والنقاء ! تعال إلى حيث لا غل ولا بغض ولا كره ولا انزواء ، وإلى حيث ذاك العالم الحقيقي لذاك الحب السرمدي الكبير !
هو الحب إلى ما لانهاية ! .... لكل الأحياء والأشياء ،،، وليكن حباً لوجه الله !!
على أمل المواصلة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لموضوع نُشِر من قبل ) .. | مامون أحمد إبراهيم | 11-10-17, 07:54 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-11-17, 06:13 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-12-17, 03:42 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | عباس محمد عبد العزيز | 11-12-17, 08:03 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-12-17, 08:11 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-12-17, 08:48 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-13-17, 05:42 AM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-13-17, 11:03 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-14-17, 09:35 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-15-17, 08:02 AM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-16-17, 09:44 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-17-17, 10:18 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-18-17, 05:28 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-19-17, 11:38 AM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-19-17, 06:13 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-20-17, 08:33 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-20-17, 08:33 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-23-17, 08:57 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-24-17, 02:55 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-24-17, 02:58 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-27-17, 09:36 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-28-17, 10:29 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-29-17, 10:00 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 11-30-17, 09:09 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-01-17, 03:37 AM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-05-17, 09:34 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-08-17, 11:52 AM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-08-17, 11:52 AM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-09-17, 09:00 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-11-17, 09:07 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-15-17, 11:41 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-18-17, 12:25 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 12-29-17, 08:50 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 01-05-18, 11:31 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 01-06-18, 09:04 PM |
Re: مشاهد خلف الرؤى .. ( إعادة صياغة وإضافات لم� | مامون أحمد إبراهيم | 01-07-18, 09:15 PM |
|
|
|