(3) وقال محمد جمال الدين:- {أود أن أخلص إلى أن تاريخ صناعة الشعر العربي الفصيح حديثة في السودان ومعظمه إحتذاء ومجاراة للشعر العربي الكلاسيكي عكس الشعر العامي الذي قلنا برموزه للتو أعلاه وهو شعر وظيفي أقدم وأكثر أصالة ويعبر عن آنثوروبولوجيا المجتمع حيوياً وجوهرياً.} ===== فيا جمال.. تلك ساعة لقلبي.. وههنا محض دقيقة، للمشاغبة..
نعم الشعر الفصيح الجيّد، جديد، وليس قبل أواخر زمن السلطنة حوالي ٢٠٠ سنة أو أبعد قليلا.. وأيضا فقد انقطع بالتركية الأولى إلى ما بعد نهاية التركية.. موضوع طويل.. ولكن، من ذا الذي حكم بأن شعر العامية السودانعربية (السوربية) لم يحتذ أو يجاري الشعر العربي الفصيح؟؟ أسأل منصور المفتاح عن تلك "العيس والماء على ظهورها محمول"، وعن مثلها في شعر العامية.. أسأل بنونة دي ذاتا، قول ليها بحر البسيط دا وقع ليك من وين؟ وسمعتي بـ "بيشة" كيف ومتين؟ وأصلا، فما سؤال الاحتذاء وما سؤال المجاراة، بينما المتسلسل الشعري الشعوري، على التبدلات في تجلِّياته اللغوية، لم ينقطع؟ لليمنيين ويمانيي السعودية (نجران وجيزان) معهم، شعر عامي/شعبي.. هو نمط من الزجل بالطبع، يسمونه بـ (البرع).. هذا (البرع) يخصصونه للمخاطبات والمفاخرات القبلية أساسا وللغناء والرقص الحماسي أيضا.. بحكم الجغرافيا يمكن أن نتصور أنه يشبه الشعر (النبطي) المجاور.. في الحقيقة لا..أبدا.. بل هو أقرب شي إلى الشعر الشعبي العراقي الزهيري وإلى دوبيتنا السوداني وإلى نوع قصيدة بنونة هذه بالذات!! كيف قفز فوق نجد والحجاز وكيف عبر مقلع إلى بر السودان؟ المهم؛ اسمه يغريني بإزجاء السؤال إلى العبيد، هل من علاقة بين هذا (البرع) وبين (المردوع الكردفاني)؟
وأمر أخر، إذ نحن في سيرة العبيد؛ ففي العام الماضي ٢٠١٧، كتب استاذنا العبيد ود المقدم: {"لم [أعد] أتابع غنا المربوع أو الدوبيت في القنوات والإذاعة، … ،لأن الكثير منه لم يلامس وجداني، لأن به الزيف (نشق ونقتل و..............الخ) ،وهذا تعافه ذائقي.. وأتساءل كثيرا: هل نحن قتله؟ أيضا به كثير من التبديد لموروث البوادي والريف وقيمها، وهذا موضوع طويل. ولكنني يُعجبني غنا الجراري، أو اي غنا من شاعرات البوادي والريف لأنه صادق ويحكي عن حياتهم في نشوغهم وظعنهم وترحالهم وأفراحهم وأتراحههم."} Re: طاقة نضمِياً سمِح بالحيّل. العِبيّد ود ال�Re: طاقة نضمِياً سمِح بالحيّل. العِبيّد ود ال� فعليه، يا محمد جمال، هل تستخدم التعبير (شعر وظيفي)، ليعني أو ليحصر شعر السوربية، وفقط في ضروب الحماسة والفخر، أو لتسجيل الأحداث والأنشطة كالحروب والزراعة والرعي؟ إن لم يكن الأمر كذلك، فما وجه قولك أن شعر السوربية هو شعر وظيفي؟ وكأنهم لم يقولوا غير المناحات والحماسات، أو لم يعشقوا ويتغزلوا ويغنوا و(يسدروا) المسادير في معشوقاتهم وفي قلائصهم وفي غزالات أوديتهم، وجابوا النم كله عن طبيعة ديارهم وعن أشواقهم و و و وعن كل شيء في حيواتهم وخيالاتهم.. دا كلو ما شعر وما غُنا؟ هل يوجد شاعر عامية أشهر من الحردلو؟ فأي حماسته أو فخره هي التي أشهر من {قلبي المن نشوهو للبنات هوّاي/وداب من زاد عليّ وغلّب الداواي}؟ أو أشهر من مسدار الصيد {الشم خوخت بردن ليالي الحِرّة/والبراق برق من مِنّا جاب القرة}؟ ومن منا لم يسمع حتى كلِّبت صوفة رأسه، بنجوى العاشقين الحرّى هذه: "يا خالق الوجـود أنا قلبي كَاتِم سرُّو ما لقيت مَن يَدِرك المعنى بيهو أبِرُّو بهمتْ منصح الوادي المخـدِّر دِرُّو قَعَدَتْ قَلبي تَطوِي وكُل ساعة تَفرُّو" وفي الرابط أدناه مقال للأستاذ الدارس أسعد الطيب العباسي.. عن هذا الغُنا.. http://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/254-6-9-9-6-3-6-9/20002http://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/254-6-9-9-6-3-6-9/20002-
ثم بالله شوف معاك، كيف استبدل أبو اللمين الفنان، لجهامة (بهمت) التي من (بهيمة)، بـ رونق الــ (قصبة).. حتى وقّف (جديات العسين)، وقلوبنا، علي فد كراع!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة