أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودان الحديث أو أزمة اللون الأسود!.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2017, 01:57 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5261

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودان الحديث أو أزمة اللون الأسود!.

    00:57 AM October, 19 2017

    سودانيز اون لاين
    محمد جمال الدين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودان الحديث أو أزمة اللون الأسود!.

    حلقة "1"

    تمهيد نظري "كيف ومتى نشأت أزمة اللون الأسود"!

    ربما من أكثر المفاهيم والسلوكيات العنصرية السلبية تجذراً واصالة وكثافة في العالم توجد في السودان!. هل مثل هذا الكلام الملقي على عوانه فيه شيء من المعقولية؟!. الإجابة العاجلة من عندي: نعم!. في الحقيقة نعم كبيرة ومطمئنة ومعضدة بالتاريخ و باليومي والمعاش.

    العنصرية كمفهوم وممارسة (التمييز على أساس العرق واللون) موجودة في كل أنحاء العالم بلا إستثناء معروف للعموم ليس في السودان فحسب.. ويفوز الشرق منها والعالم العربي بالقسط الأوفر لأسباب معلومة وأخرى غامضة وأسباب موضوعية وأخرى نفسية (زعم قيد التحقق).. لكن السودان حالة كونية خاصة وشديدة الكثافة العنصرية فوق كوكب الأرض، لا مثيل لها في تاريخ البشرية قاطبة بكل شروره العنصرية (سنتحقق من هذا الزعم بدوره في المستقبل)!.

    وبالعنصرية نعني الفهم العام: التمييز السلبي على أساس العرق "الدم" ولون البشرة والملامح الجسدية. وتمارس العنصرية في شتى أنحاء العالم بدرجات مختلفة تجاه أعراق وألوان مختلفة بين الأسود الغامق والأبيض الناصع. ولكن ينال منها اللون الأسود الحصة الكبرى بعد تراجع وإنهيار الحضارات الفرعونية والكوشية في حدود القرن الرابع الميلادي " م 350" إنهيار آخر الحضارات الكبيرة ذات اللون الأسود "مروي".

    قبل ذلك النظرة للون الأسود كانت مختلفة.. بعض المرموزات التي قد نقرأها في الكتاب المقدس الأول كتبت بعد ذلك التاريخ "أعني التوراة" إذ حدثت كتابة التوارة في عهود لاحقة لزمن القص بعدة قرون. كما تمت إعادة كتابتها عدة مرات في أوقات لاحقة. وأيضاً كان اليهود في نزاع وعداء مع الكوشيين والفراعنة السود في مصر والسودان.

    لكن لا يوجد شجب أو إشارة سلبية عند اليونانيين القدامى للون الأسود بل العكس إذ جاء وصف النوبيين على لسان هميروس: بطويلي القامة شديدي الوسامة. وأن أرضهم هي أرض الذهب والآلهة.. إذ تجتمع الآلهة كل عام في جبل البركل شمال السودان لتقرر في شأن الكون "هذا ما جاء في الإلياذة اليونانية".

    الحضارة التي جاءت بعد الأغريقية وهي الرومانية بدورها لا تشجب اللون الأسود على عواهنه ولا تعتبر السود كشعوب ضعفاء أو متخلفين ولم يكن السود عبيداً في نظرها بل قوم أصحاب حضارة تحاربهم وتصالحهم وتعقد معهم الإتفاقيات السياسية. وفي التاريخ غالباً ما تتضمن الإتفاقات السياسية نصوص لمصالح إقتصادية ومن ضمنها مشروع أن تكون هناك حصة من العبيد تدفع كضريبة من الضرائب لدى طرف من الأطراف إذ أن العبودية في كل تاريخ البشرية واحدة من أهم المناشط الإقتصادية في العالم وهي تشبه البترول الآن "نشاط إقتصادي عادي جداً". والناس مقسمة بشكل مطمئن إلى أحرار وعبيد والأحرار مقسمون غالباً إلى نبلاء وأشراف وبشر عاديين "شبه عبيد" على مر تاريخ البشرية.

    إذ كلما كان عندك إحتياطي من العبيد "الأيدي العاملة والمحاربة" كلما زادت قوتك ونفوذك السياسي والإقتصادي.

    ولم يصدر أي أمر رسمي نهائي بتحريم وتجريم العبودية وتجارة الرقيق إلا في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي (يعني قبل أقل من 200 سنة فقط) في الغرب الأوروبي وأميركا وحدهما.. وظل الرق وتجارته حتى منتصف القرن العشرين في الشرق مباح ومنشط إقتصادي مشروع. وما تزال هناك أطراف تمارس الرق وتجارته حتى هذه اللحظة ولو خارج القانون ومن ضمنها موريتانيا.

    تم تحريم الرق في السودان بواسطة الإنجليز في النصف الأول من القرن العشرين ولقى القرار مقاومة قوية علنية وواضحة من رموز سياسية رأت القرار مسبباً لخسائر فادحة للقطاع الإقتصادي التقليدي في البلاد وتلك طبعاً حقيقة إذ عشرات الآلاف من الناس فقدت العمالة "السخرة" والبعض فقد سبل رزقه في تجارة الرقيق كما أن قرار تحرير الرقيق كان عند البعض مهدداً للنسق الإجتماعي السائد "المطمئن" وربما فتح الآفاق على نتائج سلبية خطيرة لا يمكن تداركها سلفاً أو حسابها مسبقاً.

    لكن ثبت اخيراً أن التحرير لم يكن بذاك السوء الذي ظنه الناس في بداية الأمر.. إذ كانت حجج الناس قوية بدرجة جعلت أهم رموز المجتمع والسياسة في السودان يقفون ضد القرار الإنجليزي لكن بلا جدوى كبيرة.. لقد حدث التحرير في النهاية ولو بشكل تدريجي وأكتمل في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.

    وأدى تحرير الرقيق إلى فورة إقتصادية كبيرة لصالح الدولة والمجتمع. إذ انخرط الأحرار الجدد بهمة عظيمة في شتى مناشط اقتصاد الدولة وبالذات في قطاعات الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والخدمات بأنواعها بما فيها المشروبات الكحولية وبيع الهوى "الحكومة تتلقى ضرائب من تلك المناشط تذهب إلى خزينة الدولة".

    وذلك هو السر الأول لمبدأ التحرير في أصله الغربي "الإقتصاد في ظل الدولة الوطنية" وهو أيضاً سبب تجريم الرق في السودان وتحرير الرقيق إضافة إلى المرجعيات الأخلاقية التي مهدت لها العلوم الحديثة والرقي الحضاري في الغرب "الغرب وحده".
    إذ على سبيل المثال وصل سعر الجنيه السوداني ثلاث إلى سبع جنيه إسترليني بعد قرار تحرير الرقيق بعد عدة سنوات فقط!.
    وعلى أي حال فإن قرار تحرير العبيد وتجريم الرق كان قراراً غربياً محضاً ومن طرف واحد عارضته كل دول وحكومات وزعامات ورجالات وقيادات الشرق وبشكل مطلق وبلا إستثتاء حتى إنصاعو له بعد أكثر من قرن من الزمان وهم مكرهين. وظلت العبودية وتجارة الرق تمارس في الخفاء في عدة مجتمعات شرقية وحتى الستينيات من القرن الماضي ومنها السودان والسعودية وليبيا وموريتانيا!.

    بداية تاريخ أزمة اللون الأسود:
    قلنا أن إنهيار مروى مثل نقطة تحول كبرى بإنهيار آخر ممالك اللون الأسود العظيمة "مروي 350م". لكن نشأت على أنقاض مروي حضارة جديدة بدورها كبيرة ومستقرة إستمرت في الوجود حوالي الف عام (500م-1503م) وهي الحضارية النوبية المسيحية في شمال ووسط السودان غير أنها لم تكن في سطوة الحضارات الكوشية/الفرعونية السابقة عليها.
    فترة النسق المسيحي في السودان تزامنت مع إنبعاث ونشأة الحضارة العربية الإسلامية وسطوتها ثم إنزواء نسختها المزدهرة.. بداية بالبعثة المحمدية 610م ونهاية بإنهيار بغداد على يد التتار عام م1258 إذ عاشت الحضارة العربية الإسلامية مزدهرة مدة 650 سنة (610م-1258م).
    كل ذلك الزمان كان السودان نوبياً مسيحياً من الناحية الرسمية. ولم يتخد السودانيون الدين الإسلامي كدين رسمي إلا بعد إنهيار بغداد ب 250 سنة إي في العام 1503م الموافق نشوء مملكة سنار على أنقاض سوبا آخر الممالك المسيحية في السودان.

    عندما نهضت مملكة سنار السودانية 1503م كان الشرق كله في قبضة السلاجقة والايوبيين والأتراك والمماليك " مصر والشام والحجاز وأخيراً المغرب العربي".. أي في يد أغراب اللغة والعرق!.

    وظل السودان مستقلاً من الناحية السياسية وحتى العام 1821م وهو تاريخ إحتلال محمد على باشا لمملكة سنار وهي أول مملكة عربية إسلامية في تاريخ السودان بجانب دارفور.
    حملة محمد على باشا كانت أول غزو يأتي من خارج الحدود وينجح في إزاحة نظام حضاري سوداني منذ العام 350م حيث نجح عيزانا الحبشي في هد بنيان آخر حضارة سودانية تاريخية هي "مروي" ثم تحول السودان "الشمالي والوسط النيلي" إلى المسيحية وحتى العام 1503م أي لحظة نشوء سنار.

    سنار كانت تحول حضاري جذري، نتج عن خطط وتكتيكات ناجحة في مواجهة الممالك المسيحية في السودان والتي كانت آخر زمانها في لحظة إختلال وفقدان توازن وفساد وطغيان مما حتم نهاية العهد المسيحي في السودان بمساعدة فاعلة من المماليك ثم العثمانيين في مصر وبعض الوافدين من المغرب والأندلس بعيد إنهيار الأندلس عام 1498م.

    ولا ننسي أن تلك اللحظة كانت مشحونة بذاكرة دم المعارك المقدسة بين المسلمين والمسيحيين ( الحروب الصليبية)، إذ أن القيادة السياسية في الممالك النوبية المسيحية كانت على خلافات جذرية مع المماليك في أواخر عهدهم ثم العثمانيين فأنتهت الممالك النوبية وأنتهى المماليك في ذات اللحظة التاريخية (1503-1520) ليبدآ عهدان جديدان في السودان ومصر والشام ثم الحجاز.

    ولو أن التغيير في مصر وعند الاخرين سياسي/عرقي فحسب فإن التغيير في السودان كان أعظم، جذري: سياسي وعرقي وثقافي وحضاري!. إذ تحولت مصر من عهد مملوكي (أتراك وشراكسة في الأصل ومسلمين سنة) إلى عهد عثماني/تركي/إسلامي (ايضاً سنة) بينما تحول السودان من عهد نوبي/مسيحي/زراعي إلى عهد فونجي/عربي/إسلامي/رعوي.. وبشكل تلقائي وداخلي لا أثر لأي قوة عسكرية من خارجه.

    وهذا التحول الجديد إلى الإسلام والعروبة مثل نسق حضاري جديد في السودان مضاداً لما سبق. وما سبق طبعاً هو عهد "الممالك النوبية المسيحية" م500 إلى 1503م. وبذلك يكون السودان " إختار لنفسه بحرية الإرادة الشعبية في مواعين الزمان نسق حضاري جديد "سياسي وديني وإقتصادي".

    إذ سنار جاءت تالية للعهد النوبي المسيحي في السودان وكان السودان "النوبي" وقل السودان الحضاري المنظم كان خصماً للحضارة العربية الإسلامية طوال مراحلها المزدهرة .. هكذا يقول التاريخ ويحدثنا عن الحروب والتمردات والثورات والرفض والإتفاقيات المبرمة بين الأطراف وبروبقاندا الحرب من غضب وأدب وشعر عربي معادي للنوبة والأحباش ويخلط بينهما!.

    جاءت سنار على خلفية ذلك الصراع العربي/الإسلامي/النوبي/ المسيحي الخفي والمعلن والذي استمر لمدة 1000 عاما كاملة.
    سنار تبنت النسق الحضاري المشرقي بكلما امكنها من سعة وخيال (حتى قال ملوك سنار باصلهم الأموي وقال الاخرون باصلهم العباسي.. أي تم تبني الحسنيين بالتتابع! ).

    لكن بعد إنطفاء جذوة ذلك النسق الثورية وتحوله الى محميات جزئية بلا انسجام ولا رؤية كلية ثاقبة و حراك ثقافي حي .. اذ كانت سنار في حاجة ماسة لصناعة نسق حضاري جديد كي يبقى بديلاً للنسق العدو في تلك اللحظة التاريخية وهم المزارعين النوبة المسيحين فتبنت سنار العروبة والإسلام كحتمية تاريخية ضد الحضارة القائمة و السائدة انها.. وليس في الإمكان احسن مما كان.
    وإذ تبنت سنار بوعي منها النسق المشرقي الميت فإنها لم تستطع تجاوز نقاط الضعف الموضوعية به فكانت سنار باهتة النسق الحضاري مما جعلها حضارة شبه ميتة عند وضعها في ميزان الإنجاز المادي والمعنوي مقارنة بكثير من الحضارات السابقة والموازية واللاحقة لها.

    لذا كانت سنار تشبه الشرق في لحظته التاريخية التائهة في يد المماليك والعثمانيين من الاغراب والعجم الذين لا عهد لهم ولا ولاء لجذوة الحضارة العربية الإسلامية في مجدها الأموي والعباسي الذي لم يستطع النهوض من ضربة المغول.

    وسميت رسمياً المدة الزمنية التي أعقبت إنهيار بغداد وحتى دخول نابليون إلى القاهرة 1800م بعهد الإنحطاط أو الظلام.

    وسنار كانت منسجمة مع اللحظة التاريخية الكلية المظلمة. وهي ذاتها اللحظة التاريخية التي أعقبت الحروب الصليبية المنهكة للشرق وللغرب معاً وكان نتيجتها صعود نجم المماليك "العجم" وهم الأتراك والشراكسة وسيطرتهم على الشام ومصر ثم أخيراً إستطاعو إنهاك السودان المسيحي حتى تسنى أخيراً للرعاة الوثنيين "الفونج" في حلف مع الرعاة المسلمين “القبائل العربية في وسط وشمال السودان” من إسكات الصوت الحضاري النوبي بشكل حاسم والسيطرة الكلية على دفة القيادة على خلفية الإنتصارات العسكرية وخراب سوبا آخر الممالك المسيحية القوية في السودان.

    ثم أخيرأ جداً أستطاع الأتراك والشراكسة ذاتهم هد بنيان سنار الهش وحولوها إلى ساحة للمعارك المدمرة من أجل الحصول على الذهب والرجال الاقوياء جسديا دون أن يقدموا أي وعي جديد أو فهم أو قبس من حضارة كونهم لا يملكون شيئاً من ذلك!.. أعني مقارنة بما سبق من أنساق الحضارة العربية الإسلامية لحظات إشراقاتها الحية كما الحضارات البشرية الاخرى. ولذا ثار عليهم السودانيون بقيادة الإمام محمد أحمد المهدي عام 1885 وأخرجوهم من البلاد حتى عادوا من جديد في حلف مع الأنجليز عام 1900م.

    إذ غزوات العرب الأوائل منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب وحتى عهد المماليك والأتراك العثمانيين لم تنجح أبداً في إحتلال أو فتح السودان أو سمه ما شئت. إذ صد السودانيون في المدة الزمنية من 650م إلى 1820م عشرات الغزوات القادمة من الشمال دون أن ينتصر أحد عسكرياً. و ظل السودان مستقلاً وحتى العام 1821م حيث تم قبله بعدة قرون إحتواء مصر والشام والحجاز والمغرب العربي بواسطة الأتراك العثمانيين. ثم أخيراً جاءت أسرة محمد على باشا التي تم في وقتها ضم السودان للإمبراطورية التركية بهدف الحصول على المال والعمال "الأيدي العاملة الرخيصة أو السخرة" وهو دافع جل الغزوات البشرية في التاريخ القديم. وذلك حدث مؤخراً في الوقت الذي حرمت فيه دول عديدة في الغرب الرق وتجارته.. ولكن الشرق ما زال يفعله وحتى النصف الأول من القرن العشرين كما أسلفنا.

    قلنا أننا نتحدث عن أزمة اللون الأسمر/ألاسود متى وكيف نشأت في مخيال البشرية. لكي لا ننسى!.

    الصراع بين الممالك المسيحية والعرب على بلاد السودان ساهم في تعميق الشقاق الذي أصبح إرثاً وأدباً وثقافة في شجب اللون الاسود الذي كان في بعض المرات رمزاً للكفر والفجور "السودان والحبشة" وإذ ظل السودان مسيحياً رسمياً حتى العام 1503 ما زالت الحبشة رسمياً مسيحية حتى تاريخ اليوم.

    إذ أن أول مواجهة عسكرية فاشلة قامت بها جيوش عربية إسلامية في فتح أو حملة إلى عالم آخر كانت هي المواجهة مع جيوش السودان "السود".. السود لا الصفر أو البيض!. في الوقت الذي وصل فيه العرب شرقاً إلى الصين وغرباً إلى الأندلس.
    في هذه اللحظة وحدها تكثف سوء لون البشرة الأسود في التراث العربي بصورة غير مسبوقة وربطه بالعنف والشر والكفر والفجور وهو لون بشرة غالب النوبة المسيحيين والأحباش، الأقوام السوداء المواجهة للعرب سياسياً ودينياً وحضارياً معظم عهود التاريخ القديم.. إنه من بروبقاندا الحرب.. وأمتلأت الخطب والأشعار العربية بذم اللون الأسود. ودبجت أحاديث لفقهاء وزعامات حقيقية وأخرى مزيفة تذم سواد البشرة. وهنا لا نتحدث عن رمزية سواد الليل ذلك شأن آخر.. نستطيع إن شئنا أن نذم السواد مطلقاً كرمز للعدم أو الشؤم لكن دون أن نلصقه على بشرة البشر، لم يحدث في أدب الحضارات السابقة وضربنا بالأغريقية والرومانية مثال.

    لكنها الحرب والتنافر الحضاري.. كان صراع حضارات، عرق في مواجهة عرق ودين في مواجهة دين. ولو أن لون بشرة العرب الأصلاء لم يكن أبيض كما هو حال القحطانيين حتى تاريخ اليوم بل أسمر أو أصفر. إلا أن كثيراً من الآيديولوجيات العربية تبنت اللون الأبيض كمحدد عرقي وأحتفت به كرمز جمالي. هنا من جديد تتعمق أزمة اللون الاسود في المخيلة الشعبية.. وعليه تمارس العنصرية داخل العرق نفسه، عربي كان أم غيره مادامت درجة اللون تميل إلى السمرة.

    لقد نشأت بروبقاندا حرب طويلة الأمد بين الأطراف المتنازعة على الحضارة والرقعة الجغرافية. نجد الآن أثرها في الأدب العربي القديم والحديث وضاعت كثير من آثارها من جانب النوبة المسيحيين ولكن نشهد حتى الآن خلفيتها بوضوح في النكات التي يحكيها الناس عن الحلفاويين وربما المحس والسكوت (نوبا) حول الذم المعلن والمبطن للعرب كعرق وهي نكات فكاهية في معظمها وربما أنتجها آخرون ليس بالضرورة الأعراق المذكورة ذاتها.

    بربوقاندا الحرب العربية النوبية هي التي أنتجت ذم اللون الأسود لأول مرة في تاريخ البشرية المعلوم!. لا ننسي أيضاً حروب الأحباش في الجزيرة العربية والتي سبقت الإسلام بقليل.. أي أن هناك أيضاً بروبقاندا حرب سابقة للحرب العربية النوبية تم إضافة إرثها الأدبي والرمزي للحرب الجديدة.
    إذ دبجت أشعار وخطب حماسية في مواجهة النوبة والأحباش عبر قرون عديدة تشربتها مخلية الناس وحملتها بطون الكتب حتى تاريخ اليوم. وزورت أحاديث وتم تاويل آيات قرآنية من أنظمة تاريخية مختلفة لخدمة خطها في إزاحة النوبة والأحباش من المشهد الحضاري بسبب التناقض القائم بينهما ذلك الاوان. ويحدثنا التاريخ عن حروب الأحباش في اليمن والجزيرة العربية ونشرهم للنصرانية وبناء اول كنيسة في صنعاء في حدود العام 550م.
    وفي السودان إستمرت الحرب كل الوقت دون منتصر عسكري ولا مرة واحدة.
    وبعد عدة قرون تالية أعتنق السودان "النوبي" الإسلام طوعاً وعبر عملية تاريخية ممرحلة في أوقات مختلفة بينما ظلت الحبشة حتى الآن مسيحية على الأقل رسيما وطوال كل التاريخ بلا إستثناء!.وكانت الحبشة تحكم جنوب الجزيرة العربية حتى العام 600م.

    كان هناك صراع!. دوماً صراع.. ووجدت بروبوقاندا الحرب تجليها في ذم اللون الأسمر/الأسود مطلقاُ كونه كان لون العدو القريب. العنصرية لا تنشأ في عين الوجود بلا أهداف ومبررات موضوعية ومادية ملموسة لكن يمكن أن تستمر بدفع ذاتي إلى أمد غير معلوم كما يحدثنا الواقع.

    ومع الإنهيارات الحضارية والتخلف التكنولوجي تأصلت أكثر الفكرة العنصرية في ذم اللون الأسود. واتخذت في كل مرحلة تاريخية ألبسة جديدة من شروح ومبررات مشرعنة للذم مع قليل من الملطفات حسب الحالة. ولكن ظلت التفرقة العنصرية حالة واضحة للعيان حتى تاريخ هذه اللحظة.. وأن الفرد الممارس للعنصرية قد لا يكون صاحب أي مهارات وربما إنسان فاشل وأمي وجاهل لكن عنده ترسانة كاملة من الإرث العنصري الذي يعتاش عليه. كما أن الأنظمة في شمولها تستطيع أن تكون عنصرية.

    الغرب الأروربي عامل جديد في ذم اللون الأسود.. إذ عندما بدأت الحضارة الغربية الراهنة في النشوء والإرتقاء (حوالي 1600م) كانت فظة ومتوحشة مثل معظم الحضارات التاريخية. في المقابل كانت الشواطي الأفريقية المحازية للأطلنطي ضعيفة تكنلوجياً وتعيش في اسوأ أوقاتها الحضارية مما سهل ولاول مرة في التاريخ للرجل الأبيض إستعباد الأسود ولمدة ثلاثة قرون من الزمان وفق مبررات تم أنتاجها خصيصاً تجعل من الإنسان الأسود صنواً للحيوان!. مرة ثانية تتعمق أزمة اللون الأسود وتأخد طابعاً كونياً شاملاً بفعل الأنباء التي نشرها علماء من الغرب يدعمون الخط الإمبريالي للحضارة الغربية الحالية حتى تبين خطأ الحجج والمبررات في المستقبل كما مجافاتها الإنسانية. وذلك الوعي مدعوماً بحاجات الدولة الوطنية الحديثة ورأسمالها المعتمد على الضرائب تم تحرير الرقيق وتحريم تجارة الرق بشكل قاطع ونهائي لأول مرة في تاريخ البشرية في القرن التاسع عشر الميلادي بواسطة الغرب الأوروبي.

    تلك كانت مقدمة نظرية تاريخية في أزمة اللون الأسود/الأسمر نقفز منها إلى موضوعنا العملي وهو "أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودان الحديث/الحالي وأمثلة حية".
    أتمنى أن ألقى البعض منكم في الحلقة القادمة في سبيل بحث تفاعلي أكثر دقة في قصة التمييز العنصري في السودان وهي قضية ليست هينة بل مركزية ومحورية ولا يجب أن نتركها في الفراغ أو نهباً للآيديولوجيات والتفسيرات المحتكرة للحقيقة بين مركز وهامش.. وذلك ضمن مشروع كتابة وتوثيق السودان الحديث "راجع إن شئت المشروع المعني في مكانه".

    محمد جمال الدين .. "مشروع كتابة وتوثيق السودان200"




















                  

العنوان الكاتب Date
أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودان الحديث أو أزمة اللون الأسود!. محمد جمال الدين10-19-17, 01:57 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� سيف النصر محي الدين10-19-17, 02:17 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد على طه الملك10-19-17, 02:59 AM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-19-17, 05:59 AM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Osman M Salih10-19-17, 06:15 AM
        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� أيمن محمود10-19-17, 06:42 AM
          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� عبدالعظيم عثمان10-19-17, 06:52 AM
        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Mohamed E. Seliaman10-19-17, 06:55 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد حيدر المشرف10-19-17, 06:54 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-19-17, 07:19 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-19-17, 07:21 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد حيدر المشرف10-19-17, 08:19 AM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Hussein Mussa10-19-17, 08:49 AM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� علي عبدالوهاب عثمان10-19-17, 09:03 AM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-19-17, 09:35 AM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Ahmed Alim10-19-17, 09:20 AM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-19-17, 10:22 AM
        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Osman M Salih10-19-17, 12:42 PM
          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� علي عبدالوهاب عثمان10-19-17, 01:01 PM
            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Yousuf Taha08-17-18, 09:09 AM
          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-19-17, 01:04 PM
            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Osman M Salih10-19-17, 01:17 PM
              Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-19-17, 01:52 PM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد حيدر المشرف10-19-17, 03:00 PM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� osama elkhawad10-19-17, 06:11 PM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين10-19-17, 07:06 PM
        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� osama elkhawad10-19-17, 08:04 PM
          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Osman M Salih10-19-17, 11:07 PM
            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� عبد الصمد محمد10-20-17, 01:00 AM
              Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Osman M Salih10-20-17, 03:26 AM
                Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Abdulgadir Dongos10-20-17, 03:34 PM
                  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد على طه الملك10-20-17, 04:22 PM
                    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد على طه الملك10-20-17, 04:28 PM
                      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد على طه الملك10-20-17, 04:38 PM
                        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد على طه الملك10-20-17, 09:46 PM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-21-17, 00:12 AM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد على طه الملك10-21-17, 01:12 AM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� سيف النصر محي الدين10-21-17, 03:19 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-21-17, 02:18 PM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� عبد الصمد محمد10-21-17, 03:02 PM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� عبد الصمد محمد10-21-17, 03:22 PM
        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� نادر الفضلى10-21-17, 05:46 PM
          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد على طه الملك10-21-17, 06:40 PM
            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حيدر حسن ميرغني10-21-17, 06:54 PM
            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم10-21-17, 06:59 PM
        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Ahmed Alim10-21-17, 09:06 PM
          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Kabar10-22-17, 04:35 AM
            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين10-24-17, 03:58 PM
              Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين10-26-17, 03:34 PM
                Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-07-17, 07:38 PM
                  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-08-17, 06:10 PM
                    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-10-17, 11:35 PM
                      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-12-17, 10:15 PM
                        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-18-17, 06:23 PM
                          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-20-17, 11:11 PM
                            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-22-17, 01:12 AM
                              Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� الطيب رحمه قريمان11-22-17, 07:44 AM
                                Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-23-17, 00:43 AM
                                  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-24-17, 00:50 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم11-25-17, 08:52 AM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-27-17, 03:37 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� حاتم إبراهيم11-29-17, 11:14 AM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-30-17, 02:14 AM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين12-02-17, 03:17 AM
        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين12-10-17, 10:43 PM
          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين12-24-17, 01:29 AM
            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين12-27-17, 02:44 AM
              Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين12-31-17, 02:36 AM
                Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين01-26-18, 10:00 PM
                  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين01-28-18, 02:44 PM
                    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين02-12-18, 11:02 PM
                      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين02-14-18, 01:27 AM
                        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين08-16-18, 01:47 AM
                          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين08-17-18, 00:09 AM
  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� امير الامين حسن08-18-18, 04:03 PM
    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين08-19-18, 01:29 AM
      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين08-19-18, 03:00 AM
        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� تماضر الطاهر08-19-18, 08:20 AM
          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين08-19-18, 10:15 PM
            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين08-25-18, 01:26 AM
              Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� Deng08-25-18, 08:37 AM
                Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين08-25-18, 06:58 PM
                  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين08-30-18, 00:08 AM
                    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين09-07-18, 06:41 PM
                      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين09-08-18, 10:39 PM
                        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين09-09-18, 10:08 PM
                          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين09-19-18, 00:25 AM
                            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين09-22-18, 11:56 PM
                              Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين09-30-18, 00:34 AM
                                Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين10-16-18, 00:02 AM
                                  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين10-18-18, 02:14 AM
                                    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين10-22-18, 05:15 PM
                                      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-05-18, 07:34 PM
                                        Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-09-18, 01:45 AM
                                          Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-13-18, 11:47 PM
                                            Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-15-18, 02:36 AM
                                              Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-20-18, 01:47 AM
                                                Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-21-18, 01:55 AM
                                                  Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-25-18, 00:12 AM
                                                    Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين11-26-18, 11:21 PM
                                                      Re: أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودا� محمد جمال الدين12-14-18, 01:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de