ميرغني البكريوحينما صدرت جريدة ( الصباح الجديد ) في العام 1956م كان مكاتبها في منزل رئيس تحريرها الشاعر حسين عثمان منصور
بشارع الجمهورية بالخرطوم .. المنزل المقابل إلي ( الدكان ) الذي كنت أعمل به.. فاستفدت من ذلك مدعما ذلك بالعلاقة التي
تربطني بهاشم عثمان منصور الشقيق الأكبر للشاعر ( حسين ) طالباً منه أن يتوسط لي بطرف شقيقه لأكتب في مجلة
( الصباح الجديد ).. وبالفعل لم يخيب ظني وأخبره برغبتي في الكتابة معه فقال له : دعه يكتب لنا بعض المواد الرياضية
وعندما كتبتها له: ( الزول دا وين)؟.. فرد عليه قائلاً : يعمل في دكان (كمال دياب) فقال لشقيقه هاشم : دع ميرغني البكري
يأتي إلي فكان أن ذهبت إليه بملابس العمل.. فلاحظت أنه استغرب أن عاملاً مثلي يكتب فقال لي : خطك الذي تكتب به
الصفحة بي صفحتين لذلك أكتب المواد علي صفحة واحدة وأنا أكتب في السطر الأولاني جاء ووقف علي رأسي ثم قال :
خلاص عيناك محرر رياضي قلت له : يا أستاذ حسين عثمان منصور لازم تختبرني حتى تتأكد من أنني لدي مقدرة أم لا فقال :
اختبرتك من مراسلتك لجريدة ( التلغراف ) التي كنت سكرتير تحريرها الذي يجيز موضوعاتك التي كنت تبعث بها عبر البريد
وأنت عندك مستقبل في الصحافة ومن ساعتها استمريت في مجلة ( الصباح الجديد ) مع مواصلة عملي في دكان كمال دياب
وعندما توفي الحويج في العام 1964م أصبحت الصفحات الفنية بمجلة الإذاعة بدون مشرف فعرض محمد العبيد نائب مدير
الإذاعة السودانية وقتها أن أشرف علي الصفحات الفنية بالمجلة فلم أرفض العرض خاصة وأن رئيس تحريرها كان حسان
سعد الدين الذي بدأت معه الصحافة في توقيت واحد في مجلة ( الصباح الجديد ) منذ العام 1965 إلي العام 1989م وعلي خلفية
ذلك تم تثبيتي في الخدمة الدائمة إلي أن أصبحت نائبا إلي رئيس تحرير مجلة الإذاعة السودانية وأثناء عملي بها تعاونت
مع عدد من الصحف مختصاً في النقد الفني.
لماذا اعتزلت ممارسة النقد الرياضي؟ قال : بصراحة النقد الرياضي في ذلك الزمن لم تكن فيه عنصرية والتعصب للهلال أو المريخ
كما يحدث الآن كنا نكتب بعيداً عن الميول الرياضية.
في العام 1964م ظهر أول تعصب في النقد الرياضي وكان سببه المرحوم مرسي صالح سراج مؤلف أغنية العملاق محمد وردي الوطنية
( هام ذاك النهر ) ومعه الشاعر السر احمد قدور وكان النشر الذي ينشرانه في شكل قصائد تتغزل في الهلال والمريخ..
والأستاذ حسين عثمان منصور احضرهما للكتابة في المجلة دون أن يستشيرني فرأيت أن ذلك فيه تجاوزا للنهج الذي تنتهجه الصفحة
رغماً عن أنني كنت أشجع الهلال ولازلت وبالرغم من ذلك كنت أقسو عليه في نقدي.. وهو نفس التوقيت الذي كسرت فيه
رجل اللاعب صديق منزول وهو السبب الأساسي الذي جعلني اعتزل الكتابة في النقد الرياضي وطوال الأعوام التي عملت
فيها بالنقد الرياضي لم أترك مهنتي الأساسية وحتى وأنا موظفاً رسمياً في وزارة الثقافة والإعلام.
ما الذي فعلته عندما تم إيقاف مجلة ( الصباح الجديد )؟ قال : اخترت وأثنين من الزملاء لكي ننضم إلي وكالة السودان للأنباء
التي عملت فيها محرراً للأخبار العالمية والولايات والتحقيقات إلي جانب الأشراف علي النشرة الإخبارية وهي تصدر يومياً..
وهكذا إلي أن تمت إحالتي إلي المعاش.
وأنا في مجلة ( الصباح الجديد ) كان لدي صفحة فنية إلي جانب صفحتي الرياضية تحت عنوان ( إذاعة وإذاعيون )..