طفل يتوفي لعدم وجود اوكسجين بالمستشفيات في الخرطوم ؟

Quote: الطفل محمد مصطفى يلفظ أنفاسه بحثاً عن (أوكسجين) الخرطوم: انعام محمد الطيب لفظ الطفل محمد مصطفى البالغ من العمر (11) عاماً ويعاني من ورم في المخ أنفاسه الأخيرة، في رحلة البحث عن أوكسجين كان يحتاجه بشدة في أربع مستشفيات، بحجة عدم وجود سرير لاستقباله، ولم تنته معاناة الطفل بالرحيل من الدنيا بل امتدت، الى ما بعد الوفاة، حيث فشلت جمعية أطفال السرطان الطوعية (نحن) في الحصول على مستشفى "تتبرّع" بنقل جثمانه إلى مسقط رأسه بربك واستطاعت أخيراً بمساعدة الخيرين توفير مبلغ (600) جنيه عبارة عن أجرة الإسعاف. تفاصيل المأساة وتعود التفاصيل المأساوية لقصة الطفل محمد مصطفى الذي يرقد الآن هانئاً مطمئناً بجوار ربه وهو من عصافير الجنة، أنه يعاني من ورم في المخ وكان طريح الفراش بعنبر السرطان بمستشفى الذرة ويعاني من نقص في الصفائح الدموية تم أعطاؤه صفائح ورفضها جسمه، وكانت حالته تتطلب عناية مكثفة وتوفير أوكسجين بصورة عاجلة، وتحرّكت مع اسرته جمعية طوعية لمساعدة أطفال السرطان (نحن)، وكانت الحصيلة إثنان من المستشفيات الحكومية ومثلها من الخاصة (اسماء المستشفيات بطرف الصحيفة) والنتيجة واحدة رفض استقبال حالة محمد مصطفى الحرجة وبحجة واحدة اشتركت فيها المستشفيات الأربع (عدم وجود سرير)، وبينما تأهبت الجمعية للبحث عن مستشفى خامس وبعد الوصول لمستشفى خاص لم يحتمل جسد محمد النحيل الانتظار ساءت حالته وفارق الحياة بهدوء وهو يشكو من عدم توفر الأوكسجين. معاناة بعد الموت أصيب جميع من كانوا يقاتلون معه من أفراد الجمعية وأفراد أسرته بحالة من الذهول وفي القلب غصة وحسرة على ما واجهه الطفل من أهوال، وتتواصل فصول السيناريو بذات المرارة بعد الوفاة حيث لم تجد الجمعية اسعافاً لنقله الى ذويه بربك بالمجان لظروف أسرته مما اضطر الجمعية إلى تحرّكات سريعة لتجميع مبلغ الاسعاف لنقل الجثمان وهو مبلغ (600) جنيه حتى تنطلق صافرة الاسعاف وقد كان، فأهل المروءة انقذوا الموفق. ظروف معَّقدة الطفل محمد مصطفى يعتبر من بين (650) طفلاً يعانون من السرطان بمستشفى الذرة التي تعيش ظروفاً بالغة التعقيد وتستقبل سنوياً ما بين (600-700) حالة ويوجد عنبر واحد يسع (12) مريضاً، يحتاج الأطفال إلى تغيير دم متواصل للصفائح الدموية وهي غير متوفرة بمستشفى الذرة بصورة دائمة وتكون جمعية (نحن) في حالة بحث متواصل عن الصفائح الدموية كما لا يوجد تشخيص لأطفال السرطان ويتم الاعتماد على عمل الجمعية، كما أن أسر الأطفال معظمها من محدودي الدخل ولا يستطيعون تحمل تكلفة العلاج العالية، بل بالكاد يستطيعون توفير مبلغ الترحيل من الولايات إلى الخرطوم. والعنبر المخصص لأطفال السرطان يقع في الطابق الثالث وقائمة الانتظار تفوق (50) طفلاً للحصول على سرير من (12) سريراً الموجودة، وذلك بوفاة أحد الأطفال، أو اكمال الجرعة لآخر، ويحتاج الأطفال إلى العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي والمضادات الحيوية والفايتمينات، وتلجأ جمعية (نحن) لتوفير هذه الأدوية من الخيرين وبعض أصحاب الصيدليات، وأغلب اصابات أطفال السرطان في الغدد الليمفاوية وسرطان الدم (اللوكيميا) وسرطان شبكية العين.