|
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! (Re: عمر التاج)
|
(بلة ود الحطج) عليه رحمة الله وشهرته ( بيله) ، كان رجلا بسيطا لا تشتريه بدينار كما يقول العرب، قضى صباه متجولا (بحمارته) العرجاء طول اليوم طالبا الماء والكلأ لبهائمه ، ورغم بساطته وقلة حيلته - تقرأ علمه - فقد وهبه الله حاسة خارقة كانت بمثابة جهاز استكشاف (جيولوجي) يعرف بها مايدور تحت طبقات الأرض، هذه الخاصية كانت مهمة جدا عند أهل البادية في تحديد مواقع (المياه) عند حفر الابار والحفائر، يقال أن أغلب الآبار التي كان يردها الناس في منطقة (البطانة) لإنما حفرت باسترشاد بيله بعض هذه الآبار مازالت تتدفق فيها المياه منذ عشرات السنوات رغم أن الآبار التي حولها لا توجد فيها نقطة ماء. (بيله) عليه رحمة الله كان عندما كان يقف في ساحة ما لاستكشاف مياهها الجوفية، كان يحمل عصاة (سلم) أخضر، يبدأ بوضع طرفها على الأرض وينحني على الطرف الآخر واضعا إياه بجوار أذنه ، ينتظر لحظاته في هدوء وصمت ثم يحدد نسبة المياة تحت منطقة عصاه ، بعد ذلك يبدأ في التحرك تدريجيا ويقوم بتحديد دائرة كبيرة ثم يبحث في مركزها ويحدد (النقطة) التي تتمركز فيها (عين الماء) في المنطقة، حدس (بيله) أو حاسته السادسة والأربعين لم تخفق يوما أبدا ، فعندما كان الناس يجهلون أمره ويتجاهلون نصائحه كان يصدق كلامه للجميع عند النتائج، حكي لي جدي (الفكي عثمان) ، أنه قضى في وادي (الهواد) ستة أشهر يبحث عن الماء، وكان معه ثلاثة من (الحفارين) الأشداء أنفق عليهم كل ماعنده دون أن يجد ضالته، يقول أن (بيله) كان يمر عليهم في غدوه ورواحه وينصحهم بقوله ( المكان ده مويتة دايرة خمسين راجل عشان تطلع، وكان طلعت العين مابتديكم سنة) ، وفي الثانية يقول: ( حا يلاقيكم حجر الكراكة مابتكسرو) ، وفي آخر بئر حفروها مر عليهم (بيله) وقال: ( الحتة دي بالزات كان حفرتو للسنة الجاية مابتطلع ليكم موية) ، ولكن جدي ركب رأسه وأصر على مواصلة الحفر في الأخيرة ، قال أن حفر تلك البئر تجاوز عندهم ال 60 رجلا وما (جابت ولا حبة لين) ، بعد ذلك جاء جدي لـ(بيله) وطلبه طلب لكي يحدد مكان العين، وفعلا خلال ساعات وضع لهم عصاه في منطقة لم يحفروا فيها سوى 10 رجال إلا وتدفق الماء غزيرا ، عمنا (ود الشول) قال أن بئر جده التي أنفق فيها الملايين ما زالت تقف دليلا على كرامات (بيله)، ذلك أنه على بعد أمتار قليلة منها حدد (بيله) مكان البئر الجديدة والتي كانت قبلة لكل أهل المنطقة يردون منها الماء حتى وقت قريب وعمقها لا يتجاوز نصف عمق البئر الأولى. بهذه الحاسة الغريبة كان (بيله) دليلا لكل أهل البادية حتى منطقة أم شديدة ، وساهم بهذه الموهبة في حل كثير من مشكلات المياه ووفر كثير من الجهد والمال كان سينفق في البحث عن مواقع المياه في الأرض ، وأغلب ظني لو كان (بيله) موجودا بيننا الآن لكفانا شر (همبتة) وتكاليف الشركات الأجنبية التي تنفق من مواردنا المليارات بحثا وتنقيا عن النفط.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-01-17, 06:09 PM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-01-17, 06:53 PM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | نعمات عماد | 10-01-17, 07:48 PM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-02-17, 07:33 AM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-03-17, 06:16 AM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-03-17, 05:46 PM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-04-17, 11:49 AM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-04-17, 07:22 PM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر نملة | 10-04-17, 08:02 PM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-05-17, 12:09 PM |
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! | عمر التاج | 10-06-17, 09:42 AM |
|
|
|