○○○○○○ 1 وحدَكَ جِئتَ، ووحدَكَ ستتسلّقُ هذا الفضاءَ العرِيضَ، تتأرجحُ لِلأعلَى والأسفلِ وحدَكَ، ووحدَكَ سيأكُلُكَ الغِيابُ، يُخبِّئُكَ عن ناظِريّ أيهذا الخيطُ الذي خطفتْهُ الرِّيحُ.
2 بِقلِيلٍ من الاِنتِباهِ تُفلِحُ بِقبضِ العُريِ من جفنِهِ قبل أن يقفِزَ من نافِذةِ التّذكُّرِ فأرفعْ كأسَ الوُلوغِ في النّهارِ وقُلْ اِنتبهتَ، لكن الشّاطِئَ جرّتْهُ الرِّيحُ.
3 الكونُ ثقِيلٌ على يدِي وقلبِي ولِسانِي والقلمُ اِشتكى من صرِيرِهِ بِأصابِعِي فأسحبُهُ يا إِلهِي من دفترِ أيّامِي التي لن تأتِي.
4 قالَ، ومن مِحجرِيهِمَا عيناهُ تُوشِكانِ أن تُطفِرَانَ: أنظُرُوا أحِبّائِي في الغدِ، أنّهُمْ ورائِي على وجهِ المجازِ، كما ترونَ وورائِهِمْ بِدِقّةٍ، طارتْ أفكارُهُمْ لِتحجُبَ عنَا أبوابَ السّماءِ، أو تكد فكيف إلى خيرٍ آتٍ في مُقبِّلِ أيامِنَا أن يعرِفَنَا، أن يُصِبّنَا، أن ينتظِرَنَا حتى سِوى أن نجتازَ الحُجُبَ، ولا ننسى أن نُشفِقَ عليهُمْ وهم يُدنِّسُونَ حيواتَهُمْ بِغباءِ قلوبُهُمْ العماءُ.
5 إلى قاسم لازم: ..... تُرشِّدُكَ الرَّائِحةُ لماءٍ يتمرَّغُ في العينينِ فتحمِّلُ مِنديلَ البحرِ وتأتِي تنتزّعُ الطِّينَ وتُلبِسُهُ كوناً أوسعَ من.... تُلبِسُهُ سِّرَّ اﻷمرين: نَغمَ العَذبِ* و رُوحَ الكفّينِ... ....... * الفرات
6 الإِمعانُ في دمِ النِّيلِ والمعنَى ********* ¤ دمِي ليس على النّيلِ أو داخِلَ قِنِّينةِ خمرٍ كي تصرعنِي دوامةُ فزعٍ عن رمزٍ ينسابُ في المعنَى. ☆ ولأنّهُمْ عبُوا الكُؤُوسَ المُترعةَ من خمرِ النّيلِ خامرهُمْ شكُّ تنصُّلَ الماءِ عن كينُونتِهِ فبطشُوا بِدمِي. ○ كُنتُ غُربتكَ أيُّهَا النّيلَ نتسامرُ عند أطرافِ الحدائِقِ لِيلمسَ وجهِينَا بِالحُبِّ كُلُّ عابِرٍ فنخلِطُ خمرةَ العاشِقاتِ بِأرِيجِ الحدائِقِ. □ عينٌ عليكَ وأُخرى ترتدُّ إلى الدّاخِلِ لِتُوزِّعَ برِيقَكَ الذي لا ينكسِرُ حتى في الظّلامِ المُبصِرُ يا نيلُ.
7 الحُزنُ الكسِيحُ "إلى الذي يُشبِّهُنِي: اِتّشحَ بِالحنِينِ واِستدارَ إلى نفسٍ توارتْ في الأسَى"
1/ حزِينٌ كأيِّ نخلٍ تلقَى لطمَ الهجرِ بِمُخيّلتِهِ البرِيئةِ فاِستشاطَ رُطباً جنياً وألقى بِطُولِهِ إلى المدّ. 2/ وحزِينٌ كساقِيةٍ بِقلبِ البحرِ تُحوِّرُ الأمواجَ الهدارةِ إلى زبد. 3/ وحزِينٌ لأنّي تُوكأتُ على العِباراتِ المُحدِقةِ في الأشجانِ فألفِيتُهَا ترقُصُ على تراتِيلِ النّكد. 4/ وحزِينٌ لِشهقةٍ تلاشتْ –كفُقاعةٍ- بِقلبِ الحاذِقِ في وأدِ الأشجانِ بِضِحكاتٍ كإِيقاعٍ همد. 5/ وحزِينٌ كحجرٍ تيبسّ ولم يُعانِقْ لِجدبِ الأحاسِيسِ حتى البّرد. 6/ وحزِينٌ أيُّمَا حُزنٍ على أُمِّي التي تلتفُ المجرّاتُ لِتجرِي بين ناظِرِيهَا وهي تلتحِفُ الأمد. 7/ وحزِينٌ لأنِّي أقعُدُ دُونَ عينِيهَا كُلّ يومٍ أحصِّبُ بِالأجِيجِ القفرَ والفقرَ والبدد. 8/ حزِينٌ... وأيُّ شأوٍ لِحُزنٍ كسِيحٍ يرقُبُ في خضمِ خُنُوعِهِ وثبةَ السعد. 21/8/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة