|
Re: لماذا يسعون للفصل الوهمي بين هؤلاء وحزبهم (Re: عبد الله حسين)
|
فاطمة أحمد إبراهيم
أكد رحيل المناضلة الكنداكة فاطمة أحمد إبراهيم، مدى العزلة والتهافت والغيبوبة التي يعيش فيها نظام الإنقاذ المجرم، كما بين مدى خسة وخبث وجبن وأرزقية مناصريه من الجداد الالكتروني ومن الكتاب في صحف وأجهزة إعلام النظام وفِي الاسافير، فقد أبدى منذ البداية استعداده لترحيل الجثمان وإقامة مراسم تشييع رسمية، مبررا ذلك بأن فاطمة أحمد إبراهيم شخصية وطنية، ولكن السبب الحقيقي أن النظام أراد أن يرسل رسائل إلى الداخل والخارج، بأن النظام متسامح ومنفتح على الآخر المعارض، وأنه يسمو على كل الخلافات ويضع " التقاليد والعادات والقيم والأعراف والأخلاق السودانية " فوق كل اعتبار، وأن مناخ الحريات العامة وحقوق الإنسان في السودان في وضع جيد، ولكن جوبهت مبادرة النظام برفض حازم من قبل الحزب الشيوعي وأسرة الراحلة، وقد وجد ذلك صدى طيب في غالب الأوساط الشعبية، وقد رد نظام الإنقاذ المجرم على ذلك الرفض بإصدار قرار جمهوري بترقية المجرم المايوي أبو القاسم محمد إبراهيم إلى رتبة فريق، الذي نكل بيديه بالمناضل الشفيع أحمد الشيخ قبل أن يعلق شبه ميت على حبل المشنقة، وهو ما يفضح العقلية الطفولية التي تدير النظام، وتبين مدى التدني الأخلاقي الذي ينحدر إليه النظام يوما بعد يوم، وهو ما لم يعد يدهش أو يستوقف أحد، ولكن الذي يحير فعلا هو مواقف بعض الأقلام المحسوبة على المعارضة، التي استنكرت طرد رموز النظام الإنقاذي المجرم، بكري حسن نائب الرئيس، عبد الرحيم محمد حسين، أحمد هارون ومعتمد أمدرمان، المكروهة في أوساط الشعب السوداني، من مراسم التشييع، بدعوى ان ذلك يتنافى مع العادات والتقاليد السودانية، فالواضح أن هذا الاقلام لم تدرك ان حدث رحيل فاطمة أحمد إبراهيم وترحيلها وتشييعها، لم يكن حدثا اجتماعيا عاديا منعزلا عن كل شيء، بل هو في الواقع حدثا سياسيا ووطنيا، كانت السياسة حاضرة فيه من البداية وحتى النهاية، رضينا أم أبينا، كون الكنداكة الراحلة شخصية سياسية ووطنية من أعظم الشخصيات السودانية في القرن الأخير، وهذا ما يفسر أن محاولات قمع الجماهير وزجرها بسيف ما يسمى بالتقاليد والعادات السودانية قد باءت بالفشل الذريع، كما ان تردد نغمة العادات والتقاليد السودانية في أوساط النظام المجرم، وجدت استهجانا واسعا، كون ان سجل النظام طيلة ال 28 عاما الماضية هو انتهاكات مستمرة لكل تقاليد الشعب السوداني. وكما هو الحال مع النماذج السابقة، سعت أقلام محسوبة على النظام واُخرى تنتمي إلى المعارضة، إلى الفصل التعسفي بين فاطمة وحزبها، تحت دعاوى كثيرة، صحيح أن فاطمة احمد ابراهيم شخصية وطنية سودانية في الأول والأخير، ولكنها في نفس الوقت قائدة في الحزب الشيوعي السوداني، ولن يستطيع اي احد ان يجردها من هذا الانتماء تحت أي مبرر كان.
سأعود مع بعض النماذج من الكتابات لأقلام محسوبة على النظام واُخرى تنتمي للمعارضة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|