فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها الله -- توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2017, 07:05 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� (Re: الكيك)


    فاطمة دغرية وديل الحرامية.. ولا تأدب في حضرة القتلة واللصوص!

    رشا عوض

    شيع السودانيون الرائدة النسوية والمناضلة السياسية الكبيرة فاطمة أحمد إبراهيم يوم الأربعاء الماضي في موكب يليق بتاريخها ومكانتها.

    رحلت فاطمة تاركة بصماتها وسيرتها في مسيرة الحركة النسوية والوطنية التي تمثل فصلا من فصول الكفاح السوداني النبيل في مخاض التأسيس لوطن ناهض متقدم، ولم أجد في مقام وداعها أبلغ من العبارة التي صاغها الكاتب المتفرد الأستاذ كمال الجزولي في مقالته المعنونة: فاطمة في تلويحة الوداع الأبدي: “إنْ استعرنا في وداعها، بتصرُّف، عبارة محمَّد المكِّي إبراهيم في رثاء محمَّد المهدي المجذوب، جاز لنا أن نقول: برحيل هذه القائدة الفذَّة، والإنسانة العظيمة، “ينفصل الجَّمر عن صندل الكفاح النِّسائي”، حيث ظلت تمثِّل، دائماً، عطره وطعمه اللذين لا يدانيهما عطر أو طعم”..

    كافحت فاطمة في هذا المعترك من منصة “الحزب الشيوعي السوداني” وهو قلب اليسار في السودان إذ شكل منذ منتصف الأربعينات مركز الريادة في مجال بناء حركة سياسية جديدة بأفكار وأهداف وقاعدة جماهيرية غير تقليدية، وهذا ما يسميه الاستاذ عبد العزيز حسين الصاوي”ميلاد السياسة المفَكِّرة”، وفي هذا السياق اجتذب هذا الحزب غالبية أو أكثرية حداة التغيير الاجتماعي والسياسي في البلاد، وعلى هذه الخلفية يمكننا فهم السبب في ان غالبية رائدات الحركة النسوية السودانية شيوعيات، وفي مقالة لاحقة سوف أتناول الدور الريادي للراحلة فاطمة أحمد إبراهيم وإنجازاتها الكبيرة، وما أثاره منهجها في قضية تحرير المرأة من جدل كثيف بين من يرونها تمثل نظرة تقليدية محافظة وبين من يعتقدون أن منهجها كان وما زال الأوفق في هذه القضية.

    أما هذه المقالة فأخصصها “لمحاولة الاختطاف المعنوي” لجنازتها التي خطط لها النظام وتواطأ معه بعض أفراد أسرتها، لكن روح فاطمة أبت إلا أن تلهم مشيعيها هتافا عاليا طاردا من مأتمها نائب البشير ورئيس وزرائه بكري حسن صالح، ووالي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين ووالي شمال كردفان أحمد هارون، والاخيران مطلوبان لمحكمة الجنايات الدولية.

    بدأت محاولة الاختطاف بتوجيه رئاسي من البشير بنقل جثمانها من لندن إلى الخرطوم على نفقة الدولة وإقامة جنازة رسمية لها كشخصية قومية، وهزمت هذه المحاولة برفضها من الحزب الشيوعي وأسرة الراحلة، فلم يتبق للنظام إلا سرادق العزاء وصلاة الجنازة بميدان الربيع ليكون ساحة يؤدي فيها بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين دور البطولة في مسرحية “التطبيع المجاني” مع الشعب السوداني الرازح تحت وطأة استبدادهم الغليظ والمحروم من أبسط حقوقه بسبب فسادهم الأرعن! ثم تصدير اللقطات الأكثر إثارة في المسرحية الهزلية في إعلامهم المأجور ليقولوا لمن يهمهم الامر داخليا وخارجيا “الشعب والحكومة سمن على عسل” والسيطرة المحكمة على الأحزاب تمت بنجاح! حتى الحزب الشيوعي ذات نفسه يتصدر مناسباته قادة النظام ويمشون بين جماهيره آمنين من مجرد أن يجرح مسامعهم هتاف! ولكن أبى صوت الضمير السوداني إلا ان ينفجر بأنسب وأوجب مقال في ذلك المقام : فاطمة دغرية ديل الحرامية.. فاطمة دغرية الكيزان حرامية..

    فاطمة نصيرة المستضعفين والمهمشين والفقراء والمناضلة الجسورة ضد الطغاة والجلادين، رمز الاستقامة والصلابة في وجه الفساد لا بد ان يكون الشعب بالمرصاد لكل من اراد لها “سوء الخاتمة” !!

    فاطمة دغرية .. ديل الحرامية..

    هذا الهتاف هو بحر من الماء الطهور غسل جنازة فاطمة ثم توضأ منه جميع من صلوا عليها وفاض لينزل بردا وسلاما على الفقراء والمستضعفين والمقهورين في هذا الوطن المنكوب!

    هذا الهتاف معناه أن مشروع التدجين الممنهج للساحة السياسية رغم كل الترغيب والترهيب لم ولن يكتمل! وهنا يكمن السبب الحقيقي في بركان الغضب الذي انفجر في أوساط “الإسلامويين” والمتواطئين معهم وأمطرنا بسيل من المواعظ الأخلاقية وعدم الاستغلال السياسي للمآتم وتعارض طرد من جاء معزيا بالهتاف مع “الأخلاق السودانية”!!

    ولا بد من تفنيد كل هذه الافتراءات الواحدة تلو الأخرى لأن بعض من ليس لهم ناقة ولا جمل في هذا النظام المعطوب انطلت عليهم المناحات التي ارتفعت عقيرتها بكاء على الأخلاق السودانية المفترى عليها!!

    أولا: فرية الاستغلال السياسي:

    لعل تاريخ البشرية كله لم يشهد من يجسد المثل القائل”رمتني بدائها وانسلت” مثل نظام البشير هذا!!

    بالله عليكم من الذي استغل مأتم المناضلة الراحلة فاطمة احمد إبراهيم سياسيا؟ هل هم الذين طردوا الوفد الحكومي؟ ام ان مجيء هذا الوفد ومن قبله التوجيه الرئاسي باقامة جنازة رسمية هو عين الاستغلال السياسي! هل بكري وعبد الرحيم أتيا إلى العزاء بصفة شخصية أم انهما يمثلان النظام تمثيلا سياسيا كامل الدسم؟ وهل محاولة الاختطاف المعنوي لجنازة الراحلة منذ خبر وفاتها مدفوعة باعتبارات أخلاقية وإنسانية محضة أم أنها في قلب ولب السياسة ومحاولة رخيصة للاستثمار السياسي إذ يريد النظام الاستيلاء على الرموز المحبوبة شعبيا بوضع اليد ويتوشح بوشاح قومي غير مستحق بطريقة مجانية ويصدر للداخل والخارج صورة لتلاشي الحدود الفاصلة بين النظام والمعارضة؟!

    ان طرد الوفد الحكومي هو رد فعل مشروع بل واجب على الاستغلال السياسي الفج من قبل النظام للمناسبة، ولكن القدرات الفائقة لبعض الموالين والمتواطئين تقلب الحقائق رأسا على عقب! وتصور النظام كمؤسسة خيرية منزوعة السياسة تماما!

    ثانيا: فرية التعارض مع الأخلاق السودانية:

    لن أستعرض هنا كل جرائم وموبقات النظام التي تثبت عدم أهليته مطلقا للانخراط في أي حديث عن الأخلاق اللهم إلا إذا اختلف معنى هذه المفردة كما نفهمه وتحول إلى النقيض!!

    ولكن أتوقف عند سؤال ما هو الصحيح أخلاقيا في العلاقة بين رموز النظام ورموز المعارضة؟ هل ما يسمى “الأخلاق السودانية” – والتي تعني في هذا السياق استقبال من جاء معزيا أو مهنئا في مناسبة اجتماعية بحفاوة وكرم حتى ان كان خصما – هل مثل هذه الأخلاق يجب ان تحكم السياقات العامة الشبيهة بالسياق الذي طرد فيه بكري وعبد الرحيم؟

    في تقديري أن أحد آفات ثقافة العمل العام في السودان هي إدارته بذات العقلية التي تدار بها (بيوت البكيات والاعراس والسمايات وبيوت الطهور وبيوت عواسة الحلومر) في المساحات الاجتماعية الخاصة بالاسر والافراد العاديين.

    في الفضاء الخاص للناس العاديين مفهوم بل مطلوب ان يكون هناك تسامح بين المتخاصمين سواء في امور شخصية او سياسية يجعلهم يستقبلون بعضهم البعض باريحية في الافراح والاتراح ولا سيما ان كانت تربطهم علاقة قرابة.

    ولكن في المناسبات المشهودة جماهيريا والتي تخص رموزا سياسية عامة لها وزنها لا بد ان يكون الفرز السياسي واضحا بين رموز النظام الكبيرة التي ترافقها الكاميرات وأجهزة الإعلام أينما حلت ، وبين رموز المعارضة احتراما لمشاعر الجماهير وسدا للباب الذي يدخل منه “الاستغلال السياسي الحكومي”، فالإعراض عن رموز هذا النظام هو أضعف الإيمان!

    وبالنسبة للمتباكين على اخلاق الشعب السوداني اين هي الاخلاق في مسلك الوفد الحكومي الذي يعلم ان أسرة الراحلة منقسمة في الموقف من مشاركتهم في مراسم تشييعها ورغم ذلك أصر على المجيئ الا تقتضي “الأخلاق” ان لا يفرضوا أنفسهم على المناسبة حرصا على تماسك الأسرة في هذا الظرف العصيب؟

    ثالثا: فاطمة احمد ابراهيم شخصية قومية هي كلمة حق أريد بها باطل!

    كلما تحدث النظام عن القومية والوطنية لا بد ان يبحث العقلاء عن مؤامرة ما! والمؤامرة هنا هي الاهداف السياسية المفصلة أعلاه أضف إلى ذلك تجريد الراحلة من انتمائها السياسي والفكري لان عقليته المعادية للتعددية تريد ان تحجب حقيقة التنوع السياسي في البلاد.

    مثل فاطمة لا يشرفها وسام القومية عندما يأتيها من نظام ذاقت النساء في عهده مذلة الجلد والاغتصاب، نظام يشن الحرب على شعبه ويقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة ، نظام نفذ أكبر مجزرة للخدمة المدنية والعسكرية في تاريخ السودان بهدف استئصال “السودانيين غير الموالين” وإبدالهم” بالموالين” وجرد الوطن من ملكية اي مشروع اقتصادي منتج وباع اراضي البلاد سرا وعلانية وصمت صمت القبور على احتلال بعض اراضيها، نظام دك حصون القومية الواحد تلو الآخر في القوات المسلحة والشرطة والقضاء والاقتصاد والإعلام وحول البلاد إلى ضيعة حزبية بالكامل!



    ختاما: إن أكثر الناس بعدا عن مقتضى الأخلاق هم الذين لم يكتفوا بالصمت المخزي عن جرائم القتلة واللصوص بل انحدروا إلى مطالبة كل الشعب بالتأدب والانضباط في حضرتهم!!

    إرقدي بسلام فاطمة المستضعفين والأحرار والشرفاء.

    وحمدا لله ان التشييع كان يليق بك!

    ---------------------------------

    عودة لفاطمة و(الصفيق) وما جرى..!
    August 21, 2017
    عثمان شبونة
    * الكتابات غير الضبابية التي استحسنت طرد ثلاثي الحكومة في يوم تشييع فاطمة أحمد إبراهيم كانت صائبة وواعية؛ بعكس ذوي العواطف الخربة ومن لا يزنون الأمور برجاحة العقل الذي يميز مَن الطارِد ومَن المطرود ولماذا؟! فالطارد ليس حزباً بل (شعب) والمطرودين ليسوا خصوماً عاديين أو بينهم وبين الشعب مجرد خلاف؛ بل أعداء حقاً لا يبزهم في العدوان باز؛ وبينهم وبين شعب السودان ثأرات لن تنتهي إلّا بالقصاص.. والدليل على أن الطارِد ليس حزباً هو مدى التأييد الشعبي في الداخل والخارج (للفعل) والهتاف الطبيعي (المؤدب) الذي صفع وجوه الثلاثي في اليوم المشهود..! لكن البعض اعتبر (حرمة المقابر) لا يليق معها ذلك الهتاف الذي أصدره غاضبون استفزهم حضور الوفد الحكومي (عديم الحياء) للعزاء في طيبة الذكر؛ بقيادة (نائب البشير) بكري حسن صالح.. والبعض استنكر طرد المذكور وصحبه باعتباره تصرف لا أخلاقي..! وفي يقيني أن المناسبة المهيبة لو تفاجأ جمهورها بوفدٍ من كنيست إسرائيل لما أثار الأمر غضباً أكثر مما يثيره حضور جماعة عمر البشير على وجه التحديد.. ولا مبالغة في المثال السالف.. فالمبررات المتوفرة والأخرى التي ساقها كتاب سبقوني بالتعبير عن سخافة وخساسة وغتاتة (مشهد المتسلطين) في عزاء فاطمة؛ تنفي أيّة مبالغة في المقارنة..!
    * نعم.. هتاف (يا فاطمة دغرية.. ديل الحرامية) كان هتافاً مؤدباً نظراً للموجَّه إليهم؛ ومُعبِّراً بعمق في حضرة الثلاثي بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين وأحمد هارون؛ باعتبارهم يمثلون الكتلة الصماء للنظام المكروه المنبوذ برمته.. فلو زاد الهتاف بأيّ فعلٍ أخشنٍ لما وجدنا للاستنكار واللوم سبيلاً ضد من عبّروا بأصواتهم (كأضعف الإيمان) أمام الطغاة؛ نيابة عن شعب كامل (إلّا قلة) وأعني بالقلة المدلسين؛ الانتهازيين؛ المغيبين..!
    * الذين عابوا مجرد هتاف مُستحق في وجه أعداء الشعب بحجة حُرمة المقابر لا يلقون بالاً لحُرمات بلا عدد لم يشهدها السودان بإفراط كما شهدها في عهد البشير.. الكذاب الذي أهان فاطمة بفعلته الخسيسة عندما كرّم (عدوّها) أبو القاسم في يوم جنازتها؛ وأرسل زبانيته للتعبير عن مواساتهم على فقدها الجلل..! كيف يستقيم هذا؟! ألم أقل مراراً إنهم يقتلون القتيل ويشيعونه بالتهليل؟! إن إهانة الفقيدة وتمجيدها بالنعي الكذوب؛ ازدواجية تليق بذاكرة البشير التي استمدت حقدها وصفاقتها من ألد أعداء الدين والشعب والإنسانية (إخوان مسيلمة)..!
    خروج:
    * بعد كل الجحيم الذي صنعته حكومة (الصفيق) لشعب السودان؛ هل من أحد يستنكر على الضحايا الأحياء إذا قابلوا الإرهاب بالإرهاب والعنف بالعنف والكلمة بالكلمة والعين بالعين وقلة الأدب بقلة الأدب المضادة؟ أليس هذا هو العدل إذا أردنا التعامل بواقعية (مع الأعداء النوعيين) وبعيداً عن العواطف الوقحة (باسم الأخلاق)؟.. فحينما يكون الحاكم وأذياله بلا أخلاق وبلا دين فإن الدعوة إلى السِلمية أو تحكيم صوت العقل أو الاحترام أو التأدُّب؛ تصبح تكريماً لنظامه..!
    * حينما نكون أمام الجلاد يصبح الغضب فضيلة.. والذين تم في عهدهم تأصيل العنف لدرجة تلبيسه بفراء الجهاد؛ يريدون أن نقابل (مزابلهم) بالورود كما يبدو..!
    * أخيراً: هل يعون الدرس بعد المقابلة المستحقة والذلة الواجبة؟! أعني ممثلي البشير (المطرودين) من عزاء فاطمة؟! ليتهم وقر في قلوبهم السوداء بأن الطغيان لا هيبة له؛ وسيسقط عاجلاً أو آجلاً تحت مداسات الغضب..!
    أعوذ بالله
    --------------------------------

    يا فاطمة إن الجذور الراسخة في الأرض حتما ستخضر يوما
    August 20, 2017
    زين العابدين صالح عبد الرحمن
    رحلت المرأة الفضلي فاطمة أحمد إبراهيم عن الدنيا الفانية، و غرست شتلاتها لكي تخضر يوما، لتظلل الذين أفنت حياتها نضالا لكي توفر لهم حياة كريمة، حقيقة أنني لا أدع المعرفة العميقة للسيدة فاطمة إلا لقاءات عابرة كان أطولها ذلك اللقاء الذي حضنتي فيه أيام مهرجان الثقافات السودانية في الجامعة الأمريكية، و كانت مآقيها مليئة بالدموع و قصعة تقف في حلقها تمنعها من التعبير، حيث أبكت الجميع حولها.
    حقيقة أنني كنت أعرف زوجها الشفيع أحمد الشيخ، معرفة تعود منذ أواخر الستينات، و أنا طالب في المرحلة الإبتدائية، كان يحضر للوالد بعربته البيجو البيضاء، و عندما يصل أول ما يطلبه مني ” طلع كرسيين و تربيزة و نادي أبوك” لذلك كنت أول ما لمح عربيته في ناصية الشارع، أهرول بإخراج الكرسيين و أخبر الوالد ” عم الشفيع قاعد بره” كان دائما يسألني عن كيف تسير دراستي، ثم يعقبها أهتم بدراستك و بعدين لنا قول معك، لا تمشي في طريق أبوك اليمني. كان الوالد الذي ينتمي للوطني الاتحادي يأتي بجريدة الميدان و يخاطبني قائلا: اقرأ ما كتب الشيوعيون عن والدك، و في نفس اليوم يأتي الشفيع و أجدهما يضحكان معا، هكذا كانت العلاقات السياسية، بين النقابيين و بين السياسيين، رغم الاختلاف في الرآي و لكنهم كانوا يحافظون علي قيم فاضلة في المجتمع.
    في ندوة في القاهرة، كانت أسرة وادي النيل قد أقامتها في فندق ” موفمبيك” بالقرب من مطار القاهرة، و كانت أسرة وادي النيل قد دعت لها عدد من قيادات العمل السياسي، و خاصة أولئك الذين ارتبطت أسماءهم بقضية وحدة وادي النيل و التكامل، الذي كان مشروعا بين نظام مايو و السادات، كانت السيدة فاطمة أحمد إبراهيم حاضرة، و عندما صعد اللواء عمر محمد الطيب المنصة لكي يتحدث عن مسيرة التكامل، باعتباره كان نائبا للرئيس، أنفعلت فاطمة انفعلا كبيرا، و كادت أن تمسك بالرجل لولا الحضور. هذا الانفعال حقيقة ترك عندي تساؤلا. كنت أعذر فاطمة و لها الحق أن تثور علي الذين أعدموا زوجها، و تطالب بمحاسبتهم. و كنت أعرف اللواء عمر و اسرته باعتبارهم كانوا يسكنون في ذات الشارع الذي ولدت تربيت فيه في الدناقلة شمال. و عندما أعدم الشفيع أحمد الشيخ لم يكن عمر مسؤولا في السلطة. أو ربما كان عضوا في المحاكمات التي جرت، كما كان عضوا في محاكمة الاتحاديين عقب انقلاب مايو، لكن كان فاروق إبو عيسي وزيرا في تلك الفترة و لم تغضب عليه فاطمة، كما ثارت علي اللواء عمر محمد الطيب لماذا؟ هذا السؤال ظللت أحتفظ به و سألت العديد من مختلف التيارت. و لكن كنت أجد لها العذر، و لا اعرف غينها غير الذي تنقله الصحافة و وسائل الإعلام، و بعض من حديث السيدات و الأنسات الذين تربطهم بي صلة القربة و يميلون لذات الفكر الماركسي .
    في عام 1995م أقام ” المركز السوداني للثقافة و الإعلام” الذي كنت مديرا له، أقام في الجامعة الأمريكية ” مهرجان الثقافات السودانية الأول” الذي استمر أسبوعا، كان الافتتاح في الرابعة مساء و كان استعراضيا، و في أسبوع المهرجان درج المركزأن يقدم وجبة الإفطار، شبيها بالإفطار الذي يقدم في “العرس السوداني” وتبرع أبناء أسرة عبيد حاج الأمين بإعداد الفطور كرما منهم. في صباح اليوم الثاني جاءت فاطمة و تسبقها دموعها و هي تبكي و تقول ” دا السودان دا السودان ” نحن دايرن نعيش بذات البساطة و الفرحة و هذا الحب لبعضنا البعض” ذهبت لكي اسلم عليها، و بسرعة أحتضنتي كأنها تعرفني عشرات السنين، و دموعها و العبرة في حلقها تمنعها من التعبير لما يجيش في خاطرها، و بالفعل كما يقال إن الأشخاص الذين تسبقهم دموعهم في لحظات الفرح أو الكره هؤلاء لهم قلوبا مليئة بالرحمة و الحب. هذا المهرجان أعطاني الفرصة لكي أتحاور مع السيدة الفضلي، كانت بسيطة جدا في حديثها، لم تكن تبحث عن المصطلحات و لا عن الكلمات المزينة كما يفعل بعض المثقفين، كانت الكلمات تخرج جزلة فرحة تحني لها القامة أحتراما و إجلالا لسيدة أرادت أن تكون بسيطة حتى في حديثها.
    تحدثت السيدة الفضلي عن التنوع الثقافي في السودان، و كيف يمكن أن تلعب الثقافة دورا مهما في عملية السلام، و قالت إن السودان ليس غنيا فقط بثرواته، أيضا غنيا بثقافاته المتنوعة، و هذه نفسها ثروة كبيرة يمكن أن تستغل في قضايا السياحة في السودان، و تحدثت عن دور المرأة السودانية في عملية السلام و في ترسيخ قيم الثقافة في المجتمع، كانت تتحدث بأريحية و عمق في الرؤية، و لكنها بكلمات بسيطة تدخل القلب قبل أن تستقر في العقل، كانت تعلم إن الكل الجالسين حولها يتدرجون في درجاتهم العلمية و الثقافية لذلك كانت تريد أن توصل رسالتها للجميع، دون أن تكون هناك معاناة لأية أحد منهم علي هضم الحديث. فالبساطة كانت جزءا من ثقافتها و حافظت عليها، و عرفت بها، لذلك كانت صادقة لحبها للناس، و و غمروها بذات الحب، حب ليس فيه نفاق أو تدليس، لأن كل من قابل السيدة الفضلي عليها الرحمة لم يساور النفاق قلبه.
    إن المرأة الأولي التي دخلت برلمان بلادها، و كانت تنتمي للحزب الشيوعي، لابد أن تكون قارئة نهمة، و واسعة الإيطلاع علي كل مصادر مرجعيتها الفكرية، قارئة لكتاب راس المال و البيان الشيوعي و موجز رأس المال و الأيديولوجية الألمانية و كل ما كتب كارل ماركس و انجلز و لوكاش و روزا لكسمبرج فرانسس فانون و جيفارا و غرامشي و جون بول سارتر و غيرهم من المفكرين اليساريين. و لكنك إذا جالستها لا تسمع مصطلحا واحدا يدلك علي إنها إلي أية جهة تنتمي غير للحقيقة و هذا الشعب و معاناته، و هذه عبقرية فاطمة إنها تهضم الفكر و تخرجه بالشكل الذي يستوعبه الجميع. و غدا سوف يورق و يخضر الغرس الذي غرسته و تتفتح براعمها بذات الحب الذي اعطته.
    نسأل الله لها الرحمة و المغفرة و أن يجعل الله الخير في ذريتها، و العزاء لكل زملائها في النضال و العزاء لهذا الشعب الذي أحبها. و نسأل الله الصبر و حسن العزاء
                  

العنوان الكاتب Date
فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها الله -- توثيق الكيك08-14-17, 07:04 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:08 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:11 PM
    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:16 PM
      Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:31 PM
        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:39 PM
          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-21-17, 07:05 PM
        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-14-17, 07:40 PM
          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� عبدالعزيز الفاضلابى08-14-17, 08:30 PM
            Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-15-17, 06:32 PM
              Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-15-17, 06:57 PM
                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� بكرى ابوبكر08-15-17, 07:07 PM
                  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-15-17, 07:23 PM
                    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-19-17, 04:22 PM
                  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� مني عمسيب08-15-17, 07:24 PM
                    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-16-17, 10:43 AM
                      Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-16-17, 10:47 AM
                        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� علي دفع الله08-16-17, 12:01 PM
                          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-16-17, 04:11 PM
                            Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-16-17, 04:39 PM
                              Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-17-17, 06:44 AM
                                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-17-17, 05:26 PM
                                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رجمها ال� الكيك08-17-17, 05:26 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-19-17, 06:25 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-19-17, 06:31 PM
  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-19-17, 06:32 PM
    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-19-17, 06:36 PM
      Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� Dr. Ahmed Amin08-19-17, 07:41 PM
        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-20-17, 06:12 AM
          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-21-17, 07:08 PM
            Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-22-17, 06:08 PM
              Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-22-17, 06:10 PM
                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-23-17, 07:42 PM
                  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-26-17, 06:27 PM
                  Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-26-17, 06:30 PM
                    Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-27-17, 06:39 PM
                      Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-27-17, 06:58 PM
                        Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-28-17, 07:42 PM
                          Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك08-31-17, 05:10 PM
                            Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك09-05-17, 05:35 PM
                              Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك09-09-17, 05:56 PM
                                Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال� الكيك09-27-17, 04:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de