|
الشريف حمد الدناني ..
|
07:20 AM July, 11 2017 سودانيز اون لاين كمال علي الزين-الدوحة _ قطر مكتبتى رابط مختصر (*)
1
بدأ القارب الصغير الإاقتراب من اليابسة , و الشمس قد بدأت مسيرتها اليومية و أرسلت أشعتها الذهبية المتوهجة لتضفي على رمال ساحل تلمسان على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الشمالي من جهة إفريقية , كان القارب الصغير يحمل شيخاً طاعناً في السن و بناته السبع و وحيده الرضيع , و قد بدا الإعياء علي الجميع و نحلت أجسادهم من قلة الطعام و ندرة مياه الشرب , إلا إبنته الكبرى فاطمة , فقد كانت فاطمة بمثابة الأم لأخواتها الست و أخيها الرضيع الذي توفيت عنه أمه و هو أبن سبعة شهور , لتكفله أخته الكبرى فاطمة التي كان أبيها يكنيها بالصالحة , طوال رحلتهم من ساحل الأندلس حتى مساهم بشمال أفريقيا , كانت فاطمة الصالحة تسهر على خدمة أبيها و أخواتها و تعتني بأخيها الرضيع .رغم أنهم خرجوا من إشبيلية دون أن يأخذوا معهم سوى القليل من الزاد و الماء , إلا أن فاطمة الصالحة قد أحسنت تدبيره حتى وصولهم إلى الساحل الآخر .كان الشريف حمد الدناني في العقد السابع من العمر حين بدأ كل شيئ في الإنهيار , هناك في الأندلس , و ما أن أكمل عامه الواحد و السبعين حتى أضطر إلى أخذ بناته و ولده الرضيع و الإبحار جنوباً نحو ساحل إفريقية للنجاة بأرواحهم من مقتلة المسلمين و العرب التي تعرضوا لها بعد إنهيار مملكتهم بالأندلس , وجد نفسه هكذا فجأة , على متن قارب تتلاعب به الأمواج , صحبة بناته و طفله الرضيع , و خلفوا وراءهم قبر زوجته التي توفيت منذ أسابيع قليلة , ركبوا قارباً صغيراً طمعاً في النجاة بأرواحهم , فكانوا بمثابة من يهرب من الموت إلى المجهول .
يتبع ,,,
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 07-11-2017, 08:25 AM)
|
|
|
|
|
|