سِيرة الفوضى " فصل من رواية ظل الفوضى"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 03:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-03-2017, 09:14 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سِيرة الفوضى andquot; فصل من رواية ظل الفوضىand (Re: Dahab Telbo)



    (3)
    تجلي السُّخام



    لم تكُ "فلسفة الفوضى" ضمن أدواتي الفلسفية التي اغتنمتها من معاركي مع كبار المتكلمين في أروقة الجامعة الأم في البلاد طوال الثماني سنوات التي عشتها محتضنا النيل في رفقة الأنبياء ليفاجئني بها ذلك الذي ضيعّته في زحام الجور
    "فوضوية الترتيب تنتج أبدع نسق"
    أطروحة تهزم جيوش تفكيرك وتسرقك كل نفيسِ منطق كنت تدخره لنوائب الدهر، بل تهزم حتى تعاليم السفسطائيين المهرة.
    دبر لي بعض الراسخون في البلاد عمل في قرية صغيرة من قرى الجنوب القاحلة ، قرية حصينة وُضعت احتمالات غدر الصحراء في حسابات منشئيها فبنوا لها متاريس إسمنتية تخفف عواصفها الهائجة ، اللجنة الشعبية،المدرسة هي مباني فخيمة لكنها جوفاء مثل عقول أعضاء اللجنة،مليئة فقط بصور الزعيم الأوحد،التي تستبد حتى ببيوتهم الغريبة عن هيئاتهم ، لا احد يريد التعلم ، فهو مجرد ظاهرة من ظواهر التمدن القسري ، مثله مثل الكهرباء التي يعذب أبصارهم نورها وغاز الطهي الذي يفسد حلاوة الشاي ثم السيارات الفارهة واللجنة الشعبية ، ومن بينها هو الشيء الأقل أهمية لذلك مهمل. أٌدرّس تلاميذ القرية الانجليزية التي لا يعرفون أبجدياتها -وليس ذلك من اهتماماتهم !- وفي المساء اجلس داخل غرفتي أو في باحة الدار وحيدا أمارس عادة الاستذكار التي تلاءم وحدتي الصحراوية ، ذات ليلة باردة من ليالي الشهر الرابع في المنفى أدرت محرك موجة الراديو الكبير الذي يقبع بجواري دائما على المنضدة التي أضحت بلون الأرض من اثر رياح الصحراء الحقودة،حركتها تباعا فصدح صوت نسائي حاد عرفت انه لبلبلة الشرق "فيروز" هيج في ذكرى عطرة نشتها أصابعي بمقود الموجات ليظهر فنان أخر كان ينتظر دوره في المسطرة بصوتٍ كئيب وحروفٍ موغلة في الأمازيقية يصاحبه بكاء آسر لقيثارة ، تجاوزته بعجل لأسكن إلى صوت رتيب خلت صاحبه يرتدي ربطة عنق ويجلس وراء مكتب فخيم وهو يذيع نشرة أخبار العالم فرفعت يدي من المقود لأستمع للمذيع الذي مافتئ يذكرني بأن نشرته تأتي من إذاعة "بي بي سي العربية" وكأنني أبديت تشكك في ذلك! ، ضربتني الصحراء ضربة غدر قوية بيدها الرملية الباردة أحست بقوتها الجفون وكأنها كانت تقصد بضربتها -الخائبة- تلك عينيّ،ثم عاجلتني بأُخر تترى قبل أن أهرب إلى الداخل ، لم يكن لقائي الأول مع العواصف موفق على كل حال فهربت تاركا المنضدة ومذيعها المتشكك لضربات عصى الرمل ، ظللت أراقب تلك الثورة الجديدة بعيني كاسر ولما أيقنت بأنها لن تهدأ أحكمت إغلاق الباب وأضجعت على السرير ، جالت بخاطري ذكريات كثيرة ، المعلم ببسمته في ركن المسجد وهو يتحدث عن العصور البائدة شعرا وسِير رجال،الحبيبة ، الثورة ، الرفاق في غرفتهم العلوية ، هاج القلب عندما نظر إلى العدم الذي حوله ، الجدران تحدق في بعضها ببلاهة صامتة ، المصباح ساطع بنور كثغر –فاطمة- عضتُ شفة الاحتراق ومن ثم تقلبت مثل سمكة بلطي تبحث عن صارقيل الأحلام ولمّا لم أجد حلما يغويني حدقت في المصباح المتلألئ شروقا كجبينها فامتلأ الصدر وماجت البهجة في داخل مضغته الدامية لتتفرق إلى الأطراف عبر الشرايين! ، انه سحر النجوى وحضور الحبيبات الغياب ، دققت في وجه المصباح فكان كما وجهها الوضاء ، بجانبيه بهتُ تماماً كما طلتها وهي تشد وجنتيها النضرتين ، مددت يدٍ لألمس كفها الحرير ، لمسته وجذبتها إلي بلهفة درويش إلى الحضرة ، لاصق وجهها وجهي ، تحسسته مصقول كما السوميت ، أنفرج مبسمها فكشف ثوب الظلمة الذي تتدثر به الصحراء لتنشر ثورتها العبثية ، وصعق ناظري ، وهبتَ قلبي من نورها الحق ثم وضعت ردفيها الحرير على صدري ، كانت بهية في فستانها المخصّر وطرحة الكريشة،ممتلئة بالأمل ، مرتوية كضفة نهر،طيبة كفاكهة برية،بحتُ لها مثل طفل لاقى أمه
    - أحبك ..أحبك يا سيسبانة.
    قالت بدلالٍ آسر:لم أسمعك.
    - أحبك يا حورية القلب.
    تبتسم ثانية فتُضاء السموات العلية وتتوهج النجوم فرحا ، يتحرّق القمر في غيابه ويتحسر ثم تضيف في حياء.
    - وأنا أيضاً
    - سعيد بحضورك الذي لم يسّكنْ شوقي إليكِ ،إني اشتاقكِ أبداً يا ليمونة القلب.
    - وأنت في الدم.
    - آلان وقد غابت جميع الكواكب هربا من صعقكِ سأدخلكِ من جميع المسامات كفأر يتسلسل إلى "دبنقا( *) ومن ثم أجوس وأعربد في الدواخل إلى حين عودة الكواكب بمعية الضياء لأخرج متعجلا إلى صحراء العبث فقط امنحيني الإذن. من أي الجنان أنتِ يا سحر الجمال؟
    - قبل ذلك دعني أسألك،لما هربت إلى هذا العراء وتركت جنان الله على جرف وادي "امبالايا" حيث الماء يجرى دائما والأرض تلبس الأخضر ثوبا ما حيي المطر؟
    - أتدرين كم أفكر فيك وأنا استمع إلى أبو السيد وأدخن لفافات السجائر المتفتقة؟ أفكر فيكِ كملكة بل كقديسة واحتاجكِ حتى في صلاتي،في الدعاء وبعض أيام السحر،تخيلي! لو كنت وليا صالحا لكنت سألت ربي أن يأذن لي باسمكِ في الدعاء.
    - لا تتجاهلني لما هربت وأطلت الغياب؟
    - لم اهرب يا سليلة الريان العلية ، لن تتفهمي الموقف ولو شرحت رغم ثقتي من تقبلك له لذلك لن أقول ألان ربما قلت لك في قادم اللقاءات أما الآن فالمقام مقام بوح اسمعي هذه الأغنية الخالدة بلغة "البري بور"
    بريدك ريدة ذي عيني ما بنساك والله يا حبيبة تعالي لي
    آه صغاري ما تلومني كباري ما تلومني
    أنا لو مت ما تدفنوني بيت الرائقة بس ودوني
    وفي سريرها رقدوني و بدموعها غسلوني
    وبنفيسها عطروني و بتويبها كفنوني
    تحت سريرها ادفنوني يمكن الملائكة يعفوا عني

    تلبو

    ___________________________________________
    * مخزن خزفي لحفظ الحبوب على شكل برميل.(الناشر)
                  

العنوان الكاتب Date
سِيرة الفوضى " فصل من رواية ظل الفوضى" Dahab Telbo07-07-17, 11:56 AM
  Re: سِيرة الفوضى andquot; فصل من رواية ظل الفوضىandquot Dahab Telbo07-07-17, 12:12 PM
    Re: سِيرة الفوضى andquot; فصل من رواية ظل الفوضىand Dahab Telbo07-07-17, 12:20 PM
  Re: سِيرة الفوضى andquot; فصل من رواية ظل الفوضىandquot مني عمسيب07-07-17, 12:15 PM
    Re: سِيرة الفوضى andquot; فصل من رواية ظل الفوضىand Dahab Telbo07-07-17, 01:17 PM
      Re: سِيرة الفوضى andquot; فصل من رواية ظل الفوضىand Dahab Telbo08-03-17, 09:14 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de