أستاذنا حسين وضيوفك الأفاضل... تحياتي وكل عام وأنتم بألف خير،
أسعدتنا حقاً بتلك الإضاءات – المستحقة – حول تلك السيرة الوضيئة لشاعرنا الراحل (ود حُمد خير) شيخ العاشقين.. وشكراً لك على إشراكنا في مطالعة هذا التداعي العذب.. متعك الله بالصحة والعافية وحفظك. رحم الله الشاعر عبد الله محمد خير ورحم شقيقته (فاطمة) وأسكنهما فسيح الجنان.. ---- واصل بالله عليك ..
Quote: بدأ القلب اليتيم وكأنَّه يريد مكافأة العالم على الحنو واللطف الذى وجده طِوال العمر. وانتهى الأمر بالشاعر إلى إعلان الزواج من بنت عمه الصغرى، ولكنَّه فى ذات الوقت إستأذنها فى أن يَبِرَّ عمَّهُ كافلَهُ ومربيَه، بأن يتزوج بنته - أرملة أخيه ولو بعد حين. هذا الأمر غير مقبول بلغة الجندر اليوم، ولكنَّه كان يشكلُ قمة الوفاء منذ أربعين عاماً أو أقل. وقد أدخلته الإسلاطُفيْليات الجديدة ضمن إطار الحلقات اللولبية لرأس المال، فصار مُقزِّزاً ومَقيتاً.
رفضتْ بنتُ العم الصغرى حتى مناقشة الفكرة، وقد تمَّ ذلك بكلِّ رحابة صدر، قائلةً أنَّها لا تستطيع أنْ تعيش مع امرأةٍ أُخرى وأذنتْ له الزواجَ من أرملة أخيه. وحُقَّ لها أنْ ترفض، فالفكرةُ خارج الإستثناءات فكرة شاذة. وعلى العموم، وحده النُّبْل القادر على تسجية ما حاكَ فى النَّفوس من مرارت، وقد كان الجوُّ نبيلاً للغاية
Quote: فوالله ما رأيتُ امرأةً في حياتي وقد فَرِحتْ بزواجِها من رجل، مِقدارَ ما رأيتُ زوجة النِّجيفى فى ذلك اليوم. فقد كان وجْهُهَا يَنُزُّ بالإعزازِ للشاعر كوردةٍ جُبِلَتْ على الوضاءة. وهى المرةُ الأولى في حياتي التي رأيتُ فيها عروساً في وسطٍ مُحافظٍ تُزعردُ لعُرسِها وتبشِّر النَّاسَ بالعُقْبَالِ والفألِ الحَسَن.
Quote: نهض جدى واستأذن ود الخدر للذهاب للجبَّانة، فسأله ود الخدر: المات منو؟ فقال له جدى: المات ود ادريس. فقال له: ود ادريس منو؟ فقال له جدى: يعنى ما بتعرف ود ادريس! المات محمد ود ادريس الطمَّح منَّك مرتك. قال له ود الخدر: إنتَ متأكد إنو المات ود ادريس؟ فقال جدى: نعم. فقال ود الخدر لجدى: إذا كان الأمر كذلكا فانتظر موتى لتغسلنى؛ فأنا وود ادريس عندنا مقابلة اليوم أمام الحق عزَّ وجلَّ؛ ثمَّ تشهَّد ثلاثاً شهادةً بيِّنة: أشهدُ ألاَّ لا إله إلاَّ الله، واشهدُ أنَّ محمداً رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم اضطجع فمات.
نادى جدى على الأهل والعشيرة فغسلوه وحمولوه إلى الجبَّانة حيث كان ود ادريس مسجىً فى عنقريبه، فصلى عليهما خلقٌ كثير، ودُفنا إلى جوار بعضهما. والله أعلم كيف كانت تلك المقابلة أمام جلالة الملك الحكم العدل، ذى القوة المتين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة