ملحدون مع الإسلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 03:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2017, 11:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: كمال عباس)

    الأستاذ كمال عبَّاس
    تحيّاتي مُجددًا

    سوف أُجيب على أسئلتكَ رغم أنَّني أتوقع أنَّني رددتُ على هذه الأسئلة في نفس البوست الذي جلبتَ منه اقتباسات الأخ عادل عبد العاطي، وكان بإمكانكَ العودة إلى مُداخلاتي وردودي هناك.

    والسؤال يا هشام آدم هل تتفق مع رؤية عادل هذه ( النص القرآني تمت صياغته على مدى ثلاثين عاما على الاقل (13 في حياة الرسول و17 على حياة ابوبكر وعمر وعثمان حتى التدوين الاول)؛ الاف الايات المتناقضة والمتناولة لمئات والاف القضايا والمسائل والمناسبات المختلفة ؛ وهناك ما نسخ منه وما سقط قصدا وما سقط اثناء التدوين وما تم نقله عن طريق الخطأ) هل هناك تناقض في النص القراني أم لا؟
    لا أعرف إن كان يتوجَّب عليَّ الإجابة على هذا السؤال من موقعي كمُلحد حالي، أم من موقعي كمُسلم سابق، ولكن أقول لك: النَّص القرآني نصٌ تاريخيٌ، بمعنى أنَّه نصٌ تفاعل مع واقعه، وثقافته، والأحداث والوقائع التي جرت في زمانه، وبالتَّالي فإنَّه "كان" نصًا مُتغيرًا وفقًا للظرف السياسي والاجتماعي في وقته، ومن الطبيعي؛ بل ومن المنطقي أن تختلف بعض الآيات من وقتٍ لآخر، فعندما كان محمدٌ في مكَّة كان الخطاب القرآني مُركزًا على مسألة "العقيدة" والتخويف بالنَّار والعقاب الآخروي، وبالتوعُّد والتذكير بالعقاب الدنيوي كما حدث للأقوام السابقة، ومُطالبة مُحمَّد بالصبر (الصبر وليس العفو)، وكان هذا الخطاب متسقًا تمامًا مع وضع محمَّد وأتباعه في حال الضعف، وعدم امتلاك القوَّة العسكريَّة، وبمجرَّد أن انتقل محمَّد إلى المدينة، ونجح في تكوين جيش (رغم صغر عدده)، انتقل الخطاب من خطاب مُهادنة إلى خطاب تحريض على القتال، وكلَّما ازدادت قوَّة محمَّد، وازداد عدد جيشه وأتباعه، كان يتغيّر الخطاب القرآني إلى العنف شيئًا فشيئًا، فمن مرحلة {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله} إلى مرحلة {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون}. وأيضًا تغيَّر الخطاب تجاه "النصارى" و "اليهود" حسب موقع المُسلمين منهم، وحسب موقعهم هم من المُسلمين، فكانت هنالك مرحلة حاول فيها محمَّد كسب تأييد اليهود والنصارى، وإقناعهم بنبوته، وتزامنت هذه المرحلة مع الآيات التي تُذكر اليهود (بني إسرائيل) بنعم الله عليهم، وكذلك بتذكير "النصارى" بولادة يسوع المُعجزة، وذكر "مُعجزاته"، وامتداح مريم، وبأنَّهم الأقرب إلى الإيمان من غيرهم، ومُحاولة القرآن المُصادقة على ما جاء في كُتبهم، وعندما رفضت اليهود ورفض "النصارى" المُصادقة على نبوة محمَّد، تغيّر موقف محمّد منهم؛ وبالتَّالي تغيّر خطاب القرآن أيضًا. وإن أردتَ رأيي الشَّخصي، فهذا الاختلاف في الآيات لا يُمكن أن يُعتبر تناقضًا؛ بل هو وضع طبيعي جدًا وفقًا لتغيّر الزمان، والأحداث، والوقائع، والضرورات. محمَّد كان يستغل النص القرآني ويُطوّعه لمصلحته الشخصيَّة، كلَّما تطلَّبت المرحلة ذلك، ولأنَّ لا شيء ثابت: لا المصالح، ولا المواقف، ولا الأحداث، ولا الضرورات فكان من الطبيعي أن يتغيّر الخطاب القرآني بناءً لهذه المُتغيّرات، ولو عاش محمّد لفترةٍ أطول (لفترة "الفتوحات")، لربما وجدنا تغيّرات في الخطاب القرآني كذلك. ولكن ما حدث أنَّ محمّدًا مات، وأعلن قبل موته بأنَّ القرآن قد اكتمل وأنَّه أتم "الرسالة" وأنَّ آخر رسالة "إلهيَّة" للعالم وللبشريَّة، قبل أن يصمت للأبد، قد انتهت واكتملت. ويقيني أنَّ النص القرآني الذي بين أيدنا الآن ليس هو -بالضرورة- النص الذي كان يقرأه محمَّد في زمانه، وأنَّ عثمان بن عفان قد ساعد في صياغة القرآن الحالي؛ لاسيما بعد قيامه بتجميع مصاحف "مُختلفة" وإحراقه لها، وإبقائه على هذا النَّص. ولكن رأيي هذا لا قيمة له أمام قناعة المُسلمين (حتى التَّجديديين منهم)، بأنَّ هذا النَّص القرآني لم يتغيّر فيه حرفٌ واحد من زمن محمَّد وحتى الآن، فأي رأي "موضوعي" أو "منهجي" لن يُفيد إذا لم يقتنع المُسلم نفسه بأنَّ هذا النَّص ليس مُقدسًا، وكان يتفاعل "بطريقةٍ بشريَّة" مع واقعه؛ وأنَّه بالإمكان التَّعامل معه بنفس الفهم اليوم أيضًا. وربما لصعوبة (بل لاستحالة) تحقق ذلك، لجأوا إلى تدليس معاني النص القرآني الحالي.

    ثانيا هل هناك في النص ما هو مبهم وغامض ومايحتمل تعدد التأويل والتفسير أم لا؟ يقول عادل (كيف تكون هناك تاويلات كثيرة ثم يكون هناك معنى واحد صحيح؟ ومن الذي يحدد صحته؟) هل نحن كهنوت جدد ياهشام؟
    لن أُجيب على سؤال الكهنوت، لأنَّ السؤال نفسه يحتوي على اتهام مُبطن أصلًا، ولكن سأجيب على ما يخصني وما يُفيد النقاش ويدعمه. النَّص القرآني -عزيزي كمال عبَّاس- يحتوي في مُجمله على ما يلي:
    1) أساطير أولين، وقصص أنبياء سابقين، وأمثلة، وما إلى ذلك، وهي التي أخذت الحيز الأكبر من مساحة النَّص القرآني، فهنالك قصص بني إسرائيل، وقصة آدم والملائكة، وقصص بعض الأنبياء، وقصة أصحاب الكهف، وبعض القصص مُكرَّرة أكثر من مرَّة بأكثر من صياغة.

    2) أحكام وتشريعات وعبادات، كالحدود والعقوبات وأحكام الزواج والطلاق والصيام والصلاة والحج والجهاد والميراث والتحريمات المُختلفة.

    3) آيات اجتماعيَّة، وهي الآيات التي ظهر فيها التفاعل المباشر بين القرآن وبين الوقائع والأحداث التي جرت، كتلك الآيات والسور التي تناولت الرد على عبد العزى بن عبد المطلب "أبي لهب"، والآيات تناولت الرد على الوليد بن المُغيرة، والرد على من قال بشاعريَّة محمَّد أو كذبه أو كهانته، والرد على المُنافقين، وتناول بعض الأحداث الشخصية الخاصة، كزواج محمَّد من زينب بنت جحش وطلاقها من زيد، وكقصص محمَّد مع بعض زوجاته وما إلى ذلك

    4) آيات روحيَّة وأخلاقيَّة، وهي الآيات التي تتناول المسائل العقائديَّة كمسألة الأسماء والصفات ومفهوم التوحيد، وبعض التعاليم الأخلاقيَّة كالبر والإحسان للوالدين وما إلى ذلك.

    الآن؛ إذا قلنا بأنَّ النَّص القرآني "غامض" ومُبهم، فهل يُمكننا القول بأنَّه ربما قد أشكل علينا فهم آيات البر والإحسان والآيات المحتويَّة على التعاليم الأخلاقيَّة؟ أم أنَّ هذا الغموض مقصورٌ فقط على بعض الآيات الأخرى "الخلافيَّة" ؟ ألم يكن الذي صاغ هذه الآيات شديدة الوضوح والتي تُوصي بالبر بالوالدين وبضرورة إعطاء الصدقات للفقراء والمساكين أن يصوغ (بنفس الوضوح) أحكام وحدود وعقوبات الأفعال "المحرَّمة" ؟ بشكل شخصي جدًا أقول: إنَّني كـ"هشام آدم" ليست لديَّ أي مُشكلة "فكريَّة" مع الأنواع (1، 3،4) من القرآن، ولا يهمني أن أعرف ما إذا كانت هذه الأنواع محتويَّة على صياغات غامضة ومُلغزة أم لا، فهي من المسائل الإيمانيَّة التي لا تعنيني في شيءٍ تقريبًا، فللمُسلم أن يُصدّق بأنَّ طوفان نوح حقيقي، وبأنَّ فرعون كان له وزيرٌ اسمه هامان، وبأنَّ قصَّة أصحاب الكهف حقيقيَّة، وبأنَّ محمَّد مذكورٌ بالاسم في الكتب السابقة أم لا. كل هذه القضايا لا تهمني في كثيرٍ أو قليل. ما يهمني على نحو خاص هو النوع رقم (2) والمُتعلق بالأحكام والتشريعات والحدود والعقوبات. فهل هذا القسم يُمكن أن يكون مُلغزًا وغامضًا فعلًا؟

    لقد تكلَّمتُ عن هذه النقطة أكثر من مرَّة، ولكن لا بأس من الإعادة:
    النَّص (أي نص عزيزي كمال عبَّاس) لابُد له من "مؤلف" (بصرف النظر عن من هو هذا المؤلف الآن). هذا المُؤلف لابُد أن تكون لديه "فكرة" أحب أن يُوصلها عبر نصّه، وإلَّا لما كان هنالك داعٍ للنص أصلًا، أو فإنَّ وجود النَّص بدون فكرة أو معنى يكون نوعًا من العبث. هذه الفكرة تُسمَّى "المعنى"، ونحن -كمُتلقين- نُحاول البحث عن هذه الفكرة/المعنى، وفي سعينا نحو ذلك نقوم بالاعتماد على بعض المُعطيات. ومن بين هذه المًعطيات: "اللغة" وأنا هنا أقصد اللغة بمعناها الواسع جدًا من أسلوبيَّة، وبلاغة، ودلالات ألفاظ، وووو إلخ، وحتَّى ربط هذه اللغة بالجو العام الذي صيغت فيه النص نفسه، وهو ما يُعرف بالـ"سياق التاريخي". كل هذه المعطيات مُجتمعة تدلنا على "المعنى" ولكنَّنا في هذه الحالة لا نُسمي المُنتج النهائي "معنى" لأنَّه يظل هنالك هامش خطأ ولو بسيط جدًا، ولهذا فإنَّنا نُسمي المُنتج النهائي للقراءة بالـ"تأويل". فالمعنى واحدٌ بالضرورة والتأويلات مُختلفة أيضًا بالضرورة، واختلاف التأويلات له أسبابه، ويُمكنك الاختيار من بينها:
    1) فإمَّا أن يكون اختلاف التأويل بين المُتلقي سببه غموض النَّص وعدم وضوحه، أو سوء صياغته؛ بحيث لا تُؤدي الصياغة إلى المعنى المُراد.

    2) أو أن يكون اختلاف التأويل بين المُتلقي سببه المُتلقي نفسه، إمَّا جهله باللغة وفنونها، أو جهله بتاريخ النص، أو إخفاقه (عمدًا أو جهلًا) في الربط بين لغة النَّص وبين "السياق التاريخي" لها.

    حتَّى الشعر -عزيزي كمال- والأدب عمومًا، يكون اختلاف التأويل فيه سمةً مُتعلقةً بالمُتلقي، لأنَّ الشاعر أو السارد يكون له هدفٌ أو فكرةٌ مُحدَّدة من وراء نصّه، ولكن في الأدب يُمكننا الاختلاف في فهم المعنى، لأنَّ هذا الاختلاف في الأدب يُثري النَّص الأدبي، ببساطة لأنَّه مُجرَّد نص أدبي يلعب فيه الخيال والرمز دورًا كبيرًا، ولكن ماذا عن النَّص القرآني (لاسيما النص التشريعي منه)؟ هل يُمكننا التَّعامل معه على اعتباره نصًا أدبيًا؟ هل يُمكن أن يحتوي على ترميز أو خيال؟ إنَّ البيان في النَّص (وهو وضوح المعنى) أمرٌ لا يُمكن التلاعب به، وإلَّا لما اعتمدنا كلنا على الكتابة للحوار والمُناقشة، فأنا أقرأ كلامك، وأفهم ما تُريد قوله، وبناءً على ذلك أُجيبكَ، وأنتَ أيضًا تقرأ كلامي، وتفهم معناه وترد عليَّ بناءً على ذلك، ولو أنَّنا قلنا (أي نص مفتوح على التأويل)، لما تمكن أحدنا من إجراء أي حوار (ولا حتَّى ونسة عاديَّة) عن طريق الكتابة، فما بالك بنصٍ يزعم صاحبه أنَّه نص "مُبين" أي شديد الوضوح؟ وكيف يُمكن لنصٍ قانوني أو تشريعي أن يحتمل التأويل بحجّة البلاغة أو الترميز أو ما عداهما؟ النصوص القانونيَّة والتشريعيَّة هي نصوص واضحة ومباشرة ولا تحتمل التأويل، ومن أجل ذلك فإنَّ أي نص تشريعي (وحتى غير تشريعي كذلك) لابُد أن يكون محتويًا على معنىً واحد حصرًا، واختلاف التأويل (كما تقدّم) له علاقة بالمُتلقي وليس بالنَّص، وعندها سيكون أمامنا عدَّة تأويلات مُختلفةٍ لنص واحد فقط، وهذا يعني أنَّ من بين هذه التأويلات المُختلفة، تأويلٌ واحدٌ فقط هو الصحيح (أو الأقرب إلى الصحَّة) والأخرى خاطئة، أو مُستبعدة. فمثلًا نص مثل {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله} هل من المُمكن -مبدئيًا- أن نقول إنَّ هذا النَّص غامض؟ لا، أبدًا. النص شديد الوضوح. حسنًا؛ فإذا حدث اختلاف في تأويل معنى "القطع" ما إذا كان المقصود منه "البتر" أو "الكف عن ..." فهل يُمكننا أن نقضي بين هذين التأويلين أم نقول إنَّ التأويلين صحيحين؟ فكرة صحَّة التأويلات المختلفة والمتباينة هي فكرة غير منطقيَّة أبدًا، فلا يُمكن القول بأنَّ النص يعني البتر وعدم البتر في نفس الوقت، وعندها لن يكون أمامنا سوى الترجيح بين هذين التأويلين، فكيف يُمكننا ذلك؟

    يُمكننا ذلك أولًا عن طريق "سياق الجملة" وعندها يجب أن نضع عبارة {نكالًا من الله} في اعتبارنا، وهذا المُعطى يُرجّح الكفَّة لصالح القائلين بأنَّ المعنى هو البتر، ثم نلجأ إلى "السياق التاريخي" ونرى ما إذا كان أهل ذلك الزمن يقطعون يد السارق أم لا، وعندها نجد حديث: "والله لو أنَّ فاطمة بنت محمَّد سرقت لقطعتُ يدها" وهذا حديث لمحمَّد مؤلف القرآن (من وجهة نظري)، ومُتلقي الوحي وأكثر من فهمه (من وجهة نظر المُسلمين). وعندها نجد أنَّ السياق التاريخي وسياق الجملة يحكمان على رجحان تأويلٍ على آخر. فعندما يأتي شخصٌ ليقول لي إنَّ تأويل "البتر" مرفوض لأنَّه تأويل سلفي عنيف مثلًا ولا يتماشى مع القيم الإنسانيَّة، ولا يتماشى مع قيم الرحمة، فهل هذا ذنبي أنا؟ أم ذنب السلفيين؟ أم ذنب النص نفسه؟ لماذا أحكم على تأويل آخر بالصحَّة رغم كل هذه المُطعيات؛ إلَّا أن أكون رافضيًا بتجسيد دور "المُغفل النافع" أو "محامي الشيطان" فأخدع نفسي بأنَّ المُشكلة ليست في النص نفسه، بل في التأويل السلفي له؟

    عادل لم يدعي وثوقية بل أقر بالتعدد والتبائن الذي مرده إختلاف التأويل بل والتناقض في النص ولكنه مال لرفض الجمود والفهم السلفي والمتطرف لأنه ضد العلم والعصر والتطور بل وفوق هذا ضار بالإنسانية
    هنا أكرر لك سؤالي السابق: هل هذا ذنبنا أم هو ذنب النص؟ إنَّ آية مثل آية قطع اليد بغاية الوضوح والمُباشرة كيف يُمكنني أن أصدق أنَّه يحتوي معنى آخر غير المعنى الذي يُشير إليه سياق الجملة، والسياق التاريخي له؟ أقل ما يُمكنني فعله هو أن أرفض هذا النص، وأن أقول بأنَّه نص عنيف ولا يُمكن تطبيقه (وهذا ما يفعله المُسلمون الجدد)، ولكن المُشكلة ليست هنا، المُشكلة هي في أنَّ المسلمين الجدد يقولون إنَّ هذا النص العنيف إنَّما هو عنيف بسبب السلفيين وليس بسبب النص نفسه. أمَّا عن الجمود، فهو مرفوضٌ بطبيعة الحال، ولكن لا ينبغي لنا أن نخلط الحابل بالنابل، فالفكر يجب أن يكون متغيّرًا ومُتجددًا، وألَّا يكون جامدًا، وأنا أتفق معك في ذلك (وأتفق مع الأخ عادل عبد العاطي)، ولكن يجب أن نعرف ما الذي يجب أن يكون متغيّرًا وغير جامد: هل الفكر أم النص؟ نحن -يا عزيزي- بسبب تغير وتطور "فكرنا" تجاوزنا الكثير من النصوص لأنَّها لم تعد مُناسبة لعصرنا وقيمه، فتركنا قوانين حمورابي، وتركنا قوانين الحضارات القديمة، وتركنا النصوص المكتوبة على المخطوطات والرقاع وحتَّى الألواح، وقمنا بصياغة قوانين "جديدة"، لم نقم بإعادة تأويل قوانين حمورابي أو قوانين الحضارة المصريَّة القديمة، ولم نقم بإعادة تأويل قوانين دولة روما القديمة اعتمادًا على حجَّة "التغيير وعدم الجمود"؛ بل التغيير وعدم الجمود هو ما جعلنا نتجاوز هذه النصوص "الجامدة في ذاتها"، واعتبرنا هذه النصوص مُجرَّد تراث بشري لا أكثر. لا نلعنه، ولا نُطبقه أيضًا، لأنَّ لسنا مُلزمين بذلك انصياعًا لقانون التطور والتغيّر.
    ولكن النَّص الديني مُختلف عن بقيَّة هذه النصوص، ولكن في هذه الحالة فارتباط النص بالعاطفة الدينية، هي مسؤوليَّة من؟ هل هي مسؤوليَّة المُلحد واللاديني؟ أم هي مسؤولية المُتدين؟ إن كانت مسؤوليَّة المُتدين (وهي كذلك فعلًا)، فلا أستغرب أن يُقاوم المُسلم (أو المُتدين عمومًا) فكرة اندثار وتجاوز نصه الذي يراه مُقدسًا، ولكن عندما يأتي مُلحد كعادل عبد العاطي أو غير ليقوم بهذا الدور نيابة عن المُتدين، فكيف يُمكنني أن أفهم ذلك؟ إنَّ فهم النَّص في سياقه التاريخي والاجتماعي يُفضي إلى نتيجةٍ واحدةٍ فقط، ألا وهي: أنَّ هذا النص غير صالح لزماننا هذا (ويُمكننا المُناقشة حول ما إذا كان صالحًا أيضًا لزمانه أم لا)، ولكن أن تقرأ نصًا يحتوي على عنف واضطهاد للمرأة وتحريض على الكراهيَّة فتتصالح معه بحجَّة القراءة في السياق التاريخي والاجتماعي، فهو أمر غير مفهوم على الإطلاق. ألغ هذا النص الآن (لأنَّه غير صالح الآن)، ثم دعنا نتناقش "فكريًا" حول فكرة السياق التاريخي والاجتماعي لمُجرَّد المعرفة لا أكثر، كما يُمكننا مناقشة أي نص تاريخي قديم وبائد، في محاولة للتعرف على ثقافة وتاريخ ذلك الزمان وأهله.

    مودتي
                  

العنوان الكاتب Date
ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:29 PM
  Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:31 PM
    Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:31 PM
      Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:32 PM
        Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:33 PM
          Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:33 PM
            Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:34 PM
              Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:34 PM
                Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:35 PM
                  Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:35 PM
                    Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:42 PM
                    Re: ملحدون مع الإسلام فرح الطاهر ابو روضة06-29-17, 10:20 AM
                    Re: ملحدون مع الإسلام فرح الطاهر ابو روضة06-29-17, 10:20 AM
      Re: ملحدون مع الإسلام محمد المسلمي06-27-17, 10:39 PM
        Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-27-17, 10:46 PM
  Re: ملحدون مع الإسلام محمد حيدر المشرف06-27-17, 11:23 PM
    Re: ملحدون مع الإسلام Abureesh06-28-17, 00:02 AM
      Re: ملحدون مع الإسلام حيدر حسن ميرغني06-28-17, 04:47 AM
        Re: ملحدون مع الإسلام Haytham Ghaly06-28-17, 06:43 AM
          Re: ملحدون مع الإسلام علاء سيداحمد06-28-17, 12:14 PM
            Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 01:44 PM
              Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 01:44 PM
                Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 01:45 PM
                  Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 01:45 PM
                    Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 01:48 PM
              Re: ملحدون مع الإسلام زهير عثمان حمد06-28-17, 02:18 PM
            Re: ملحدون مع الإسلام جمال ود القوز06-28-17, 02:18 PM
              Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh06-28-17, 03:24 PM
                Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 04:07 PM
                  Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 04:07 PM
                    Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 04:08 PM
                      Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh06-28-17, 04:58 PM
  Re: ملحدون مع الإسلام محمد حيدر المشرف06-28-17, 05:42 PM
    Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 06:13 PM
      Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 06:29 PM
        Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh06-28-17, 07:04 PM
          Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 07:21 PM
            Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh06-28-17, 07:33 PM
              Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 08:14 PM
                Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh06-28-17, 08:53 PM
        Re: ملحدون مع الإسلام عبداللطيف حسن علي06-28-17, 09:06 PM
          Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-28-17, 10:50 PM
          Re: ملحدون مع الإسلام عبداللطيف حسن علي06-28-17, 11:09 PM
            Re: ملحدون مع الإسلام سيف النصر محي الدين06-29-17, 04:37 AM
  Re: ملحدون مع الإسلام محمد حيدر المشرف06-29-17, 09:48 AM
    Re: ملحدون مع الإسلام عمر مصطفى مضوي06-29-17, 12:32 PM
      Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh06-29-17, 02:51 PM
        Re: ملحدون مع الإسلام منتصر عبد الباسط06-29-17, 03:12 PM
          Re: ملحدون مع الإسلام منتصر عبد الباسط06-29-17, 03:50 PM
            Re: ملحدون مع الإسلام منتصر عبد الباسط06-29-17, 04:21 PM
            Re: ملحدون مع الإسلام Muhib06-29-17, 04:27 PM
              Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh06-29-17, 05:14 PM
                Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-29-17, 06:06 PM
                  Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-29-17, 06:07 PM
                    Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-29-17, 06:07 PM
                      Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-29-17, 06:08 PM
                        Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-29-17, 06:08 PM
                          Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-29-17, 06:12 PM
                            Re: ملحدون مع الإسلام منتصر عبد الباسط06-29-17, 11:17 PM
                              Re: ملحدون مع الإسلام mustafa mudathir06-30-17, 06:45 AM
                                Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-30-17, 11:38 AM
                                  Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-30-17, 11:39 AM
                                    Re: ملحدون مع الإسلام جلالدونا06-30-17, 12:36 PM
                                      Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم06-30-17, 01:35 PM
                                        Re: ملحدون مع الإسلام mustafa mudathir07-01-17, 06:15 AM
                                          Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh07-01-17, 10:50 AM
                                            Re: ملحدون مع الإسلام Salah Musa07-01-17, 01:07 PM
                                              Re: ملحدون مع الإسلام Salah Musa07-01-17, 01:13 PM
                                                Re: ملحدون مع الإسلام Basamat Alsheikh07-01-17, 01:28 PM
                                                  Re: ملحدون مع الإسلام Salah Musa07-01-17, 01:43 PM
                                                    Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-01-17, 02:23 PM
                                                      Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-01-17, 02:24 PM
                                                        Re: ملحدون مع الإسلام محمد الزبير محمود07-01-17, 03:50 PM
                                                          Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-01-17, 08:22 PM
                                                            Re: ملحدون مع الإسلام منتصر عبد الباسط07-01-17, 09:32 PM
                                                              Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-01-17, 10:06 PM
                                                                Re: ملحدون مع الإسلام Sinnary07-03-17, 04:16 PM
                                                                  Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-03-17, 09:03 PM
                                                                    Re: ملحدون مع الإسلام منتصر عبد الباسط07-03-17, 11:25 PM
                                                                      Re: ملحدون مع الإسلام منتصر عبد الباسط07-03-17, 11:45 PM
                                                                        Re: ملحدون مع الإسلام Sinnary07-04-17, 00:14 AM
                                                                          Re: ملحدون مع الإسلام كمال عباس07-04-17, 03:14 AM
                                                                            Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-04-17, 01:27 PM
                                                                              Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-04-17, 01:36 PM
                                                                              Re: ملحدون مع الإسلام Sinnary07-04-17, 02:19 PM
                                                                                Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-04-17, 03:14 PM
                                                                                Re: ملحدون مع الإسلام Sinnary07-04-17, 03:19 PM
                                                                              Re: ملحدون مع الإسلام حامد بدري07-04-17, 03:18 PM
                                                                                Re: ملحدون مع الإسلام Sinnary07-04-17, 03:34 PM
                                                                                Re: ملحدون مع الإسلام كمال عباس07-04-17, 04:12 PM
                                                                                  Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-04-17, 06:07 PM
                                                                                    Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-04-17, 06:08 PM
                                                                                      Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-04-17, 06:09 PM
                                                                                        Re: ملحدون مع الإسلام Sinnary07-04-17, 07:01 PM
                                                                                          Re: ملحدون مع الإسلام كمال عباس07-04-17, 09:26 PM
                                                                                            Re: ملحدون مع الإسلام هشام آدم07-04-17, 11:07 PM
  Re: ملحدون مع الإسلام محمد حيدر المشرف07-04-17, 09:51 PM
    Re: ملحدون مع الإسلام أبوبكر عباس07-04-17, 11:38 PM
      Re: ملحدون مع الإسلام Sinnary07-05-17, 00:00 AM
        Re: ملحدون مع الإسلام Sinnary07-05-17, 00:17 AM
        Re: ملحدون مع الإسلام منتصر عبد الباسط07-05-17, 00:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de