الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 09:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2017, 10:06 AM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد أبوجودة)

    =


    في الفقرات التالية من المقال يواصل الراحل عبد القدوس التحدث عن خمريات توفيق جبريل:
    Quote: وتوفيق بطبعه وبنيته حالم كثير النظر إلى أعماق نفسه، تثيره أوْهَى هاجسات الذكرى. محبَ للحياة نهم لارتشاف أطايبها إلى حد الوله. وفي شبابه وقبل أن تسعفه العلة كانت نفسه تضيق بأغلال الوظيفة وما يلازمها من مظهرية وبطش، فقد رأى- أو خيّل إليه – أن الناس ينعمون بالحرية وهو مصفد بين القبور وذاهل وعواصف الرسميات تقصف وجدانه الرقيق:

    بهم سار فُلْكٌ كيف شاء هواهم
    وهبّ رُخاءً شَمْألٌ وجنوب
    وأقعده بين المقابر عاصف
    فأذهله والنائبات تنوب

    وإحساسه الفذ بالزمن وتعاقب الأيام عارم جداً وانفلات الأيام من راحتيه فأعم حناياه بالهلع والترقب والتطيّر وجعله أكثر تمسكاً بالأصدقاء وتشبثاً بالأصفياء والخلان:
    ونفس تكاد تطير شعاعاً مع الأمل النير الزاهر

    ففي بعثه لوعة الشاعر، وشاعرنا لإحساسه الفذ بقيمة الصداقة الحقة، ذلك الإحساس الذي لا نلمح مثيله إلا عند هرمان هيسة في ذكريات شبابه لا ينفك يمحض أصدقاءه وده الصافي ويدعوهم إليه إذا ما أطالوا الغياب أو دعا داعي الخصام الذي لا قدرة له على تحمله
    (أنظر قصائده الموجهة إلى حسن نجيلة ومنير صالح وغيرهما):

    أين ضيعت عهدنا يا منير بن صالح
    كنت بالأمس فردنا في اقتناص السوانح
    هل تغيبت بعدنا في الليالي الكوالح
    قد عفونا فصالح

    بل أن أصدقاءه هم خمره التي تفتح له الأبواب الذهبية:
    جائر إنك يا جاري فما هذا التجني
    أنت راحي في مراحي أنت كنيـاكي وجني
    تُذهِب الكُربة عن نفسي وفي الخَطْبِ مِجَنِّني

    بل هم عافيته وأمه:
    سعيت فقدتني وأنا عليل
    كما يسري النسيم إلى النسيم

    ولعل انغماس توفيق في شعر الإخوانيات يفسر اتصال الشاعر الوثيق والحميم بجماعة الكتيبة – تلك الجماعة العجيبة التي تحتاج إلى دراسة خاصة أصحاب درج السفاسف المنكفئين على ذواتهم مطارحة وهجواً وغمزاً ولمزاً ومداعبة غير عابئين بتيار الحياة الدافق الساخن تحت أنوفهم.
    ***
    الخمريات تراث زاخر في القدم وليس في مجال دراستها والتصدي لها ولكن التناول الفني لذلك التراث يختلف باختلاف الشعراء وبيئاتهم وأمزجتهم، وتقفز من جوف التاريخ السحيق والمعاصر شخصيات عديدة: الأعشى وحانوته، طرفة بن العبد، الأخطل، النواسي، أبن الضحاك، الوليد، الخيام .... إلخ
    وإذا كانت الخمر عند الخيام فلسفة حياة:
    أيها الغافلون هبوا قياماً وأرشفوها ودعوا الأياما (ترجمة البستاني)
    وعند ابن الفارض رمزاً للذات، وعند النواسي تتويجاً للتهتك:
    اسقني حتى تراني أحسب الديك حمارا
    أو مدخل للشعوبية:

    صفة الطلول بلاغة الفَدم فأجعل صفاتك لابنة الكرم
    وهو أكليل لفجوره أيضاً، بل لهرطقته:
    كسر الجرة عمداً وسقى الأرض شراباً
    قلت والخمرة ديني ليتني كنت ترابا
    إلخ ...

    كل ذلك تراث طويل من الممتع تقصيه: الياس ابو بشبكة، روبرت بيرلز، ديلان توماس، نديم محمد، بشارة الخوري ... إلخ.. وهكذا نرى فلسفة الخمريات تتباين وتتفرع جداولها الملونة بخصوصية الشعر، فهي كما قلنا قد تكون تهتكاً أو فلسفة أو وسيلة قد تصل الشاعر بلباب الوجود، أو تظرفاً واستكمالاً لدواعي المجون والترف. لكنها عند توفيق مدماك من مداميك الإخوانيات حاول الشاعر جهده أن يرمم بها آماله المحشرجة التي مزقها واقعه المريع، فهم – أي أصدقاؤه- جزء مكمل لها وهي مكملة لهم، هي مثلهم العطر والبلسم والملاذ والكوة التي تفتح على أودية التلهي والعزاء وهي صنو العطر والإلفة:

    فمن لي بحب دائم الحب والوفا ... لأغمره بالخمر والشعر والعطر
    وليس له منها ندحة وإن جافته لضيق ذات اليد وأوردته مظان الإفلاس:

    دَيْنٌ يجدد كل يوم إذ يطيب المجلس
    ذهبت به كاسات جرجي لا الجواري الكُنَّس
    يا ويح للمديون لا يغفو ولا يتنفس
    هو كل حين مختفٍ أو خائفٌ يتوجسُ

    وهو حريص عليها يشربها هوناً ولا يكفيه منها القليل يستكثر منها كما يستكثر من الخلان والأصفياء. أما تخيره لأماكن شربها وسقاتها ووصفه لسعيه إليها وإدلاجه في تضاعيف ديوانه خير شاهد.
    وتقودنا خمرياته إلى ناحية جديرة بالوقوف عندها، فمن الجلي إننا لا نجد في ديوان توفيق إمرأة خصها بحبه وأوقف عليها نفثات قلبه ونجواه (إذا استثنينا قصائده القليلة في أخته أم كلثوم وذلك اعترافاً منه ببرِّها وحدبها عليه) أي أننا لا نعثر على المرأة الإنسانة. ولكن نمر بأشباح وأطياف باهتة لنساء عبرن حياته عبوراً لم يترك فيها أثراً باقياً، وهن في الغالب غانيات لتزيين المجلس – وظني أن توفيقاً على إحساسه بالحسن البشري وقوة حدسه الجمالي استنفد عاطفة الحب الكامنة في الإخوانيات والإخلاص الحار الملتهب لأوفيائه اللصيفين، وأسقط (مرة أخرى) عواطفه الجياشة عليهم واسبتاح النساء اللائي يطرفن من إدكاراته الساخنة في القاش ودلامي وكسلا وغيرها من فتيان يغنين ويطربن – هن ضرب من النقل والآلات المساعدة على اللذة لا غير، فإن قضيت تلك انتهى الأمر واستيقظ الضمير:

    وعاطفة مقسمة توقد مسّه السغب
    إذا أشبعتها ابتدر الضمير بسهمه يثب

    فشاعرنا إذا لم يرتبط ارتباطاً صادقاً – أو كاذباً – بامرأة تلهبه وتسعده وتشقيه، وإنما كانت المرأة بالنسبة له راحة الجندي بعد المعركة، كما يقول نيتشة، قنيصة إذا وقعت في الفخ انتهى أمرها – وساقية المجلس لا غير:
    وما العيش إلا خلوة في خميلة
    وصهباء تزجيها يمين فتاة.





    ...
    ..
    .
                  

العنوان الكاتب Date
الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة زهير عثمان حمد06-26-17, 08:19 AM
  Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة محمد عبد الله الحسين06-26-17, 08:46 AM
  Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة محمد أبوجودة06-26-17, 09:49 AM
    Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة محمد عبد الله الحسين06-26-17, 10:49 AM
      Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة محمد عبد الله الحسين06-26-17, 11:02 AM
        Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة محمد أبوجودة06-26-17, 12:36 PM
          Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة الصادق عبدالله الحسن06-26-17, 12:41 PM
            Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة الصادق عبدالله الحسن06-26-17, 12:56 PM
              Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة الصادق عبدالله الحسن06-26-17, 01:09 PM
                Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة jini06-26-17, 01:27 PM
                  Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة الصادق عبدالله الحسن06-26-17, 01:36 PM
                  Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة jini06-26-17, 01:36 PM
                    Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة امتثال عبدالله06-26-17, 01:49 PM
                      Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة الصادق عبدالله الحسن06-26-17, 02:40 PM
                        Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة عزالدين محمد عثمان06-26-17, 04:41 PM
    Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة Hani Arabi Mohamed06-26-17, 05:18 PM
  Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة محمد أبوجودة06-27-17, 01:44 PM
    Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة الصادق عبدالله الحسن06-27-17, 03:57 PM
      Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة محمد أبوجودة06-27-17, 10:38 PM
        Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة محمد أبوجودة06-29-17, 10:26 AM
          Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة الصادق عبدالله الحسن07-02-17, 10:06 AM
            Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة زهير عثمان حمد07-02-17, 08:50 PM
              Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة الصادق عبدالله الحسن07-03-17, 07:43 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de