|
Re: أهم تداعيات أحداث طه الدلاهة على المنبر ع� (Re: فرح الطاهر ابو روضة)
|
6 وهدية البوست ده
كلام نجيض .. مدني محمد 👇🏼
من المفهوم والطبيعي ان تحدث إزاحة طه عثمان كل هذه الجلبة , فقد تم تسمين الشاة قبل ذبحها وظلت علي مدار سنة كاملة في الاضواء بالحق والباطل , وتم تصويره كانه الفاعل الاساسي والوحيد في حكم الانقاذ , لكن غير المفهوم ان يغني هذا التتبع للقصص الاسطورية والاحاجي عن الفهم الجاد والحقيقي طبيعة النظام الذي يتحكم فينا منذ 1989 . فهم طبيعة الخصم هي الطريق الوحيد لقهره ومقاومته , وجزء من فشلنا في مقاومة الانقاذ يرتبط بعدم قدرتنا علي تصورها في اطارها الصحيح , وتجاهل التعقيد الذي يحكم نركيبتها وابتساره في اختزالات فردية تنم عن كسل ذهني ليس الا . قبل طه عثمان كان نافع , وعلي عثمان , وقوش , وقبلهم كان عراب الانقاذ ووالدها الترابي , ومع اختلاف بسيط في تفاصيل الازاحة , فمن الواضح ان الانقاذ تستفيد اولاً من ترميز الافراد ليتحملوا كل اوزار السلطة وسيئاتها ردحاً من الزمن , ثم تستفيد مرة اخري من إزاحتهم حيث يتنفس الجميع الصعداء بان الشخصية الاسطورية التي كانت تمثل كل قبح النظام قد تمت ازاحتها , والناس هنا انواع : فالبعض يفرح ظاناَ بأن الامر سيعقبه انفراج في الحريات , وأن التنظيم الاخواني بداءت قبضته تتراخي علي الدولة , وهؤلاء من فرط تفكيرهم الرغبوي يجربون المجرب ويتناسون ان هذا سيناريو مكرر يحدث كل فترة , والبعض الاخر يظن ان مجرد ذهاب الشخصيات التي يظن بأنه قوية يعكس صراع داخل النظام سيؤدي لا محالة لسقوطه , وهؤلاء يتجاهلون ان اي فرصة لا تعني شيئاً اذا لم يكن لديك الاستعداد للتعامل معها , وطالما أن جحافل المقاومة لا تحاصر الفصر الجمهوري بل تكتفي بتبادل القصص المثيرة عن هذه الصراعات فهي غير مؤهلة للاستفادة من هذا الانقسام ,. ومجموعة اخري مثيرة للضحك والشفقة في أن واحد وهي تلك التي تراهن في الصراع الحالي علي حصان بائس (بكري حسن صالح ) كونها سيقود مسرة تفكيك النظام لصالحهم او لصالح محاربة الفساد , وهذا الهراء يتجاهل أن الرجل والغاً في كل ما ارتكبته الانقاذ طوال سنواتها الثماني وعشرين الماضية , وهو لم يكن في اي لحظة بعيداً عن الاسلاميين بشقيهم شعبي ووطني , ولكن لاننا نبني مواقفنا علي قصص السمر الشعبي , فبكري في مخيلتنا (صاحب سجارة ) وهو غير اسلامي بالمره ,عموماً طرح بكري لمرحلة ما بعد البشير هو مخطط التنظيم ذاته الذي يتوقع الرغبويين أن يهدمه , بكري يا هؤلاء ليس مؤهل ذهنيا ولا أخلاقياً ليقود حرب ضد الفساد الذي ظل بكري طوال السنوات السابقة صامدا دون زملائه في مجلس قيادة الثورة مدافعا عنه . في شان الانقاذ وفهم طبيعتها انت مطالب بتخطي التحليل التقليدي للاحزاب والحكومات , الانقاذ تنظيم مافيوي بمعني الكلمة يتم فهمه في اطار نسق العصابات والجمعيات السرية عوضا ً عن التحليل التقليدي لبنيته , وهو يعتمد بشكل اساسي علي فكرة الدور لا الشخص , وبعد المفاصلة مع الترابي انتفي اي دور للقدرات الشخصية في تحديد المساحات التي تتحرك فيها , حتي البشير الذي يبدو احياناً انه من تلتقي فيه يده خطوط اللعبة هو في النهاية دور (الرئيس ) ويمكن ان تتم ازاحته بألف طريقة اذا تجاوز الدور , بل ولعل الميزة الاساسية للبشير أنه نادراً ما يتجاوز هذا الدور , الشكل التنظيمي للانقاذ معقد ومرن في ذات الوقت , ويمثل كل اصحاب المصلحة الحقيقين في استمرار السلطة: اصحاب رؤوس أموال , رجال مخابرات وامن , وسياسيين , ويستفيد من تمدد في طبقات رجال الدين والقبائل بل وحتي في اوساط الفن والرياضة , له ارتباطاته التي لا زالت قوية بالتتنظيم العالمي و كما له تقاطعاته مع المخابرات العالمية , ويشكل في المرحلة الحالية دولة مهمة في قضايا الارهاب , والهجرة غير الشرعية , كما يمثل موذجاً جيدا في مجال تبني السياسات العالمية في مجال تحرير الاقتصاد , ايضاً للنظام صلاته برجال بيع السلاح والمخدرات , اضافه لدوره المعلوم في توفير مرتزقة شبه نظامية في حروب الاقليم . كل ما ذكر أعلاه ليس تهويل من شأن المجموعة الحاكمة , ولا يعني انها معصومة من التغيير , بل ذات التعقيد الذي يبدو مصدر قوة , يصبح نقطة ضعف اذا وجد تيار تغيير ومقاومة حقيقي , فهذه الانظمة تحتوي علي تقاطعات وايضاً تناقضات , يمكن لمن امتلك القدرة علي التحليل والفعل الاستفادة منها في مجابتها , الشيء الأخر الذي يعكسه الوصف اعلاه , ان يونيو 89 التي ستكمل عامها ال28 يعد ايام كانت ميقات الشر العظيم في السودان , انها من سواء ما يمكن أنو تواجه دوله فهي استعمار بكامل ادواته , ولكن يقيني الذي لا يداخله شك , أن ارادة الشعب غلابه , وان مقاومتها ستخرج افضل مافينا ايضا وستحيلنا لمعالجة كل ثقوب دولة ما بعد الاستعمار منذ 1956 .
|
|
|
|
|
|