|
Re: اللـــوح الأخير: توهان اللوغريتم الباهت (Re: Kabar)
|
جردتني حورية من السلاح الخفيف الذي كنت اعتمره حول خصري ، واخرجت قميص حرير ، احمر اللون ، والبستني اياه ، ثم شذبت فودي بمشط صغير انيق ، رشتني بالعطر ( ذا بلو) ، ورشت نفسها بالعطر (ذا بلو ليدي).. ثم وضعتني قبالتها ، جعلتني منتصبا كتمثال تهراقا، وفضت الخنجرين عن نصليهم بتؤودة وهي تبتستم..وسألتني بغتة: هل تذكر حديثنا في كيب تاون؟.. قلت: نعم ، حديثنا كان عن لوحتك الأخيرة.. ضحكت وقالت: وكيف تبدو اللوحة؟.. قلتُ ، وقد جحظت عيني خوفا: الطالب فيها هو المطلوب ، المطلوب فيها هو الطالب ، السائل فيها هو المسئول ، والمسئول فيها هو السائل ، والقاتل فيها هو المقتول ، والمقتول فيها هو القاتل..! تبسمت ، هي ، بطمأنينة الظفر والتشفي والإنتصار ، وقالت: وهل تذكر حديثي عن اخر ما يتبقى من المقاتل؟.. قلت: الحذاء..! قالت: ولمه؟ قلت: مأفون من يغنم حذاء القتلى..! ضحكت حورية القاسم ، ضحكت طويلا..! ثم وضعت الخنجر الأول ، المرصع بماسات مجلوبة من سيراليون على صدري ، تماما في موقع النحّار، موقع التقاء الضلوع.. وناولتني الخنجر الثاني ، المرصع بماستين مجلوبتين من شرق الكنغو ، ووضعته بين مفترق نهديها ، في موضع النحّار، موضع التقاء الضلوع..!! وهمستْ ، سأقبلك الآن ، وهي القبلة التي انتظرتها سنوات ، والعبور اليها سأضغط على النصل حتى يغور في جسدك ، وستضغط على النصل حتى يغور في جسدي..! قلت ، والخنجر يغوص في جسدي: انا لآ اؤمن بالثورة..! ابتسمت هي ، والنصل يغوص في جسدها : ولا انا..! قلتُ:فقط اؤمن باللوحة الأخيرة..! تبسمت ، وهي تضغط على الخنجر ليغوص اكثر في جسدى: وهاهي ، هل تريد ان تتذكر شيئا..؟ قلت: وجه الصبية في اوغادين ، الصبية التي تنازع سكرات الموت وهي تسألني أن اتلو عليها الشهادة ، وانا اضع اصابعي على عنقها ، وانا اتلو عليها الشهادة ثلاث مرات ، في الأخيرة رددتها معي بصوت واضح ثم ابتسمت ، ابتسمت بطمأنينة وهي تفارق الحياة..! دمعت عيني حورية القاسم على تلك الذكرى ، وقالت بحشرجة: لا تموت الأشجار والإ هي واقفة..! وقتها ، لم تكن بي رغبة لأتحدث اكثر ، وكانت بي شهوة ان تضغط هي على نصل الخنجر المرصع بماستين مجلوبيتن من شرق الكنغو ليخترق صدري ، وان اضغط انا على الخنجر المرصع بماستين مجلوبتين من سيراليون..ليخترق صدرها..! همستُ بفحيح: اكره ان تجتمع جحافل الذباب على جثتي..! همستْ حورية وهي تقول بفحيح: الذباب يكره عطر (ذا بلو)..! رغم عنفوان الشمس المبتهج بساحات سماء الضحى في حوافي قيزان كردفان ذات الأرداف المكتنزة ، رأيت الظلام يلف عيوني بتؤدة.. يلفها بتؤودة..! تبسمت حورية ، وهي تهمس بحنين حزين: ساشرق اليوم..!!..سنشرق معا..!!..سنشرق اليوم..! تبسمت انا ، ونحن الأثنان ، نفحُ فحيحا ضعيف التقاسيم ، ونحن نتنسم رائحة الدم الدفاق الحار المتدفق من اجسادنا ، قلنا اخر عبارة بكورال غريب : مأفون من يغنم حذاء القتلي..!! ثم ودعنا الحياة..!! ودعنا الحياة ، ولا نأبه بان تكون الصفحة الأولي في المنبر سوداء بفعل الحزن المنافق لتعلن ذهابنا، ام تستمر خضراء ، لتعلن مع مطلع كل شمس بهاء الحياة ، مشاجراتها ، افراحها ، احزانها ..! ودعنا الحياة..!! ودعنا المنبر ، منبر سودانيز اونلاين ، دون ان نعلن الوداع..!!!
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|