في البدء التحية لكل بنات وابناء مدينة الدلنج في كل بقاع العالم..واعرف جيدا ما ينتاب كل منهم (امرأة او رجل) حينما يشاهدون هذه الحلقة..وتحية خاصة لأستاذنا الطيب بيجو ..والتحية لروح الأميرة مندي بت السلطان عجبنا..وتحية خاصة الى كل خريجي معهد التربية الدلنج أينما كانوا وكيفما كانوا..وكذا تحية الى خريجات وخريجي جامعة الدلنج..وكل من عبر بمدينة الدلنج ، مسافر او مقيما .. وبالطبع التحية لإنسان هذه المدينة التي نقول عنها (اسبارها قصائد لا تنتهي) ويقول عنها شعرائها وادباءها ..(دلنج التصابي)..فهي مدينة نادرة ولها اسرارها وجمالها الخاص الأنيق الأخاذ..!
شلالات كلبي في مدينة كادقلي..والإسم (كلبي) لا يستطيع احد نطقه الإ اهل المنطقة..ويمكن للناس ان تحاول النطق فقط ضع كسرة على أي حرف..عسى ولعل.. مقابل للإسم (كلبي) هناك اسم حي اخر في مدينة كادقلي وهو حي (كـُلـُبا)..ومُرتا ، كليمو ، لوفو..السرف الأحمر..الشعير..وغيرها من احياء.. مدينة كادقلي تم التوثيق لها كثيرا..وهنا تم التوثيق لجزئية صغيرة والسبب معروف هو ان الظروف الأمنية التي تعيش المدينة في ظلالها لا تسمح بالتوغل اكثر.. مدينة كادقلي تقع جنوب الدلنج..والجزئية عنها جاءت في المقدمة..
اما مدينة الدلنج..جيد ان الكاميرا التقطت ملامح وتفاصيل كثيرة وجميلة..طبعا قد يستغرب الناس..ان معظم التصوير في المدينة تناول جانب واحد منها..وهو الجانب الغربي..فالمدينة يقسمها شارع الأسفلت الى نصفين: شرقي وغربي.. الجبال الصغيرة في وسط المدينة..فالدلنج مدينة تقوم حول هذه الجبال ..عكس كادقلي حيث الجبال تحيط بالمدينة..
وصدق الرواي دكتور اسامة الأشقر حينما قال هذا المكان قطعة من الجنة..!!
في كتاب (دارفور) للرحالة الألماني ناختيقال وترجمة دكتور النور عثمان ابكر..هناك خريطة مرفقة وتظهر فيها الدلنج..وناختيقال زار دارفور في سنة 1874..وهذه اقدم خريطة عثرت عليها وفيها مدينة الدلنج.. في سنة 1948..تم تاسيس معهد التربية الدلنج ، ليكون الثاني بعد معهد التربية بخت الرضا ، وكان مؤسسة قومية ياتي اليه الطلاب من كل انحاء السودان..بالقرب من المعهد تم تأسيس كلية معلمات ولكنها نقلت فيما بعد الى مدينة الأبيض واصبحت المباني فيما بعد هي مباني مدرسة الدلنج الأميرية للبنات..الآن المعهد اصبح جامعة الدلنج مع توسع في العمران ليستوعب ذلك ، اما مدرسة الأميرية للبنات فلقد تحولت الى مدرسة نسيبة الثانوية للبنات..المدارس في الدلنج عديدة..!
الجبال الأربعة هي: جبل بيلا الصغير (مدخل المدينة من الشمال) ويليه جبل بيلا الكبير او جبل النمرة وهوالذي تظهر كتابة في صدره ، ثم جبل صغير يسمى جبل الكجور(يقيم فيه كجور قبيلة الدلنج) ، ثم الجبل الأخير ويسمى (جبل ابو زمام).. في سفحه ضريح البطل الثائر الفكي على الميراوي ..والمدينة تحيط بهذه الجبال.. في المدخل توقفت الكاميرا قليلا لتنقل ملامح القطية ..ويمكن ان نستحضر شكل الإهرامات في الشمال..والمقارنة بين الشكلين..! الغطاء النباتي الذي التقطته الكاميرات..كل هذا طبيعي ..يعني مافي زول بيزرع شجرة او نجيلة هناك..! وكذا الوان الصخور..اقول بذلك لأن من قبل سمعنا اسئلة حول هذه الأمور..ومؤكد كل متابع هنا ستثور مثل هذه الأسئلة في ذهنه..!
الكتابة على صدر جبل بيلا الكبير..أو جبل النمرة (لأن بعض خيال الأهالي يتصورها كانها لوحة نمرة سيارة..!!)..هذه الكتابة بدأت مع معهد التربية الدلنج..وكان يكتب تاريخ ميلاد المعهد..فتكون عبارة (عيدنا الـــ30) مثلا اشارة لعمر المعهد..وكان يقوم بالكتابة طلاب معهد التربية الدلنج..والكتابة تحتاج لفريق مكون من 25-30 طالب وكل منهم يتكفل بجزئية صغيرة من الكتابة..اذا كنت تعمل في الإطار ..احد الأضلاع مثلا فلا ترى من يعملون في الضلع المقابل..لأن الصخرة محدبة شديد..التنسيق والمتابعة تكون من قبل اساتذة على الأرض في ميادين المعهد..ويستخدمون منظار..واصعب المراحل هي كتابة النقاط في حرف الياء والنون من عبارة (عيدنا)..!..الكتابة كانت تستغرق سبعة الى عشرة ايام..!
عند بداية نشوء جامعة الدلنج ، تركت الناس هذا التقليد الذي كان يميز المدينة..والآن العبارة المكتوبة هي (امارة الأما) وهي المجموعة التي تنضوي تحتها قبيلة الدلنج..والكتابة لا تحمل أي دلالة اثنية كما يتصور البعض وانما الفكرة ان شباب حلة الدلنج..ساءهم ان يندثر هذا التقليد فحاولوا الإحتفاظ به..!! بعد عشرة سنوات من تأسيس المعهد وفي سنة 1957 تم تأسيس سنما (عروس الجبال) ، وايضا مكتبة عمنا طيب الذكر استاذنا احمد عبد الله الصفراوي (مكتبة الصفراوي) والتي كانت منارة للثقافة والعلم.. في جبل بيلا الكبير او جبل النمرة..هناك نفق بين الصخور..يمتد من سفح الجبل الى اعلا نقطة في القمة..وكنا نتخذ هذا النفق لنصعد..واذكر كان اصدقاءنا من المدن الأخرى يخشون العبور بهذا النفق..لأن البعض كان يظن ان الصخور ستنطبق عليه..!!..واخرون كانوا يظنون ان الصخور المعلقة في الهواء قد تتدحرج فوقهم..!
اهل المدينة ودودين ومسالمين ..وفي ايامنا كنا نقول عنها انها المدينة التي لومكثت فيها عشرة دقائق لكانت لك صداقات عديدة مع انسانها..! ناس الدلنج لا يعرفون الإنقباض النفسي ..وعندهم علاج لذلك طريف للغاية..فكلما انقبض الإنسان او حس بالدبرسة سيقول لك ..انا ماشي الجبل..ويعني بذلك ان يختار أي من جبالها ويصعده..هذه العملية تنطوي على بذل الطاقة الجسمانية ..يعني نظام رياضة..وحينما تصعد لقمة الجبل..تكون كأنما ركضت (رياضة الجري) او لعبت كرة قدم أو كرة سلة..فتتبدد الأحزان..وبالطبع المناظر من قمة الجبل تدعو للتأمل (يعني زي كانو بتمارس يوجا من نوع خاص)..
المدينة هي ارض النقاقير والطبول..فلها نقاقير متميزة..نقارة الكرنك..نقارة بقارة..نقارة الذكر الصوفي (النوبة)..ثم اناشيد البرهانية التي تنطلق من زاويتهم بتناغيم رخيمة وانيقة..الفرح هناك لا ينتظر المواسم..وانما في كل ليلة تصنع المدينة طربها الخاص..! في الدلنج تكثر الثمار البرية من فصائل البيري والشيري والعنب (يزرع)..وايضا الموالح (برتقال/يوسفي/قريب فروت/ليمون)..والجوافة والمانجو والدليب.. والسنجني..والكركر..!
من الظواهر التي اختفت بسبب الظروف الأمنية..ظاهرة الصيد (القنيص)..وكان الشباب يتبارون ..مثلما فرق كرة القدم..وكانت المباريات تصل لمرحلة التنافس بين فريق الدلنج (القومي) وفريق مدينة الأبيض..!! زرقة الأفق التي تظهر في الدقيقة 10 وانت ماشي..هذه هي الجبال الغربية..وهي ليست بعيدة عن الدلنج..وهي مكامن سحر جذاب..لم يتمكن فريق ارض السمر للوصول اليها بسبب الظروف الأمنية..!!
مدرسة الدلنج الأميرية للبنات..تتميز بوجود اشجار الياسمين..في بداية فصل الخريف ياتيك العطر الفواح من مسافات بعيدة..وايضا يتواجد زهر الفل..والنرجس البري (الذي يضئ ليلا)..وكذا عشبة السنمكة ذات الإستخدامات الطبية..! في الدقيقة 11:35..يلاحظ الراوي يمضي في درب صغير تحفه اعشاب خضراء اللون..وقد يندهش الناس..فهذه هي عشبة (الكول)..!!..حاجة غريبة مش..!!
يلاحظ شباب يجلسون في الصخور..وبعضهم يحمل كتب..هذه هي الطريقة التي كنا نذاكر بها الدروس..ومن بعدنا اصدقاءنا عبد الرحمن عزاز وعلى دفع الله..تشيل كتابك وتمشي الجبل..!!
في جنوب شرق المدينة..يوجد خور ابوحبل..وهو الذي يجري لغاية مدينة الرهد اب دكنة (الحلقة الرابعة عشر)..فجبال النوبة في منطقة الدلنج تشكل خط تقسيم مياه للأنهار الموسمية..بعض يجري شرقا وبعضها يجري غربا..!!
صديقاتنا واصدقاءنا من اهل الدلنج ..ممن غابوا كثيرا عن المدينة..الآن تتواجد فرق رقص شعبي منظمة..وتشارك في المناسبات..المدينة تمددت كثيرا..وصارت لها احياء ووحدات سكنية عديدة.. غابة المهوقني وغابة البان لازالت كما هي شامخة وانيقة..!!
طريقة البناء ..يلاحظ البيوت متفرقة..خصوصا حلة الدلنج(حي في نص المدينة) لأنو مافي تخطيط هناك..والناس لازالت محتفظة ببهاء مساكنها وجمالها..!
من التعليقات الطريفة عن الحلقة في اليوتوب..تعليق اخونا محمد ادريس الذي يتحدث عن سعر المتر من حجر الجرانيت في الخليج..يعني لو كسرنا ليكم ربع جبل ساكت..السودان يغرق في الثروات..ولكن هيهات..! الخير هناك كتير للغاية ولن يحوجنا تكسير جبالنا السمحة دي..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة