الحلقة الحادية عشر والثانية عشر ..كوستي/قوز جمع...!
هذه الحلقة مقسمة لجزئين..
الحديث تركز قليلا عن ذكر اهم مؤسسة في السودان..مؤسسة السكة حديد ورافدها النقل النهري..
في الجزء الأول الحديث كان عن النقل النهري..وحتى نقرب الصورة للناس.. قبل اشهر صديقنا الجميل عضو المنبر هيثم غالي كان يكتب تجربته مع الخدمة الإلزامية..التي قضاها في مدينة ملكال..وكانت نقطة انطلاقه الى الجنوب من ميناء كوستي النهري..واذكر كانت مشقته في الوصف وهو يتحدث عن الأليات النهرية (بواخر/صنادل..الخ)..يعني كان يكتب (تيمما )..!! التحية لعمنا الريس ارباب..وتجربته تستحق فيلم منفصل.. توقف الدكتور اسامة الأشقر..اما شجرة معينة ..وحكي عنها بعض الشئ..وهذه النقطة تذكرني بخيط قديم ابتدره صديقنا الحبوب الغائب عضو المنبر النصري امين..وكان عنوان الخيط (انت للضرس عرديب) وكان الحديث عن اشجار السودان واستخدامتها الطبية..التحية للنصري ويستحق التذكر هنا.. الطرفة التي قد يستغرب عنها الناس.. هو سطوة سكك حديد امسودان..التي كانت تمتلك الفنادق ، ومن ضمنها الفندق الكبير وربما فندق السودان..حد متذكر اسم احد هذه الفنادق الآن؟.. وماهو اقرب فندق لها؟..طبعا الناس الخارج امسودان ولسنين عديدة.. صورة الفندق القاشرين بيها الناس وبتجيب صورتها في اي حديث عن الخرطوم..قريب من تلك الفنادق ..واقيم فيما كان يعرف بحديقة الحيوان ..تقريبا فندق الفاتح تيمنا بثورة العقيد المرحوم القذافي..والآن صار ليهو اسم تاني..المهم.. مدن ربك وكوستي والجزيرة ابا.. اشبه بمدن العاصمة السودانية الثلاث (الخرطوم/بحري /امدرمان) موقع ربك يشبه موقع الخرطوم ، موقع الجزيرة ابا يشبه موقع بحري ، وموقع كوستي يشبه موقع امدرمان (غرب النيل)..! الكبري القديم ، ويسمى كبري الحديد.. اصلا كان في الهند وتم نقله الى السودان..وكان يتميز بانه مرن ويتم فتحه لعبور البواخر..اما الكبري الجديد..فهو عالي شوية ومبني بمواد ثابتة (خرصانة الأسمنت)..واذكر قبل سنوات التقيت بشابة في مدينة كالقري ، جذورها يوغسلافية ، وحينما ذكرت لها اني من امسودان ، ذكرت لي ان والدها قدم من يوغسلافيا ابان تأسيس هذا الكبرى..وتحدثت بحب عن امسودان لدرجة انها تتمنى زيارتها..وسوف ابحث عنها لتتفرج على هذه الحلقات..وبعدين ناس ارض السمر يدفعوا لي حق الترجمة والشرح..!!!
خط السكة حديد ، حينما يخرج من الخرطوم..يتجه نحو مدينة الشجرة ، ثم يعرج ليتجه نحو الباقير ، يعبر محطات صغيرة عديدة لغاية الحصاحيصا ، مدني ، ثم سنار..في سنار (سنار التقاطع) ينقسم الى فرعين : فرع يتجه نحو الروصيرص وينتهي في الدمازين ، وفرع يتجه غربا من سنار ، ويعبر محطات صغيرة (منها جبل موية وجبل دود) لغاية مدينة ربك ، ثم يعبر النيل الأبيض عند كوستي ، ويتجه غربا.. مارا بمدينة تندلتي ،الغبشا ود عشانا ثم امروابة ثم السميح، ثم الرهد ..في الرهد (تحديدا تقاطع عرديبة بالقرب من غابة شيكان التأريخية) يحدث انقسام ثاني: فرع يتجه شمال غرب لينتهي عند مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان ، وقسم يمر بمدن الحمادي والديببات وابوزبد..لغاية مدينة بابنوسة ..وهنا ينقسم مرة اخرى: قسم يتجه جنوب غرب ويمر بالمجلد واويل وينتهي عند مدينة واو..ام القسم الآخر يواصل من بابنوسة غربا ، فيمر بمدينة الضعين (محل مذبحة الضعين التي كتب عنها استاذتنا عيال الأبيض دكتور سليمان بلدو ودكتور عشاري احمد محمود في سنة 1987)..ويستمر الخط الى ان ينتهي في مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور..!!
الريس ارباب قال ان الوابور كان يتوقف في المحطات بحساب زمن التوقف..محطات ربع ساعة ، محطات نصف ساعة ..الخ..نفس الأمر كان ينطبق على السكة حديد..التوقف القصير كان يسمى سندة (خمس دقائق الى ربع ساعة.. متذكرين غنية السايق الفيات عرج بينا على ديار هندا خلي الناخد سندة؟..)..ثم نصف ساعة..ساعة ..ساعتين ..اقصى توقف اربعة ساعات..!! العمال ، عمال السكة حديد ، الذين يشرفون على صيانة خط السكة حديد يسمون عمال الدريسة..والدريسة عربة تجري على السكة حديد (شكلها زي الكارو) وتكون قيادتها باليد/مانويال (يعني ليست بها محرك يعمل بالكهربا او الديزل)..وذكرهم الليجند الشاعر السوداني الكبير استاذنا محجوب شريف في قصيدته (مريم ومي) وقال عنهم (شفتا عمال الدريسة في المحطات التعيسة)..هناك الة اخرى نسيت اسمها..ورأيتها في بابنوسة ، وهي قطار صغير يعمل بالديزل ومكون من عربة واحدة فقط ، وكان يستخدم في المهمات الكبيرة ، ويستخدمه مسؤولي السكة حديد لأنه سريع للغاية..!!
في المحطات الكبيرة..كان سكن اهل السكة حديد مقسم بالتراتبية الوظيفية..واذكر سكن العمال كان من القطاطي المبنية بالأسمنت (متذكرين بناء الإهرامات في امسودان؟)..
مدينة كوستى كان بها مصنع لإنتاج اللحوم.. يعني ناس كوستي من زمان كانوا منتجي البريقر والهوت دوق (البشير ما يخمنا ساكت..ناس امسودان عارفين الهوت دوق قبال البشير يخش المدرسة..والله صحي..!!).. وايام القطر الله يطراهو بالخير..اذكر في مدينة كوستى كان يباع نوع من الأرز يسمونه الأرز البري ولا يوجد الإ في كوستي..وسعيد ان استاذنا الطيب العبادي في حديثه عن القطر..قد عضد فكرة سابقة قلنا بها في حضرة شاعرنا الكبير استاذنا محمد المكي ابراهيم في سنة 2012 ونحن نتحدث عن رائعته (قطار الغرب)..فكرة ان القطر كان ظاهرة ثقافية واقتصادية واجتماعية..وياما ناس كانت بتعيش فقط على توقف القطر في محطتها..!!
في تاريخ الغناء السوداني ، كوستي تعرف بانها اول مدينة انطلقت منها ايقاعات التم تم..وهناك ذكر للتومات ، ثم الأستاذة الكبيرة عائشة موسى (الفلاتية) وشقيقتها الأستاذة جداوية موسى..!..ثم لاحقا نجمها الفنان الفذ صلاح كوستي..!! في الرياضة هناك اسماء كثيرة جاءت من كوستى ، ونذكر منهم لاعب فريق المريخ السابق الحريف دحدوح ..!!
ذكرنا في حديثنا عن حلقة جبل اوليا..عن اتيكيت مسكة كباية الشاي..وفي قهوة عمنا حامد.. بنلاحظ نفس الفكرة..الناس المتقدمة في العمر وبدون ما تشعر بتمسك الكباية/الفنجان صاح ، والشباب ، الإ من رحم ربي..واوضح صورة هي صورة شاب ظاهر بفنيلة لونها ازرق..ده بيوضح المسكة الخطأ لكباية الشاي..وبلغة البرامكة..ده زول كمكلي ساكت..!!
الآن..وبعد تضعضع سطوة السكة حديد ،لازالت كوستى اميرة وجميلة..ويمر بها خط البصات المتجهة الى مدن غرب امسودان..!!
التحية لناس كوستي من عضوية المنبر: دكتورة اشراقة مصطفى ، عبد الحفيظ ابو سن..معاوية الزبير ..وصديقنا الغائب الشاعر ابراهيم فضل الله..واخرين كثر..!! ومن ابناء المنطقة (النيل الأبيض )عموما الأحباب..ادم صيام (الجزيرة ابا) ، الطيب قريمان (الجزيرة مصران) ، الزميل عزيز عيسى (الجزيرة ابا) ، منوت (الرنك) ، الزميل قيقراوي (القيقر )..! كلهم ، هم افضل من يحكي عن المنطقة بصورة اصدق واعمق من حكينا..!! تحية خاصة لأهلنا الأقباط (عيال الريف)..في مدينة كوستي ، واقول لهم للأقباط السودانيين ارث كبير للغاية في الفكر والقانون السوداني ، وهي ملاحظة قال بها صديقي الأستاذ جلال شايب احمد ، وكنا زملاء ودفعة في كلية القانون ..حيث قال لي : الأقباط والأحباش في السودان ، تقوم علي ارثهم فكرة القانون الدولي الخاص في امسودان ، واليوم اي باحث في القانون او دارس سيلاحظ هذه النقطة المفارقة.. ومن عندي ، حينما رأيت كنائس كوستي ، في بداية التسعينات..كنت اسأل عمي البعثي الجميل الأستاذ ابراهيم معلا (الفحيل برندوك ناس البعث في امسودان) عن الكاتدرائية..وشاءت الظروف ان اسكن في مدينة ريجاينا بغرب كندا في حي اسمه الكاتدرائية..سبحان الله نفس العمران الموجود في كوستي ، في كنائس الأقباط..رأيته في مدينة ريجاينا في سسكتشوان..!! التحية لهم جميعا ، ولكل انسان امسودان التحتاني ، انسان التسامح وبناء الحياة بطريقته الخاصة..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة