** اٍنطلاق الثورة : صبيحة 25/مايو/1969م .. صدر البيان الأول عبر الاٍذاعة السودانية وتشكلت حكومة ( تكنوقراط) – وتضمنت عددا من أبرز قادة اليسار السوداني – ووجدت دعما قويا من الحزب الشيوعي – والذي كان قد طرد من البرلمان وتم حله عام (1964م) . وقد كانت الفرصة مواتية (لليسار والقوي العلمانية) أن تنجح في بسط رؤيتها للحكم – وأن تكتسب شعبية كبيرة – خاصة أن الأحزاب الحاكمة (ذات النزعة الدينية) كانت في معظمها تجمعات (طائفية) تسيطر علي الوعي الجماهيري (المحدود حينها) لتحقيق مكاسب ذاتية خاصة بها – غير أن (تسرع) اليسار – ونزوعه (للثأر) عجّل بتصادمه مع قيادة الثورة والتي لم تكن يسارية بالطبع . ولم يشهد السودان منذ مايو (1969م) والي الآن حشود جماهيرية – خرجت بعفوية وصدق لاٍستقبال قائدها – مثلما خرجت جماهير السودان – جنوبا وشمالا – غربا وشرقا – لاستقبال (نميري) وقادة مايو ... ** وأنطلقت أقلام الشعراء وعلي رأسهم (محجوب شريف) – فتغنوا لمايو وبمايو عمالقة الفن (وردي – ابراهيم عوض – سيد خليفة – البلابل – أبوداؤود – ثنائي العاصمة – وكثيرون لاحصر لهم .... وكان ذلكم يمثل أشواق وآمال (بني السودان) في الاٍنعتاق من (جحيم الديمقراطية الطائفية البغيضة)... ** ثمّ اٍستيقن اليسار السوداني وعلي رأسهم الحزب (الشيوعي) – أن نميري وصحبه ليسوا (يسارا) – وأن سياسات تأميم المنشآت والبنوك ومشاريع الدولة – ماهي الي الطريق الي (قوقعة الاتحاد السوفيتي). وأن النميري ليس طيّعا وله من الصفات مالم يحسب لها حسابا .....(( ويقال أن الشفيع أحمد الشيخ)) هو الوحيد من قادة الشيوعيين الذي عارض (اٍنقلاب مايو)....وكان النميري يحسب خطوات وأنفاس الشيوعيين في سعيهم الدؤوب للاٍستحواذ عليه واحتواء ثورة مايو...فقادوه لأحداث الجزيرة أبا ... ومجزرة ودنوباوي (مارس 1970م) وقتل الاٍمام الهادي) ... وتبدوا العملية وكأنها صدام مسلح مباشر بين (الاٍخوان المسلمين الذين تمترسوا مع الاٍمام الهادي وبين الشيوعيين الذين ناصروا ثورة مايو …برغم المعلومات التي ترشح بعدم اٍطمئنان الاٍمام الهادي للاٍخوان المسلمين.. – وعموما فاٍن المصادمة ماكانت لتحدث ... لولا أن (البعض) حجب حقيقة نوايا الاٍمام الهادي من أن تصل (للنميري) ....ورغم تكتم الحكومات اللاحقة والشخصيات الشاهدة علي حقيقة ماحدث (بحجج كثيرة) !!- ولكن سيبقي التاريخ ثابتا (بالبينة) علي الذين قاموا بهذه المجازر. ومن التقاطعات الكثيرة المتداخلة في أحداث الجزيرة (أبا) – خاصة الأثر الخارجي ((السعودية – اٍثيوبيا – مصر)) – تشير الأحداث الي أن التصادم الذي حدث كان في الحقيقة مجابهة أيضا بين (السعودية ومصر) بسبب حرب اليمن .حيث دعمت السعودية الاٍخوان المسلمين – فيما ناصرت مصر حكومة مايو (اليسارية) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة