أشعلت الدكتورة إحسان فقيري الأستاذة بكلية الطب جامعة بحري بالسودان مواقع التواصل الاجتماعي ونصبها رواد المواقع بطلة قومية لدورها الكبير الذي قامت به تجاه الدفاع عن حقوق المرأة السودانية العاملة.
وبحسب ما ذكر نشطاء على فيسبوك فإن الأستاذة بكلية الطب جامعة بحري تركت عملها لبعض الوقت وتوجهت للشارع العام لبيع الشاي.
وأكد النشطاء أن الدكتورة إحسان فقيري أرادت بموقفها هذا أن تبعث برسالة قوية لولاة الأمر بأن تترك بائعة الشاي في حال سبيلها وذلك رداً على الحملات التي تشهدها بعض أسواق العاصمة الخرطوم ضد بائعات الشاي.
فيما يرى مسؤولون رفضوا الافصاح عن اسمائهم ان بيــع الشــاي رغم انه عمــل شــريف لكــن تحــول في الآوانة الاخيرة إلى كابــوس بعــد ماتحــول دس ســم المخـدرات فــي الشــاي وبخاصة وسط طلاب وطالبات الجامعة وهناك فئة من تجــار المخدرات من ضعاف النفوس يتربصون بالشــباب والشابات لبيـع سمومهم — ووجدوا ضـالتهـم في بـائعات الشــاي مستفيدين من ســبب خروجهم للعمل كبائعات للحــوجـــة فـأصبحوا يغـرونهـم بالمــال للترويج لهذه السموم القاتلة.
فهذا العمل الاجرامي لاينطبق على العديد من ستات الشاي الشريفات اللواتي اضطرتهن الظروف للخروج والعمل في هذه المهنة القاسية لساعات طويلة.. يجلسن في الشارع ومعهن مُعدّات بسيطة لإعداد الشاي والمشروبات الساخنة، ست الشاي تجلس وبجوارها طاولة وُضعت عليها الأكواب وإبريق الشاي او القهوة او غيرها من المشروبات البلدية، الكركدية او النعناع او الزنجبيل او القرفة وغيرها من المشروبات التي يفضلها البعض، ويجلس المارة أمام ست الشاي التي وضعت كراسي بلاستيكية او اريكة. ويمتهن هذه المهنة فتيات قاصرات او نساء مطلقات او ارامل او فقراء اضطرتهم الظروف المعيشية الصعبة والفقر لمزاولة المهنة.
والجدير بالذكر ان السلطات المحلية حسبما ذكرت ظلت تطاردهم من وقت لآخر لاغراض تنظيمية خاصة ان غالبية العاملات في المهنة يتواجدن بالمواقع الرئيسية بالاسواق والمواقع التجارية وبمواقف المواصلات والجامعات والمستشفيات، وفي الفترة المسائية يتكاثرن بشارع النيل وفي اماكن البصات السفرية بهدف الحصول على عائد مجز وسط يوم طويل وشاق لتأمين قوت يومهم.
بحسب آخر إحصائيات لدراسة رسمية صادرة عن وزارة الرعاية الاجتماعية السودانية، ذكرت أنّ عدد بائعات الشاي تجاوز أكثر من 13 ألفاً.. 441 منهن يحملن مؤهلات جامعية، لكن البعض يقول إن الإحصائية غير دقيقة وربما يصل العدد لأكثر من ذلك.
وتقول الباحثة الاجتماعية ثريا محمد إن كل العاملات في هذه المهنة نساء ذات تعليم متوسط او غير متعلمات اضطرتهن ظروف الحياة للخروج للشارع لأنها مهنة لاتحتاج لواسطة او شهادة وتتكون احتياجاتها من اشياء بسيطة في متناول يد الجميع. تختلف ظروفهن فمنهن من توفي والدها او توفي زوجها او هجرها او غيرها من الظروف التي تضطر المرأة لتخرج للعمل من اجل تربية ابنائها لتأمين قوت يومهم خاصة في ظل الظروف الصعبة وترى ان ما تحصل عليه يكاد يفي بأبسط متطلبات الحياة اليومية، لذلك على الجهات المعنية ان تحاول مساعدتهن بإيجاد مواقع محددة ومنظمة ليتمكنوا من مقابلة متطلبات الحياة المعيشية، وتقول الباحثة ارفض تماما الممارسات الخاطئة او عدم النظام فإذا كانت هناك من تروج للمخدرات وسط الشباب يتم حسمها والقبض عليها فورا لأنه سلوك غير انساني قصد منه تدمير شبابنا ولكن الغالبية العظمى من العاملات في هذه المهنة محترمات ويردن تربية ابنائهن، وانا اعلم العديد من ستات الشاي تمكنا من مساعدة ابنائهن حتى تخرجوا من الجامعة.
وبرّر مصدر مسؤول بمحلية الخرطوم فضّل حجب اسمه دواعي الحملات على ستات الشاي بعدد من شوارع الخرطوم خاصّةً شارع المستشفى، لجهة أنّ العدد الكبير من البائعات تسبب في اختناق الشوارع المُهمّة وصعوبة تحرك عربات الإسعاف ورأى أنّ الخطوة ليست استهدافاً للبائعات وإنما اجراءت تنظيمية خاصة في الشوارع الرئيسية التي ترتبط بالمظهر العام للعاصمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة