الكوليرا تفتك بأهلنا.. وتحتاج حملة عالمية للتصدي لها..

Quote: انقذو النيل الابيض من الموت القادم بقلم : د. احسان فقيري ولايه النيل الابيض تمر بظروف صحية دقيقة . وكل الاخبار الاتية من هناك تؤكد بيقين تام بان الولاية تحاصرها الكوليرا اذ بلغ عدد الحالات 2229 وان 38 حالة وفاة من المصابين والولاية بحكم موقعها متاخمة لدولة الجنوب ومعروف ما يحدث هناك من صراعات دامية ساعدت في تدمير البنيه التحتية للدولة الوليدة مما ادي الي انتشار الامراض والاوبئة والمجاعة التي حصدت عددا غير قليل من المواطنين. كما رصدت الجهات الصحية بان الكوليرا قد اجتاحت جنوب كبويتا منذ عام 2016 ثم انتشرت لتصبح اكثر من 11 ولاية من ولايات الجنوب موبوءة بالمرض مما جعلت المواطن يفر الي ولاية النيل الابيض. وقد يؤدي هذا الي انتشار المرض قي كل السودان لاننا اساسا نعاني من تدهور الخدمات الصحية وامراض كثيرة نتيجة السياسات الاقتصادية العرجاء التي انتهجتها الحكومة لكي تزيد من معدلات الفقر . والولاية تحدها شمالا ولاية الخرطوم التي تعاني من تدهور حقيقي في الخدمات الصحية خاصة بعد حملة تجفيف المستشفيات التي قادتها وزارة الصحة الاتحادية والتي ظلت تؤكد بانه ليس تجفيفا للمستشفيات بل هو نقل هذه الخدمات الي الاطراف والتي لم تظهر فعاليتها لا في الاطراف او داخل ولاية الخرطوم وكانت نتيجتها فقدان الخدمه كلية. واصبح المواطن يتسول العلاج بعد ان تمتع بمجانيته في ازمان اخر. ونظرة واحدة لشارع الحوادث لتري العشرات وهم يمدون الروشتات ويطلبون المساعدة وامعانا في اذلال المواطن وحجب الخدمة عنه ابتدعت وزارة الصحة (الايلولة )لكي تصبح المحليات المسئولة عن اصحة المواطن. تلك المحليات التي تعتمد ماليتها علي الجبايات من بائعات الاطعمة والشاي وتسترزق من عرق اطفال الدرداقات تؤجر لهن /م الكراسي والدرداقه مقابل الما. فانشأت هذه المحليات بلا خجل او احترام لنفسها كمؤسسة دولة ادارة الدرداقات لكي تقتات من عرق اطفال يلهثون وراء رزقهم بدلا من ان تنشئ ادارة الضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي ولكن هكذا هي عقيلة الطفيلي الذي دمر البلاد والعباد. وغربا تحد الولاية ولايتي شمال كردوفان ومن الجنوب الغربي جنوب كردوفان التي تعاني من الصراعات والامراض وفقدان البنيه الصحية التحتية مما ادي ايضا الي النزوح وتكاثرت المشاكل الصحية فهناك سوء التغذية وانتشار الاوبئة اما شرقا فتحدها ولاية الجزيرة وسنار ومعروف ان ولاية الجزيرة التي كانت تنعم بالاستقرار والماكل والملبس نتيجة لاكبر مشروع زراعي مشروع الجزيرة الذي دُمِّر وبات المزارعون في اعسار دائم واستقبلتهم السجون نتيجة لطمع تلك الفئة المتأسلمة التي استعملت الدين ستارا لتنفيذ اطماعها وحبها للمال (وهي لله ). وولاية النيل الابيض التي تبلغ مساحتها حوالي 40 الف كيلومتر وعدد سكانها يقارب المليونين ومن اهم مدنها الدويم،القطينة ،كوستي، الجزيرة ابا، ربك،الشوال وغيرها من المدن الاخري ظلت تعاني في الفترة الاخيرة من تلوث المياه ففي مدينة كوستي اشتكي السكان مرارا وتكرارا عن تغيير لون الماء واصبح للماء رائحة !!!ابل حتي سكان المدن الكبري بما فيها العاصمة ظلت المياه تمثل لهم هاجسا ينتظرونه بالساعات لكي يملأون مواعينهم او الاستعانة بصاحب العربة لكي يمدهم بالماء وبالرغم من غلائها الا ان هذه المياه ملوثة ولونها ورائحتها متغيرة. ومعروف بان هناك مشكلة في تناول السكان بالسودان عموما مياها نقية. فقط حوالي 30% لديهم مياهاً نقية كما ان حوالي 20% من السكان لديهم مراحيض معقولة، والدولة غير مهتمة بصحة المواطن وبابسط حقوق الانسان في تناوله للمياة النقية. كما ان تراكم النفايات في الطرقات وبين الاحياء السكنية له اثاره البالغة في انتشار الوبائيات وانعدام الرعاية الصحية الاولية وعدم وجود االتطعيمات ومبيدات الحشرات مما جعل مرض الحمي الصفراء منتشرا في دارفور في فترة ما. كما ان السياسات الاقتصادية التي ضاعفت من معدلات الفقر مما ادي الي انتشار سؤ التغذية خاصة بين الاطفال كل هذه العوامل تجعل البلد مرتعا للوبائيات وكافة الامراض الاخري. ان ولاية النيل الابيض اليوم تعاني من الكوليرا مهما حاولت الحكومة تغطية هذا الحدث بمصطلح الاسهال المائي ،والدولة عليها القيام بواجبها تجاه المواطن ام يريدون ان يحكمو القبور؟؟؟— ان المواطن يحتاج الي التوعية لكي يتجنب الاصابة بهذا المرض القاتل وان حملات التوعية لابد ان تتم عن طريق الكوادر الصحية المدربة في شكل ندوات وبوسترات تحمل ارشادات صحية . ويتردد سؤال الان وسط المواطنين هل هناك وقاية في شكل تطعيم ضد هذا المرض القاتل؟؟؟ والاجابه علي هذا السؤال هي نعم وعلي الدولة ان توفر تطعيم ضد المرض واستشارة المنظمات الصحية العالمية لتوفير التطعيمات وهي في شكل شراب بالنسبة للاشخاص من سن 6 سنوات وما فوق 2 جرعة. ويكون التطعيم فاعلا لمدة سنتين ويحتاج الفرد الي جرعة اضافية في حالة تواجده في منطقة الخطر اما الاطفال من عمر سنتين الي 6 سنوات فيحتاجون الي 3 جرعات كل 6 اسابيع. فلتتضافر الجهود لكي ننقذ اهلنا في ولاية النيل الابيض بل البلاد عموما من ذلك الموت القادم والخطر الداهم ونحمل الحكومة ووزارة الصحة الاتحادية والولائية المسؤولية الكاملة في عدم تصديها للمرض ونعتبره انتهاكا لحقوق الانسان ونوعا من الاباده الجماعية .