دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر منقول بشيء من التصرف من The Venus project

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2017, 08:40 AM

Elawad Ahmed
<aElawad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر (Re: Elawad Ahmed)

    إن الحيوانات، كما سبق وأشرنا عرضاً، شأنها شأن الإنسان، تعدل الطبيعة الخارجية بنشاطها، وإن بمقياس أقل، و التعديلات التي تجريها في محيطها تؤثر بدورها فيها، كما رأينا، إذ تحدث فيها تعديلات معينة، ذلك لأنه لا شيء يحدث في الطبيعة بصورة منعزلة. إن كل ظاهرة تؤثر في الأخر ى والعكس بالعكس، ولأن علماء الطبيعة ينسون في معظم الأحيان هذه الحركة الشاملة وهذا التفاعل المتبادل الشامل، فإنهم لا يستطيعون أن يكوّنوا فكرة واضحة عن أبسط الأشياء. لقد رأينا كيف يحول المعز دون إعادة تشجير اليونان. وفي جزيرة القديسة هيلانة تمكنت رؤوس المعز والخنازير التي جاء بها أوائل الفلاحين الذين بلغوا هذه الجزيرة، من أن تستأصل النباتات القديمة وتبيدها كلياً تقريباً، وهيأت بالتالي، التربة التي استطاعت أن تنتشر فيها النباتات التي حملها فيما بعد الملاحون الآخرون والمعمرون. ولكن حين تؤثر الحيوانات تأثيراً مديداً في الطبيعة المحيطة بها فإن هذا التأثير يتم دون إرادة منها، وهو بالنسبة لهذه الحيوانات بالذات مجرد صدفة. وبقدر ما يبتعد الناس عن الحيوان، بقدر ما يتخذ فعلهم في الطبيعة طابع نشاط مقصود ومنهجي، يرمي إلى غايات معينة معروفة سلفاً. إن الحيوان يقضي على نبات منطقة ما دون أن يعرف ما يفعل. بينما الإنسان يقضي على هذا النبات لكي تصبح التربة صالحة للاستعمال فيزرع فيها الحبوب، أو يغرس فيها الأشجار أو الكرمة، عارفاً أنها ستعود إليه، عند الحصاد أو القطاف، بما يزيد مرات عما زرعه أو غرسه. وهو ينقل نباتات مفيدة وحيوانات داجنة من بلد إلى آخر، فيعدل بالتالي عالم النباتات وعالم الحيوانات في قارات برمتها. وفضلاً عن ذلك، تحول يد الإنسان النباتات والحيوانات بطرق شتى مثل وسائل الاصطفاء الاصطناعي إلى الحد الذي لا يبقى بالإمكان معرفتها. وحتى الآن يستمر البحث عن النباتات البرية التي تتحدر منها أنواه حبوبنا. ولا يزال النقاش يدور لمعرفة أي حيوان بري تتحدر منه كلابنا وهي على ما هي عليه من اختلاف كبير، وأجناس خيلنا على كثرتها واختلافها.
    ولكنه غني عن البيان أنه لا يخطر في بالنا أن ننكر على الحيوانات قدرة التصرف على نحو منهجي عن سابق قصد. بل بالعكس. فإن نمطاً من العمل المنهجي موجود بصورة جنينية في كل مكان يوجد فيه جِبْلَة[10](protoplasm) آحين حي، كل له ردة فعل، أي يقوم بحركات معينة، مهما كانت بسيطة للغاية، بسبب من تهييجات خارجية معينة. وتحدث ردة الفعل هذا حتى حين لا توجد خلية، أو بالأحرى خلية عصبية. إن الطريقة التي تأسر بها النباتات آكلة الحشرات، فريستها تبدو أيضاً إلى حد ما منهجية، وإن تكن لا واعية إطلاقاً.
    إن القدرة على التصرف بطريقة واعية، منهجية، تتطور عند الحيوانات بقدر ما يتطور الجهاز العصبي، وهي تبلغ عند الضرعيات مستوى رفيعاً نوعاً ما. ففي صيد الثعالب ومطاردتها بواسطة الكلاب، كما هو عليه في انكلترا، يمكن أن نلاحظ دائماً بأية دقة ومهارة يعرف الثعلب كيف يستفيد من واسع معرفته للأماكن حتى يفلت من مطارديه، وإلى أي حد يعرف ويستخدم جميع فوائد تضاريس التربة التي تقطع حبل المطاردة. وعند حيواناتنا الداجنة التي طورتها عشرة الناس أكثر أيضاً، يمكن أن نلاحظ كل يوم علائم من الدهاء تشبه كلياً علائم الدهاء التي نلاحظها عن الأطفال. فكما أن تاريخ تطور الجنين الإنساني في رحم والدته ليس سوى تكرار موجز لتاريخ التطور الجسدي عند أجدادنا الحيوانيين طوال ملايين السنين ابتداء من الدودة، كذلك فإن تطور الطفل الفكري هو تكرار أوجز وأكثف للتطور الفكري عند هؤلاء الأجداد، عند الأخيرين منهم على الأقل. ولكن مجمل النشاط المنهجي عند جميع الحيوانات لم يستطع أن يطبع الطبيعة بطابع إرادتها. إلا أن الإنسان وحده استطاع أن يفعل ذلك.
    وهكذا، بكلمة موجزة، نقول أن الحيوان يستفيد من الطبيعة الخارجية فقط ويدخل عليها تعديلات بمجرد وجوده بينا، بينما الإنسان يحملها على خدمة أغراضه بما يدخل عليها من تغييرات ويسيطر عليها. وفي هذا يقوم الفرق الجوهري الأخير بين الإنسان وسائر الحيوانات، وهذا الفرق إنما يدين به الإنسان أيضاً للعمل[11].

    نواصل
                  

العنوان الكاتب Date
دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر منقول بشيء من التصرف من The Venus project Elawad Ahmed05-08-17, 08:23 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:27 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:29 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:33 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:35 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:37 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:40 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:41 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:44 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:46 AM
  Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر Elawad Ahmed05-08-17, 08:48 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de