|
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر (Re: Elawad Ahmed)
|
إن المقارنة مع الحيوانات تثبت بالبرهان أن هذا التفسير لمنشأ الكلام الذي ولد من العمل ورافقه، هو التفسير الوحيد الصحيح. ذلك أن ما تحتاج الحيوانات حتى أكثرها تطوراً إلى إبلاغه بعضها بعضاً، زهيد، وتستطيع إبلاغه دون اللجوء إلى الكلام، إلى اللفظ البَيّن، إلى النطق. وما من حيوان في الطبيعة يشعر بأي نقص لكونه لا يستطيع أن يتكلم أو يفهم لغة الإنسان. ولكن الأمر على خلاف ذلك حين يروضه الإنسان. ففي العلاقات مع الناس، اكتسب الكلب والحصان أذناً سريعة الحس للنطق حتى أن بوسعهما أن يتعلما بسهولة فهم كل لغة ضمن حدود حقل تصورهما. وقد اكتسبا فضلاً عن ذلك القدرة على الشعور مثلاً بالتعلق بالإنسان. بالإمتنان، الخ... أي مشاعر كانت غريبة عنهما فيما مضى. وكل من كانت له شؤون كثيرة مع هذين الحيوانين يصعب عليه أن يتملص من الاقتناع بأنه يوجد ما يكفي من الحالات التي يشعران فيها الآن بأن عجزهما عن النطق بمثابة نقص يستحيل مع الأسف، علاجه نظراً لتخصص أعضائهما الصوتية تخصصاً كبيراً جداً في ناحية معينة. ولكن حيث يوجد العضو المناسب يمكن أن يزول هذا العجز أيضاً ضمن بعض الحدود. ويقيناً أن الأعضاء الفموية عند الطيور تختلف اختلافاً جذرياً عنها عند الإنسان، ومع ذلك فإن الطيور هي الحيوانات الوحيدة التي تستطيع أن تتعلم الكلام، والطير الذي صوته أكره الأصوات، أي الببغاء، هو الذي يتكلم خيراً من سائر الطيور. ولا يعترضنّ أحد بأن الببغاء لا يفهم ما يقول. لا ريب أنه يكرر هاذراً طوال ساعات كل ما حفظه لمجرد لذة الكلام ولذة الوجود في عشرة الناس. ولكنه يستطيع أيضاً، ضمن حدود حقل تصوره، أن يتعلم فهم ما يقوله. علّم ببغاء الشتائم على نحو يكوّن عن معناها فكرة ما أَثِرْهُ (وتلك تسلية من التسليات التي يحبها ويفضلها البحارة الذين يعودون من المناطق الاستوائية)، فسرعان ما ترى أنه يعرف استعمال شتائمه في محلها. أولاً العمل، وبعده، وفي الوقت نفسه النطق: ذانك هما الحافزان الأساسيان اللذان تحول بتأثيرهما دماغ القرد شيئاً فشيئاً إلى دماغ إنساني، مع العلم أن دماغ الإنسان، رغم كل الشبه، يتجاوز دماغ القرد كثيراً من حيث الحجم والكمال ولكن مع تطور الدماغ، وإلى جانبه، تطورت أيضاً باستمرار أدواته المباشرة ـ أعضاء الحواس. وكما أن تطور النطق تدريجياً يرافقه بالضرورة تحسن مقابل في عضو السمع، كذلك فإن تطور الدماغ يرافقه، على وجه العموم، ترقي جميع الحواس بمجملها. إن نظر النسر أبعد مدى بكثير من نظر الإنسان، ولكن عين الإنسان تلحظ في الأشياء أكثر بكثير مما تلحظ عين النسر. وأنف الكلب أرهف بكثير من أنف الإنسان، ولكنه لا يميز جزءاً من مئة جزء من الروائح التي هي بالنسبة للإنسان علائم أكيدة لأشياء شتى. وحاسة اللمس التي تكاد تكون موجودة عند القرد بأشد أشكالها بدائية وفظاظة، لم تتطور إلا مع تطور يد الإنسان نفسها، بفضل العمل.
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر منقول بشيء من التصرف من The Venus project | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:23 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:27 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:29 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:33 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:35 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:37 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:40 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:41 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:44 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:46 AM |
Re: دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان: المصدر | Elawad Ahmed | 05-08-17, 08:48 AM |
|
|
|