الذين يحاولون تخريب العلاقات بين السودان ومصر انما هم يحرثون في البحر

Quote: رحلة معانا السودانين في مصر. خلال زيارتي الاخيرة لمصر لفت انتباهي مظاهر معاناة السودانيين الزائرين لمصر والمقيمين بها. نتطرق الى الموضوع اعلاه بدلالة مشاهدتي ومعايشتي لهذه الأوضاع بنفسي في القاهرة. يمكن تصنيف السودانيين في مصر الى عدة مجموعات: مرضى ومرافقين. ومجهولي االمصير. مهاجرين ولاجئين. عرسان شهور العسل. بناء على معايشتي من خلال زياراتي ومشاهداتي و جولاتي بين المجتمع السوداني في القاهرة فقد اقدر نسب المجموعات السودانية في القاهرة يمكن تصنيفها على النحو التالي: المرضى والمرافقين 70 %. مهاجرين واللاجئين ومنهم فئة مجهولي المصير 25% عرسان شهور العسل 5%. الشرائح المهمة هنا والتي تعيش وضعا خاصا والتي احب الكتابة عنها هم فئتي المرضى ومرافقين. و مجهولي المصير من اللاجئين. 1/ مرضى والمرافقين أو ما يصطلح عليهم بعبارة (كرة القدم ). فبعد تردي المرافق والخدمات الصحية في السودان او في الحقيقة قلة او انعدم وجود معدات تشخيص حديثة او خصخصت مستشفيات ومعدات صحية وهروب عشرات الالف من الكادر الطبي المؤهل إلى الخارج بجانب ارتفاع تكاليف العلاج وسعر الدواء في السودان يلجأ الشعب السوداني المسكين للعلاج في الخارج وخاصة مصر الدولة الاقرب. وفي الحقيقية ياتي الى مصر الاشخاص ميسوري الحال في السودان لكن ليسوا بقدر يمكنهم من امتلاك مبالغ للعلاج في الدول الغربية او حتى في اماكن افضل مثل الأردن التي كانت في السابق احد اهم أماكن توجههم للعلاج. لكن بسبب بعض الأحداث خاصة لما حدث للاجئين السودانيين في عام 2016 زادت الصعوبات في إجراءات الدخول للأردن . هذا كله زادت من نسب توجه المرض السودانيين للقاهرة. رغم أن المرضى والمرافقين يسمعون ويعرفون ان مصر كلها تتميز بارتفاع حالالت النصب والاحتيال والفساد وخاصة من الاطباء هذا ناهيك من وجود الأدوية المغشوشة وانتشار سماسرة تجارة الأعضاء البشرية، ووجود أصحاب الشقق السكنية الوهمية واصحاب التكاسي المحتالين والبلطجية وغيرهم إلا أنه لا بديل وليست هناك اي جهة اخرى امام هؤلاء المرضى السودانيين وذويهم من التوجه إلى مصر، وعلى الاقل لكي يطمئن أنفسهم في مسيرة البحث عن العلاج الذي يتعذر في بلدهم. وبحسب مشاهدتي أنه تقريبا نصف المرضى الاجانب في المراكز الصحية والعيادات المصرية الخاصة هم سودانيين. من خلال مرافقتي وزيارتي للمرضى والمرافقين في بعض المستشفيات وفي الشقق واستمعت إلى عشرات القصص وحكايات المؤلمة. وهناك العديد من القصص حول سؤ المعاملة والاحتيال التي لا يصدقها عقل ولا يسكت لها ضمير ويترجم بدقة ما يجري من مآسي والالم. بعض الاطباء كما لو يعلبون بالمرضي ككرة القدم ينقلونهم من عيادة طبية إلى أخرى. معظم المرضى يظلون متنقليين مع ذويهم من مقابلة أكثر من طبيب وشراء كمية من الأدوية المغشوشة. وبعد ما يشعر الأطباء بأن المريض قد أنهكت من الإفلاس بسبب كثرة استخدام الأدوية المغشوشة ( وهي ادوية تتم صناعتها محلية) أو يعرف أن المريض يمر بعجز مالي يترك ليموت. واغلب التحويلات بين أطباء يبدو انهم غير مختصين ولا متخصصين. هكذا يستمر المريض في حلقة دائرية مفرغة من طبيب الي اخري الي يدرك انه ضحية ويضيع آماله وفقد كل ما يمتلكه من مال لأجل العلاج ولم يشفي يبقي مجهول المصير حتي يقضي نهبه. وقليل منهم يلملم أطرافه و مرضه ويرجع ويقضي بقيت عمره بين أهليه. وربما ما نسبت واحد في المئة فقط قد يصادف يشفي. والكثيرون يزيد مرض جديد لامراضهم من جراء الضغوط النفسية. اما الصيادلة من حسن حظهم فانهك حين يشاهدون مريض سوداني يعتقدون ان جاتهم فرصة نادرة في تسويق ادويتهم المغشوشة والتي اغلب الظن أنتهت مدتها وتكدست بمخازن الادوية لفترات طويلة. ومعلوم لم يشتريها منهم مرضى مصريين بتلك الكميات الكبيرة. تجد انهم يعطوا المريض السوداني دواء بكميات كبيرة من المقررله في الوصفة بحجة ان الدوء يباع بالعلبة وليس بشريط أو بالقرص حين ان المرضي المصريين ياخذونة. واذكر ان سالني احد الصيادلة قائلا إنه يعرف ان الطب في مصري ضمن افشل الطب في العالم ليه انت سودانيين جايين تتعالجو في مصر؟، فجاوبتة باجابة مبسطة وهي عدم توفير المعدات الحديثة للتشخيص في السودان وهروب الكادر الطبي من السودان بسسب سياسات الدولة الفاشله لدينا. اما السماسرة واصحاب الشقق والتكاسي فحدث ولا عيب ولا حرج طبعا لطيبة الشعب السوداني وحسن نيتهم يقوم المصريين باستغلالهم لمصالحتهم الخاصة في جني اموال طائلة بدون مقابل يذكر أو خدمة ترى. فمثلا يقوم صاحب التكسي برحلة تفصحيحة للسودانيين في القاهرة مقابل مال كثير. أو يمشي مسافة أربعة ساعات لمسافة لا تبعد ربع ساعة. المهاجرين واللاجئين وفيهم فئة مجهولي المصير 25%. بعد تعزم الاوضاع الامنية ونشوب الحرب وعدم الاستقرار في كل انحاء السودان لجأ الشعب السوداني مضطرا للبحث عن الامان والاستقرار في دول الجوار وقدم طلب حماية لمفوصية اللاجئين، فمنهم من نال حظ ونجاه الله وحصل على اعادة توطين ووصل الى اماكن افضل ولكن هناك الكثير من بقي بلا مصير وخاصة اخوانا الموجودين في مصر وانقطع بهم السبل. فصاروا ضحايا لاصحاب النفوس الضعيفة الذين لا ضمير لهم فيقوموا بسرقة اعضاءهم والمتاجرة بها مع اطباء مصريين فاسدين مقابل حفنة قليلة من المال. العرسان في شهور العسل 5%. 4% يمثل نسب العرسان السودانين المهاجرون القادمين من دول اوربية وامريكا وبقية دول المهجر الي مصر من اجل قضاء فترة اعراسهم فيها ايضا مصيرهم لا يخلي من ماساة مثل مصير اخوانهم من قبل فيتعرضون الي ابشع انواع النصب والاحتيال وخاصة حين يعرفوك انت قادم من اادول الغربية 1% من العرسان يعطون من السودان مباشرة وهم في غفله لما يجري للاخوانهم في مصر ويصدمون بواقع مرير ويرجعون بدون تكملت فتراتهم المقرر. وفي الختام نتمني قد قدمت شي من التنوير الي الشعب السوداني من اجل الحيد والحزر من الشعب المصري. أدم عبدالله.