أصـــــــابع بَــــــــــدُر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 11:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2017, 11:02 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر (Re: حسين أحمد حسين)

    (3)

    الهمومُ تأخذُ ود قِميحة، وتترادفُ عليه، فلا يستذكر فى المساء ما حدث له بالصباح، ولا فى الصباح ما حدث له بالأمس، إلاَّ إذا تمَّ تذكيره بشئٍ آخر، والشئُ بالشئِ يُذكر. فحالة النسيان هذه، هى التى تمكِّن بدُر من الإفلاتِ من العقابِ والتهديدِ والوعيد. والحقُّ يُقال، مع كلِّ هذا العُنفِ اللفظىِّ، فإنَّ أيادى ود قِميحة لم تمتد أبداً لبَدُر بالضرب. وما أقسى لغةَ اللَّعنِ والشتمِ والتوبيخ، تلك التى تحطُّ من قدرِ الإنسان، فالضربُ أنفعُ منها إنْ كان لا مُحالة من عِقاب.

    عند الساعة الرابعة والنصف، وصل دافُ الأشغالِ إلى منزل ود قميحة. فحينها بدأ ود قميحة فى لَمْلَمَةِ حاجياتِهِ التى بداخل كابينة القيادة. وفى هذا الأثناء نظر ود معروف من على سور بيت صاحبه فرأى دُخَاناً يتصاعدُ من جهةِ النَّطعِ المعلَّقِ بالحائط، فمازحَهُ قائلاً: "شَكْلَكُمْ اليوم عندكم مشروع حضارى".

    لم تعجبْ ود قِميحة ممازحةَ صاحبِهِ وإيحاءاتِ أهلِ مشروعِهِ الحضارى المُهَجَّسين بِحُبِّ الأموالِ والنساءِ والولدانِ والقناطيرِ المقنطرةِ من الذَّهبِ والفضةِ وغيرِها من مواردِ البلادِ والعباد، لم تعجبْه مُطلقاً. وكفى بالمرء إثماً، أن يُرمى بِجَوامِعِ الشتم - المشروع الحضارى. فقد كَرِهَ ود قميحة من صديقه القديم الحميم تلصصَهُ داخل بيتِهِ، وانفجرَ يصبُّ جآمَّ غضبِهِ عليه. فقال ود قميحة لود معروف، داير تتحدَّث فى السياسة، أها إتْعَدِلْ اللَّقولَّك:

    باللهِ عليك، البلد دى غير المشروع الحضارى حقكم دا المسقِّط حجرا شنو. إنتَ المشروع الحضارى دا، قبيل وَكِتْ كُنا بنَّاقشْ فى قضايا النقابة مالك ما جِبْتَ سيرتو؟ تجيبة هسِّى وإنتَ بِتْعاين فى بيوت الناس! ولا تحسسوا ولا تجسسوا ما لاقتك فى مشروعك الحضارى دا! عامل دقنك الضلالية دى، يا ضلالى. هسِّى عليكم الله جندوركم اللَّمْلَسْ دا، يكوس حقوق ود قميحة الخِشِنْ الدِّشِنْ دا، زى ما كان بِكوسة ود الشيخ. ود الشيخ الوِكتين ينضم الدنيا دى كلها تسمعو، واللهْ مسخرة. أوعك تكون وِكتين تلَزْلِزْ فينى للجهاد تكون خاتى فى بالك تجى تعرِّس الحرم! شوف يا ضلالى إنتَ: من باكر دا، دافك دا يقيف جنب ميدان الكورة هِناك. وأوعك تانى مرة، تجى مارِّى بالقرب من الحيطة دى. بالله العظيم إلاَّ أحرقك واحرقْ دافك معاك، يا مُنافق.

    لم يفقْ ود معروف من هولِ ما لم يكن يتوقع سماعه على الإطلاق من صاحبه ود قميحة. لقد قال ما قال على سبيلِ الدعابة، وكلَّهم يقولُ مثلَ قولِهِ. وحتى ود قميحة لم يكن نشاذاً فى هذا السرب. فَتَمَنُّعُ الأمانى والطموحات، بسببِ الزلزلةِ التى يُحدثُها الفقر فى النَّفس البشرية، أحياناً يَحِجِ المرءَ، إلاَّ مَنْ رُحِم، إلى لسانٍ لَزِبٍ ومُبتذل.

    فاحتار ود معروف الذى بلغَ به الغضبُ مبلغاً عظيماً، فزاد طينةَ الموقفِ بِلَّةً. فقال بنبرةِ المجروحِ لصاحبِهِ ود قميحة: الكلام دا كلُّ يوم إنتَ بِتْقولو وأنا بقولو، الليلة الْجَدَّ شنو؟ واللهْ تكون بقيت من جماعة ود الشيخ؟ يلة يا زول لملم عفيشك وأنزل. ثمَّ بدأ يرفرفُ دافَهُ بخشونةٍ ويُحركُه ثمَّ يضغط على الكابح، مُحدثاً بذلك رجَّةً عظيمةً فى الداف، ناقلاً إلى صاحبِهِ أنَّ السيطرة على الأشياء عندنا نحن وليست عندكم أنتم. وما أنْ تأكَّد له أنَّ ود قِميحة قد وضع رجليهِ على الأرض، حتى سحب الدّاف من أمام بيت صاحبه بطريقة أدرك معها الجميع أنَّ التى بين ود معروف وود قميحة لم تكن على ما يُرام.

    نَفَضَ ود قميحة الغبارَ من على وجهِهِ، ذلك الذى خلفته رَفْرَفاتُ الدّاف، وهو يشتُمُ ويلعنُ صاحبَه ود معروف. ولحُسنِ الحظِّ، لم يسمع أحدٌ ما دار بينهما، فما من أحدٍ آخر معهما فى كابينةِ القيادة.

    فَتحَ ود قميحة بابَ بيتِهِ ودخلَ، وغبارُ الدَّافِ ودُخَانُ رفرفاتِهِ يملئان عينيهِ وأنفَه، والنَّهارُ فى تمامِ غيظِه. وما أنْ وصلَ جهةَ المطبخ، حتى زَحمَ دُخَانُ الطَّلْحِ والشافِ رئتيْهِ، ذلك الذى يخرجُ مُتثاقلاً من بين مسامِ بطانيةٍ عتيقةٍ سدَّدَ عليها الرَّان. سَرَحَ ود قميحة فى جزءٍ يسيرٍ من الثانية مع جسدِ الحرمِ المطلوح، ولهاثِ العربدةِ الحلال. ولكنَّ الدُّخَانَ كتمَ أنفاسَهُ فصاح: الحرم، بَدُر، آلحرم أمسكى الأكياس ديل. وبعدين، الشى دا ما تولعيهو بالليل، الغاشى والماشى يعاين فى المشروع الحضارى علايل فى السما! أبو المشروع الحضارى لِأبو الكلب. صاحت الحرم: حاضر يا أبو بَدُر جيتك. الدُّخَان أنا ولَّعتو عشان الرطوبة عَقَّلتْ كِرْعَىْ. أَحَّىْ، بَدُر ألحقنى، تعال ساعدنى يا ولدى.

    الرطوبة!! رطوبة شنو كمان، إنتِ مِتين بقيتِ للرطوبة. ويبدو، واللهُ أعلم، أنَّ الغضبَ وحمَّارةَ الغيظِ وكَتْمَ الأنفاسِ بالدُّخَان، قد تضافرتْ لتجعل الخزين ود قميحة لا – إرادياً خارج دائرة إيحاءآت الحرم، فماذا عساها فاعلة؟

    جاء بَدُر ليساعد والديه. أما الرطوبة فهى الكلمة التى إختارتها الحرم بعنايةِ إمرأةٍ أُميَّةٍ، لتقطع على ابنها استرسال حدسِهِ وخيالِهِ مع مآرب استخدامات الطلح والشاف المقترنة بنزوعِ النفوس إلى السكينة. شيل يا ولدى، أنا معقَّلة، حاضر يُمَّة. أخذَ بدُر الأكياس وأدخلها المطبخ. تنحَّى ود قميحة من جهة الدُّخَانِ ودخلَ غرفتَه. والحرم مازالتْ تُرقِّعُ خيالَ بدْرٍ بمزيدٍ من الأنَّاتِ والأحَّات. ولكنَّ بَدْراً فى خَوْض، والحرم فى خَوْضٍ آخر. فبدُر هواجِسُهُ كلُّها فى كيفيةِ الإفلاتِ من العقابِ الذى ينتظره. فوالدُهُ وصاحِبُهُ لم يشربا شاىَ الصباحِ بسببِ تأخُّرِهِ (وهو بعدُ، لا يعلم أنَّ التى بين والدِهِ وصاحِبِهِ خراب)، علاوة على الإحراج الذى سببه لِأبيه، وطرده من المدرسة لوصوله متأخراً بعد الحصة الأولى، والأدهى والأمر أنَّ على والدِهِ أن يحضر إلى المدرسة يوم الأحد الصباح، وذلك يعنى تأخرُهُ عن العمل وضياع الأُوبرتايم.

    فالأمر فى ذهن بدر فى غاية الاحتدام والاضطرام. ولكنْ تذكَّرَ بدرٌ أنَّ والدتَه قد قالتْ له، إترك الأمرَ لى. وعلى العموم، لم يكن لبدرٍ أدنى تصوُّر للكيفية التى ستُدار بها هذه الأزمة ولم يكن مطمئناً، خاصةً أنه لم يسمع مطلقاً أنَّ والدته قد نَبَسَتْ بِبِنتِ شفةٍ فى حضرةِ والدِهِ، بغيرِ كلمةِ حاضر.

    وعلى أىِّ حال، فإنَّ دبلماسيةَ الحرمِ التى أفلحتْ فى صرفِ ذهنِ بدرٍ عنْ الاسترسالِ مع استخدامات الطلح والشاف لغيرِ أغراضِ مداواةِ الرطوبة، لَهِىَ قادرةٌ من وجهها الآخر، على خلقِ حالةٍ من التوازنِ فى نفسيةِ ود قميحة، ولو موقتاً، وعندها تستطيعُ الحرمُ أنْ تطلبَ ما تُريد، دون أنْ ترجعَ منه خاليةَ الوِفاض.

    يتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 05-02-2017, 11:28 PM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 05-02-2017, 11:29 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-02-17, 10:23 AM
  Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-02-17, 10:23 PM
    Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-02-17, 11:02 PM
      Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-03-17, 00:13 AM
        Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-03-17, 10:27 PM
          Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-03-17, 10:44 PM
            Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-03-17, 11:03 PM
              Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر صباح حسين طه05-04-17, 00:36 AM
                Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-04-17, 11:09 AM
                  Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-04-17, 11:21 AM
                    Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-04-17, 12:48 PM
                      Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-04-17, 09:06 PM
                        Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-07-17, 11:44 AM
                          Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-09-17, 09:15 PM
                            Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-11-17, 09:51 PM
                              Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-13-17, 06:30 AM
                                Re: أصـــــــابع بَــــــــــدُر حسين أحمد حسين05-13-17, 09:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de