|
Re: عندما يتزوج الرجل امرأة تكبره سناً: الأسب� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الدكتورة نجاة إبراهيم: علاقة بثلاثة أبعاد
للإطلاع على البعد النفسي لهذه الظاهرة الإجتماعية، سألت «لها» المتخصصة في العلاج النفسي الدكتورة نجاة إبراهيم عن أسباب توجه المرأة والرجل إلى هذا النوع من الزيجات. واعتبرت إبراهيم أن هذه الحالة لها ثلاثة أبعاد: البعد العاطفي، البعد الإجتماعي والإقتصادي والبعد النفسي.
- ما هو البعد العاطفي؟ إذا كانت النية صافية عند الشخصين وهناك فارق يتراوح بين 5 و10 سنوات بينهما، قد تنجذب المرأة عاطفياً من دون قصد إلى شخص يصغرها بالعمر ولكن يتمتع بنضجٍ ووعي أكبر من عمره، ويبادلها أيضاً الإنجذاب نفسه عندها تكون العلاقة صافية إلا أن هذه الحالات نادرة ولكنها تحصل.
- هل تدوم هذه العلاقات؟ نعم، فالشاب الذي يتزوج بإمرأة تكبره سناً يعني أنه وجد لديها عاطفياً الأشياء التي يبحث عنها في المرأة. وعندما نتحدث عن سن معينة ووضع إقتصادي وثقافي معين، نضع قواعد. ولكن أحياناً كثيرة لا ينطبق على الفرد كل ما هو سائد، أي لا نستطيع أن نطبّق كل البشر على قواعد معينة. والمرأة بعدما وصلت إلى مستوى علمي متقدم وقدرة على إثبات نفسها والإهتمام بذاتها، لم تعد سنوات العمر تشكل عائقاً أو مشكلة بين الشريكين.
- ماذا عن الإنجاب؟ اختصار دور المرأة بالإنجاب والبعد الجنسي غير مقبول، إذا أرادت المرأة الإنجاب فلديها فترة طويلة لذلك لأنها تستطيع أن تنجب لغاية الخامسة والأربعين. على الصعيد العاطفي والعقلاني قد يجد الرجل في المرأة التي اختارها وتكبره سناً المتطلبات التي يريدها من التناغم العقلي والفكري والعاطفي، ويشعر معها بالإرتياح كشريكة. في هذه الحالة فرق العمر ليس خطأً.
البعدان الإقتصادي والإجتماعي
عندما تكون المرأة عاملة ومصدر إنتاج وإستقرار وإستقلالية، يجري تعارف ما بين المرأة والرجل الذي بدوره يلغي مشكلة فارق العمر، على أساس أن هذه العلاقة ستؤمن له أموراً معينة لا يستطيع أن يؤمنها إذا كان يريد أن يعتمد على نفسه فقط أو على شريكة أصغر منه سناً، وبالتالي ستكون الأخيرة بمستوى إقتصادي أقل منه بكثير.
- هل يصبح في هذه الحالة زواج «مصلحة»؟ ليس بتعبير «المصلحة» بل الفائدة، فمن زاوية نفسية وإجتماعية هناك فائدة للطرفين، وإلا لماذا سأعيش مع شخص ما في ظل عدم وجود إستفادة عاطفية أو نفسية وليس فقط مادية؟! الشخص في هذه الحالة يعرف ماذا يريد ويعيش شراكة مع الآخر.
- متى تضعف هذه العلاقة؟ عندما يصلب عود الرجل إقتصادياً ويتحسن وضعه المادي وخصوصاً في ظل غياب الوعي عند المرأة التي تحاول فرض سيطرتها على زوجها لأنها هي من يملك المال وبالتالي من يملك المال يملك السلطة، عندها يذهب الرجل للبحث عن إمرأة أخرى.
- ماذا عن البعد النفسي؟ يعود اختيار الرجل امرأة تكبره سناً في أغلب الأحيان إلى تاريخه وعلاقته بأمه ومحاولة البحث عن علاقة أمومة، وهذا أمرٌ خطير لأن علاقة الزواج ليست علاقة أمومة. ويقع الشاب هنا فريسة واقعين: إما إرتباطه القوي بأمه ويسعى بالتالي لتكرار صورة الأم في الزوجة، واختياره هنا لا يقتصر على العمر إنما يمتد إلى علاقته الحميمة بزوجته، فتكون محدودة، بسبب الإحتفاظ بصورة الأم في اللاوعي لديه. أما الواقع الثاني فهو إحتمال فقدانه لأمه بسبب الوفاة أو الطلاق أو لسوء معاملتها له، وفي هذه الحالة يحاول التعويض عن الأم بالزوجة.
- في البعد النفسي عند المرأة، لماذا تختار الرجل الذي يصغرها سناً؟ هناك بعدان لإختيار المرأة رجلاً يصغرها سناً. أولاً: يمكن أن يكون لدى المرأة رغبات لا يستطيع الرجل الأكبر منها أن يلبيها، فالرجل يصل إلى سن اليأس كالمرأة مع أنه يستطيع أن ينجب، فاللياقة لديه تتدهور كما تتدهور اللياقة عند المرأة مع فارق أننا نضع للمرأة سناً معينة على أساس أنها لم تعد قادرة على الإنجاب. ثانياً: يمكن أن يكون قد فاتها قطار الزواج، أو لديها رغبة في الإحتضان والأمومة. لكل حالة خصوصياتها، ولا نستطيع أن نعمّم، فالظاهرة تتكرر ولها أسباب عديدة. فإذا كان هذا النوع من الزيجات هدفه سد نقص ما فهو مفهوم خاطئ لأن الزواج ليس لتعبئة النقص، بل للتكامل والتناغم والعيش معاً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|