مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديدة: مقال لكاتب مصري

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 05:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-19-2017, 07:21 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مع أن مصر تملك على الأرض من الأوراق ما يجعلها تزعج السودان ونظامه، غير أنها لم تبد استعدادا لاستخدامها حتى الآن.
    العرب محمد أبو الفضل [نُشر في 2017/04/19، العدد: 10607، ص(6)]

    يلاحظ المتابع لوسائل الإعلام في السودان هجوما شديدا على مصر، تجاوز الكثير من التقاليد المهنية ووصل حدا مرتفعا من التصعيد. وكأن هناك من يضغط لتتخلى مصر عن سياسة ضبط النفس التي تتحلى بها منذ فترة، وحتى وسائل الإعلام المصرية تجاوزت ما يمكن وصفه بـ”الفخ” ولم تتوقف كعادتها عند ما يردده البعض في السودان من انتقادات واتهامات مختلفة.

    الوقوف عند الصخب الحاصل في جنوب الوادي يسعى إلى تفسير ظاهرة التشدد المفاجئ الذي يلتحف به بعض الكتاب في السودان، فأحدهم كتب مؤخرا “من هي مصر حتى يصفها وزير بالمستفزة وآخر بالشقيقة”، وذكر فيه مغالطات علمية وتاريخية لا حصر لها.

    الواضح أن الكاتب أراد أن يثبت تفوق وكفاءة بلاده في جميع المجالات. وكان بإمكانه التعبير عن ذلك بأريحية ودون تزييف للحقيقة، فقد ترك العنان لخياله للدرجة التي قال فيها إن العرب احتلوا مصر لمدة 600 عام. ولم يكتف، بل زاد وتحدث صراحة عن دولة عربية بعينها حديثة النشأة بدأت مسيرة الاحتلال بقيادة عمرو بن العاص، في محاولة للنفاق توحي بالتفوق التاريخي على مصر.

    هذه الكتابات التي تعكر الأجواء، ربما لا تستحق تفنيدها والرد عليها أو مناقشتها من قبل البعض، لكنها كاشفة لطبيعة ما يتم تداوله في السودان بشأن مصر، وهو ما يجعل مهمة السياسة في إزالة الالتباس وسوء الفهم غاية في الصعوبة، لأن الحملات التي تدغدغ المشاعر وتلعب على وتر العواطف لها ما يعززها في الشارع، فهناك إحساس لم يعد خافيا يشي بأن مصر تفرض “وصايتها” على السودان.

    المشكلة أن بعض المسؤولين في السودان استجابوا لهذه النغمة وبدأوا العزف على وترها لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية. وحاولوا تفجير مشكلات كامنة بلا هدف سوى القول إن “السودان اليوم لم يعد كالسودان بالأمس”، وهي رسالة تريد وضع قواعد للعلاقة من منطلق أن السودان سيكون قوة إقليمية كبيرة ومؤثرة.

    السؤال الذي يحتاج إلى إجابة واضحة يتعلق بما يمكن وصفه بسياسة “فرض العضلات” الشائعة في السودان حاليا، على مستوى المسؤولين والنخب، ولماذا ارتفعت هذه النغمة مع أن العلاقات بين البلدين لم يطرأ عليها جديد؟

    ويفرض عمق السؤال ومنطقيته البحث في المتغيرات والتحولات والتطورات الإقليمية والدولية، لأنه بالفعل ليس هناك جديد في مسار العلاقات المشتركة، فانتماء النظام السوداني إلى الحركة الإسلامية معروف، وعلاقته القديمة بجماعة الإخوان لم تعد خافية على كثيرين، ومناوشاته بشأن أزمة مثلث حلايب وشلاتين مكررة، لكن في الآونة الأخيرة انحرفت المماحكات عن كل ذلك وتجاوزته.

    ومع أن مصر تملك على الأرض من الأوراق ما يجعلها تزعج السودان ونظامه، غير أنها لم تبد استعدادا لاستخدامها حتى الآن. وتصر على التمسك بعلاقة حسن الجوار وتغليب المصالح الإستراتيجية على الحيل التكتيكية، وتدرك أن الانجرار وراء المناوشات سيكون مكلفا.

    هناك خمسة محددات أساسية لها علاقة بتصاعد نفوذ الخرطوم على المستوى الإقليمي يمكن أن تفسر بعض الألغاز التي جعلت تصعيد الصحافة السودانية نحو مصر يبدو ممنهجا، وتعطي انطباعا بالتماسك والإصرار وعدم التراجع.

    * الأول: اقتراب موعد رفع العقوبات الأميركية على السودان، وهي عقوبات اقتصادية متدرجة، بعضها فرض منذ حوالي عشرين عاما. وكانت لها تأثيرات سلبية في مجالات متنوعة، ورفعها المنتظر في يونيو المقبل يفتح الباب للكثير من أوجه الحيوية والنشاط الاقتصادي، ويجذب استثمارات عديدة من الولايات المتحدة وغيرها، ناهيك عن المعاني السياسية التي تحملها عملية رفع العقوبات، من زاوية الانفتاح على الغرب عموما.

    * الثاني: ضم السودان للدول المكافحة للإرهاب، وتجاوز الحقبة السابقة التي كان فيها هذا البلد متهما بتصدير ودعم المتطرفين. وبدأت تجليات المسألة تتضح على المستوى الأفريقي، حيث عقد اجتماع في الخرطوم قبل أيام لرؤساء أجهزة مخابرات ناقش سياسات وآليات تضييق الخناق على تنقلات الإرهابيين عبر الدول الأفريقية. كما شارك السودان لأول مرة في اجتماعات قمة رؤساء أركان المجموعة الأميركية الأوروبية الأفريقية (أفريكوم) في شتوتغارت بألمانيا، الأمر الذي يضاعف الاعتماد عليه كذراع أمنية جديدة في الحرب الكونية على الإرهاب.

    * الثالث: تزايد دعم بعض الدول العربية للسودان، الذي نجح في أن يقدم نفسه كحليف يمكن الاعتماد عليه عسكريا، خاصة بعد أن أرسل المئات من جنوده للمشاركة على الأرض في حرب اليمن ودعم التحالف العربي لعودة الشرعية هناك، وهي خطوة منحت الخرطوم مزايا نوعية لدى بعض دول الخليج العربي.

    وعزز السودان هذه الخطوة بقطع علاقاته مع إيران وقبلها إغلاق مراكزها الثقافية في أراضيه، وهو ما يفتح الباب للمزيد من التعاون مع الدول الخليجية، وجذب استثمارات جديدة لزراعة مساحات واسعة من الأراضي، فضلا عن وجود أفق لتطوير العلاقات العسكرية والاقتصادية مع كل من تركيا والصين وروسيا.

    * الرابع: تقوية أواصر التحالف مع إثيوبيا، والتأكيد أن سد النهضة ينطوي على مصلحة سودانية، وتجاهل الخلافات السابقة مع أديس أبابا من دعم ظاهر للمعارضة المسلحة وتجاهل احتلال منطقة “الفشقة” السودانية. وربما يؤدي هذا التحالف إلى انضمام الخرطوم لاتفاقية عنتيبي ومنحها أغلبية لسريانها فعليا، وتسعى إلى عدم الاعتداد باتفاقيات تاريخية سابقة حافظت على حقوق مصر المائية عند نسبة 55,5 مليار متر مكعب، والسودان عند نسبة 18,5 مليار متر مكعب، ويأمل السودان في تعويض خسارته المائية من خلال اعتقاده أن بناء سد النهضة يساعد على زيادة الرقعة الزراعية في أراضيه.

    * الخامس: الشروع في بناء عدد من السدود السودانية على نهر النيل، بتشجيع ودعم وتمويل من بعض الدول العربية، وهو ما يسبب أضرارا مائية لمصر ربما تفوق في خطورتها التداعيات السلبية لسد النهضة، ما يمنح قطاعا كبيرا من السودانيين دفعة معنوية تزيدهم قوة لرفض ما يزعمون أنه “هيمنة” مصرية تاريخية، وتعظيم هذه المسألة يعرقل الكثير من التفاهمات السياسية.

    هذه المشاهد مقتطفات مركزة لفهم سر التطاول الطارئ لدى بعض السودانيين، المعروف عنهم التواضع والأدب والكرم، فقد تربى الكثير من المصريين على أن لهم إخوة في السودان يفرحون معهم في المسرات ويحزنون عليهم في الملمات.

    في المقابل، لا تزال مصر منكفئة على لملمة جراحها الداخلية، والتخفيف من حدة الأزمات الاقتصادية والمجتمعية، الأمر الذي أرخى بظلال قاتمة على جوانب من علاقاتها الإقليمية، ولم تجرؤ القاهرة على تبني صيغ متطورة، كما فعل السودان، حيث طور بشكل لافت في علاقاته، مع أن أزماته المحلية أشد وطأة من مصر.

    الحاصل أن المواقف الحاسمة من بعض القضايا الإقليمية فتحت المجال أمام السودان ليكون رقما مهما في الكثير من المعادلات الراهنة، مع كل من اليمن وإثيوبيا وإيران، ودول عربية وغربية كثيرة، في حين لا تزال القاهرة تتعثر في حسم جزء معتبر من خياراتها، وهو ما يجعل الطريق مفتوحا للسودان، في ظل كوابح تقليدية تردع آخرين عن التقدم في الفضاء الإقليمي.


    كاتب مصري

    محمد أبو الفضل
                  

العنوان الكاتب Date
مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديدة: مقال لكاتب مصري محمد عبد الله الحسين04-19-17, 07:19 AM
  Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 07:21 AM
    Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 07:23 AM
      Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد ترهاقا04-19-17, 07:34 AM
        Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 07:57 AM
          Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 08:19 AM
            Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 08:26 AM
              Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 09:05 AM
    Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد ابراهيم عبد الوهاب04-19-17, 09:32 AM
  Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد Hassan Farah04-19-17, 09:04 AM
    Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 09:14 AM
      Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 09:16 AM
        Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 09:25 AM
          Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد MOHAMMED ELSHEIKH04-19-17, 09:33 AM
            Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 10:16 AM
            Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد Ali Abdalla04-19-17, 10:25 AM
              Re: مصر والسودان في ميزان حسابات إقليمية جديد محمد عبد الله الحسين04-19-17, 12:29 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de